*السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللهِ وَ بَرَكَاتُهُ*
*اسعد اللهُ جَمِيعَ أَوْقَاتِكُمْ بِالخَيْرِ وَ السَّعَادَةِ وَأَسْأَلُ اللهَ أَنْ يتولاكم في الدنيا والآخرة وان يتقبل منا ومنكم صالح الاعمال .*
```•••✦•(( فتوى ))•✦•••```********
```(( حكم الجهاد في هذا العصر ))```
•┈┈┈••••●◆❁◆●••••┈┈┈•
~_*السؤال :*_~
*أرجو أن تبين مدى حاجة المجتمع الإسلامي للجهاد في سبيل الله ؟.*
•┈┈┈••••●◆❁◆●••••┈┈┈•
~_*الجواب :*_~
*هذه الحاجة بينها الله - عز وجل - في كتابه فقال :﴿ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ ﴾[ الأنفال : 39 ] فالناس في حاجة إلى قتال الكفار الآن حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ، ولكن هل يجب القتال ، أو هل يجوز القتال مع عدم القدرة عليه ؟ الجواب : لا يجب ، بل ولا يجوز أن نقاتل ونحن غير مستعدين له ، والدليل على هذا أن الله - عز وجل - لم يفرض على نبيه وهو في مكة أن يقاتل المشركين ، وأن الله أذن لنبيه في صلح الحديبية أن يعاهد المشركين ذلك العهد الذي إذا تلاه الإنسان ظن أن فيه خذلاناً للمسلمين . كثير منكم يعرف كيف كان صلح الحديبية ، حتى قال عمر بن الخطاب : (يا رسول الله ! ألسنا على الحق وعدونا على الباطل ؟ قال : « بلى » ، قال : فلم نعط الدنّية في ديننا ؟ ) فظن هذا خذلاناً ، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم لا شك أنه أفقه من عمر ، وأن الله - تعالى - أذن له في ذلك ، فقال صلى الله عليه وسلم : « إني رسول الله ، ولست أعصيه ، وهو ناصري ». انظر الثقة الكاملة في هذه الحالة الضنكة الحرجة ، يعلن هذا ويقول : ( لست أعصيه ، وهو ناصري ) سيكون ناصراً لي ، وإن كان ظاهر الصلح أنه خذلان للمسلمين ، وهذا يدلنا على مسألة مهمة ، وهي : قوة ثقة المؤمن بربه ، فهذا محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذه الحال الحرجة يقول : ( وهو ناصري ) . وفي قصة موسى - عليه السلام - لما لحقه فرعون وجنوده وكان أمامهم البحر وخلفهم فرعون وجنوده ، ماذا قال أصحابه ؟ قالوا : إنا مدركون ، قال : كلا . لا يمكن أن ندرك﴿ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴾ [ الشعراء : 62 ] سيهديني لشيء يكون فيه الإنقاذ ، وحصل الإنقاذ وحصل هلاك فرعون وقومه . فالمهم : أنه يجب على المسلمين الجهاد ، حتى تكون كلمة الله هي العليا ، ويكون الدين كله لله ، لكن الآن ليس بأيدي المسلمين ولا يستطيعون جهاد الكفار ، حتى ولا جهاد مدافعة في الواقع . جهاد المهاجمة - لا شك - أنه الآن غير ممكن حتى يأتي الله - عز وجل - بأمة واعية تستعد إيماناً ونفسياً ثم عسكرياً ، أما ونحن على هذا الوضع فلا يمكن أن نجاهد أعداءنا ، ولذلك انظر إلى إخواننا في جمهورية البوسنة والهرسك ماذا يفعل بهم النصارى ؛ يمزقونهم أشلاءً ، وينتهكون حرماتهم ، وقيل لنا : إنهم يذبحون الطفل أمام أمه ، ويجبرونها على أن تشرب من دمه ، نعوذ بالله ! شيء لا يتصور الإنسان أنه يقع ، ومع ذلك فإن الأمم النصرانية تماطل وتتساهل وتعد وتُخلف ؛ والأمة الإسلامية ليس لها إلا التنديد القولي دون الفعلي ، من بعضها لا من كلها ، وإلا فلو أن الأمة الإسلامية فعلت شيئاً ولو قليلاً مما تقدر عليه لأثر ذلك ، لكن مع الأسف أننا نقف وكأننا متفرجون لاسيما بعض ولاة الأمور في الأمة الإسلامية ، الشعوب معها شعور ، معها حركة قلبية ، لكن لا يكفي هذا ، والله إن الإنسان كلما ذكر إخوانه هناك تألم لهم ألماً شديداً ، لكن ماذا نعمل ؟ نشكو إلى الله عز وجل ، ونسأل الله - تعالى - أن يقيم علم الجهاد في الأمة الإسلامية حتى نقاتل أعداءنا وأعداء الله لتكون كلمة الله هي العليا . فالآن الخلاصة في الجواب : أن الجهاد واجب ( حتى لا تكون فتنة ) أي : صد عن سبيل الله ، ولا يستطيع أعداء المسلمين أن يدعوا لدينهم ، ويكون الدين كله لله ، ولكن هذا بشرط أن يكون عندنا قدرة ، وليس عندنا الآن قدرة ، حتى ولا قدرة الدفاع مع الأسف ، فكيف بقدرة المهاجمة ، ولما كان المسلمون على الحق ، ويعتمدون على رب العزة والجلال ، ويمسكون المصحف بيد والرمح بيد ، ويقدمون المصحف على الرمح فتحوا مشارق الأرض ومغاربها ، وبدأ الناس يأتون إليهم من كل جانب﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ۞ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً ﴾[ النصر : 1 - 2 ] . فبدأ الناس يقبلون على الإسلام ؛ لأن الإسلام دين الفطرة ، والقيم العالية ، والأخلاق الفاضلة ، فلو عرض للناس ، وصور لهم نظرياً وتطبيقياً ؛ ما أرادوا سواه ، لكن - مع الأسف - المسلمون اليوم أكثر همهم ماذا عندك من المال ؟ وكيف قصرك وبيتك ؟ وكيف سيارتك ؟ هذا أكثر حال الناس - مع الأسف - ولهذا تجد الغش في المعاملات ، والكذب ، والخداع ، والمكر وكل شيء ؛ لأن الناس شغلوا بما خلق لهم عما خلقوا له ، نحن خلقنا للعبادة ، وخلق لنا ما في الأرض جميعاً ؛ فشغلنا بما خلق لنا عما خلقنا له ، نسأل الله أن يحيينا وإياكم حياة طيبة ، وأن يبدل الحال بخير منه .*
•┈┈┈••••●◆❁◆●••••┈┈┈•
*🎙 المصدر : سلسلة لقاءات الباب المفتوح > لقاء الباب المفتوح [ 33 ] لِفَضِيلَةِ الشَّيْخِ العَلَّامَةِ : مُحَمَّدٌ بِنْ صَالِحُ العُثَيْمِين رَحِمَهُ الله تَعَالَى .*
*الجهاد .*
•┈┈┈••••●◆❁◆●••••┈┈┈•
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك