عدد الضغطات : 9,172عدد الضغطات : 6,678عدد الضغطات : 6,397عدد الضغطات : 5,605
التميز خلال 24 ساعة
العضو المميز المراقب المميز المشرف المميز الموضوع المميز القسم المميز
قريبا
قريبا
قريبا

بقلم :
المنتدى الاسلامي العام

العودة   منتديات الحقلة > المنتدى الاسلامي > مناسك الحج والعمرة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: ضع بصمتك .. واترك أثراً ..~ (آخر رد :السموه)       :: مؤلم ... (آخر رد :السموه)       :: وقع ولو بكلمه (آخر رد :السموه)       :: ذات مساء مساحه خاصه لكم (آخر رد :السموه)       :: اللهم ... (آخر رد :السموه)       :: لـ نهتف : (يَآرَبْ )مساحة خاصه لكم لتناجون البارئ بماشئتم (آخر رد :السموه)       :: ثرثرة الواو (آخر رد :السموه)       :: دعاء اليوم ((متجدد بإذن الله)) (آخر رد :ابو يحيى)       :: تهنئة بحلول عيد الفطر المبارك (آخر رد :ابو يحيى)       :: أبي ... (آخر رد :السموه)      


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 30-06-2022   #11
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ أسبوع واحد (01:21 AM)
 المشاركات : 210,290 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي في باب الحج



■ سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي ■ لِمَعَالِي شَيْخِنَا العَلَّامَة الدُّكْـتُور/ صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وأَمَدَّهُ بِالعَافِيَةِ
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( 11 )*
____________________________
وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ اللهُ:

*ثَـالِـثًـا: يُسْتَحَبُّ لِمَنْ يُرِيدُ الإِحْـرَامَ: أَنْ يَتَطَيَّبَ فِي بَدَنِهِ بِمَا تَيَسَّرَ مِنْ أَنْوَاعِ الطِّيبِ:* كَالمِسْكِ، وَالبَخُورِ، وَمَاءِ الوَرْدِ، وَالعُودِ؛ لِقَوْلِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّٰهُ عَنْهَا:(كُنْتُ أُطَيِّبُ رَسُولَ اللهِ ﷺ لِإِحْـرَامِـهِ قَبْلَ أَنْ يُحْرِمَ، وَلِحِلِّهِ قَبْلَ أَنْ يَطُوفَ بِالبَيْتِ).
قَـالَ شَيْخُ الإِسْـلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللهُ:(إِنْ شَاءَ المُحْرِمُ أَنْ يَتَطَيَّبَ فِي بَدَنِهِ؛ فَهُوَ حَسَنٌ، وَلَا يُؤْمَرُ المُحْرِمُ قَبْلَ الإِحْرَامِ بِذَلِكَ؛ فَإِنَّ النَّبِيَّ ﷺ فَعَلَهُ وَلَمْ يَأْمُرْ بِهِ النَّاسَ).

*رَابِـعًـا: يُسْتَحَبُّ لِلذَّكَرِ قَبْلَ الإِحْـرَامِ: أَنْ يَتَجَرَّدَ مِنَ المَخِيطِ، وَهُـوَ: كُـلُّ مَا يُخَاطُ عَلَىٰ قَدْرِ المَلْبُوسِ عَلَيْهِ أَوْ عَلَىٰ بَعْضِهِ: كَالقَمِيصِ وَالسَّرَاوِيلِ؛* لِأَنَّهُ ﷺ تَجَرَّدَ لِإِهْـلَالِـهِ، وَيَسْتَبْدِلُ المَلَابِسَ المَخِيطَةَ؛ بِـإِزَارٍ وَرِدَاءٍ أَبْيَضَيْنِ نَظِيفَيْنِ، وَيَجُوزُ بِغَيْرِ الأَبْيَضَيْنِ مِمَّا جَـرَتْ عَـادَةُ الـرِّجَـالِ بِلُبْسِهِ.

*■ وَالحِكْمَةُ فِي ذَلِكَ: أَنَّهُ يَبْتَعِدُ عَنِ التَّرَفُّهِ، وَيَتَّصِفُ بِصِفَةِ الخَاشِعِ الذَّلِيلِ، وَلْيَتَذَكَّرْ بِذَلِكَ أَنَّهُ مُحْرِمٌ فِي كُلِّ وَقْتٍ، فَيَتَجَنَّبَ مَحْظُورَاتِ الإِحْـرَامِ، وَلْيَتَذَكَّرِ المَوْتَ، وَلِبَاسَ الأَكْفَانِ، وَيَتَذَكَّرِ البَعْثَ وَالنُّشُورَ ... إِلَىٰ غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الحِكَمِ.*

*■ وَالتَّجَرُّدُ عَنِ المَخِيطِ قَبْلَ نِيَّةِ الإِحْرَامِ سُنَّةٌ، أَمَّا بَعْدَ نِيَّةِ الإِحْرَامِ؛ فَهُوَ وَاجِبٌ.*
وَلَوْ نَوَى الإِحْرَامَ وَعَلَيْهِ ثِيَابُهُ المَخِيطَةُ؛ صَحَّ إِحْرَامُهُ وَوَجَبَ عَلَيْهِ نَزْعُ المَخِيطِ.

■ فَإِذَا أَتَمَّ هَذِهِ الأَعْمَال؛ فَقَدْ تَهَيَّأَ لِلْإِحْرَامِ، وَلَيْسَ فِعْلُ هَذِهِ الأُمُورِ إِحْرَامًا كَمَا يَظُنُّ كَثِيرٌ مِنَ العَوَامِّ؛ *لِأَنَّ الإِحْرَامَ هُـوَ: نِيَّةُ الدُّخُولِ وَالشُّرُوعِ فِي النُّسُكِ؛ فَلَا يَصِيرُ مُحْرِمًا بِمُجَرَّدِ التَّجَرُّدِ مِنَ المَخِيطِ وَلُبْسِ مَلَابِسِ الإِحْرَامِ مِنْ غَيْرِ نِيَّةِ الدُّخُولِ فِي النُّسُكِ؛ لِقَوْلِهِ ﷺ:«إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ».*

*■ أَمَّا الصَّلَاةُ قَبْلَ الإِحْرَامِ؛ فَالأَصَحَّ أَنَّهُ لَيْسَ لِلْإِحْرَامِ صَلَاةٌ تَخُصُّهُ،* لَكِنْ إِنْ صَادَفَ وَقْتَ فَرِيضَةٍ؛ أَحْـرَمَ بَـعْـدَهَـا؛ لِأَنَّهُ ﷺ أَهَـلَّ دُبُـرَ الصَّلَاةِ، وَعَنْ أَنَسٍ: أَنَّهُ صَلَّى الظُّهْرَ ثُمَّ رَكِبَ رَاحِلَتَهُ.
*قَالَ العَلَّامَةُ ابنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ:(وَلَمْ يُنْقَلْ عَنْهُ ﷺ أَنَّهُ صَلَّىٰ لِـلْإِحْــرَامِ رَكْعَتَيْنِ غَيْرَ فَرْضِ الظُّهْرِ).*

*■ وَهُـنَـا تَنْبِـيهٌ لَا بُـدَّ مِـنْـهُ:...*

- نَكْتَفِي بِهَذَا الْقَدْرِ، وَنُكْمِلُ فِي الْعَدَدِ الْقَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ -
____________________________
[ صَـــفْــــحَــــة: 237 - 238 ].
____________________________



 

رد مع اقتباس
قديم 30-06-2022   #12
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ أسبوع واحد (01:21 AM)
 المشاركات : 210,290 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي في باب الحج



■ سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي ■ لِمَعَالِي شَيْخِنَا العَلَّامَة الدُّكْـتُور/ صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وأَمَدَّهُ بِالعَافِيَةِ
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( 12 )*
____________________________
وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ اللهُ:

*■ وَهُـنَـا تَنْبِـيهٌ لَا بُـدَّ مِـنْـهُ:*
*وَهُـوَ: أَنَّ كَثِيرًا مِنَ الحُجَّاجِ، يَظُنُّونَ أَنَّهُ لَا بُـدَّ أَنْ يَكُونَ الإِحْرَامُ مِنَ المَسْجِدِ المَبْنِيِّ فِي المِيقَاتِ، فَتَجِدُهُمْ يَهْرَعُونَ إِلَيْهِ رِجَالًا وَنِسَاءً، وَيَزْدَحِمُونَ فِيهِ، وَرُبَّمَا يَخْلَعُونَ ثِيَابَهُمْ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابَ الإِحْرَامِ فِيهِ، وَهَـذَا لَا أَصْـلَ لَـهُ.*

*■ وَالمَطْلُوبُ مِنَ المُسْلِمِ: أَنْ يُحْرِمَ مِنَ المِيقَاتِ،* فِي أَيِّ بُقْعَةٍ مِنْهُ، لَا فِي مَحِلٍّ مُعَيَّنٍ، بَلْ يُحْرِمُ حَيْثُ تَيَسَّرَ لَـهُ، وَمَا هُـوَ أَرْفَقُ بِهِ وَبِمَنْ مَعَهُ، وَفِيمَا هُوَ أَسْتَرُ لَـهُ وَأَبْـعَـدُ عَنْ مُـزَاحَمَـةِ الـنَّـاسِ.

*■ وَهَـذِهِ المَسَاجِدُ الَّتِي فِي المَوَاقِيتِ، لَمْ تَكُنْ مُوجُودَةً عَلَىٰ عَهْدِ النَّبِيِّ ﷺ، وَلَمْ تُبْنَ لِأَجْـلِ الإِحْـرَامِ مِنْهَا، وَإِنَّمَا بُنِيَتْ لِإِقَامَةِ الصَّلَاةِ فِيهَا مِمَّنْ هُوَ سَاكِنٌ حَوْلَهَا، هَـذَا مَـا أَرْدَنَـا التَّنْبِـيـهَ عَلَيْهِ، وَاللهُ المُوَفِّقُ.*

*■ وَيُخَيَّرُ أَنْ يُحْرِمَ بِمَا شَـاءَ مِنَ الأَنْسَاكِ الثَّلَاثَةِ، وَهِيَ: الـتَّـمَـتُّـعُ، وَالــقِــرَانُ، وَالإِفْــرَادُ:*
*فَـ(التَّمَتُّعُ) أَنْ يُحْرِمَ بِالعُمْرَةِ فِي أَشْهُرِ الحَجِّ، وَيَفْرُغَ مِنْهَا، ثُمَّ يُحْرِمَ بِالحَجِّ فِي عَـامِـهِ.*
*وَ(الإِفْرَادُ) أَنْ يُحْرِمَ بِالحَجِّ فَقَطْ مِنَ المِيقَاتِ، وَيَبْقَىٰ عَلَىٰ إِحْرَامِهِ حَتَّىٰ يُؤَدِّيَ أَعْمَالَ الحَجِّ.*
*(وَالقِرَانُ) أَنْ يُحْرِمَ بِالعُمْرَةِ وَالحَجِّ مَعًا، أَوْ يُحْرِمَ بِالعُمْرَةِ ثُمَّ يُدْخِلَ عَلَيْهَا الحَجَّ قَبْلَ شُرُوعِهِ فِي طَوَافِهَا، فَيَنْوِيَ العُمْرَةَ وَالحَجَّ مِنَ المِيقَاتِ، أَوْ قَبْلَ الشُّرُوعِ فِي طَوَافِ العُمْرَةِ، وَيَطُوف لَهُمَا وَيَسْعَىٰ.*
*وَعَلَى المُتَمَتِّعِ وَالقَارِنِ فِدْيَةٌ إِنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ حَاضِرِي المَسْجِدِ الحَرَامِ.*
*وَأَفْضَلُ هَـذِهِ الأَنْسَاكِ الثَّلَاثَةِ: التَّمَتُّعُ؛ لِأَدِلَّـةٍ كَثِيرَةٍ.*

*■ فَـإِذَا أَحْـرَمَ بِـأَحَـدِ هَـذِهِ الأَنْسَاكِ، لَبَّىٰ عَقِبَ إِحْـرَامِـهِ، فَيَقُولُ:(لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ) وَيُـكْـثِـرُ مِـنَ الـتَّـلْـبِـيَـةِ، وَيَـرْفَـعُ بِـهَـا صَـوْتَــهُ.*
____________________________
[ صَـــفْــــحَــــة: 238 - 239 ].



 

رد مع اقتباس
قديم 30-06-2022   #13
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ أسبوع واحد (01:21 AM)
 المشاركات : 210,290 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي في باب الحج



■ سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي ■ لِمَعَالِي شَيْخِنَا العَلَّامَة الدُّكْـتُور/ صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وأَمَدَّهُ بِالعَافِيَةِ
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( 13 )*
____________________________
قَالَ شَيْخُنَا عَفَا اللهُ عَنْهُ وَغَفَرَ لَهُ:

*بَـــــابٌ*
*فِـي مَـحْـظُـورَاتِ الإِحْـــرَامِ*
*■ مَحْظُورَاتُ الإِحْرَامِ: هِيَ المُحَرَّمَاتُ الَّتِي يَجِبُ عَلَى المُحْرِمِ تَجَنُّبُهَا بِسَبَبِ الإِحْرَامِ، وَهَـذِهِ المَحْظُورَاتُ تِسْعَةُ أَشْيَاءَ:*

*■ المَحْظُورُ الأَوَّلُ: حَلْقُ الشَّعرِ:* فَيَحْرُمُ عَلَى المُحْرِمِ إِزَالَتُهُ مِنْ جَمِيعِ بَدَنِهِ بِلَا عُـذْرٍ؛ بِحَلْقٍ أَوْ نَتْفٍ أَوْ قَلْعٍ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَىٰ:﴿وَلا تَحْلِقُوا رُؤُوسَكُمْ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ﴾ فَنَصَّ تَعَالَىٰ عَلَى حَلْقِ الرَّأْسِ، وَمِثْلُهُ شَعرُ البَدَنِ وِفَاقًا؛ لِأَنَّهُ فِي مَعْنَاهُ، وَلِحُصُولِ التَّرَفُّهِ بِإِزَالَتِهِ؛ فَإِنَّ حَلْقَ الشَّعرِ يُؤْذِنُ بِالرَّفَاهِيَةِ، وَهِيَ تُنَافِي الإِحْرَامَ؛ *لِأَنَّ المُحْرِمَ يَكُونُ أَشْعَثَ أَغْبَرَ.*
■ فَإِنْ خَرَجَ بِعَيْنِهِ شَعرٌ؛ أَزَالَـهُ وَلَا فِدْيَةَ عَلَيْهِ؛ لِأَنَّهُ شَعرٌ فِي غَيْرِ مَحِلِّهِ، وَلِأَنَّهُ أَزَالَ مُؤْذِيًا.

*■ المَحْظُورُ الثَّانِي: تَقْلِيمُ الأَظْفَارِ أَوْ قَصُّهَا مِنْ يَدٍ أَوْ رِجْلٍ بِلَا عُـذْرٍ:* فَإِنِ انْكَسَرَ ظُفْرُهُ فَأَزَالَهَا، أَوْ زَالَ مَعَ جِلْدٍ؛ فَلَا فِدْيَةَ عَلَيْهِ؛ لِأَنَّهُ زَالَ بِالتَّبَعِيَّةِ لِغَيْرِهِ، وَالتَّابِعُ لَا يُفْرَدُ بِحُكْمٍ.
بِخِلَافِ مَا إِذَا حَلَقَ شَعرَهُ لِقَمْلٍ أَوْ صُدَاعٍ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَىٰ:﴿فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذَىً مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ﴾ وَلِحَدِيثِ كَعْبِ ابْنِ عُجْرَةَ، قَالَ: كَانَ بِي أَذًى مِنْ رَأْسِي، فَحُمِلْتُ إِلَىٰ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَالْقَمْلُ يَتَنَاثَرُ عَلَىٰ وَجْهِي، فَقَالَ:«مَا كُنْتُ أُرَىٰ أَنَّ الْجَهْدَ بَلَغَ مِنْكَ مَا أَرَى، تَجِدُ شَاةً؟» قُلْتُ: لَا، فَنَزَلَتْ:﴿فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ﴾ قَالَ:«هُـوَ صَوْمُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، أَوْ إِطْعَامُ سِتَّةِ مَسَاكِينَ، أَوْ ذَبْحُ شَاةٍ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، وَذَلِكَ الأَذَىٰ حَصَلَ مِنْ غَيْرِ الشَّعرِ، وَهُوَ القَمْلُ.

■ وَيُبَاحُ لِلْمُحْرِمِ غَسْلُ شَعرِهِ بِسِدْرٍ وَنَحْوِهِ؛ فَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْهُ ﷺ أَنَّهُ غَسَلَ رَأْسَهُ وَهُوَ مُحْرِمٌ، ثُمَّ حَرَّكَ رَأْسَهُ بِيَدَيْهِ، فَأَقْبَلَ بِهِمَا وَأَدْبَرَ.
*قَالَ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ رَحِمَهُ اللهُ:(لَهُ أَنْ يَغْتَسِلَ مِنَ الجَنَابَةِ بِالِاتِّفَاقِ - يَعْنِي: إِذَا احْتَلَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ - وَكَذَا لِغَيْرِ الجَنَابَةِ).*

*■ المَحْظُورُ الثَّالِثُ: تَغْطِيَةُ رَأْسِ الذَّكَرِ؛ لنَِهْيِهِ ﷺ عَنْ لُبْسِ العَمَائِمِ وَالبَرَانِسِ.*
*قَالَ العَلَّامَةُ ابنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ:(كُلُّ مُتَّصِلٍ مُلَامِسٍ يُرَادُ لِسَتْرِ الرَّأْسِ كَالعِمَامَةِ وَالقُبَّعَةِ وَالطَّاقِيَّةِ وَغَيْرِهَا مَمْنُوعٌ بِالِاتِّفَاقِ)انْتَهَىٰ.*
وَسَوَاء كَانَ الغِطَاءُ مُعْتَادًا: كَعِمَامَةٍ،
أَمْ لَا: كَقِرْطَاسٍ وَطِينٍ وَحِنَّاءٍ أَوْ عِصَابَةٍ.

*■ وَلَهُ أَنْ يَسْتَظِلَ بِخَيْمَةٍ أَوْ شَجَرَةٍ أَوْ بَيْتٍ؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ ﷺ ضُرِبَتْ لَهُ خَيْمَةٌ فَنَزَلَ بِهَا وَهُوَ مُحْرِمٌ.*

*■ وَكَذَا يَجُوزُ لِلْمُحْرِمِ الِاسْتِظْلَالُ بِالشَّمْسِيَّةِ عِنْدَ الحَاجَةِ، وَيَجُوزُ لَهُ رُكُوبُ السَّيَّارَةِ المَسْقُوفَةِ، وَيَجُوزَ لَهُ أَنْ يَحْمِلَ عَلَىٰ رَأْسِهِ مَتَاعًا لَا يَقْصِدُ بِهِ التَّغْطِيَةَ.*

- نَكْتَفِي بِهَذَا الْقَدْرِ، وَنُكْمِلُ فِي الْعَدَدِ الْقَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ -
____________________________
[ صَـــفْــــحَــــة: 239 - 240 ].
____________________________



 

رد مع اقتباس
قديم 30-06-2022   #14
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ أسبوع واحد (01:21 AM)
 المشاركات : 210,290 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي في باب الحج



■ سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي ■ لِمَعَالِي شَيْخِنَا العَلَّامَة الدُّكْـتُور/ صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وأَمَدَّهُ بِالعَافِيَةِ
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( 14 )*
____________________________
وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ اللهُ:

*■ المَحْظُورُ الرَّابِعُ: لُبْسُ الذَّكَرِ المَخِيطَ عَلَىٰ بَدَنِهِ أَوْ بَعْضِهِ؛ مِنْ قَمِيصٍ أَوْ عِمَامَةٍ أَوْ سَرَاوِيلَ، وَمَا عُمِلَ عَلَىٰ قَدْرِ العُضْوِ؛ كَالخُفَّيْنِ وَالقُفَّازَيْنِ وَالجَوَارِبِ؛* لِمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ أَنَّهُ ﷺ سُئِلَ: مَا يَلْبَسُ المُحْرِمُ؟ قَالَ:« لَا يَلْبَسُ القَمِيصَ، وَلَا العِمَامَةَ، وَلَا البَرَانِسَ، وَلَا السَّرَاوِيلَ، وَلَا ثَوْبًا مَسَّهُ وَرْسٌ وَلَا زَعْفَرَانٌ، وَلَا الخُفَّيْن» قَـالَ شَيْخُ الإِسْـلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللهُ:(النَّبِيُّ ﷺ نَهَىٰ المُحْرِمَ أَنْ يَلْبَسَ القَمِيصَ وَالبَرَانِسَ وَالسَّرَاوِيلَ وَالخُفَّ وَالعِمَامَةَ، وَنَهَاهُمْ أَنْ يُغَطُّوا رَأْسَ المُحْرِمِ بَعدَ المَوْتِ، وَأَمَرَ مَنْ أَحْرَمَ فِي جُبَّةٍ أَنْ يَنْزِعَهَا عَنْهُ، فَمَا كَانَ مِنْ هَذَا الجِنْسِ؛ فَهُوَ ذَرِيعَةٌ فِي مَعنَىٰ مَا نَهَىٰ عَنْهُ النَّبِيُّ ﷺ، فَمَا كَانَ فِي مَعنَى القَمِيصِ؛ فَهُوَ مِثْلُهُ، وَلَيْسَ لَهُ أَنْ يَلْبَسَ القَمِيصَ بِكُمٍّ وَلَا بِغَيْرِ كُمٍّ، وَسَوَاءً أَدْخَلَ يَدَيْهِ أَوْ لَمْ يُدْخِلْهَا، وَسَوَاءً كَانَ سَلِيمًا أَوْ مَخْرُوقًا، وَكَذَلِكَ لَا يَلْبَسُ الجُبَّةَ وَلَا العِبَاءَ الَّذِي يُدْخِلُ فِيهِ يَدَيْهِ...) إِلَىٰ أَنْ قَالَ:(وَهَذَا مَعنَىٰ قَوْلِ الفُقَهَاءِ: لَا يَلْبَسُ المَخِيطَ، *وَالمَخِيطُ: مَا كَانَ مِنَ اللِّبَاسِ عَلَىٰ قَدْرِ العُضْوِ،* وَلَا يَلْبَسُ مَا كَانَ فِي مَعنَى السَّرَاوِيلَ؛ كَالتُّبَّانِ وَنَحْوِهِ) انْتَهَىٰ.

■ وَإِذَا لَمْ يَجِدِ المُحْرِمُ نَعْلَيْنِ؛ لَبِسَ خُفَّيْنِ، أَوْ لَمْ يَجِدْ إِزَارًا؛ لَبِسَ السَّرَاوِيلَ، إِلَىٰ أَنْ يَجِدَهُ، فَإِذَا وَجَدَ إِزَارًا؛ نَزَعَ السَّرَاوِيلَ، وَلَبِسَ الإِزَارَ؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ ﷺ رَخَّصَ فِي عَرَفَاتٍ فِي لُبْسِ السَّرَاوِيل لِمَنْ لَمْ يَجِدْ إِزَارًا.

*■ وَأَمَّا المَرْأَةُ؛ فَتَلْبَسُ مِنَ الثِّيَابِ مَا شَاءَتْ حَالَ الإِحْرَامِ؛ لِحَاجَتِهَا إِلَى السِّتْرِ، إِلَّا أَنَّهَا لَا تَلْبَسُ البُرْقُعَ، وَهُوَ لِبَاسٌ تُغَطِّي بِهِ المَرْأَةُ وَجْهَهَا، فِيهِ نَقْبَانِ عَلَى العَيْنَيْنِ؛ فَلَا تَلْبَسُهُ المُحْرِمَةُ، وَتُغَطِّي وَجْهَهَا بِغَيْرِهِ مِنَ الخِمَارِ وَالجِلْبَابِ.*

*■ وَلَا تَلْبَسِ القُفَّازَيْنِ عَلَىٰ كَفَّيْهَا؛* لِقَوْلِهِ ﷺ: «لَا تَنْتَقِبِ المَرْأَةُ المُحْرِمَةُ، وَلَا تَلْبَسِ القُفَّازَيْنِ» رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَغَيْرُهُ.
قَالَ العَلَّامَةُ ابنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ:(نَهْيُهُ أَنْ تَنْتَقِبَ المَرْأَةُ وَتَلْبَسَ القُفَّازَيْنِ؛ دَلِيلٌ عَلَىٰ أَنَّ وَجْهَهَا كَبَدَنِ الرَّجُلِ لَا كَرَأْسِهِ، فَيَحْرُمُ عَلَيْهَا فِيهِ مَا وُضِعَ وَفُصِّلَ عَلَىٰ قَدْرِ الوَجْهِ: كَالنِّقَابِ وَالبُرْقُعِ، لَا عَلَىٰ عَدَمِ سَتْرِهِ بِالمِقْنَعَةِ وَالجِلْبَابِ وَنَحْوِهِمَا، وَهَذَا أَصَحُّ القَوْلَيْنِ) انْتَهَىٰ.

*■ وَالقُفَّازَانِ: شَيْءٌ يُعْمَلُ لِلْيَدَيْنِ يُدْخَلَانِ فِيهِ يَسْتُرُهُمَا مِنَ البَرْدِ.*

*■ وَتُغَطِّي وَجْهَهَا عَنِ الرِّجَالِ وُجُوبًا بِغَيْرِ البُرْقُعِ؛* لِقَوْلِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّٰهُ عَنْهَا:(كَانَ الرُّكْبَانُ يَمُرُّونَ بِنَا وَنَحْنُ مُحْرِمَاتٌ مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَإِذَا حَاذَوْنَا؛ سَدَلَتْ إِحْدَانَا جِلْبَابَهَا عَلَىٰ وَجْهِهَا، فَإِذَا جَاوَزُونَا؛ كَشَفْنَاهُ) رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاودَ وَغَيْرُهُمَا.
*وَلَا يَضُرُّ مَسُّ المَسْدُولِ بَشَرَةَ وَجْهِهَا؛ لِأَنَّهَا إِنَّمَا مُنِعَتْ مِنَ البُرْقُعِ وَالنِّقَابِ فَقَطْ، لَا مِنْ سَتْرِ الوَجْهِ بِغَيْرِهِمَا.*
*قَـالَ شَيْخُ الإِسْـلَامِ:(لَا تُكَلَّفُ المَرْأَةُ أَنْ تُجَافِيَ سُتْرَتَهَا عَنِ الوَجْهِ، لَا بِعُودٍ وَلَا بِيَدِهَا وَلَا بِغَيْرِ ذَلِكَ؛ فَإِنَّ النَّبِيَّ ﷺ سَوَّىٰ بَيْنَ وَجْهِهَا وَيَدَيْهَا، وَكِلَاهُمَا كَبَدَنِ الرَّجُلِ لَا كَرَأْسِهِ، وَأَزْوَاجُهُ ﷺ يُسْدِلْنَ عَلَىٰ وُجُوهِهِنَّ مِنْ غَيْرِ مُرَاعَاةِ المُجَافَاةِ) وَقَالَ:(يَجُوزُ لَهَا تَغْطِيَةُ وَجْهِهَا بِمُلَاصِقٍ؛ خَلَا النِّقَابَ وَالبُرْقُعَ) انْتَهَىٰ.*

- نَكْتَفِي بِهَذَا الْقَدْرِ، وَنُكْمِلُ فِي الْعَدَدِ الْقَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ -
____________________________
[ صَـــفْــــحَــــة: 240 - 241 ].
____________________________



 

رد مع اقتباس
قديم 03-07-2022   #15
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ أسبوع واحد (01:21 AM)
 المشاركات : 210,290 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي في باب الحج



■ سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي ■ لِمَعَالِي شَيْخِنَا العَلَّامَة الدُّكْـتُور/ صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وأَمَدَّهُ بِالعَافِيَةِ
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( 15 )*
____________________________
وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ اللهُ:

*■ الخَامِسُ مِنْ مَحْظُورَاتِ الإِحْرَامِ: الطِّيبُ، فَيَحْرُمُ عَلَى المُحْرِمِ تَنَاوُلُ الطِّيبِ وَاسْتِعْمَالُهُ فِي بَدَنِهِ أَوْ ثَوْبِهِ، أَوِ اسْتِعْمَالُهُ فِي أَكْلٍ أَوْ شُرْبٍ؛* لِأَنَّهُ ﷺ أَمَـرَ صَاحِبَ الجُبَّةِ بِغَسْلِ الطِّيبِ وَنَزْعِ الجُبَّةِ، وَقَالَ فِي المُحْرِمِ الَّذِي وَقَصَتْهُ رَاحِلَتُهُ:«وَلَا تُحَنِّطُوهُ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِمَا، وَلِمُسْلِمٍ:«وَلَا تُمِسُّوهُ بِطِيبٍ».

*■ وَالحِكْمَةُ فِي مَنْعِ المُحْرِمِ مِنَ الطِّيبِ: أَنْ يَبْتَعِدَ عَنِ التَّرَفُّهِ وَزِينَةِ الدُّنْيَا وَمَلَاذِّهَا، وَيَتَّجِهَ إِلَى الآخِرَةِ.*

*■ وَلَا يَجُوزُ لِلْمُحْرِمِ قَصْدُ شَمِّ الطِّيبِ، وَلَا الِادِّهَانِ بِالمَوَادِ المُطَيِّبَةِ.*

*■ السَّادِسُ مِنْ مَحْظُورَاتِ الإِحْرَامِ: قَتْلُ صَيْدِ البَرِّ وَاصْطِيَادُهُ؛* لِقَوْلِهِ تَعَالَىٰ:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ﴾ أي: مُحْرِمُونَ بِالحَجِّ أَوِ العُمْرَةِ، وَقَوْلِهِ تَعَالَىٰ:﴿وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا﴾ أي: يَحْرُمُ عَلَيْكُمُ الِاصْطِيَادُ مِنْ صَيْدِ البَرِّ مَا دُمْتُمْ مُحْرِمِينَ؛ فَالمُحْرِمُ لَا يَصْطَادُ صَيْدًا بَرِّيًّا، وَلَا يُعِينُ عَلَىٰ صَيْدٍ، وَلَا يَذْبَحُهُ.

*■ وَيَحْرُمُ عَلَى المُحْرِمِ الأَكْلُ مِمَّا صَادَهُ، أَوْ صِيدَ لِأَجْلِهِ، أَوْ أَعَانَ عَلَىٰ صَيْدِهِ؛ لِأَنَّهُ كَالمَيْتَةِ.*

*■ وَلَا يَحْرُمُ عَلَى المُحْرِمِ صَيْدُ البَحْرِ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَىٰ:﴿أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ﴾.*

*■ وَلَا يَحْرُمُ عَلَيْهِ ذَبْحُ الحَيَوَانِ الإِنْسِيِّ؛ كَالدَّجَاجِ وَبَهِيمَةِ الأَنْعَامِ؛ لِأَنَّهُ لَيْسَ بِصَيْدٍ.*

*■ وَلَا يَحْرُمُ عَلَيْهِ قَتْلُ مُحَرَّمِ الأَكْلِ؛ كَالْأَسَدِ وَالنَّمِرِ مِمَّا فِيهِ أَذَىً لِلنَّاسِ.*
*■ وَلَا يَحْرُمُ عَلَيْهِ قَتْلُ الصَّائِلِ دَفْعًا عَنْ نَفْسِهِ أَوْ مَالِهِ.*

■ وَإِذَا احْتَاجَ المُحْرِمُ إِلَىٰ فِعْلِ مَحْظُورٍ مِنْ مَحْظُورَاتِ الإِحْرَامِ؛ فَعَلَهُ وَفَدَىٰ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَىٰ:
﴿فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ﴾.

*السَّابِعُ مِنْ مَحْظُورَاتِ الإِحْرَامِ: عَقْدُ النِّكَاحِ لِنَفْسِهِ، فَلَا يَعْقِدُ النِّكَاحَ لِنَفْسِهِ وَلَا لِغَيْرِهِ بِالوِلَايَةِ أَوِ الوَكَالَةِ؛* لِمَا رَوَىٰ مُسْلِمٌ عَنْ عُثْمَانَ:«لَا يَنْكِحُ الْمُحْرِمُ، وَلَا يُنْكِحُ».

- نَكْتَفِي بِهَذَا الْقَدْرِ، وَنُكْمِلُ فِي الْعَدَدِ الْقَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ -
____________________________
[ صَـــفْــــحَــــة: 242 - 243 ].
____________________________



 

رد مع اقتباس
قديم 03-07-2022   #16
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ أسبوع واحد (01:21 AM)
 المشاركات : 210,290 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي في باب الحج



■ سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي ■ لِمَعَالِي شَيْخِنَا العَلَّامَة الدُّكْـتُور/ صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وأَمَدَّهُ بِالعَافِيَةِ
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( 16 )*
____________________________
وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ اللهُ:

*■ الـثَّـامِـنُ مِـنْ مَـحْـظُـورَاتِ الإِحْــرَامِ: الــوَطْءُ؛ لِـقَـوْلِـهِ تَـعَـالَـىٰ:﴿فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ﴾ قَـالَ ابْنُ عَـبَّـاسٍ:(هُـوَ الـجِـمَـاعُ).*

*■ فَمَنْ جَـامَـعَ قَـبْـلَ التَّحَلُّلِ الأَوَّلِ؛ فَسَدَ نُسُكُهُ، وَيَلْزَمُهُ المُضِيُّ فِيهِ وَإِكْمَالُ مَنَاسِكِهِ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَىٰ:﴿وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ﴾ وَيَلْزَمُهُ أَيْضًا أَنْ يَقْضِيَهُ ثَانِيَ عَـامٍ، وَعَلَيْهِ ذَبْـحُ بَــدَنَــةٍ.*
*وَإِنْ كَـانَ الـوَطْءُ بَـعْـدَ التَّحَلُّلِ الأَوَّلِ؛ لَمْ يَفْسُدْ نُسُكُهُ، وَعَلَيْهِ ذَبْـحُ شَــاةٍ.*

*■ الـتَّـاسِـعُ مِـنْ مَـحْـظُـورَاتِ الإِحْــرَامِ: المُبَاشَرَةُ دُونَ الفَرْجِ، فَلَا يَجُوزُ لِلْمُحْرِمِ مُبَاشَرَةُ المَرْأَةِ؛ لِأَنَّهُ وَسِيلَةٌ إِلَى الوَطْءِ المُحَرَّمِ، وَالـمُـرَادُ بِالمُبَاشَرَةِ: مُلَامَسَةُ المَرْأَةِ بِشَهْوَةٍ.*

*■ فَعَلَى المُحْرِمِ: أَنْ يَتَجَنَّبَ الرَفَثَ وَالفُسُوقَ وَالجِدَالَ، قَالَ اللهُ تَعَالَىٰ:﴿فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ﴾.*

*■ وَالـمُـرَادُ بِالرَفَثِ: الـجِـمَـاعُ، وَيُطْلَقُ أَيْضًا عَلَىٰ دَوَاعِي الجِمَاعِ، مِنَ المُبَاشَرَةِ وَالتَّقْبِيلِ وَالغَمْزِ، وَالكَلَامِ الَّـذِي فِيهِ ذِكْرُ الجِمَاعِ.*

*■ وَالفُسُوقُ هُـوَ: المَعَاصِي؛ لِأَنَّ المَعَاصِي فِي حَـالِ الإِحْـرَامِ أَشَـدُّ وَأَقْـبَـحُ؛ لِأَنَّهُ فِي حَـالَـةِ تَـضَـرُّعٍ.*

*■ وَالجِدَالُ هُـوَ: المُمَارَاةُ فِيمَا لَا يَعنِي، وَالخِصَامُ مَعَ الرُّفْقَةِ وَالمُنَازَعَةُ وَالسِّبَابُ.*

*■ أَمَّـا الجِدَالُ لِبَيَانِ الحَقِّ، وَالأَمْرِ بِالمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيِ عَنِ المُنْكَرِ؛ فَهُوَ مَأْمُورٌ بِهِ، قَالَ تَعَالَىٰ:﴿وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾.*

*■ وَيُسَنُّ لِلْمُحْرِمِ: قِلَّةُ الكَلَامِ إِلَّا فِيمَا يَنْفَعُ، وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّٰهُ عَنْهُ:«مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ» وَعَنْهُ مَرْفُوعًا:«مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ».*

- نَكْتَفِي بِهَذَا الْقَدْرِ، وَنُكْمِلُ فِي الْعَدَدِ الْقَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ -
____________________________
[ صَـــفْــــحَــــة: 243 - 244 ].
____________________________



 

رد مع اقتباس
قديم 03-07-2022   #17
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ أسبوع واحد (01:21 AM)
 المشاركات : 210,290 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي في باب الحج



■ سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي ■ لِمَعَالِي شَيْخِنَا العَلَّامَة الدُّكْـتُور/ صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وأَمَدَّهُ بِالعَافِيَةِ
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( 17 )*
____________________________
وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ اللهُ:

*■ وَيُسْتَحَبُّ لِلْمُحْرِمِ: أَنْ يَشْتَغِلَ بِالتَّلْبِيَةِ، وَذِكْرِ اللهِ، وَقِرَاءَةِ القُرْآنِ، وَالأَمْرِ بِالمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيِ عَنِ المُنْكَرِ، وَحِفْظِ وَقْتِهِ عَمَّا يُفْسِدُهُ، وَأَنْ يُخْلِصَ النِّيَّةَ لِلهِ، وَيَرْغَبَ فِيمَا عِنْدَ اللهِ؛ لِأَنَّهُ فِي حَـالَـةِ إِحْـرَامٍ، وَاسْتِقْبَالِ عِبَادَةٍ عَظِيمَةٍ، وَقَادِمٌ عَلَىٰ مَشَاعِرَ مُقَدَّسَةٍ، وَمَوَاقِفَ مُبَارَكَةٍ.*

*■ فَإِذَا وَصَلَ إِلَىٰ مَكَّةَ: فَإِنْ كَانَ مُحْرِمًا بِالتَّمَتُّعِ؛ فَإِنَّهُ يُؤَدِي مَنَاسِكَ العُمْرَةِ:*
*فَيَطُوفُ بِالبَيْتِ سَبْعَةَ أَشْوَاطٍ.*
*وَيُصَلِّي بَعْدَهَا رَكْعَتَيْنِ، وَالأَفْضَلُ أَدَاؤُهَا عِنْدَ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ إِنْ أَمْكَنَ، وَإِلَّا أَدَاهُمَا فِي أَيِّ مَكَانٍ مِنَ المَسْجِدِ.*

*ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى الصَّفَا لِأَدَاءِ السَّعْيِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ المَرْوَةِ، فَيَسْعَىٰ بَيْنَهُمَا سَبْعَةَ أَشْوَاطٍ، يَبْدَؤُهَا بِالصَّفَا وَيَخْتِمُهَا بِالمَرْوَةِ،*
*ذَهَابُهُ سَعْيَةٌ، وَرُجُوعُهُ سَعْيَةٌ.*
*وَيَشْتَغِلُ أَثْنَاءَ الأَشْوَاطِ فِي الطَّوَافِ وَالسَّعْيِ بِالدُّعَاءِ وَالتَّضَرُّعِ إِلَى اللهِ سُبْحَانَهُ.*

*فَإِذَا فَرَغَ مِنَ الشَّوْطِ السَّابِعِ؛ قَصَّرَ الرَّجُلُ مِنْ جَمِيعِ شَعرَ رَأْسِهِ، وَتَقُصُّ الأُنْثَىٰ مِنْ رُؤُوسِ شَعرِ رَأْسِهَا قَدْرَ أُنْمُلَةٍ.*

*■ وَبِذَلِكَ تَتِمُّ مَنَاسِكُ العُمْرَةِ، فَيَحِلُّ مِنْ إِحْرَامِهِ، وَيُبَاحُ لَهُ مَا كَانَ مُحَرَّمًا عَلَيْهِ بِالْإِحْرَامِ، مِنَ النِّسَاءِ، وَالطِّيبِ، وَلُبْسِ المَخِيطِ، وَتَقْلِيمِ الأَظْفَارِ، وَقَصِّ الشَّارِبِ، وَنَتْفِ الآبَاطِ، إِذَا احْتَاجِ إِلَىٰ ذَلِكَ، وَيَبْقَىٰ حَلَالًا إِلَىٰ يَوْمِ التَّرْوِيَةِ، ثُمَّ يُحْرِمُ بِالحَجِّ عَلَىٰ مَا يَأْتِي تَفْصِيلُهُ إِنْ شَـاءَ اللهُ.*

*■ وَأَمَّا الَّـذِي يَقْدَمُ مَكَّةَ قَارِنًا أُوْ مُفْرِدًا؛ فَإِنَّهُ يَطُوفُ طَوَافَ القُدُومِ، وَإِنْ شَاءَ قَدَّمَ بَعْدَهُ سَعْيَ الحَجِّ، وَيَبْقَىٰ عَلَىٰ إِحْـرَامِـهِ إِلَىٰ يَوْمِ النَّحْرِ؛ كَمَا يَأْتِي تَفْصِيلُهُ إِنْ شَـاءَ اللهُ.*
____________________________
[ صَـــفْــــحَــــة: 244 - 245 ].
____________________________



 

رد مع اقتباس
قديم 03-07-2022   #18
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ أسبوع واحد (01:21 AM)
 المشاركات : 210,290 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي في باب الحج



■ سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي ■ لِمَعَالِي شَيْخِنَا العَلَّامَة الدُّكْـتُور/ صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وأَمَدَّهُ بِالعَافِيَةِ
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( 18 )*
____________________________
قَالَ شَيْخُنَا عَفَا اللهُ عَنْهُ وَغَفَرَ لَهُ:

*بَـــــابٌ*
*فِي أَعْمَالِ يَوْمِ التَّرْوِيَةِ وَيَوْمِ عَرَفَةَ*

*■ إِنَّ الأَنْسَاكَ الَّتِي يُحْرِمُ بِهَا القَادِمُ عِنْدَمَا يَصِلُ إِلَى المِيقَاتِ ثَلَاثَةٌ:*
*الإِفْـــرَادُ:* وَهُوَ أَنْ يَنْوِيَ الإِحْرَامَ بِالحَجِّ فَقَطْ، وَيَبْقَىٰ عَلَىٰ إِحْرَامِهِ إِلَىٰ أَنْ يَرْمِيَ الجَمْرَةَ يَوْمَ العِيدِ، وَيَحْلِقَ رَأْسَهُ، وَيَطُوفَ طَوَافَ الإِفَاضَةِ، وَيَسْعَىٰ بَيْنَ الصَّفَا وَالمَرْوَةِ إِنْ لَمْ يَكُنْ سَعَىٰ بَـعْـدَ طَوَافِ القُدُومِ.
*وَالــقِــرَانُ:* وَهُوَ أَنْ يَنْوِيَ الإِحْرَامَ بِالعُمْرَةِ وَالحَجِّ مَعًا مِنَ المِيقَاتِ، وَهَـذَا عَمَلُهُ كَعَمَلِ المُفْرِدِ؛ إِلَّا أَنَّهُ يَجِبُ عَلَيْهِ هَدْيُ التَّمَتُّعِ.
*وَالــتَّـمَــتُّــعُ:* وَهُوَ أَنْ يُحْرِمَ بِالعُمْرَةِ مِنَ المِيقَاتِ، وَيَتَحَلَّلَ مِنْهَا إِذَا وَصَلَ إِلَىٰ مَكَّةَ، بِأَدَاءِ أَعْمَالِهَا مِنْ طَوَافٍ وَسَعْيٍ وَحَلْقٍ أَوْ تَقْصِيرٍ، ثُمَّ يَتَحَلَّلُ مِنْ إِحْرَامِهِ، وَيَبْقَىٰ حَلَالًا إِلَىٰ أَنْ يُحْرِمَ بِالحَجِّ.

*■ وَأَفْضَلُ الأَنْسَاكِ هُوَ التَّمَتُّعُ؛ فَيُسْتَحَبُّ لِمَنْ أَحْرَمَ مُفْرِدًا أَوْ قَارِنًا وَلَمْ يَسُقِ الهَدْيَ؛ أَنْ يُحَوِّلَ نُسُكَهُ إِلَى التَّمَتُّعِ، وَيَعْمَلَ عَمَلَ المُتَمَتِّعِ.*

*■ وَيُسْتَحَبُّ لِمُتَمَتِّعٍ أَوْ مُفْرِدٍ أَوْ قَارِنٍ، تَحَوَّلَ إِلَىٰ مُتَمَتِّعٍ وَحَلَّ مِنْ عُمْرَتِهِ، وَلِغَيْرِهِمْ مِنَ المُحِلِّينَ بِمَكَّةَ أَوْ قُرْبِهَا:* الإِحْرَامُ بِالحَجِّ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ، وَهُوَ اليَوْمُ الثَّامِنِ مِنْ ذِي الحِجَّةِ؛ لِقَوْلِ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّٰهُ عَنْهُ فِي صِفَةِ حَجِّ النَّبِيِّ ﷺ :(فَحَلَّ النَّاسُ كُلُّهُمْ وَقَصَّرُوا، إِلَّا النَّبِيَّ ﷺ وَمَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ، تَوَجَّهُوا إِلَى مِنًى، فَأَهَلُّوا بِالْحَجِّ).

*■ وَيُحْرِمُ بِالحَجِّ مِنْ مَكَانِهِ الَّذِي هُوَ نَازِلٌ فِيهِ، سَوَاءٌ كَانَ فِي مَكَّةَ، أَوْ خَارِجِهَا، أَوْ فِي مِنًى، وَلَا يَذْهَبُ بَعْدَ إِحْرَامِهِ فَيَطُوفَ بِالبَيْتِ.*

قَـالَ شَيْخُ الإِسْـلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللهُ:(فَإِذَا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ أَحْرَمَ، فَيَفْعَلُ كَمَا فَعَلَ عِنْدَ المِيقَاتِ؛ إِنْ شَاءَ أَحْرَمَ مِنْ مَكَّةَ، وَإِنْ شَاءَ مِنْ خَارِجِ مَكَّةَ، هَـذاَ هُـوَ الصَّوَابُ، وَأَصْحَابُ النَّبِيِّ ﷺ إِنَّمَا أَحْرَمُوا كَمَا أَمَرَهُمُ النَّبِيُّ ﷺ مِنَ البَطْحَاءِ، وَالسُّنَّةُ أُنْ يُحْرِمَ مِنَ المَوْضِعِ الَّذِي هُوَ نَازِلٌ فِيهِ، وَكَذَلِكَ المَكِّيُّ يُحْرِمُ مِنْ أَهْلِهِ؛ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ ﷺ:«مَنْ كَانَ مَنْزِلُهَ دُونَ مَكَّةَ؛ فَمُهَلُّهُ مِنْ أَهْلِهِ، حَتَّىٰ أَهْلُ مَكَّةَ يُهِلُّونَ مِنْ مَكَّةَ») انْتَهَىٰ.

وقَالَ ابنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ:(فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الخَمِيسِ ضُحَىً؛ تَوَجَّهَ - يَعنِي: النَّبِيّ ﷺ - بِمَنْ مَعَهُ مِنَ المُسْلِمِينَ إِلَىٰ مِنًى، فَأَحْرَمَ بِالحَجِّ مَنْ كَانَ أَحَلَّ مِنْهُمْ مِنْ رِحَالِهِمْ، وَلَمْ يَدْخُلُوا إِلَى المَسْجِدِ لَيُحْرِمُوا مِنْهُ، بَلْ أَحْرَمُوا وَمَكَّةُ خَلْفَ ظُهُورِهِمْ) انْتَهَىٰ.

*■ وَبَعْدَ الإِحْرَامِ يَشْتَغِلُ بِالتَّلْبِيَةِ، فَيُلَبِّي عِنْدَ عَقْدِ الإِحْـرَامِ، يُلَبِّي بَعْدَ ذَلِكَ فِي فَتَرَاتٍ، وَيَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالتَّلْبِيَةِ، إِلَىٰ أَنْ يَرْمِيَ جَمْرَةَ العَقَبَةِ يَوْمَ العِيدِ.*

■ ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَىٰ مِنًى مَنْ كَانَ بِمَكَّةَ مُحْرِمًا يَوْمَ التَّرْوِيَةِ، وَالأَفْضَلُ أَنْ يَكُونَ خُرُوجُهُ قَبْلَ الزَّوَالِ، فَيُصَلِّيَ بِهَا الظُّهْرَ وَبَقِيَّةَ الأَوْقَاتِ إِلَى الفَجْرِ، وَيَبِيتُ لَيْلَةَ التَّاسِعِ؛ لِقَوْلِ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّٰهُ عَنْهُ:(وَرَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ - يَعنِي: إِلَىٰ مِنًى - فَصَلَّىٰ بِهَا الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ وَالْفَجْرَ، ثُمَّ مَكَثَ قَلِيلًا حَتَّىٰ طَلَعَتِ الشَّمْسُ) *وَلَيْسَ ذَلِكَ وَاجِبًا بَلْ سُنَّةٌ، وَكَذَلِكَ الإِحْرَامُ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ لَيْسَ وَاجِبًا، فَلَوْ أَحْرَمَ بِالحَجِّ قَبْلَهُ أَوْ بَعْدَهُ؛ جَـازَ ذَلِكَ.*

*■ وَهَـذَا المَبِيتُ بِمِنًى لَيْلَةَ التَّاسِعِ، وَأَدَاءُ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ فِيهَا: سُـنَّـةٌ، وَلَيْسَ بِوَاجِبٍ.*

- نَكْتَفِي بِهَذَا الْقَدْرِ، وَنُكْمِلُ فِي الْعَدَدِ الْقَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ -
____________________________
[ صَـــفْــــحَــــة: 445 - 446 ].
____________________________



 

رد مع اقتباس
قديم 05-07-2022   #19
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ أسبوع واحد (01:21 AM)
 المشاركات : 210,290 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي في باب الحج



■ سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي ■ لِمَعَالِي شَيْخِنَا العَلَّامَة الدُّكْـتُور/ صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وأَمَدَّهُ بِالعَافِيَةِ
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( 19 )*
____________________________
وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ اللهُ:

■ ثُمَّ يَسِيرُونَ صَبَاحَ اليَوْمِ التَّاسِعِ بَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، مِنْ مِنَىً إِلَىٰ عَرَفَةَ، *وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ؛ إِلَّا بَطْنَ عُرَنَةَ؛ فَفِي أَيِّ مَكَانٍ وَقَفَ الحَاجُّ مِنْ سَاحَاتِ عَرَفَةَ؛ أَجْـزَأَهُ الوُقُوفُ فِيهِ، مَا عَـدَا مَا اسْتَثْنَاهُ النَّبِيُّ ﷺ، وَهُوَ بَطْنُ عُرَنَةَ؛ وَقَدْ بُيِّنَتْ حُدُودُ عَرَفَةَ بِعَلَامَاتٍ وَكِتَابَاتٍ، تُوَضِّحُ عَرَفَةَ مِنْ غَيْرِهَا، فَمَنْ كَانَ دَاخِلَ الحُدُودِ المُوَضَّحَةِ؛ فَهُوَ فِي عَرَفَةَ، وَمَنْ كَانَ خَارِجَهَا؛ فَيُخْشَىٰ أَنَّهُ لَيْسَ فِي عَرَفَةَ؛ فَعَلَى الحَاجِّ أَنْ يَتَأَكَّدَ مِنْ ذَلِكَ، وَأَنْ يَتَعَرَّفَ عَلَىٰ تِلْكَ الحُدُودِ؛ لِيَتَأَكَّدَ مِنْ حُصُولِهِ فِي عَرَفَةَ.*

■ فَإِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ؛ صَلُّوا الظُّهْرَ وَالعَصْرَ قَصْرًا وَجَمْعًا، بِأَذَانٍ وَإِقَامَتَيْنِ، وَكَذَلِكَ يَقْصِرُ الصَّلَاةَ الرُّبَاعِيَّةَ فِي عَرَفَةَ وَمُزْدَلِفَةَ وَمِنَىً، لَكِنْ فِي عَرَفَةَ وَمُزْدَلِفَةَ يَجْمَعُ وَيَقْصِرُ، وَفِي مِنَىً يَقْصِرُ وَلَا يَجْمَعُ، بَلْ يُصَلِّي كُلَّ صَلَاةٍ فِي وَقْتِهَا؛ لِعَدَمِ الحَاجَةِ إِلَى الجَمْعِ.

■ ثُمَّ بَعْدَمَا يُصَلِّي الحُجَّاجُ الظُّهْرَ وَالعَصْرَ قَصْرًا وَجَمْعَ تَقْدِيمٍ فِي أَوَّلِ وَقْتِ الظُّهْرِ؛ *يَتَفَرَّغُونَ لِلـدُّعَـاءِ وَالتَّضَرُّعِ وَالِابْتِهَالِ إِلَى اللهِ تَعَالَىٰ، وَهُمْ فِي مَنَازِلِهِمْ مِنْ عَرَفَةَ، وَلَا يَلْزَمُهُمْ أَنْ يَذْهَبُوا إِلَىٰ جَبَلِ الرَّحْمَةِ، وَلَا يَلْزَمُهُمْ أَنْ يَرَوْهُ أَوْ يُشَاهِدُوهُ، وَلَا يَسْتَقْبِلُونَهُ حَـالَ الـدُّعَـاءِ، وَإِنَّمَا يَسْتَقْبِلُونَ الكَعْبَةَ المُشَرَّفَة.*

*■ وَيَنْبَغِي أَنْ يَجْتَهِدَ فِي الـدُّعَـاءِ وَالتَّضَرُّعِ وَالتَّوْبَةِ فِي هَذَا المَوْقِفِ العَظِيمِ، وَيَسْتَمِرَّ فِي ذَلِكَ، وَسَوَاءً دَعَـا رَاكِبًا أَوْ مَاشِيًا أَوْ وَاقِفًا أَوْ جَالِسًا أَوْ مُضْطَجِعًا، عَلَىٰ أَيِّ حَالٍ كَانَ، وَيَخْتَارُ الأَدْعِيَةَ الوَارِدَةَ وَالجَوَامِعَ؛ لِقَوْلِهِ ﷺ:«خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَــٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ».*

■ وَيَسْتَمِرُّ فِي البَقَاءِ بِعَرَفَةَ وَالدُّعَاءِ إِلَىٰ غُرُوبِ الشَّمْسِ، *وَلَا يَجُوزُ لَهُ أَنْ يَنْصَرِفَ مِنْهَا قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ، فَإِنِ انْصَرَفَ مِنْهَا قَبْلَ الغُرُوبِ؛ وَجَبَ عَلَيْهِ الرُّجُوعُ؛ لِيَبْقَىٰ فِيهَا إِلَى الغُرُوبِ، فَإِنْ لَمْ يَرْجِعْ؛ وَجَبَ عَلَيْهِ دَمٌ؛ لِتَرْكِهِ الوَاجِبَ.*
*وَالـدَّمُ ذَبْـحُ شَـاةٍ، يُوَزِّعُهَا عَلَى المَسَاكِينِ فِي الحَرَمِ، أَوْ سُبُع بَقَرَةٍ، أَوْ سُبُع بَدَنَةٍ.*

*■ وَوَقْتُ الوُقُوفِ: يَبْدَأُ بِزَوَالِ الشَّمْسِ يَوْمَ عَرَفَةَ عَلَى الصَّحِيحِ، وَيَسْتَمِرُّ إِلَىٰ طُلُوعِ الفَجْرِ لَيْلَةَ العَاشِرِ، فَمَنْ وَقَفَ نَهَارًا؛ وَجَبَ عَلَيْهِ البَقَاءُ إِلَى الغُرُوبِ، وَمَنْ وَقَفَ لَيْلًا؛ أَجْـزَأَهُ، وَلَوْ لَحْظَةً؛ لِقَوْلِ النَّبِيِّ ﷺ:«مَنْ أَدْرَكَ عَـرَفَـاتٍ بِلَيْلٍ، فَقَدْ أَدْرَكَ الحَجَّ».*

*■ وَحُكْمُ الوُقُوفِ بِعَرَفَةَ: أَنَّهُ رُكْنٌ مِنْ أَرْكَانِ الـحَـجِّ، بَـلْ هُـوَ أَعْـظَـمُ أَرْكَانِ الـحَـجِّ لِـقَـوْلِـهِ ﷺ:«الـحَـجُّ عَـرَفَـةُ» وَمَكَانُ الوُقُوفِ: هُـوَ عَرَفَةُ بِكَامِلِ مَسَاحَتِهَا المُحَدَّدَةِ، فَمَنْ وَقَفَ خَارِجَهَا؛ لَمْ يَصِحَّ وُقُوفُهُ.*

*وَفَّقَ اللهُ الجَمِيعَ لِمَا يُحِبُّهُ وَيَرْضَاهُ مِنَ الأَعْمَالِ وَالأَقْوَالِ؛ إِنَّهُ سَمِيعٌ مُجِيبٌ.* ____________________________
[ صَـــفْــــحَــــة: 46 - 48 ].
____________________________



 

رد مع اقتباس
قديم 05-07-2022   #20
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ أسبوع واحد (01:21 AM)
 المشاركات : 210,290 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي في باب الحج



■ سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي ■ لِمَعَالِي شَيْخِنَا العَلَّامَة الدُّكْـتُور/ صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وأَمَدَّهُ بِالعَافِيَةِ
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( 20 )*
____________________________
قَالَ شَيْخُنَا عَفَا اللهُ عَنْهُ وَغَفَرَ لَهُ:

*بَــــابٌ*
*فِي الدَّفْعِ إِلَىٰ مُزْدَلِفَةَ وَالمَبِيتِ فِيهَا وَالدَّفْعِ مِنْ مُزْدَلِفَةَ إِلَىٰ مِنَىً وَأَعْمَالِ يَوْمِ العَيدِ*

■ بَعْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ: يَدْفَعُ الحُجَّاجُ مِنْ عَرَفَةَ إِلَىٰ مُزْدَلِفَةَ بِسَكِينَةٍ وَوَقَارٍ؛ لِقَوْلِ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّٰهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ: فَلَمْ يَزَلْ وَاقِفًا حَتَّىٰ غَرَبَتِ الشَّمْسُ، وَذَهَبَتِ الصُّفْرَةُ قَلِيلًا حَتَّىٰ غَابَ الْقُرْصُ، وَأَرْدَفَ أُسَامَةَ خَلْفَهُ، وَدَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَقَدْ شَنَقَ لِلْقَصْوَاءِ - يَعنِي: نَاقَتَهُ - الزِّمَامَ، حَتَّىٰ إِنَّ رَأْسَهَا لَيُصِيبُ مَوْرِكَ رَحْلِهِ، وَيَقُولُ بِيَدِهِ الْيُمْنَىٰ:«أَيُّهَا النَّاسُ، السَّكِينَةَ السَّكِينَةَ».

*■ فَهَكَذَا يَنْبَغِي لِلْمُسْلِمِينَ: السَّكِينَةُ وَالرِّفْقُ عِنْدَ الِانْصِرَافِ مِنْ عَرَفَةَ، وَأَنْ لَا يُضَايِقُوا إِخْوَانَهُمُ الحُجَّاجَ فِي سَيْرِهِمْ، وَيُرْهِقُوهُمْ بِمُزَاحَمَتِهِمْ، وَيُخِيفُوهُمْ بِسَيَّارَاتِهِمْ، وَأَنْ يَرْحَمُوا الضَّعَفَةَ وَكِبَارَ السِّنِّ وَالمُشَاةَ.*

*■ وَيَكُونُ الحَاجُّ حَالَ دَفْعِهِ مِنْ عَرَفَةَ إِلَىٰ مُزْدَلِفَةَ مُسْتَغْفِرًا؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَىٰ:﴿ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾.*
*■ وَسُمِّيَتْ مُزْدَلِفَةُ بِذَلِكَ مِنَ الِازْدِلَافِ، وَهُوَ القُرْبُ؛ لِأَنَّ الحُجَّاجَ إِذَا أَفَاضُوا مِنْ عَرَفَاتٍ، ازْدَلَفُوا إِلَيْهَا؛ أي: تَقَرَّبُوا وَمَضَوا إِلَيْهَا، وَتُسَمَّىٰ أَيْضًا: جَمْعًا؛ لِاجْتِمَاعِ النَّاسِ بِهَا، وَتُسَمَّىٰ: بِالمَشْعَرِ الحَرَامِ.*
*قَالَ فِي المُغْنِي:(وَلِلْمُزْدَلِفَةَ ثَلَاثَةُ أَسْمَاءٍ: مُزْدَلِفَةُ، وَجَمْعٌ، وَالمَشْعَرُ الحَرَامُ).*

■ وَيَذْكُرُ اللهَ فِي مَسِيرِهِ إِلَىٰ مُزْدَلِفَةَ؛ لِأَنَّهُ فِي زَمَنِ السَّعْيِ إِلَى المَشَاعِرِ وَالتَّنَقُّلِ بَيْنَهَا.

■ فَإِذَا وَصَلَ إِلَىٰ مُزْدَلِفَةَ؛ صَلَّىٰ بِهَا المَغْرِبَ وَالعِشَاءَ، جَمْعًا مَعَ قَصْرِ العِشَاءِ رَكْعَتَيْنِ، بِأَذَانٍ وَاحِدٍ وَإِقَامَتَيْنِ، لِكُلِّ صَلَاةٍ إِقَامَةٌ، وَذَلِكَ قَبْلَ حَطِّ رَحْلِهِ؛ لِقَوْلِ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّٰهُ عَنْهُ، يَصِفُ فِعْلَ النَّبِيِّ ﷺ:(حَتَّىٰ أَتَى الْمُزْدَلِفَةَ، فَصَلَّىٰ بِهَا الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ بِأَذَانٍ وَاحِدٍ وَإِقَامَتَيْنِ).

■ ثُمَّ يَبِيتُ بِمُزْدَلِفَةَ حَتَّىٰ يُصْبِحَ وَيُصَلِّيَ؛ لِقَوْلِ جَابِرٍ:(ثُمَّ اضْطَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ حَتَّىٰ طَلَعَ الْفَجْرُ، وَصَلَّىٰ الْفَجْرَ حِينَ تَبَيَّنَ لَهُ الصُّبْحُ بِأَذَانٍ وَإِقَامَةٍ).
*وَمُزْدَلِفَةُ كُلُّهَا يُقَالُ لَهَا: المَشْعَرُ الحَرَامُ، وَهِيَ مَا بَيْنَ مَأْزِمِي عَرَفَةَ إِلَىٰ بَطْنِ مُحَسِّرٍ، وَقَالَ ﷺ :«وَمُزْدَلِفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ، وَارْفَعُوا عَنْ بَطْنِ مُحَسِّرٍ».*

■ وَالسُّـنَّـةُ: أَنْ يَبِيتَ بِمُزْدَلِفَةَ إِلَىٰ أَنْ يَطْلُعَ الفَجْرُ، فَيُصَلِّي بِهَا الفَجْرَ فِي أَوَّلِ الوَقْتِ، ثُمَّ يَقِفُ بِهَا وَيَدْعُوا إِلَىٰ أَنْ يُسْفِرَ، ثُمَّ يَدْفَعُ إِلَىٰ مِنَىً قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ.
*فَإِنْ كَانَ مِنَ الضَّعَفَةِ كَالنِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ وَنَحْوِهِمْ؛ فَإِنَّهُ يَجُوزُ لَـهُ أَنْ يَتَعَجَّلَ فِي الدَّفْعِ مِنْ مُزْدَلِفَةَ إِلَىٰ مِنَىً إِذَا غَابَ القَمَرُ، وَكَذَلِكَ يَجُوزُ لِمَنْ يَلِي أَمْرَ الضَّعَفَةِ مِنَ الأَقْوِيَاءِ أَنْ يَنْصَرِفَ مَعَهُمْ بَعْدَ مُنْتَصَفِ اللَّيْلِ.*
*أَمَّا الأَقْوِيَاءُ الَّذِينَ لَيْسَ مَعَهُمْ ضَعَفَةٌ؛ فَإِنَّهُ يَنْبَغِي لَهُمْ أَنْ لَا يَخْرُجُوا مِنْ مُزْدَلِفَةَ حَتَّىٰ يَطْلُعَ الفَجْرُ، فَيُصَلُّوا بِهَا الفَجْرَ، وَيَقِفُوا بِهَا إِلَىٰ أَنْ يُسْفِرُوا.*

*■ فَالمَبِيتُ بِمُزْدَلِفَةَ وَاجِبٌ مِنْ وَاجِبَاتِ الحَجِّ...*

- نَكْتَفِي بِهَذَا الْقَدْرِ، وَنُكْمِلُ فِي الْعَدَدِ الْقَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ -
____________________________
[ صَـــفْــــحَــــة: 248 - 249



 

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الحد, الْـمُـلَـخَّص, الْـفِـقْـهِـي, باب, سِـلْـسِلَـةُ, في


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اليد العليا خيرٌ من اليد السُّفلى طالبة العلم منتدى الحديث والسنة النبوية الشريفة 5 08-06-2018 05:50 PM
تفسير: (إن الله فالق الحب والنوى يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي) طالبة العلم منتدى القرآن الكريم والتفسير 3 05-07-2017 03:48 PM
وزير الحج ينفي تقاضي سفارات المملكة رسومًا مقابل تأشيرات الحج والعمرة انسام منتدى الاخبار المحلية والعالمية 4 23-11-2015 02:21 AM
ما بعد الحج , ماذا بعد الحج , تأملات لمن عاد من حجه 1435-2014 ابو يحيى ارشيف الخيمة الرمضانية ومناسك الحج والعمرة الاعوام السابقة 2 16-10-2014 02:39 PM
شعر عن الحج , اشعار عن الحج ويوم عرفة حلم وإنتهى منتدى الشعر 4 19-10-2013 02:58 PM

Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 09:25 PM

أقسام المنتدى

الاقسام العامة | المنتدى الاسلامي العام | المنتدى العام | منتدى الترحيب والتهاني | الاقسام الرياضية والترفيهية | العاب ومسابقات | الافلام ومقاطع الفيديو | منتدى الرياضة المتنوعة | الاقسام التقنية | الكمبيوتر وبرامجه | الجوالات والاتصالات | الفلاش والفوتوشوب والتصميم | منتدى التربية والتعليم | قسم خدمات الطالب | تعليم البنين والبنات | ملتقــــى الأعضـــــاء (خاص باعضاء المنتدى) | المرحله المتوسطه | منتدى الحقلة الخاص (حقلاويات) | منتدى الاخبار المحلية والعالمية | اخبار وشـؤون قرى الحقلة | اخبار منطقة جازان | الاقسام الأدبية والثقافية | الخواطر وعذب الكلام | منتدى الشعر | عالم القصة والروايات | اخبار الوظائف | منتديات الصحة والمجتمع | منتدى الصحة | منتدى الأسرة | منتدى السيارات | منتدى اللغة الانجليزية | منتدى الحوار والنقاشات | منتدى التراث والشعبيات والحكم والامثال | منتدى التعليم العام | منتدى السفر والسياحة | الثقافه العامه | منتدى تطوير الذات | كرسي الإعتراف | منتدى عالم المرأة | عالم الطفل | المطبخ الشامل | منتدى التصاميم والديكور المنزلي | المكتبة الثقافية العامة | شعراء وشاعرات المنتدى | مول الحقلة للمنتجات | الخيمة الرمضانية | المـرحلـة الابتدائيـة | استراحة وملتقى الاعضاء | المرحله الثانويه | الصور المتنوعة والغرائب والعجائب | المنتدى الاسلامي | منتدى القرآن الكريم والتفسير | سير نبي الرحمة واهم الشخصيات الإسلامية | قصص الرسل والانبياء | قسم الصوتيات والفلاشات الاسلاميه | اخبار مركز القفل | منتدى الابحاث والاستشارات التربوية والفكرية | افلام الانمي | صور ومقاطع فيديو حقلاويات | البلاك بيري / الآيفون / الجالكسي | بوح المشاعر وسطوة القلم(يمنع المنقول ) | مناسك الحج والعمرة | منتدى | ارشيف مسابقات المنتدى | منتدى الحديث والسنة النبوية الشريفة | المنتدى الاقتصادي | منتدى عالم الرجل | اعلانات الزواج ومناسبات منتديات الحقلة | تراث منطقـة جــــازان | كرة القدم السعوديه | منتدى الرياضة | كرة القدم العربيه والعالمية | ديـوان الشـاعـر عمـرين محمـد عريشي | ديـــوان الشــاعـر عـبدة حكمـي | يوميات اعضاء منتديات الحقلة | تصاميم الاعضاء | دروس الفوتوشوب | ارشيف الخيمة الرمضانية ومناسك الحج والعمرة الاعوام السابقة | منتدى الاخبار | نبض اقلام المنتدى | ديـــوان الشــاعـر علـي الـدحيمــي | الاستشارات الطبية | الترحيب بالاعضاء الجدد | قسم الاشغال الايدويه | قسم الاشغال اليدويه | مجلة الحقله الالكترونيه | حصريات مطبخ الحقله | ديوان الشاعر ابوطراد |



Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

Ramdan √ BY: ! Omani ! © 2012
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
Forum Modifications Developed By Marco Mamdouh
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

جميع المواضيع والمُشاركات المطروحه في منتديات الحقلة تُعبّر عن ثقافة كاتبها ووجهة نظره , ولا تُمثل وجهة نظر الإدارة , حيث أن إدارة المنتدى لا تتحمل أدنى مسؤولية عن أي طرح يتم نشره في المنتدى

This Forum used Arshfny Mod by islam servant