*[ سِـلْـسِلَـــةُ مَـكَـانَـةُ الـمَـرأَةِ فِي الإِسْـلَامِ ]

*[, مَـكَـانَـةُ, الـمَـرأَةِ, الإِسْـلَامِ, سِـلْـسِلَـــةُ, فِي

*[ سِـلْـسِلَـــةُ مَـكَـانَـةُ الـمَـرأَةِ فِي الإِسْـلَامِ ]

*[, مَـكَـانَـةُ, الـمَـرأَةِ, الإِسْـلَامِ, سِـلْـسِلَـــةُ, فِي

*[ سِـلْـسِلَـــةُ مَـكَـانَـةُ الـمَـرأَةِ فِي الإِسْـلَامِ ]

*[ سِـلْـسِلَـــةُ مَـكَـانَـةُ الـمَـرأَةِ فِي الإِسْـلَامِ ] لِـشَيْـخِـنَـا الـعَـلَّامَـةِ: صَالِـحِ بْنِ فَــوْزَانَ الـفَـوْزَان - حَفِـظَـهُ اللهُ وَمَتَّعَـهُ بِالـعَـافِـيَـةِ - آمِـيـن - الــعَــدَدُ:[ 1 ]*
*------------------------------------*
*[ مَــكَـــانَــةُ الــمَــرْأَةِ فِـي الإِسْــلَامِ ]*

بِـسْـمِ اللهِ الـرَّحْـمَـٰنِ الـرَّحِـيـمِ
الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَىٰ نَبِيَّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَىٰ آلِـهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
وَبَــعْــدُ:
فَقَدْ يَسْتَغْـرِبُ البَعْضُ لِمَاذَا اخْتِيرَ هَـذَا المَوْضُوعُ بِالـذَّاتِ؟ أَلَـمْ يَكُنْ هُنَاكَ مَوَاضِيعُ أَهَـمَّ مِنْـهُ؟

*الـجَـوَابُ: أَنَّهُ اخْتِيرَ هَـذَا المَوْضُوعُ بِالـذَّاتِ، لِمَا أُثِيرَ حَـوْلَـهُ فِي هَـذَا الـزَّمَـانِ مِنَ الشُّبُـهَـاتِ، لِأَنَّ مَوْضُوعَ المَرأَةِ مَوْضُوعٌ مُهِمٌّ فِي المُجْتَمَعِ؛ فَهِيَ الـرَّكِيزَةُ الأُولَىٰ لِلـذُّرِّيَّـةِ الَّتِي يَتَكَـوَّنُ مِنْهَا المُجْتَمَـعُ، فَـإِذَا صَلَحَتْ فَإِنَّهَا تَكُونُ سَبَبًا فِي صَلَاحِ ذُرِّيَّتِهَا، وَأَهْـلِ بَيْتِهَا.*

يَقُولُ الشَّاعِرُ فِي هَذَا المَعنَىٰ:
*الأُمُّ مَـدْرَسَـةٌ إِذا أَعْـدَدتَّهَا*
*أَعْـدَدتَّ شَعْبًا طَيِّبَ الأَعْـرَاقِ*
[ انظر: ديوان حافظ إبراهيم: 1\282 ].

*وَالمَوْضُوعُ فِي رَدِّ شُبُهَاتِ الَّـذِينَ اتَّخَذُوا مِنَ المَرأَةِ رَكِيزَةً يَتَسَتَّرُونَ مِنْ وَرَائِهَا لِلطَّعْنِ فِي الإِسْلَامِ، وَيُرِيدُونَ مِنْ وَرَائِهَا أَيْضًا إِفْسَادَ المَرأَةِ، لِيَفْسُدَ المُجْتَمَعُ مِنْ وَرَائِهَا، وَلَا زَالَ أَعْـدَاءُ اللهِ وَرَسُولُـهُ فِي كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ يَعِيثُونَ فِي الأَرضِ فَسَادًا، لِيُهْلِكُوا الحَرثَ وَالنَّسْلَ.*

فَمَوْضُوعُ المَرأَةِ صَـارَ مَوْضُوعًا مُهِمًّا يَنْبَغِي العِنَايَةُ بِهِ، وَبَيَانِ مَكَانَتِهَا فِي الإِسْلَامِ، حَتَّىٰ يَذْهَبَ ذَلِكَ الضَّبَابُ الَّـذِي نَشَأَ مِنْ دِعَـايَـاتِ المُـضِلِّينَ.

*- نَكْتَفِي بِهَذَا القَدْرِ وَنُكْمِلُ فِي العَدَدِ القَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَـبَـارَكَ وَتَـعَـالَـىٰ -*
*--------------------------------------*
*[ الـمَـصْــدَرُ: مَـجْـمُـوعَـةُ رَسَـائِـل دَعَـوِيَّـة وَمَـنْـهَـجِـيَّـة: صــــ: 541 - 542 ]*
*---------------------------------------*
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

الموضوع الأصلي: *[ سِـلْـسِلَـــةُ مَـكَـانَـةُ الـمَـرأَةِ فِي الإِسْـلَامِ ] || الكاتب: ابو يحيى || المصدر: منتديات الحقلة

منتديات الحقلة

منتديات الحقلة: منتديات عامة اسلامية ثقافية ادبية شعر خواطر اخبارية رياضية ترفيهية صحية اسرية كل مايتعلق بالمرأة والرجل والطفل وتهتم باخبار قرى الحقلة والقرى المجاوره لها

المصدر: منتديات الحقلة - من قسم: المنتدى الاسلامي العام

---

*F sAJgXJsAgQJJJmE lQJ;QJhkQJmE hgJlQJvHQmA tAd hgYAsXJgQhlA D lQJ;QJhkQJmE hgJlQJvHQmA hgYAsXJgQhlA sAJgXJsAgQJJJmE

المصدر: منتديات الحقلة - من قسم: المنتدى الاسلامي العام

---

*F sAJgXJsAgQJJJmE lQJ;QJhkQJmE hgJlQJvHQmA tAd hgYAsXJgQhlA D lQJ;QJhkQJmE hgJlQJvHQmA hgYAsXJgQhlA sAJgXJsAgQJJJmE *F sAJgXJsAgQJJJmE lQJ;QJhkQJmE hgJlQJvHQmA tAd hgYAsXJgQhlA D lQJ;QJhkQJmE hgJlQJvHQmA hgYAsXJgQhlA sAJgXJsAgQJJJmE

*[ سِـلْـسِلَـــةُ مَـكَـانَـةُ الـمَـرأَةِ فِي الإِسْـلَامِ ] لِـشَيْـخِـنَـا الـعَـلَّامَـةِ: صَالِـحِ بْنِ فَــوْزَانَ الـفَـوْزَان - حَفِـظَـهُ اللهُ وَمَتَّعَـهُ بِالـعَـافِـيَـةِ - آمِـيـن - الــعَــدَدُ:[ 2 ]*
*------------------------------------*
*وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ الـرَّحْمَـٰنُ:*

*وَالـمَـرأَةُ وَمَـوْضُـوعُـهَـا صَـارَ حَـدِيثَ الـرُّكْبَانِ فِي هَذَا الوَقْتِ،* وَالإِذَاعَـاتُ فِي الغَالِـبِ تَتَنَاوَلُ مَوْضُوعَ المَرأَةِ تُـرَكِّـزُ عَلَيْهِ، وَالجَرَائِدُ وَالمَجَلَّاتُ تَتَنَاوَلُ مَوْضُوعَ المَرأَةِ وَتُـرَكِّـزُ عَلَيْهِ، وَيَأْتِي مِنْ خَـلَالِ ذَلِكَ كَثِيرٌ مِنَ الشُّبُهَاتِ الَّتِي رُبَّمَا تَنْطَلِي عَلَى الأَغْــرَارِ أَوِ الجُهَّالِ، وَفِي اسْتِـعْــرَاضِ تَـارِيـخِ المَرأَةِ عَلَىٰ مَــرِّ الـزَّمَـانِ، يَتَّضِـحُ لَنَا جَلِيًّا مَكَانَتَهَا فِي الإِسْلَامِ، بَلْ فِي الأَدْيَـانِ السَّمَـاوِيَّةِ كُلِّهَا.

*1- مَـــكَـــــانَــــتُـــهَــــا:*
*فَالمَرأَةُ كَمَا تَعْلَمُونَ مِمَّا أَخْبَرَ بِهِ القُــرآنُ الكَــرِيـمُ عَنْ مَكَـانَتِهَا فِي جَاهِلِيَّةِ الـعَــرَبِ، أَنَّهُمْ كَانُوا يُسِيئُـونَ إِلَى المَرأَةِ غَـايَـةَ الإِسَـاءَةِ، وَيُفَرِّطُونَ فِي حَقِّهَا وَيَعْتَبِرُونَهَا مِنْ سَقَطِ المَتَاعِ، فَهُمْ يَكْـرَهُـونَ المَرأَةَ، وَيَكْـرَهُونَ نَسْلَ البَنَاتِ.*

كَمَا قَالَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ:﴿وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِٱلۡأُنثَىٰ ظَلَّ وَجۡهُهُۥ مُسۡوَدࣰّا وَهُوَ كَظِيمࣱ۝ يَتَوَ ٰرَىٰ مِنَ ٱلۡقَوۡمِ مِن سُوۤءِ مَا بُشِّرَ بِهِۦۤۚ أَيُمۡسِكُهُۥ عَلَىٰ هُونٍ أَمۡ يَدُسُّهُۥ فِي ٱلتُّرَابِۗ أَلَا سَاۤءَ مَا يَحۡكُمُونَ۝﴾ فَكَانَ أَحَدُهُمْ إِذَا وُلِــدَتْ لَـهُ المَرأَةُ بِنْتًا وَأُخْبِرَ بِذَلِكَ، فَإِنَّهُ يَسْتَاءُ مِنْ ذَلِكَ فَيَخْجَـل مِنَ النَّاسِ، وَيَسْتَحي أَنْ يَمْشِيَ مَـعَ النَّاسِ وَقَدْ وُلِـدَ لَـهُ بِنْتٌ، يَتَوَارَىٰ مِنَ ٱلۡقَوۡمِ مِنْ سُوۤءِ مَا بُشِّرَ بِهِ، ثُمَّ يُفَكِّـرُ:﴿أَيُمۡسِكُهُۥ عَلَىٰ هُونٍ﴾ يَعنِي: أَيَتْرُكَهَا حَيَّةً، وَهُوَ مُحْتَقَـر، وَهِيَ مُحْتَقَـرَةَ، وَيَصْبِرَ عَلَىٰ ذَلِكَ:﴿أَيُمۡسِكُهُۥ عَلَىٰ هُونٍ أَمۡ يَدُسُّهُۥ فِي ٱلتُّرَابِۗ﴾ أَي: يَـدْفِـنَ هَـذِهِ البِنْتَ وَهِيَ حِيَّةٌ تَحْتَ التُّرَابِ حَتَّىٰ تَمُوتَ.

*وَهَكَـذَا كَانُوا يَفْعَلُونَ؛ كَانُوا يَئِـدُونَ البَنَاتِ، بِمَعنَىٰ: يَدْفِنُونَهُنَّ حَيَّاتٍ حَتَّىٰ تَمُوتَ تَحتَ التُّرَابِ لِلتَّخَلُّصِ مِنْهَا، قَالَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ:﴿وَإِذَا ٱلۡمَوۡءُۥدَةُ سُئِلَتۡ۝﴾ يَعنِي: البِنْت الَّتِي تُدْفَنُ يُسْأَلُ هَـذَا الَّـذِي دَفَنَهَا عَنْ هَـذِهِ القِتْلَـةِ الشَّنِيعَـةِ يَـوْمَ القِيَامَةِ.*

*كَذَلِكَ كَانُوا يُعَامِلُونَ المَرأَةَ إِذَا بَقِيَتْ عَلَىٰ قَيْدِ الحَيَاةِ، وَلَمْ يَـئِـدُوهَـا؛ كَـانُـوا يُعَامِلُونَهَا أَسْـوَأَ مُـعَـامَـلَـةً،...*

*--------------------------------------*
*[ الـمَـصْــدَرُ: مَـجْـمُـوعَـةُ رَسَـائِـل دَعَـوِيَّـة وَمَـنْـهَـجِـيَّـة: صــــ: 542 - 543 ]*

*[ سِـلْـسِلَـــةُ مَـكَـانَـةُ الـمَـرأَةِ فِي الإِسْـلَامِ ] لِـشَيْـخِـنَـا الـعَـلَّامَـةِ: صَالِـحِ بْنِ فَــوْزَانَ الـفَـوْزَان - حَفِـظَـهُ اللهُ وَمَتَّعَـهُ بِالـعَـافِـيَـةِ - آمِـيـن - الــعَــدَدُ:[ 3 ]*
*------------------------------------*
*وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ الـرَّحْمَـٰنُ:*

كَذَلِكَ كَانُوا يُعَامِلُونَ المَرأَةَ إِذَا بَقِيَتْ عَلَىٰ قَيْدِ الحَيَاةِ، وَلَمْ يَـئِـدُوهَـا؛ كَـانُـوا يُعَامِلُونَهَا أَسْـوَأَ مُـعَـامَـلَـةٍ، فَكَانُوا لَا يُـوَرِّثُـونَ المَرأَةَ إِذَا مَاتَ قَرِيبُهَا، بَـلْ يَحْرِمُونَهَا مِنَ المِيرَاثِ، وَيَقُولُونَ: إِنَّ المِيرَاثَ لِمَنْ يَحْمِلُ السِّلَاحَ وَيَركَبُ الخَيْلَ، أَمَّا المَرأَةُ فَلَيْسَ لَهَا نَصِيبٌ مِنَ المِيرَاثِ وَلَا اسْتِحْقَـاق، وَيَحْرِمُونَهَا حَقَّهَا، وَيَهْضِمُونَهَا مَا أَعْطَاهَا اللهُ مِنْ مِيرَاثِ قَرِيبِهَا حَتَّىٰ وَلَوْ كَانَ أَقْـرَبَ النَّاسِ إِلَيْهَا، فَإِنَّهَا لَا تَرِثُ مِنْهُ فِلْسًا وَاحِدًا.

*وَمِنْ مُعَامَلَتِهِمْ لِلْمَرأَةِ إِذَا بَقِيَتْ عَلَىٰ قَيْدِ الحَيَاةِ:* أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا مَاتَ عَنْهَا زَوْجُهَا فَإِنَّهُمْ يَتَسَابَقُونَ إِلَيْهَا، فَأَيُّهُمْ يَسْبِقُ إِلَيْهَا وَيُلْقِي عَلَيْهَا ثَوْبَهُ يَكُونُ أَحَقَّ بِهَا وَيَرِثُهَا مِنَ المَيِّتِ كَمَا يُورَثُ المَالُ، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ هُوَ مُخَيَّرٌ إِمَّا أَنْ يَتَزَوَّجَهَا وَلَوْ كَانَتْ لَا تُرِيدُهُ، وَإِمَّا أَنْ يُزَوِّجَهَا وَيَأْخُذَ صَدَاقَهَا، وَإِمَّا أَنْ يَعْضِلَهَا - بِمَعنَىٰ: أَنْ يُبْقِيَهَا بِلَا زَوَاجٍ حَتَّىٰ تَفْتَدِيَ مِنْهُ بِمَالٍ تَدْفَعُهُ إِلَيْهِ -، قَالَ اللهُ تَعَالَىٰ:﴿يَـٰۤأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَا يَحِلُّ لَكُمۡ أَن تَرِثُوا۟ ٱلنِّسَاۤءَ كَرۡهࣰاۖ وَلَا تَعۡضُلُوهُنَّ لِتَذۡهَبُوا۟ بِبَعۡضِ مَاۤ ءَاتَيۡتُمُوهُنَّ﴾.

*هَـذِهِ مُعَامَلَتُهُمْ لِلْمَرأَةِ؛ إِمَّا أَنْ يَدْفِنُوهَا تَحْتَ التُّرَابِ حَتَّىٰ تَمُوتَ، وَإِمَّا أَنْ يُبْقُوهَا عَلَىٰ هُـونٍ، بِمَعنَىٰ: أَنَّهُمْ لَا يُوَرِّثُونَهَا إِذَا مَاتَ قَرِيبُهَا، وَبِمَعنَىٰ: أَنَّهَا إِذَا مَاتَ عَنْهَا زَوْجُهَا يَتَصَرَّفُونَ بِهَا تَصُرَّفَ المَالِكِ فِي مُلْكِهِ لَا اخْتِيَارَ لَهَا وَلَا تَدْبِيرَ لَهَا فِي نَفْسِهَا.*

كَـذَلِـكَ كَـانَ أَحَـدُهُـمْ يَتَزَوَّجُ الـعَـدَدَ الكَـثِيرَ مِنَ النِّسَاءِ بِـدُونِ حَـدٍّ وَلَا قَيْدٍ،...

*- نَكْتَفِي بِهَذَا القَدْرِ وَنُكْمِلُ فِي العَدَدِ القَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَـبَـارَكَ وَتَـعَـالَـىٰ -*
*--------------------------------------*
*[ الـمَـصْــدَرُ: مَـجْـمُـوعَـةُ رَسَـائِـل دَعَـوِيَّـة وَمَـنْـهَـجِـيَّـة: صــــ: 543 - 544 ]*

*[ سِـلْـسِلَـــةُ مَـكَـانَـةُ الـمَـرأَةِ فِي الإِسْـلَامِ ] لِـشَيْـخِـنَـا الـعَـلَّامَـةِ: صَالِـحِ بْنِ فَــوْزَانَ الـفَـوْزَان - حَفِـظَـهُ اللهُ وَمَتَّعَـهُ بِالـعَـافِـيَـةِ - آمِـيـن - الــعَــدَدُ:[ 4 ]*
*------------------------------------*
*وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ الـرَّحْمَـٰنُ:*

كَـذَلِـكَ كَـانَ أَحَـدُهُـمْ يَتَزَوَّجُ الـعَـدَدَ الكَـثِيرَ مِنَ النِّسَاءِ بِـدُونِ حَـدٍّ وَلَا قَيْدٍ، يَتَزَوَّجُ الـوَاحِـدُ مِـنْـهُـمُ الـعَـشَـرَاتِ مِـنَ الـنِّـسَـاءِ، وَلَا يُـرَاعِـي حَـقَّـهُـنَّ، وَلَا يُـعَـامُـلُـونَـهُـنَّ الـمُـعَـامَـلَـةَ الـلَّائِــقَــة.

*هَـذَا مُجْتَمَـعُ الجَاهِلِيَّةِ وَمَكَـانَـةُ الـمَـرأَةِ فِيهِ، كَمَا ذَكَـرَ اللهُ تَعَالَىٰ فِي الـقُــرآنِ.*

*ثُمَّ جَـاءَ الإِسْـلَامُ فَخَلَّصَ الـمَـرأَةَ مِنْ هَـذِهِ الآصَـارِ وَالأَغْـلَالِ، وَمَنَحَهَا حَقَّهَا، وَحَمَىٰ مَكَانَتَهَا، وَبَيَّنَ أَنَّ المَرأَةَ شَقِيقَةُ الـرَّجُـلِ،* هِيَ وَهُوَ خُلِقَا مِنْ أَبٍ وَاحِدٍ وَأَمٍّ وَاحِدَةٍ:﴿يَـٰۤأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُوا۟ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسࣲ وَ ٰحِدَةࣲ وَخَلَقَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا وَبَثَّ مِنۡهُمَا رِجَالࣰا كَثِيرࣰا وَنِسَاۤءࣰۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللهَ ٱلَّذِي تَسَاۤءَلُونَ بِهِۦ وَٱلۡأَرۡحَامَۚ إِنَّ ٱللهَ كَانَ عَلَيۡكُمۡ رَقِيبࣰا۝﴾ فَأَخْبَرَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ أَنَّ المَرأَةَ وَالرَّجُلَ خُلِقَا مِنْ أَبٍ وَاحِدٍ وَأُمٍّ وَاحِدَةٍ هُمَا آدَمُ وَحَوَّاءُ - عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - وَإِنَّهُ لَا مَزِيَّةَ لِلرَّجُلِ عَلَيْهَا فِي أَصْلِ المَنْشَأ، وَإِنَّمَا هَِي أُخْتُهُ مِنْ أَبِيهِ وَأُمِّهِ وَشَقِيقَتُهُ.

وَقَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ:﴿يَـٰۤأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقۡنَـٰكُم مِّن ذَكَرࣲ وَأُنثَىٰ وَجَعَلۡنَـٰكُمۡ شُعُوبࣰا وَقَبَاۤئِلَ لِتَعَارَفُوۤا۟ۚ إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللهِ أَتۡقَــٰكُـمۡۚ إِنَّ ٱللهَ عَلِيمٌ خَبِيرࣱ۝﴾ فَأَخْبَرَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ أَنَّ الـرَّجُـلَ وَالـمَـرأَةَ كِلَاهُمَا مَخْلُوقٌ مِنْ ذَكَـرٍ وَأُنْثَىٰ، وَأَنَّهُ لَا كَـرَامَةَ لِـذَكَـرٍ عَلَىٰ أُنْثَىٰ، وَلَا لِأُنْثَىٰ عَلَىٰ ذَكَـرٍ إِلَّا بِالتَّقْوَىٰ:﴿إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللهِ أَتۡقَــٰكُـمۡۚ إِنَّ ٱللهَ عَلِيمٌ خَبِيرࣱ۝﴾.

كَمَا أَنَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ امْتَنَّ عَلَى الرِّجَالِ بِأَنْ جَعَلَ لَهُمْ زَوْجَـاتٍ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، وَقَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ:﴿وَٱللهُ جَعَلَ لَكُم مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ أَزۡوَ ٰجࣰا وَجَعَلَ لَكُم مِّنۡ أَزۡوَ ٰجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةࣰ وَرَزَقَكُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَـٰتِۚ أَفَبِٱلۡبَـٰطِلِ يُؤۡمِنُونَ وَبِنِعۡمَتِ ٱللهِ هُمۡ يَكۡفُرُونَ۝﴾ فَمِنْ نِعْمَةِ اللهِ - جَـلَّ وَعَـلَا - عَلَى الرِّجَالِ: أَنْ جَعَلَ لَهُمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، أَي: خَلَقَ لَهُمْ مِنْ جِنْسِهِمْ أَزْوَاجًا يُرْزَقُونَ مِنْهُنَّ البَنِينَ وَالحَفَدَةَ وَالذُّرِّيَّةَ.

*- نَكْتَفِي بِهَذَا القَدْرِ وَنُكْمِلُ فِي العَدَدِ القَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَـبَـارَكَ وَتَـعَـالَـىٰ -*
*--------------------------------------*
*[ الـمَـصْــدَرُ: مَـجْـمُـوعَـةُ رَسَـائِـل دَعَـوِيَّـة وَمَـنْـهَـجِـيَّـة: صــــ: 544 - 545 ]*

*[ سِـلْـسِلَـــةُ مَـكَـانَـةُ الـمَـرأَةِ فِي الإِسْـلَامِ ] لِـشَيْـخِـنَـا الـعَـلَّامَـةِ: صَالِـحِ بْنِ فَــوْزَانَ الـفَـوْزَان - حَفِـظَـهُ اللهُ وَمَتَّعَـهُ بِالـعَـافِـيَـةِ - آمِـيـن - الــعَــدَدُ:[ 5 ]*
*------------------------------------*
*وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ الـرَّحْمَـٰنُ:*

وَقَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ:﴿وَمِنۡ ءَايَـٰتِهِۦۤ أَنۡ خَلَقَ لَكُم مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ أَزۡوَ ٰجࣰا لِّتَسۡكُنُوۤا۟ إِلَيۡهَا وَجَعَلَ بَيۡنَكُم مَّوَدَّةࣰ وَرَحۡمَةًۚ إِنَّ فِي ذَ ٰلِكَ لَـَٔايَـٰتࣲ لِّقَوۡمࣲ يَتَفَكَّرُونَ۝﴾ *وَمِنْ آيَـاتِـهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ: أَنَّهُ خَلَقَ لِلرِّجَالِ أَزْوَاجًا لِيَسْكُنُوا إِلَيْهِنَّ وَتَحْصُلَ لَهُمُ الطُّمَأْنِينَة، فَالمَرأَةُ سَكَنٌ لِلـرَّجُـلِ يَسْتَرِيحُ بِهَا مِنْ كَثِيرٍ مِنَ المَتَاعِبِ، وَيَأْنَسُ بِهَا وَتُشَارِكُهُ فِي الحَيَاةِ.*

*وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا مَـوَدَّةً وَرَحْمَةً، هُوَ رَجُلٌ أَجْنَبِيٌّ، وَهِيَ امْرَأَةٌ أَجْنَبِيَّةٌ يَجْمَـعُ اللهُ بَيْنَهُمَا، وَيُؤَلِّفُ بَيْنَ قَلْبَيْهِمَا، وَيَجْعَـلُ بَيْنَهُمَا المَوَدَّةَ وَالرَّحْمَةَ، أَي: يُحْدِثُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عِنْدَ اجْتِمَاعِهِمَا مَـوَدَّةً وَرَحْمَةً حَتَّىٰ يَتِمَّ الوِفَاقُ وَالوِئَامُ، وَحَتَّىٰ تَتَرَتَّبَ النَّتَائِجُ الحَمِيدَةُ، عَلَى اجْتِمَاعِ الرَّجُلِ وَالأُنْثَى عَلَىٰ سَبِيلِ الزَّوَاجِ الشَّرعِيِّ، هَـذَا مِنْ نِعْمَةِ اللهِ عَلَى الرِّجَالِ يُـذَكِّـرُ اللهَ بِهَا لِيَشْكُـرُوهُ وَيَحْمَـدُوهُ عَلَىٰ ذَلِكَ.*

*هَـذَا مِمَّا يُبَيِّنُ أَنَّ المَرأَةَ لَمْ تُخْلَقْ عَبَثًا، وَلَيْسَتْ مِنَ سَقَطِ المَتَاعِ كَمَا يَصِفُهَا الجُهَّالُ.*

*وَإِنَّمَا هِيَ كَائِنٌ وَمَخْلُوقٌ وَدِعَـامَةٌ فِي هَـذَا المُجْتَمَعِ، يَحْصُلُ مِنْهَا الـذُّرِّيَّةُ وَالإِنْجَابُ، وَيَحْصُلُ مِنْهَا السَّكَـنُ لِلـذُّكُـورِ، وَالـرَّاحَةُ وَالأُلْفَةُ وَالمَحَبَّةُ حَتَّىٰ يَتَكَـامَلَ بِنَاءُ المُجْتَمَعِ.*

كَمَا أَنَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ رَدَّ عَلَى الجَاهِلِيَّةِ فِي ظُلْمِهِمْ لِلْمَرأَةِ مِنْ نَـاحِـيَـةِ الـمِـيـرَاثِ: فَأَعْطَاهَا اللهُ حَقَّهَا مِنْـهُ،...

*- نَكْتَفِي بِهَذَا القَدْرِ وَنُكْمِلُ فِي العَدَدِ القَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَـبَـارَكَ وَتَـعَـالَـىٰ -*
*--------------------------------------*
*[ الـمَـصْــدَرُ: مَـجْـمُـوعَـةُ رَسَـائِـل دَعَـوِيَّـة وَمَـنْـهَـجِـيَّـة: صــــ: 545 - 546 ]*

*[ سِـلْـسِلَـــةُ أَهَــمِّـــيَّـــة الــتَّـوْحِــيــدِ ] لِـشَيْـخِـنَـا الـعَـلَّامَـةِ: صَالِـحِ بْنِ فَــوْزَانَ الـفَـوْزَان - حَفِـظَـهُ اللهُ وَمَتَّعَـهُ بِالـصِّـحَّـةِ وَالـعَـافِـيَـةِ - آمِـيـن - الــعَــدَدُ:[ 6 ]*
*------------------------------------*
*وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ الـرَّحْمَـٰنُ:*

*فَالمُسْلِمُ المُوَحِّدُ؛ لَا بُـدَّ أَنْ يَتَبَرَّأَ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِين، وَلَا يَسَعُهُ أَنْ يَسْكُتَ وَالشِّركُ يَعُجُّ فِي البَلَدِ، وَالأَضْرِحَةُ تُبْنَىٰ، وَالطَّوَافُ بِالقُبُورِ مَعْمُورٌ؛ فَلَا يَسَعُ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ أَنْ يَسْكُتَ عَلَىٰ هَـذَا الـوَبَـاءِ الخَـطِيرِ الَّـذِي يَفْتِكُ فِي جِسْمِ الأُمَّـةِ.*

*وَيَقُولَ: أَدْعُـوا النَّاسَ إِلَىٰ حُسْنِ السِّيرَةِ وَالسُّلُوكِ، وَتَركِ الخُمُورِ، وَتَركِ الـزِّنَـا، مَـاذَا تُجْدِي هَـذِهِ الأُمُـورُ مَـعَ فَـقْـدِ الأَسَاسِ؟.*

عِنْدَمَا تُرِيدُ إِقَامَةَ بَيْتٍ أَلَيْسَ أَوَّلَ شَيْءٍ تُقِيمُ القَوَاعِدَ مِنْ أَجْـلِ أَنْ تُقِيمَ البِنَاءَ الصَّحِيح، وَإِلَّا إِذَا لَمْ تَهْتَمَّ بِالأَسَاسِ وَلَمْ تَهْتَمَّ بِقَوَاعِدِ البِنَاءِ، فَإِنَّكَ مَهْمَا شَيَّدتَّهُ وَجَمَّلْتَهُ وَنَمَّقْتَهُ فَـإِنَّـهُ عُـرضَـةً لِلسُّقُـوطِ، وَيَكُونُ خَـطَـرًا عَلَيْكَ وَعَلَىٰ مَنْ دَخَـلَ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ مَنْ حَـلَّ هَـذَا المَبْنَىٰ.

*كَذَلِكَ الـدِّينُ إِذَا لَمْ يَقُمْ عَلَىٰ عَـقِيدَةٍ سَلِيمَـةٍ، وَأَسَاسٍ صَحِيحٍ، وَتَوْحِيدٍ لِلهِ، وَتَنْزِيهٍ مِنَ الشِّركِ، وَإِبْعَادٍ لِلْمُشْرِكِينَ عَنْ مَوْطِنِ الإِسْـلَامِ.*

*النَّبِيُّ ﷺ مَكَثَ بِمَكَّـةَ بَعْدَ البِعْثَةِ ثَـلَاثَ عَشْرَةَ سَنَة، يَدْعُو النَّاسَ إِلَى التَّوْحِيدِ، يَقُولُ لِلنَّاسِ:«قُولُوا لَا إِلَــٰهَ إِلَّا اللهُ تُفْلِحُوا» [ 1 ] يَـدْعُـو إِلَى التَّوْحِيدِ.*

وَالسُّوَرُ المَكِّيَّةُ كَمَا ذَكَـرْتُ لَكُمْ، كُلُّهَا تُعَالِجُ قَضِيَّةَ التَّوْحِيدِ،...

[ 1 ] [ أحمد: 3\492، والترمذي: 3232 ].

*- نَكْتَفِي بِهَذَا القَدْرِ وَنُكْمِلُ فِي العَدَدِ القَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَـبَـارَكَ وَتَـعَـالَـىٰ -*
*--------------------------------------*
*[ الـمَـصْــدَرُ: مُـحَـاضَـرَاتٌ فِـي الـعَــقِـيـدَةِ وَالــدَّعْــوَةِ: جـــــ: 2 / صــــ: 11 ]*

*[ سِـلْـسِلَـــةُ أَهَــمِّـــيَّـــة الــتَّـوْحِــيــدِ ] لِـشَيْـخِـنَـا الـعَـلَّامَـةِ: صَالِـحِ بْنِ فَــوْزَانَ الـفَـوْزَان - حَفِـظَـهُ اللهُ وَمَتَّعَـهُ بِالـصِّـحَّـةِ وَالـعَـافِـيَـةِ - آمِـيـن - الــعَــدَدُ:[ 7 ]*
*------------------------------------*
*وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ الـرَّحْمَـٰنُ:*

*وَالسُّوَرُ المَكِّيَّةُ كَمَا ذَكَـرْتُ لَكُمْ، كُلُّهَا تُعَالِجُ قَضِيَّةَ التَّوْحِيدِ، ثُمَّ لَمَّا تَأَسَّسَ التَّوْحِيدُ وَقَامَتِ العَقِيدَةُ؛ نَـزَلَتْ شَـرَائِـعُ الإِسْلَامِ،* نَـزَلَ الأَمْـرُ بِالصَّلَاةِ وَالأَمْـرُ بِالزَّكَـاةِ، وَهَـذَا إِنَّمَا نَـزَلَ فِي المَدِينَةِ، نَعَم الصَّلَاةُ فُرِضَتْ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ فِي مَكَّـةَ لَيْلَـةَ المِعْرَاجِ قَبْلَ الهِجْرَةِ بِأَشْهُـرٍ، فُرِضَتْ عَلَيْهِ فِي مَكَّـةَ، بَعْدَمَا تَأَسَّسَ التَّوْحِيدُ، وَبَعْدَمَا بُنِيَتِ العَقِيدَةُ، ثُمَّ نَـزَلَتْ فَرِيضَةُ الزَّكَاةِ، وَنَـزَلَ الصِّيَامُ، وَنَـزَلَ الحَجُّ، وَنَـزَلَتْ بَقِيَّةُ شَـرَائِـِعِ الإِسْلَامِ.

*يُوَضِّحُ هَذَا جَلِيًّا أَنَّ الرَّسُولَ ﷺ لَمَّا بَعَثَ مُعَاذًا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِلَى اليَمَنِ، رَسَـمَ لَـهُ مَـنْـهَـجَ الـدَّعْـوَةِ،* وَقَـالَ لَـهُ:«إِنَّكَ سَتَأْتِي قَوْمًا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، فَإِذَا جِئْتَهُمْ فَادْعُهُمْ إِلَى أَنْ يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَــٰهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ» انْـظُــرُوا... بَــدَأَ بِالتَّوْحِيـدِ، ثُـمَّ قَالَ:«فَإِنْ هُمْ طَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ» بِمَعْنَىٰ: شَـهِـدُوا أَنْ لَا إِلَـٰـهَ إِلَّا اللهُ، وَوُجِدَتِ العَـقِـيـدَةُ «فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَإِنْ هُمْ طَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ، فَتُرَدُّ عَلَىٰ فُقَرَائِهِمْ» [ 1 ].

*فَـأَوَّلُ شَـيْءٍ أَمَــرَ النَّبِيُّ ﷺ مُـعَـاذًا بِـالـدَّعْـوَةِ إِلَيْهِ الـتَّـوْحِـيـد، وَهَـذَا لَيْسَ خَـاصًّا بِمُـعَـاذٍ، بَـلْ هَـذَا عَـامٌّ لِـكُـلِّ مَنْ يَدْعُو إِلَى اللهِ عَـزَّ وَجَـلَّ أَنْ يَـبْـدَأَ بِـهَـذَا الأَصْـلِ.*

*بِـدُونِ أَنْ يُقِرُّوا بِالتَّوْحِيدِ لَا يَأْمُرُهُمْ بِالصَّلَاةِ؛ لِأَنَّهُ لَا فَائِدَةَ مِنَ الصَّلَاةِ بِـدُونِ تَوْحِيدٍ، لَا فَائِدَةَ مِنَ الزَّكَاةِ بِدُونِ تَوْحِيدٍ، لَا فَائِدَةَ مِنَ الصِّيَامِ بِدُونِ تَوْحِيدٍ، لَا فَائِدَةَ مِنَ الحَجِّ بِدُونِ تَوْحِيدٍ، لَا فَائِدَةَ مِنْ جَمِيـعِ الأَعْمَـالِ حَتَّىٰ وَلَوْ كَثُرَتْ، فَـإِنَّـهَـا لَا فَـائِـدَةَ مِـنْـهَـا بِـدُونِ الــتَّـوْحِــيــدِ؛ قَالَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ:﴿وَلَقَدۡ أُوحِيَ إِلَيۡكَ وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكَ لَئِنۡ أَشۡرَكۡتَ لَيَحۡبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَـٰسِرِينَ۝ بَلِ ٱللهَ فَٱعۡبُدۡ وَكُن مِّنَ ٱلشَّـٰكِرِينَ۝﴾.*

[ 1 ] [ البُخَارِيُّ: 5\109، وَمُسْلِمٌ: 19 ].

*- نَكْتَفِي بِهَذَا القَدْرِ وَنُكْمِلُ فِي العَدَدِ القَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَـبَـارَكَ وَتَـعَـالَـىٰ -*
*--------------------------------------*
*[ الـمَـصْــدَرُ: مُـحَـاضَـرَاتٌ فِـي الـعَــقِـيـدَةِ وَالــدَّعْــوَةِ: جـــــ: 2 / صــــ: 11 - 12 ]*
*---------------------------------------*

*[ سِـلْـسِلَـــةُ أَهَــمِّـــيَّـــة الــتَّـوْحِــيــدِ ] لِـشَيْـخِـنَـا الـعَـلَّامَـةِ: صَالِـحِ بْنِ فَــوْزَانَ الـفَـوْزَان - حَفِـظَـهُ اللهُ وَمَتَّعَـهُ بِالـصِّـحَّـةِ وَالـعَـافِـيَـةِ - آمِـيـن - الــعَــدَدُ:[ 8 ]*
*------------------------------------*
*وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ الـرَّحْمَـٰنُ:*

قَالَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ:﴿وَلَقَدۡ أُوحِيَ إِلَيۡكَ وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكَ لَئِنۡ أَشۡرَكۡتَ لَيَحۡبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَـٰسِرِينَ۝ بَلِ ٱللهَ فَٱعۡبُدۡ وَكُن مِّنَ ٱلشَّـٰكِرِينَ۝﴾ وَقَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ لَمَّا ذَكَـرَ الأَنْبِيَاءَ مِنْ ذُرِّيَّـةِ إِبْرَاهِيمَ فِي قَـوْلِـهِ تَعَالَىٰ:﴿وَتِلۡكَ حُجَّتُنَاۤ ءَاتَيۡنَـٰهَاۤ إِبۡرَ ٰهِيمَ عَلَىٰ قَوۡمِهِۦۚ نَرۡفَعُ دَرَجَـٰتࣲ مَّن نَّشَاۤءُۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمࣱ۝ وَوَهَبۡنَا لَهُۥۤ إِسۡحَـٰقَ وَيَعۡقُوبَۚ كُلًّا هَدَيۡنَاۚ وَنُوحًا هَدَيۡنَا مِن قَبۡلُۖ وَمِن ذُرِّيَّتِهِۦ دَاوُۥدَ وَسُلَيۡمَـٰنَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَـٰرُونَۚ﴾ إِلَىٰ آخِـرِ الآيَـاتِ، *ثُـمَّ قَـالَ:﴿وَلَوۡ أَشۡرَكُوا۟ لَحَبِطَ عَنۡهُم مَّا كَانُوا۟ يَعۡمَلُونَ۝﴾.*

*وَالأَنْبِيَاءُ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَوَّل مَا يَـبْـدَأُونَ بِـدَعْـوَةِ الــتَّـوْحِــيــدِ؛* قَالَ اللهُ تَعَالَىٰ فِي نُـوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ:﴿لَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوۡمِهِۦ فَقَالَ يَـٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُوا۟ ٱللهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَـٰهٍ غَيۡرُهُۥۤ﴾ ﴿۞ وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمۡ هُودࣰاۚ قَالَ يَـٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُوا۟ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَـٰهٍ غَيۡرُهُۥۤۚ﴾ ﴿وَإِلَىٰ مَدۡيَنَ أَخَاهُمۡ شُعَيۡبࣰاۚ قَالَ يَـٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُوا۟ ٱللهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَـٰهٍ غَيۡرُهُۥۖ ﴾

بَـلْ إِنَّـهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ أَجْـمَـلَ الـرُّسُلَ فِي قَوْلِهِ:﴿وَلَقَدۡ بَعَثۡنَا فِي كُلِّ أُمَّةࣲ رَّسُولًا أَنِ ٱعۡبُدُوا۟ ٱللهَ وَٱجۡتَنِبُوا۟ ٱلطَّـٰغُوتَۖ فَمِنۡهُم مَّنۡ هَدَى ٱللهُ وَمِنۡهُم مَّنۡ حَقَّتۡ عَلَيۡهِ ٱلضَّلَـٰلَةُۚ﴾ ﴿وَمَاۤ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِيۤ إِلَيۡهِ أَنَّهُۥ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّاۤ أَنَا۠ فَٱعۡبُدُونِ۝﴾.

*هَـذَا هُـوَ الأَسَـاسُ، وَهَـذَا هُـوَ الأَصْلُ، وَهَـذِهِ هِيَ الـقَـاعِـدَةُ؛ فَكَيْفَ نَـزْهَـدُ بِـهَـذَا الأَمْـرِ وَنَغْفَلُ عَنْهُ وَنُخَطِّىءُ مَنْ يَـدْعُـو إِلَيْهِ.*

*وَيُقَالُ: إِنَّ هَـذَا يُـفَـرِّقُ بَيْـنَ المُسْلِمِينَ، لَا بَـلْ هَــذَا يَجْمَـعُ كَلِمَةَ المُسْلِمِينَ؛ لِأَنَّ كَلِمَـةَ المُسْلِمِينَ لَا تَجْتَمِـعُ إِلَّا عَلَى التَّوْحِيدِ، وَلَا يَسْتَـتِبُّ الأَمْـنُ وَالِاسْـتِـقْــرَارُ إِلَّا عَلَى التَّوْحِيـدِ.*

*- نَكْتَفِي بِهَذَا القَدْرِ وَنُكْمِلُ فِي العَدَدِ القَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَـبَـارَكَ وَتَـعَـالَـىٰ -*
*--------------------------------------*
*[ الـمَـصْــدَرُ: مُـحَـاضَـرَاتٌ فِـي الـعَــقِـيـدَةِ وَالــدَّعْــوَةِ: جـــــ: 2 / صــــ: 12 - 13 ]*
*--------------------------------------

*[ سِـلْـسِلَـــةُ أَهَــمِّـــيَّـــة الــتَّـوْحِــيــدِ ] لِـشَيْـخِـنَـا الـعَـلَّامَـةِ: صَالِـحِ بْنِ فَــوْزَانَ الـفَـوْزَان - حَفِـظَـهُ اللهُ وَمَتَّعَـهُ بِالـصِّـحَّـةِ وَالـعَـافِـيَـةِ - آمِـيـن - الــعَــدَدُ:[ 9 ]*
*------------------------------------*
*وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ الـرَّحْمَـٰنُ:*

*قَالَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ:﴿وَعَدَ ٱللهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ مِنكُمۡ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ لَيَسۡتَخۡلِفَنَّهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ كَمَا ٱسۡتَخۡلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمۡ دِينَهُمُ ٱلَّذِي ٱرۡتَضَىٰ لَهُمۡ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعۡدِ خَوۡفِهِمۡ أَمۡنࣰاۚ يَعۡبُدُونَنِي لَا يُشۡرِكُونَ بِي شَيۡـࣰٔاۚ﴾.*

*إِنَّمَا تَحْصُلُ هَـذِهِ المَطَالِبُ العَـظِيمَـة؛ بِـعِـبَـادَةِ اللهِ وَحْـدَهُ لَا شَـرِيـكَ لَـهُ ﴿يَعۡبُدُونَنِي لَا يُشۡرِكُونَ بِي شَيۡـࣰٔاۚ﴾ فَلَا تَجْتَمِـعُ كَلِمَةُ الأُمَّةِ وَلَا يَصْلُـحُ بِنَاءُ الأُمَّـةِ إِلَّا عَلَى كَلِمَـةِ التَّوْحِيدِ، وَعَلَىٰ عَـقِـيـدَةِ التَّوْحِيـدِ الصَّحِيحَـةِ.*

*أَمَّا إِذَا دَخَـلَ الشِّـركُ، وَتَفَشَّـتِ الـبِـدَعُ وَالـخُـرَافَـاتُ، وَقِيلَ: اتْـرُكُـوا الـنَّـاسَ أَحْـرَارًا فِـي عَـقَـائِـدِهِـمْ، اتْـرُكُـوهُـمْ لَا تُـنَـفِّـرُوهُـمْ، هُنَا يَحْصُلُ الِاخْتِلَافُ، وَيَحْصُلُ التَّفَرُّقُ، وَيَدْخُلُ الشَّيْطَانُ بَيْنَ صُفُوفِ المُسْلِمِينَ فَيُفَرِّق جَمَاعَتَهُمْ، كَمَا هُـوَ الـوَاقِـعُ الآنَ.*

وَأَضْرِبُ لَكُمْ مَثَلًا: فِي هَـذِهِ البِلَادِ حَيْثُ كَانَت قَبْلَ دَعْـوَةِ الشَّيْخِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الوَهَّابِ رَحِمَهُ اللهُ إِلَى التَّوْحِيدِ، كَانَت مُتَفَرِّقَةً كُلُّ قَـريَـةٍ لَهَا أَمِيرٌ وَحُكُومَة، وَكُلُّ قَريَةٍ تُحَارِبُ القَريَةَ الأُخْـرَىٰ، بَـلْ ذَكَـرَ التَّارِيخُ أَنَّ أَهْـلَ القَريَةِ يَتَقَاتَلُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ، كُلُّ جَانِبٍ مِنَ القَريَةِ يُحَارِبُ الجَانِبَ الآخَر، سَلْبٌ وَنَهْبٌ، وَقَتْلٌ وَتَقْتِيلٌ، كُلُّ قَريَةٍ فِيهَا حَـاكِـمٌ لَا تَخْضَعُ لِلْأُخْـرَىٰ، *فَلَمَّا جَـاءَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ بِهَذِهِ الدَّعْوَةِ المُبَارَكَةِ، عَلَىٰ يَدِ هَذَا العَالِمِ الصَّالِحِ المُصْلِحِ، تَـوَحَّـدَتِ البِـلَادُ، وَصَارَت تَحتَ قِيَادَةٍ وَاحِدَةٍ، وَصَارَ لَهَا دَوْلَـةٌ قَـامَتْ عَلَى الـدِّينِ وَالتَّوْحِيدِ، وَلَا تَـزَالُ وَلِلهِ الحَمْدُ، هَـذَا لِأَنَّهُ أُسِّسَ بِنَاؤُهَا عَلَى التَّوْحِيدِ،* لَكِنْ قَبْلَ أَنْ يُؤَسَّسَ التَّوْحِيدُ فِي البِلَادِ كَانَت مُتَفَرِّقَةً، وَكَانُوا يَتَبَرَّكُونَ بِالأَشْجَارِ وَبِالأَحْجَارِ.

كَانَ السَّحَـرَةُ يَعْمَلُونَ عَمَلَهُمْ بَيْنَ النَّاسِ، وَكَانَ المُشْعْـوِذُونَ يَتَجَـوَّلُونَ فِي القُرَىٰ وَيُخْرِبُونَ عَقَائِدَ النَّاسِ، وَكَانَ الحُكْمُ عِنْدَ القَبَائِلِ عَلَىٰ حَسَبِ العَوَائِدِ الجَاهِلِيَّةِ، رُغْـمَ أَنَّهُ كَانَ فِي البِلَادِ آنَذَاكَ عُلَمَاءُ كَثِيرُونَ، لَكِنْ لَمْ يَهْتَمُّوا بِـدَعْـوَةِ التَّوْحِيدِ وَإِنْـكَـارِ الشِّركِ، *فَلَمَّا جَـاءَ اللهُ بِهَذَا الـنُّـورِ وَهَـذِهِ الـدَّعْـوَةِ المُبَارَكَـةِ، تَـوَحَّـدَتِ البِـلَادُ، وَاطْمَأَنَّ العِبَادُ، وَأُقِيمَـتِ الـحُـدُودُ، وَأُمِـرَ بِالمَـعـرْوفِ وَنُهِـيَ عَنِ المُنْكَـرِ، وَصَارَ المُسْلِمُونَ إِخْـوَةٌ، هَـذَا كُلُّـهُ بِـبَـرَكَـةِ عَـقِيدَةِ التَّوْحِيدِ الصَّالِحَةِ الصَّحِيحَـةِ، هَـذَا نُمُـوذَجٌ قَـرِيبٌ.*

وَالعَرَبُ قَبْلَ بِعْثَةِ الرَّسُولِ ﷺ...

*- نَكْتَفِي بِهَذَا القَدْرِ وَنُكْمِلُ فِي العَدَدِ القَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَـبَـارَكَ وَتَـعَـالَـىٰ -*
*--------------------------------------*
*[ الـمَـصْــدَرُ: مُـحَـاضَـرَاتٌ فِـي الـعَــقِـيـدَةِ وَالــدَّعْــوَةِ: جـــــ: 2 / صــــ: 13 - 14 ]*
*---------------------------------------*

*[ سِـلْـسِلَـــةُ أَهَــمِّـــيَّـــة الــتَّـوْحِــيــدِ ] لِـشَيْـخِـنَـا الـعَـلَّامَـةِ: صَالِـحِ بْنِ فَــوْزَانَ الـفَـوْزَان - حَفِـظَـهُ اللهُ وَمَتَّعَـهُ بِالـصِّـحَّـةِ وَالـعَـافِـيَـةِ - آمِـيـن - الــعَــدَدُ:[ 10 ]*
*------------------------------------*
*وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ الـرَّحْمَـٰنُ:*

*وَالعَرَبُ قَبْلَ بِعْثَةِ الرَّسُولِ ﷺ كَانُوا مُتَفَرِّقِينَ مُتَشَتِّتِينَ، ثَـارَاتٌ وَغَـارَاتٌ، فَلَمَّا بُعِثَ النَّبِيُّ ﷺ وَدَعَاهُمْ إِلَى التَّوْحِيدِ، وَاسْتَجَابُوا لِلهِ وَرَسُولِـهِ، تَـوَحَّـدُوا وَصَارُوا قُـوَّةً هَائِلَـةً فِي الأَرضِ، سَـادَتِ العِبَادَ وَالبِلَادَ.*

*وَذَكَّـرَهُـمُ اللهُ تَعَالَىٰ بِقَوْلِـهِ:﴿وَٱذۡكُرُوا۟ نِعۡمَتَ ٱللهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ كُنتُمۡ أَعۡدَاۤءࣰ فَأَلَّفَ بَيۡنَ قُلُوبِكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم بِنِعۡمَتِهِۦۤ إِخۡوَ ٰنࣰا وَكُنتُمۡ عَلَىٰ شَفَا حُفۡرَةࣲ مِّنَ ٱلنَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنۡهَاۗ﴾ فَاللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ بَيَّنَ مَا كَانَتْ حَالَتُهُمْ عَلَيْهِ قَبْلَ دَعْـوَةِ الرَّسُولِ ﷺ، وَمَا كَانَت عَلَيْهِ بَعْدَ دَعْـوَةِ الرَّسُولِ ﷺ وَاسْتِجَابَتِهِمْ لَـهُ.*

*وَيَقُولُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ:﴿لَقَدۡ مَنَّ ٱللهُ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ إِذۡ بَعَثَ فِيهِمۡ رَسُولࣰا مِّنۡ أَنفُسِهِمۡ يَتۡلُوا۟ عَلَيۡهِمۡ ءَايَـٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمۡ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَـٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَإِن كَانُوا۟ مِن قَبۡلُ لَفِي ضَلَـٰلࣲ مُّبِينٍ۝﴾ كَانُوا مِنْ قِبْلِ بِعْثَةِ الرَّسُولِ ﷺ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ، وَكَانُوا مَطْمَعًا لِلشُّعُوبِ الأُخْـرَىٰ، فَكَانَتْ تُسَيْطِـرُ عَلَى العَرَبِ فَـارِسُ وَالـرُّومُ، وَكُـلُّ دَوْلَـةٍ مِنْ دُوَلِ الكُفْرِ كَانَ لَهَا نَصِيبٌ فِي جَزِيرَةِ العَرَبِ.*

*فَلَمَّا جَـاءَ الإِسْلَامُ وَدَخَلُوا فِي دِينِ اللهِ، انْعَكَسَ الأَمْـرُ، فَصَارَت جَـزِيـرَةُ الـعَـرَبِ تُسَيْطِـرُ عَلَى العَالَمِ، وَامْتَدَّتِ الفُتُـوحُ، وَانْتَشَـرَ الإِسْلَامُ، وَدَخَـلَ النَّاسُ فِي دِينِ اللهِ أَفْـوَاجًـا.*

وَالإِمَامُ مَالِكٌ رَحِمَهُ اللهُ يَقُولُ: لَا يُصْلِحُ آخِـرَ هَـذِهِ الأُمَّـةِ إِلَّا مَا أَصْلَحَ أَوَّلَهَا، فَـإِذَا كَانَت هَـذِهِ الأُمَّـةُ الآنَ تُـرِيـدُ الِاجْتِمَـاعَ، وَتُـرِيـدُ الـقُـوَّةَ، وَتُـرِيـدُ الِائْـتِـلَافَ؛ فَـإِنَّـهُ لَا يُصْلِحُهَا إِلَّا مَا أَصْلَحَ أَوَّلَهَا، *وَالَّـذِي أَصْلَحَ أَوَّلَهَا: هُـوَ التَّوْحِيدُ، فَلَا يُصْلِحُ آخِـرَ هَـذِهِ الأُمَّـةِ إِلَّا التَّوْحِيدُ وَالِاجْتِمَاعُ عَلَىٰ كَلِمَةِ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ، فَـالَّـذِي يَـجْـمَــعُ الأُمَّـةَ هُـوَ: العَـقِيدَةُ الصَّحِيحَةُ، وَالعَمَلُ الصَّالِحُ،...*

*- نَكْتَفِي بِهَذَا القَدْرِ وَنُكْمِلُ فِي العَدَدِ القَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَـبَـارَكَ وَتَـعَـالَـىٰ -*
*--------------------------------------*
*[ الـمَـصْــدَرُ: مُـحَـاضَـرَاتٌ فِـي الـعَــقِـيـدَةِ وَالــدَّعْــوَةِ: جـــــ: 2 / صــــ: 14 - 15 ]*
*---------------------------------------*
أَخُوكُمْ: عَبْدُ الرَّافِعِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَد رُوزِي
غَفَرَ اللهُ لَهُ وَلِوَالِدَيْهِ وَلَكُمْ وَلِلْمُسْلِمِينَ. آمِين.
*---------------------------------------*