أسأل الله تعالى أن يغفر لنا ولكم ، ويتوب علينا جميعًا توبة يرضى بها عنَّا ،
ويجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن .
أحبتي ..
" ابحث عن الذنب " هذا أفضل ما تجيب به عن أسئلة الناس الحائرة الشاكية
لتدهور الأحوال الإيمانية ، والابتلاءات والفتن التي يتعرضون لها .
" ابحث عن الذنب " نعم أخي ، فما ابتلينا إلا بذنوبنا ، وما نزل عقاب إلا بذنب ،
فنسأل الله تعالى أن يتوب علينا ويجدد الإيمان في قلوبنا .
هذه عقوبات الذنوب فهل من خائف ؟!!
(1) انتكاس القلب :
يقول الله تعالى : {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}
(سورة الصف /5)
ويقول صلى الله عليه وسلم عن القلب المنتكس : "
والآخر أسود مربادا كالكوز
مجخيا ، لا يعرف معروفا ، ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه " رواه مسلم
(2) حصول الوحشة بين العبد وبين ربه عز وجل ،
وبينه وبين عباد الله
المؤمنين ، فتراه مكتئبًا حزينًا ، دائم الإحساس بالضيق .
وقد قال تعالى : { فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ
صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء } (سورة الأنعام /125)
(3) استصغار الذنوب واحتقارها
عن أنس رضي الله عنه قال : " إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من
الشعر ، إن كنا لنعدها على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من الموبقات " .
رواه البخاري
(4) أن العبد يهون على الله عز وجل وعلى عباده :
قال تعالى : { وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء } (سورة
الحـج /18)
فما بالك لو سقطت من عين الله ؟!
(5) المعاصي تورث الذل لصاحبها :
قال تعالى : {مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا } (سورة فاطر/ 10)
فقد أبى الله إلا أن يذل من عصاه ، والعبد يذنب الذنب في الليل فيصبح وعليه
مذلته .
(6) تورث ظلمة في القلب
قال تعالى : { اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ
أولياؤهم الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ } (سورة البقرة/ 257)
(7) حرمان نور العلم :
قال تعالى : { وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } (سورة البقرة/ 282)
فكما أن التقوى من أسباب العلم النافع فترك التقوى من أسباب الحرمان
(8) حرمان الطاعة :
يقول سفيان الثوري : حُرمت قيام الليل خمسة أشهر بذنب أصبته "
وقيل لابن مسعود : لا نستطيع قيام الليل ؟ فقال : أبعدتكم الذنوب .
(9) تطفيء في القلب نار الغيرة
في صحيح مسلم يقول النبي صلى الله عليه وسلم : " أتعجبون من غيرة سعد
لأنا أغير منه ، والله أغير مني " .ومن هنا انتشر في عالم الناس الدياثة ،
فواحسرتاه على نخوة الرجال .,
(10) ذهاب الحياء
قال النبي صلى الله عليه وسلم " إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا
لم تستح فاصنع ما شئت " [ رواه البخاري ] ولذلك يتجرأ على المعاصي التي لم
يكن يظن أنه يقع فيها .
(11) سبب لنسيان العبد لنفسه .
قال تعالى : {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}
(12) تزرع أمثالها ويولد بعضها بعضا
قال بعض السلف : " إن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها ، ومن عقوبة السيئة
سيئة بعدها " حتى تحيط به معصيته وهنا تكون الطامة : قال تعالى : " بَلَى مَنْ
كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ "
[البقرة :81 ]
(13) كثيرا منها يدخل العبد تحت لعنة رسول الله ولعن الملائكة
ومن لعن الملائكة ما رواه الإمام مسلم عن أبي هريرة قال : قال أبو القاسم
صلى الله عليه وسلم : " من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى وإن
كان أخاه لأبيه وأمه " .
(14) تزيل النعم وتحل النقم
قال تعالى : {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} (سورة الشورى/ 30)
إذا فقدت بركة الرزق ، إذا تأخر زواجك ، إذا ابتليت بفساد ابن أو عقوقه ، إذا
توالت عليك الابتلاءات وشردت عن ربك فابحث عن الذنوب .
(15) ما يحدث في البر والبحر من الفساد
قال تعالى : { ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ
الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} (سورة الروم/ 41) وهل فسدت البلاد وضاع العباد
وضاقت الأرض إلا بما كسبت أيدي الناس ، يا من تشتكون من الغلاء والوباء
وهذه الأشياء " ابحثوا عن الذنوب "
(16) تسلب العبد أسماء الشرف والمدح وتمنحه أسماء الذم والصغار
قال تعالى : { بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ } (سورة الحجرات/ 11) أليس من
العاران يتغير اسمك عنده من عبد مسلم أو مؤمن أو طائع ، ليكون اسمك
عاصيا شقيا فاجرا ، عافانا الله وإياكم من ذلك
(17) زوال الأمن والاطمئنان
قال تعالى : {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ}
(سورة الأنعام/82) فلا أمان لمن لا إيمان له ، ولا يكمل الإيمان والعبد مقيم
على المعاصي ، فإذا فقدت الهدوء ، وبحث عن الأمان فلم تجده فابحث عن
الذنب .
(18) تمحق البركة
{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ
وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} (سورة الأعراف/ 96)
(19) ظهور الأوجاع والطواعين
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال : يا معشر المهاجرين خمس خصال إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن
تدركوهن : لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون
والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا ... " [ رواه ابن ماجه
وصححه الألباني ]
(20) تعسير أموره عليه
قال تعالى : {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} (سورة الطلاق/ 4) والعكس
صحيح ، فمن لم يراع عين الله الناظرة ، تعسر حاله ولابد .
أليس بعد كل هذا ، يحق لنا أن نقول :
غفر الله لنا ولكم ،ووفقنا للتوبة من كل الذنوب والمعاصي ، وهدانا صراطا
مستقيمًا