القول الأول: تقرير الشريعة والدفاع عنها:
وممّن ذهب إلى هذا المعنى أبو جعفر بن الزبير الغرناطي الذي قال بأن السورة بأسرها: "بيان الصراط المستقيم على الاستيفاء والكمال أخذًا وتركًا، وبيان شرف من أخذ به، وسوء حال من تنكب عنه"( ). وقد نصّ شيخ الاسلام ابن تيمية على أنها اشتملت على "تقرير أصول العلم وقواعد الدين"( ).
وقال الطاهر بن عاشور: "ومعظم أغراضها ينقسم إلى قسمين: قسم يثبت سموَّ هذا الدين على ما سبقه، وعلو هديه وأصول تطهيره النفوس، وقسم يبين شرائع هذا الدين لأتباعه وإصلاح مجتمعهم"( ) .
وهو موافق لكلام محمود شلتوت؛ حيث قال: "السورة تهدف في جملتها إلى غرضين هما: توجيه الدعوة إلى بني إسرائيل ومناقشتهم فيما كانوا يثيرونه حول الرسالة المحمدية من تشكيكات وشُبه... أما الغرض الثاني فهو التشريع الذي اقتضاه تكوين المسلمين جماعة متميزة على غيرها، في عبادتها ومعاملاتها وعاداتها"( ).
ثم استفاض في الحديث عن تفصيل تلك التشريعات الواردة بالسورة كأحكام القصاص، والصيام، والوصية والاعتكاف، والحج والعمرة، وأحكام القتال، وأحكام اليتامى، وأحكام الطلاق والعدة، والرضاع والحيض، والخمر والميسر، والأيمان، والبيع والربا، وأحكام الإنفاق في سبيل الله.
ثم قال شلتوت: "ثم يكون الختام الأخير تعليم المؤمنين دعاءً من شأنه أن يغرس في نفوسهم سنة الله في التشريع لهم وبناء أحكامه، وتكاليفه على اليسر والوسع ودفع الحرج ومن شأنه متى أخلصوا فيه أن يأخذ بأيديهم إلى حياة سعيدة سهلة ميسرة، وييسر لهم وسائل المغفرة والنصرة... وبذلك يؤكد آخرها أولها، ويؤسس أولها لآخرها، وتصير السورة كتلة واحدة" .
القول الثاني: قضية البعث، والإحياء والإماتة:
يقول برهان الدين البقاعي: "مقصودها [ أي سورة البقرة]: إقامة الدليل على أن الكتاب هدى ليتبع في كل ما قال، وأعظم ما يهدي إليه الإيمان بالغيب، ومجمعه الإيمان بالآخرة؛ فمداره الإيمان بالبعث الذي أعربت عنه قصة البقرة، التي مدارها الإيمان بالغيب" ( ).
وقد أشار الامام ابن كثير إلى مواطن ذكر الإحياء والإماتة في سورة البقرة بقوله : "والله تعالى قد ذكر في هذه السورة ما خلقه في إحياء الموتى، في خمسة مواضع: (ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ)، وهذه القصة [يقصد قصة البقرة]، وقصة الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت، وقصة الذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها، وقصة إبراهيم -عليه السلام- والطيور الأربعة. ونبّه تعالى بإحياء الأرض بعد موتها، على إعادة الأجسام بعد صيرورتها رميمًا"( ).
وإضافة إلى ما ذكر ابن كثير نجد أيضًا: قصة إبراهيم مع النمرود وتحدّيه في من يحيي ويميت.. وهناك صور أخرى من الإحياء داخلة في المعنى العام للإحياء، مثل: قصة خلق آدم وإحيائه من العدم، وإنجاء بني إسرائيل من الذبح هو إحياء لهم ولمن بعدهم، وقصة إحياء مكة واستجابة الله لإبراهيم واسماعيل -عليهما السلام- بجعلها بلدًا آمنًا، كما أن هناك صورة الإحياء المعنوي: ببعث الأمم من بعد موتها، كما سيمرّ معنا في قصة طالوت، وبعثة محمد -صلى الله عليه وسلم- بالرسالة هي إحياء للعالمين أيضًا من بعد موات.
القول الثالث: الخلافة والاستخلاف:
قال البقاعي: "بداية هذه السورة هداية، وخاتمتها خلافة، فاستوفت تبيين أمر النبوة إلى حد ظهور الخلافة، فكانت سنامًا للقرآن"( )، ويكاد يتفق جمهور المعاصرين على أن محور السورة يدور حول الخلافة في الأرض ومقوّماتها وأهلها.
وهذا يتوافق مع مضمون السورة إلى حدّ كبير؛ ولذلك تواطأ عليه بعض القدامى وجمهرة المعاصرين؛ وذلك أن السورة استفتحت بالحديث عن القرآن وموقف الناس حياله، ثم تحدثت بعد ذلك عن خلافة آدم، وتحدثت حديثًا مطولًا عن بني إسرائيل، وذكرت طرفًا من مثالبهم، مما كان داعيًا ألا ينالوا عهد الله، ثم انتقل الحديث إلى المسلمين ليخاطبهم بموجبات الخلافة.
وقد رأى بعض المعاصرين أن يكون المحور كالتالي: (منهج خلافة الله في الأرض بين من أضاعوه ومن أقاموه)، وأن هذا المحور يتناسب مع موضوعات السورة ومع ملابسات نزولها؛ فسورة البقرة أول سورة نزلت بالمدينة، وقد صار للمسلمين عندئذٍ دولة وأرض، فناسب أن يخاطبوا لوراثة الاستخلاف الإلهي له( ).
القول الرابع: الهداية:
يرى ( المودودي ) أن المحور الرئيس لسورة البقرة أنها: دعوة لقبول الهداية الإلهية, وكل القصص والحوادث التي وردت بها تدور حول هذه الفكرة المركزية، وفيها ذكر اليهود على وجه الخصوص بحوادث تاريخية متعددة مستوحاة من سيرتهم الخاصة كي يذكرهم الله وينصحهم بأن صلاحهم وخيرهم يكمن في قبول هذه الهداية المنزلة على النبي -صلى الله عليه وسلم؛ ولذا فعليهم أن يكونوا أول من يؤمن بها لأنها -في أصلها وأساسها- هي نفس الهداية التي أنزلت على نبيهم موسى عليه السلام( ).
القول الخامس: مجادلة اليهود:
يقول (محمد رشيد رضا): "سورة البقرة أجمع سور القرآن لأصول الإسلام وفروعه، ففيها بيان التوحيد والبعث والرسالة العامة والخاصة وأركان الإسلام العملية وبيان الخلق والتكوين وبيان أحوال أهل الكتاب والمشركين والمنافقين في دعوة القرآن ومحاجة الجميع وبيان أحكام المعاملات المالية والقتال والزوجية, والسور الطوال التي بعدها متممة لما فيها، فالثلاث الأولى منها مفصلة لكل ما يتعلق بأهل الكتاب ، ولكن البقرة أطالت في محاجة اليهود خاصة"( ).
وفي كل مجال من هذه المجالات التي تناولتها سورة البقرة تفصيلًا, كان لليهود ذكر فيها, نظرًا لأنهم النموذج المنحرف الذي كلف بالتكاليف الشبيهه بما كلف به المسلمون, ولكنهم غيروا وبدلوا وانحرفوا( ).
ولكي نفهم هذا المحور فهمًا تامًا علينا أن نضع في أذهاننا عدة نقاط هامة:
أ - إن هذا الحديث يهدف إلى دعوة أتباع الأنبياء السابقين (اليهود والنصارى) -الذين كانوا لا يزالون في عجز عن إصلاح أنفسهم- إلى فهم رسالة محمد -صلى الله عليه وسلم- وقبولها, ولهذا فقد أخبرهم الله فيه بأن رسالة القرآن هي عين رسالة الكتب التي نزلت على الأنبياء السابقين, وأن مهمة محمد -عليه الصلاة والسلام- هي نفس مهمة من سبق من الأنبياء؛ فكأن هذا الخطاب يقصد أن يقول لهم: لقد أسندت إليكم هذه المهمة أول الأمر لكي تنفذوها وتدعوا العالم لقبولها والإيمان بها لكنكم طرحتم هداية الله وتدليتم إلى أعماق الانحطاط, وما تاريخ أمتكم الماضي وانحطاطها الخلقي والديني الراهن سوى خير شاهد عليكم, وها هو عبد آخر من عباد الله أرسله بنفس الرسالة ولتنفيد المهمة أيضًا, وليس في هذا شيء غريب أو جديد عليكم, فينبغي إذن ألا تعارضوا الحق وأنتم تعلمونه, وخير لكم أن تؤمنوا به, وتتعاونوا مع من يؤمنون بنفس ما أرسل إليكم من قبل( ).
ولذلك قيل لما فسر ابن عباس رضي الله عنه سورة البقرة في الحج: "فسرها تفسيرًا لو سمعته الروم والترك والديلم لأسلموا"( ).
ب - كذلك يرمي هذا الخطاب إلى مناقشة اليهود، والبرهنة على فسادهم وكشف انحطاطهم الديني والخلقي، لذا نرى آياته تثبت إثباتًا قاطعًا خطأ موقفهم من الإسلام حين كانوا يعارضونه مع أنهم كانوا يعترفون في الوقت نفسه بأن مبادئه وأسسه هي بالفعل عين مبادىء دينهم، وأن القرآن ليس فيه ما يخالف التوراة أو يعارض تعاليمها من حيث المبدأ.
كما أن هذا الخطاب يبيّن أيضًا أن اليهود فشلوا تمامًا في اتباع ما أعطاهم الله من هداية، وأخفقوا كل الإخفاق في القيام بمسؤوليات وواجبات الزعامة التي أسندت إليهم, ولإثبات هذا سيقت حوادث من تاريخهم وقصصهم لا يستطيعون لها إنكارًا أو رفضًا.
فلقد أنعم الله على بني إسرائيل بالنبوة والكتاب, وجعلهم للناس إمامًا وأسند إليهم لواء الزعامة لهداية البشرية أجمعين؛ لكنهم حرموا أنفسهم نعمة الزعامة بدخولهم في مداخل السوء، وسقوطهم في قذارة النزوات والرغبات الدنيوية وجنوحهم إلى النفاق وفعل الشر والمعرفة الزائفة( ).
ج - سبب اختيار بني إسرائيل نموذجًا هو أنهم الأمة الوحيدة التي يعدّ تاريخها خلال الأربعة آلاف سنة الأخيرة درسًا وعبرة حيّة لكل أمم العالم, إذ تبدو في روايته كافة الارتفاعات والانخفاضات والارتقاءات والتنزلات التي تنجم عن السير وفق هداية الله أو نبذها والتنكر لها.
وقد مرّ بنو إسرائيل بعدّة مراحل في الهزيمة ثم الانتصار.. والذلّة ثم الاعتزاز.. والتشرذم والشتات ثم الاجتماع والتوحّد.. والإشراك الوثني ثم التوحيد الخالص.. هذه المراحل هي في حقيقتها مؤشّرات لارتفاع الأمم وهبوطها.. وهو ما تحتاج معرفته الأمة المحمديّة -وهي وارثة الرسالات- لتنظر بعين الاعتبار إلى تقلّبات التاريخ، وسنن التدافع.
"إن بني إسرائيل هم أصحاب آخر دين قبل دين الله الأخير, وقد امتدّ تاريخهم قبل الإسلام مدة من التاريخ طويلة, ووقعت الانحرافات في عقيدتهم, ووقع فيهم النقض المتكرر لميثاق الله معهم ووقع في حياتهم آثار هذا النقض وهذا الانحراف, كما وقع في أخلاقهم وتقاليدهم .. فاقتضى هذا أن تلم الأمة المسلمة - وهي وارثة الرسالات وحاضنة العقيدة الربانية بجملتها - بتاريخ القوم وتقلبات هذا التاريخ, وتعرف مزالق التاريخ وعواقبها, ممثلة في حياة بني إسرائيل وأخلاقهم, لتضم هذه التجربة -في حقل العقيدة والحياة- إلى حصيلة تجاربها, وتنتفع بهذا الرصيد على مدار القرون, ولتتقي بصفة خاصة مزالق الطريق ومداخل الشيطان, وبوادر الانحراف, على هدي التجارب الأولى" ، "ومعلوم أن أعظم المؤمنين قبلنا هم بنو إسرائيل" .
إن تجربة بني إسرائيل ذات صحائف شتى في المدى الطويل, وقد عُلِم أن الأمد حين يطول على الأمم تقسو قلوبها, وتنحرف أجيال منها, وأن الأمة الإسلامية التي سيمتد تاريخها حتى تقوم الساعة, ستصادفها مراحل تمثل فيها مراحل من حياة بني إسرائيل, فجعل أمام أئمة هذه الأمة وقادتها, ومجدّدي الدعوة في أجيالها الكثيرة, نماذج من العقابيل التي تلمّ بالأمم, يعرفون منها كيف يعالجون الدّاء بعد معرفة طبيعته.
ذلك أن أشدّ القلوب استعصاء على الهدى والاستقامة هي القلوب التي عرفت ثم انحرفت, فالقلوب الغفل الخامة أقرب إلى الاستجابة؛ لأنها تفجأ من الدعوة بجديد يهزها, وينفض عنها الركام, لجدّته عليها, وانبهارها بهذا الجديد الذي يطرق نظرتها لأول مرة.
فأما القلوب التي نوديت من قبل, فالنداء الثاني لا تكون له جدّته, ولا تكون له هزّته, ولا يقع فيه الإحساس بضخامته وجدّيته, ومن ثم تحتاج إلى الجهد المضاعف وإلى الصبر الطويل .
د - رغم أن هذا الخطاب موجه إلى اليهود بذاتهم، إلا أنه قصد به كذلك تحذير المسلمين من السقوط فيما سقط فيه أتباع الأنبياء السابقين.
وهذا هو سبب إشارة القرآن فيه إلى انحطاطات اليهود الخلقية وإيراد تصوراتهم المستغربة وأفكارهم الخاطئة عن الدّين، وذكر طرقهم الضالة في التفكير وأساليبهم الساقطة في العيش والحياة واحدة بواحدة( ).
وتكشف لنا سورة البقرة عن أسباب عدم صلاحية بني إسرائيل لقيادة البشرية، ومع أننا -نحن المسلمين- نؤمن بالاختيار الربّاني لبني إسرائيل لقرون طويلة، وتلك قضية لا يؤمن بها العلمانيون والليبراليون من أبناء جلدتنا.. إلا أننا نؤمن أيضًا أنهم نقضوا العهد الذي أخذه الله عليهم بالطاعة والاتباع، ودخل دينهم التحريف، واستحقوا غضب الله، فاستبدلهم الله بالأمّة المحمّدية التي حملت الأمانة من جديد؛ لأن القضيّة في محورها هي قضية التطبيق الصحيح لدين الإسلام، ولا التفات في الإسلام إلى القوميّات والعرقيّات. فالإسلام اليوم، وأمس الراحل، وغدًا القادم، هو دين واحد لجميع الأنبياء، ويسعى لإقامة المجتمع الربّاني الذي يقوم بالعبودية لله، وينشر العدل بين العالمين.
"قال الحرالي: ولما كان حضرة الدين إنما هو الجهاد الذي فيه بذل الأنفس وإنفاق الأموال كثرت فيه مواعظ القرآن وترددت, وعرض لهذه الأمة بإعلام بما يقع فيه, فذكر ما وقع من الأقاصيص في الأمم السالفة وخصوصًا أهل الكتاب من بني إسرائيل ومن لحق بهم من أبناء العيص, فكانت وقائعهم مثلًا لوقائع هذه الأمة, فلذلك أحيل النبي على استنطاق أحوالهم بما يكشفه الله -سبحانه وتعالى- له من أمرهم عيانًا, وبما ينزله من خبرهم بيانًا"( ).
وقد ظهر من القرآن ومن السيرة أن اليهود هم أول من واجه الدعوة الإسلامية بالعداء والكيد؛ أولًا في المدينة, ثم في الجزيرة العربية كلها, فاحتضنوا النفاق والمنافقين, وحرضوا المشركين وتآمروا معهم على الجماعة المسلمة, كل ذلك قبل أن ينفروا بوجوههم في الحرب المعلنة الصريحة فلم يكن بد من كشفهم للجماعة المسلمة لتعرف من أعداؤها؟ ما طبيعتهم؟ وما تاريخهم؟ وما وسائلهم؟ وما حقيقة المعركة التي نخوضها معهم؟
ولعل هذا الأمر ليس خاصًا بجيل الصحابة فقط, بل سيخدم مراحل وعهودًا جاءت بعد جيل الصحابة إلى يومنا هذا, والذي أخذ فيه الصراع مع اليهود أبعادًا أخرى.
وهذا شيء معجز حقًّا, إذ علم الله أن الصراع مع أمة بني إسرائيل ليس صراعًا وقتيًا في عهد محمد بل هو صراع دائم وقائم إلى عهد نزول المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام.
"وفي هذا يلفت القرآن أنظار الإنسانية إلى أن هؤلاء هم مصدر الشر والإفساد في الإنسانية كلها, في طول الأرض وعرضها وفي كل مكان ينزلون وعلى أي موضع يكونون هم شياطين الشياطين, وأعدى أعداء الإنسان, وأفحش الخلق على الأديان, فهم شر الدواب, وعنوان الخراب, ونموذج العذاب.
ولعل الذي نفهم من حكمة الله في الإبقاء عليهم هو أن يستيقظ بتوالي عدوانهم المؤمنون فيستعدوا, وأن ينتبه لهم أفهام العاملين فيجدوا, وأن يستبصر المعتبرون بهم فيتمسكوا بدينهم, وأن يعتبر المستبصرون بهم فيرجعوا إلى ربهم, ليرجع إليهم بأسهم الشديد وعزمهم الحديد وتخطيطهم الرشيد, وسلوكهم القوي الأكيد, فيطهروا الأرض من أرجاس اليهود ويجعلوهم لنار الحرب هم الوقود" .
كل هذا يجعلنا نفهم لماذا ركزت سورة ( البقرة ) -وهي سورة مدنية( ) بالإتفاق- عن الحديث عن بني إسرائيل وتاريخهم, حتى قال بعض علماء القرآن: كل سورة فيها قصص الأنبياء والأمم السابقة فهي مكية( ) سوى البقرة.
ولئن كانت أغلب قصص بني إسرائيل نزلت في العهد المكي, ولكنها هناك كانت تذكرًا لتثبيت القلة المؤمنة في مكة بعرض تجارب الدعوة وموكب الإيمان الواصل منذ أول الخليقة, وتوجيه الجماعة المسلمة بما يناسب ظروفها في مكة، أما -هنا في سورة البقرة- فالقصد هو كشف حقيقة نوايا اليهود ووسائلهم وتحذير الجماعة المسلمة منها, وتحذيرها كذلك من الوقوع في مثل ما وقعت فيه قبلها يهود .. وبسبب اختلاف الهدف بين القرآن المكي والقرآن المدني اختلفت طريقة العرض, وإن كانت الحقائق التي عرضت هنا وهناك عن انحراف بني إسرائيل ومعصيتهم واحدة( ).
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك