موضوع اليوم إن شاء الله تعالى عبارةٌ عن سؤال .. سؤال مخجل، وما المسؤول عنه بأخجل من السّائل ..
أسألكم اخوتي في الله وكلّنا مقصّر في جنب الله العليّ العظيم: أين
دمعتك ؟ أين
دمعتك في دموع الباكين ؟ أين زفرتك بين زفرات التّائبين ؟ أين
دمعتك من خشية ربّ العالمين ؟ وأين
دمعتك من حبّ أكرم الأكرمين ؟ وأين عَبرتك رجاء رحمة أرحم الرّاحمين ؟!.
أمّا ضحكتك فقد سمعتها .. أمّا ابتسامتك فقد رأيتها .. ولكنّني أبحث عن
دمعتك ؟!
ولا يعني كلامُنا هذا أنّ الضّحك حرام؛ فإنّ كلاًّ من البكاء والضّحك من آيات الله في خلقه، فهو القائل:وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا النّـجـم ولكنّ الإكثار منه هو المذموم، والمكثر منه هو المحروم.كيف لا، وقد روى التّرمذي وغيره عنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم:
إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ، وَأَسْمَعُ مَا لَا تَسْمَعُونَ، أَطَّتْ السَّمَاءُ وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ، مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلَّا وَمَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِدًا لِلَّهِ، وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا، اعلموا أنّ مقامات الإيمان ثلاثة: حبّ الله، وخوف الله، ورجاء الله.
فمن أحبّ الله بكى شوقا إليه، وخوفا من فوات قربه. فأعظم بليّة أن يحتجب عنك ربّ البريّة
ومن خاف من الله بكى من ذنوبه، وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ نسأل الله تعالى أن يُمطر علينا أمطار الرّحمة والسّكينة، واليقين والطّمأنينة، ونعوذ به سبحانه من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع ومن عين لا تدمع.