ونحن نرعى البهم مع الفتى ... القادم مع وافدين على القرية في موسم الحصاد من أقصى الجنوب
لا حظنا أن تحت أبطيه آثار حبل ... وفي رقبته بقايا جرح سألناه .. مما جاءت هذه الآثار ؟؟ ...
قال إن البده خطفته ذات يوم وهو صغير .. حولته حماراً بيع السوق .. وأن ما نرى هو آثار من
بقايا ( حبل يلف بطن الحمار لتثبيت البردعة ) ... وأن ما في رقبته هي آثار ( عصا مدببة لوخز
رقبة الحمار ) ... وإذا لم تعرفوا المنكشه فإسألوا جدودكم .. لأن بعض آبائكم لن يعرفها أيضاً
عدنا نسأل أمهاتنا وجداتنا عن ( البده ) أو ( أم بده ) بتشديد الدال ... هذه التي تخطف الأطفال ...
تحولهم إلى خرفان وحمير وتبيعهم ..؟ وكان لدى عائشة البورية الجواب قالت عائشة البورية
ونحن في ضوء قمر نصف مكتمل .. إن البدة هي من تبيع روحها لشيخ الجان .. فيمنحها القدرة
على ذلك .. لكن كيف؟؟ تسألنا بأفواه تتلقف الذباب تبدأ البدةٌ والتي غالباً ما تكون عجوزاً ..
( العجوز تطلق في اللغة على الأنثى فقط ) قالت عائشة البورية أنزل على قبرها وابل الغيم
أن العجوز تـُدنس ظفر رجلها الأيسر أربعون يوماً .. مستقبلة الشمس كل يوم في شروقها
وغروبها .. وفي الليلة الأربعين .. ينزل عليها زعيم الجان .. ويكون على هيئة نسر .. يمسها ..
ثم يمنحها هذه القوة السحرية لم ننم ليلتها خوفاً من البده .. وفي الصبح أسرعنا نطلب من الفتى
مزيداً من تفاصيل الحكاية قال أن العملية تكون سهلة وسهلة جداً ... فقد مرض .. ثم خيّل لأهله
أنه مات ... وحملوا نعشه .. على أنه ميت ولم يكونوا يحملون غير لوح خشبي .. أما هو فقد
خطفته البده أخذته نفخت في أذنيه .. ثم حوّلته بقواها الشيطانية حماراً باعته في سوق الأحد
وعاش حماراً لفترة لاحظت زوجة صاحب الحمار أنها عندما تدخل الحمام ( ولم يكن أكثر من
سجف بجانب مربط الدواب ومكان إعلافها ) .. لاحظت أنه يشيح الحمار بوجهه عنها خجلاً ...
( حمار بصحيح ) .. باحت بالسر لزوجها ... فأستدعى جابر السيد .. وعندما رآه عرف أن هذا
الحمار ليس أكثر من كائن بشري ... خطفته البده .. حولته حماراً ولأن له قوى خارقة أيضاً
فقد عرف البده وأستدعاها وعندما رأته خافت على نفسها لأن لجابر السيد قوى تفوق قوى
الشياطين أمّنها على نفسها بشرط أن تعيد الفتى إلى دنيا البشر وأن تتوب من هذا الفعل إختلت
بأخينا الفتى ( الحمار سابقاً ) ... نفخت في أذنيه ... تلفظت بأدعية لا تعرفها إلا هي ثم أعادته
الفتى إلى عالمنا ... عالم البشر أعيد الفتى إلى أهله ... وهي تابت ... وخسر صاحب الحمار
الحمار ولم يبق من كل هذه الحكاية إلا آثار البطان والمنكشة .. وقليل من الغباء يرفل فيه الفتى .
نقل الموضوع من جريدة عكاظ عدد 15140
الجمعة 01_02_1429هـ
* عمرو العامري
حكاوي زمان
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك