10, أزياء, التاريخ, غيرة
10, أزياء, التاريخ, غيرة
ن نموذج الكون الذي وضعه كبلر، إلى تفاحة نيوتن، ومن بطارية فولتا إلى تلسكوب هابل، وصلا إلى الواقع ثلاثي الأبعاد الخاص بالتصوير التجسيمي، إليكم فيما يلي الأمور التي غيرت معارفنا المرتبطة بالكون وبحياتنا نحن، خلال القرون الخمسة الماضية.
حائط براهي الخاص بالرصد الفلكي:
كان الفلكي الشهير تايخو براهي فخورا بهذه الأداة، التي هي عبارة عن ربع دائرة يبلغ ارتفاعها نحو مترين، وتم تصميمها لمراقبة تحركات النجوم في القبة السماوية.
وفي الرسم يظهر براهي نفسه داخل ربع محيط الدائرة. بمساعدة هذا المرصد تمكن براهي من توثيق معلومات حول أكبر عدد من النجوم، ورغم أنه كان مقتنعا بأن الشمس تدور حول الأرض، فقد استخدم غاليليو نتائج رصده لتأكيد أن كوكبنا ليس ثابتا، وأنه يدور حول نجمه
نموذج الكون وفق يوهانس كبلر
كان مؤمنا بأن الكون عبارة عن آلة موسيقية متناسقة، وأنه بين مدارات الكواكب توجد أشكال هندسية تامة، فمثلا اعتقد بوجود مكعب بين مداري زحل والمشتري، وأنه بين المريخ والمشتري يوجد هرم، لكن رغم ذلك فقد أوصلته دراسته حول كوكب المريخ إلى أن مدارات الكواكب ليست دائرية، بل بيضوية أو إهليجية. لم يعر العلماء هذا الإكتشاف أي اهتمام إلا بعد عقود، عندما كان كبلر قد توفي، إذ تمت مراقبة مرور عطارد أمام الشمس، تماما كما كان العبقري الألماني قد تنبأ.
آلة جون نابير الحاسبة:
عانى الناس الكثير عندما تم الانتقال من نظام الأعداد الرومانية إلى نظام الأعداد العربية إذ أن تحويل العمليات الحسابية التي كانت أساسا معقدة في النظام القديم، إلى أخرى موازية وفق الجديد أصبح عملية مرهقة، وأدت إلى الوقوع في العديد من الأخطاء ... بعد أربعة قرون من دخول الأرقام العربية إلى أوروبا، في القرن السابع عشر قام الرياضي الاستكتلندي جون نابير باختراع ما يمكن وصفه بالأباكوس المتطور الذي كان مؤلفا من عيدان دوارة، تستخدم لتنفيد العمليات الحسابية بسهولة، فأصبح هذا الاختراع معروفا بعيدان نابير، أو عظام نابير، إذ أن الأثمن كانت تلك المصنوعة من العظام أو العاج.
نجاح روبرت بويل الأكبر، مضخة الهواء
في أكثر اللوحات العلمية البريطانية شهرة، هذه الصورة الرئيسية للمقال التي يظهر فيلسوف في ملابس حمراء يشرح لمجموعة من الناس طريقة عمل مضخة الهواء... يضع إحدى يديه على صنبور خاص بالأداة المذكورة، صنبور يعني فتحه أو إغلاقه حياة الطير الموجود داخل الإناء الزجاجي أو موته... هذه الآلة تم اختراعها قبل مئة عام من قبل روبرت بويل وروبرت هوك...
وكانت هذه الأداة شيئا جديدا تماما، إذ أمكنها خلق حالة غير طبيعية وهي الفراغ... وفي وقت رسم اللوحة، مثلت المضخة رمز التكنولوجيا المتطورة، وردود فعل المشاهدين في اللوحة تمثل ردود الناس على التطور التكنولوجي بشكل عام حتى يومنا هذا... الاهتمام، التفاؤل والخوف.
تفاحة اسحاق نيوتن واكتشاف قانون الجاذبية
رغم تضارب الآراء حول حقيقة هذا الحدث إلا أن ما يتفق عليه الجميع هو أن قصة سقوط تفاحة من شجرة أمام عالم الفيزياء الإنجليزي الشهير إسحق نيوتن كانت الشرارة التي دفعته للوصول إلى إدراك مفهوم الجاذبية ووضعه نظرية الجذب العام...
وبهذه الرواية فإن صورة التفاحة التي تسقط أمام شخص يظهر عليه انشغاله بالتفكير في شأن ما تحولت إلى أحد رموز العبقرية العلمية...
القصة الحقيقية كتبها لنا نيوتن نفسه بعد أن أصبح مسنا، وذلك عندما كتب عما حدث له في طلك اليوم المشهود قبل نحو ستين عاما، إذ كتب أنه كان جالسا مستندا إلى جذع شجرة يراقب ويفكر، لماذا، عندما تسقط تفاحة فإنها تسقط دائما بشكل عمودي باتجاه الأرض؟ وتساءل لماذا لا تتحرك بشكل جانبي أو صعودا إلى الأعلى، بل تسقط دائما نحو الأرض؟ بالتأكيد هناك سبب إذ الأرض جذبت التفاحة...
بالنسبة لنيوتن وغيره التفاحة ترمز إلى البحث عن الفردوس المنشوذ، في إشارة إلى قصة آدم وحواء وتناولهما التفاحة المحرمة أو فاكهة شجرة المعرفة كما سمتها ثقافات مختلفة... إلا أنه بعد اختفاء تلك التفاحة لألفيات عدة فقد عادت للظهور مجددا في رمزية خاصة بالمعرفة البشرية ورفض قبول الواقع دون فهمه، ولهذا اكتسبت اهمية خاصة في تاريخنا.
بطارية فولطا
الفيزيائي الإيطالي أليساندرو فوطا كان باحثا بارعا، وقد أنشأ سمعة عالمية لنفسه بفضل علاقاته مع العديد من العلماء في أوروبا، وبفضل قسمه بالولاء لنابوليون بونابارت، وقع اختياره على المجلات العلمية الانجليزية للتعريف باختراعه العبقري الجديد، الذي تم اعتباره مصدرا جديدا للطاقة الكهربائية ألا وهو البطارية...
الغريب أن فولطا نفسه كان يقوم بالتأكد من وجود التيار الكهربائي أو عدم وجوده بيديه العاريتين، وفي حالات أخرى بلسانه...
وكان يصف الصعقات التي كان يتعرض لها بالبرهان على وجود الكهرباء الحيوانية كالنوع الي تم رصده في كائنات كثعبان البحر أو في انقباض سيقان الضفادع... من أهم ما عرف عن فولتا أنه كان يعمل بلا هوادة للتشكيك بأبحاث خصومه وأنه كان يقوم بعرض أدلة صلبة على نتائج أبحاثه.
أنبوب كروكس واكتشاف الإلكترونات:
في عام 1870، قام الفيزيائي الإنجليزي ويليام كروكس بعرض هذا الأنبوب الكهربائي التوهجي على مجموعة من العلماء... ما يحتويه الأنبوب لم يكن أكثر من غاز في ضغط منخفض جدا وقطبين كهربائيين.. التوهج الأخضر اللون الذي هر خلال التجربة دلل على وجود تدفق من الجسيمات... في البداية اعتقد كروكس أن ما انتجه كان دليلا على صحة ديانته، الأرواحية { سبيريطاليزم} في حقيقة الأمر، الأبحاث التالية أثبتت أن تلك الأشعة الغامضة التي نتجت عن أنبوبه كانت إلكترونات.
خاتم السيدة رونتغين واكتشاف أشعة إكس:
هل جرت العادة أن ينال أفراد من عائلات العلماء شهرة؟ في أغلب الحالات لا، لكن الندرة لا تعني الغياب التام... فالصورة هنا تعد الأولى التي تم التقاطها بأشعة إكس، وما حفظته كان خاتم السيدة رونتغين، زوجة العالم الشهير فيلهلم رونتغين الذي كان يجري تجارب للتحقق من طبيعة ومضات غريبة كان قد لاحظها... وقد اختار اسم إكس للتعبير عن حيرته بشأن الأشعة المكتشفة، حتى طلب من زوجته، آنا بيرثا، أن تعترض مسار الأشعة بيدها... عند رؤيتها صورة يدها قالت أن ما يظهر في الصورة هو موتها.
صورة روزاليند فرانكلين واكتشاف الشفرة الوراثية
في بداية خمسينات القرن الماضي، عندما قامت العالمة البريطانية روزاليند فرانكلين بالتقاط هذه الصورة بأشعة إكس، قررت حفظها للقيام بمزيد من الأبحاث... في ذلك الوقت، كان جيمس واتسون وفرانسيس كريك قد اتخذا الخطوات الأولى نحو حل أكبر ألغاز العلم حتى ذلك الوقت...
وعندما وصلت إلى واتسون الصورة التي التقطتها فرانكلين، رأى على الفور الشكل اللولببي المزدوج، لتبدأ بعد ذلك مرحلة طويلة ومرهقة من الدراسة والتحليل... نتائج عملهما تم نشهرها في مجلات علمية مختلفة، إذ أن ما اكتشفاه كان أساس الوراثة البيولوجي، هرم الجينات الذي يكوّن في مجموعه الحمض النووي { الأديين}.
تلسكوب إدوين هابل:
قلة هم من يمكنهم تأكيد ارتكاب العالم ألبرت أينشطاين لأخطاء، منهم الفلكي الأمريكي إدوين هابل... فقد استخدم هابل نتائج أبحاث عالمة الرياضيات والفلك الأمريكية هنرييتا ليفيت التي قالت إنه من الممكن استخدام الضوء القادم من النجوم لتحديد المسافة التي تفصلنا عنها...
وباستخدامه لتلك النتائج أثبت أن الكون يتوسع وأن المجرات تبتعد عن بعضها البعض... هابل اكتشف أنه كلما كانت المجرة أبعد عنا، ستكون سرعتها في التحرك بعيدا عنا أكبر... ليس هذا فحسب، بل أثبت كذلك أن للكون بداية جاءت مع الانفجار العظيم الذي بدأ معه الخلق.
التصوير المجسم:
من الصعب طباعتها على الورق كما هو الحال مع الصور العادية، إذ أنها تمثل أكثر من صورة وأكثر من زاوية للرؤية... دينيس غابور، عالم يهودي هنغاري اضطر للفرار إلى بريطانيا كان أول من فكر في التصوير المجسم عالم 1947، إذ أكد أن الرؤية الثلاثية الأبعاد لجسم ما يمكن تسجيلها بشكل دائم وأنه من الممكن رؤيتها مجددا باستخدام النوع ذاته من الضوء الذي تم استخدامه سابقا...
لسنوات موالية، راوحت الأبحاث مكانها نظريا ودون تحقيق أي نتائج عملية تذكر، حتى عام 1960 الذي تم فيه اختراع أجهزة تستخدم الليزر، الذي يعد الأكثر نقاء بين أنواع الضوء المعروفة للإنسان، والذي سمح بالتصوير الثري دي أو الثلاثي الأبعاد.
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
19-03-2015
