عدد الضغطات : 9,163عدد الضغطات : 6,667عدد الضغطات : 6,385عدد الضغطات : 5,598
التميز خلال 24 ساعة
العضو المميز المراقب المميز المشرف المميز الموضوع المميز القسم المميز
قريبا
قريبا
قريبا

بقلم :
المنتدى الاسلامي العام

العودة   منتديات الحقلة > المنتدى الاسلامي > منتدى الحديث والسنة النبوية الشريفة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: ضع بصمتك .. واترك أثراً ..~ (آخر رد :عميد القوم)       :: اللهم ... (آخر رد :السموه)       :: لـ نهتف : (يَآرَبْ )مساحة خاصه لكم لتناجون البارئ بماشئتم (آخر رد :السموه)       :: وقع ولو بكلمه (آخر رد :السموه)       :: ثرثرة الواو (آخر رد :السموه)       :: دعاء اليوم ((متجدد بإذن الله)) (آخر رد :ابو يحيى)       :: تهنئة بحلول عيد الفطر المبارك (آخر رد :ابو يحيى)       :: أبي ... (آخر رد :السموه)       :: لِ .. أَحَدُهُم ‘ ..| (آخر رد :السموه)       :: الوجه الاخر لرجل الأعمال سعد التميمي (آخر رد :محمد الجابر)      


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 15-10-2018   #39731
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ أسبوع واحد (01:21 AM)
 المشاركات : 210,290 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: كل يوم حديث (( الموضوع متجدد ))



حدثنا ‏ ‏عبد الله بن محمد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏معاوية بن عمرو ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبو إسحاق ‏ ‏عن ‏ ‏حميد ‏ ‏سمعت ‏ ‏أنسا ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏يقول ‏
‏خرج رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إلى ‏ ‏الخندق ‏ ‏فإذا ‏ ‏المهاجرون ‏ ‏والأنصار ‏ ‏يحفرون في غداة باردة فلم يكن لهم عبيد يعملون ذلك لهم فلما رأى ما بهم من النصب والجوع قال

‏اللهم إن العيش عيش ‏ ‏الآخره ‏
‏فاغفر ‏ ‏للأنصار ‏ ‏والمهاجره ‏


‏فقالوا مجيبين له

‏ ‏نحن الذين بايعوا ‏ ‏محمدا ‏
‏على الجهاد ما بقينا أبدا ‏






فتح الباري بشرح صحيح البخاري
حديث أنس , أورده من وجهين في الثاني زيادة . ‏

‏قوله : ( ولم يكن لهم عبيد يعملون ذلك ) ‏
‏أي أنهم عملوا فيه بأنفسهم لاحتياجهم إلى ذلك لا لمجرد الرغبة في الأجر . ‏

‏قوله : ( فلما رأى ما بهم من النصب والجوع ) ‏
‏فيه بيان لسبب قوله صلى الله عليه وسلم " اللهم إن العيش عيش الآخرة " وعند الحارث بن أبي أسامة من مرسل طاوس زيادة في هذا الرجز : ‏ ‏والعن عضلا والقارة ‏ ‏هم كلفونا ننقل الحجارة ‏ ‏والأول غير موزون أيضا ولعله كان والعن إلهي عضلا والقارة , وفي الطريق الثانية لأنس أنه قال ذلك جوابا لقولهم نحن الذين بايعوا محمدا إلخ , ولا أثر للتقديم والتأخير فيه لأنه يحمل على أنه كان يقول إذا قالوا ويقولون إذا قال , وفيه أن في إنشاد الشعر تنشيطا في العمل , وبذلك جرت عادتهم في الحرب , وأكثر ما يستعملون في ذلك الرجز . ‏

‏قوله : ( نحن الذين بايعوا ) ‏
‏هو صفة الذين لا صفة نحن . ‏

‏قوله : ( على الجهاد ما بقينا أبدا ) ‏
‏في رواية عبد العزيز على الإسلام بدل الجهاد والأول أثبت . ‏
‏( تنبيه ) : ‏
‏تقدم طريق عبد العزيز سندا ومتنا في أوائل الجهاد سوى قوله : " قال يؤتون إلخ " وسيأتي بعد أحاديث من حديث البراء أنه كان يقول : " اللهم لولا أنت ما اهتدينا " . ‏



 

رد مع اقتباس
قديم 15-10-2018   #39732
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ أسبوع واحد (01:21 AM)
 المشاركات : 210,290 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: كل يوم حديث (( الموضوع متجدد ))



حدثنا ‏ ‏خلاد بن يحيى ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبد الواحد بن أيمن ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏قال أتيت ‏ ‏جابرا ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏فقال ‏
‏إنا يوم ‏ ‏الخندق ‏ ‏نحفر فعرضت ‏ ‏كدية ‏ ‏شديدة فجاءوا النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقالوا هذه ‏ ‏كدية ‏ ‏عرضت في ‏ ‏الخندق ‏ ‏فقال ‏ ‏أنا نازل ثم قام وبطنه ‏ ‏معصوب ‏ ‏بحجر ولبثنا ثلاثة أيام لا نذوق ذواقا فأخذ النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏المعول ‏ ‏فضرب فعاد ‏ ‏كثيبا ‏ ‏أهيل ‏ ‏أو ‏ ‏أهيم ‏ ‏فقلت يا رسول الله ائذن لي إلى البيت فقلت ‏ ‏لامرأتي ‏ ‏رأيت بالنبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏شيئا ما كان في ذلك صبر فعندك شيء قالت عندي شعير ‏ ‏وعناق ‏ ‏فذبحت ‏ ‏العناق ‏ ‏وطحنت الشعير حتى جعلنا اللحم في ‏ ‏البرمة ‏ ‏ثم جئت النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏والعجين قد انكسر ‏ ‏والبرمة ‏ ‏بين ‏ ‏الأثافي ‏ ‏قد كادت أن تنضج فقلت ‏ ‏طعيم ‏ ‏لي فقم أنت يا رسول الله ورجل أو رجلان قال كم هو فذكرت له قال كثير طيب قال قل لها لا تنزع ‏ ‏البرمة ‏ ‏ولا الخبز من ‏ ‏التنور ‏ ‏حتى آتي فقال قوموا فقام ‏ ‏المهاجرون ‏ ‏والأنصار ‏ ‏فلما دخل على امرأته قال ويحك جاء النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏بالمهاجرين ‏ ‏والأنصار ‏ ‏ومن معهم قالت هل سألك قلت نعم فقال ادخلوا ولا تضاغطوا فجعل يكسر الخبز ويجعل عليه اللحم ويخمر ‏ ‏البرمة ‏ ‏والتنور ‏ ‏إذا أخذ منه ويقرب إلى أصحابه ثم ينزع فلم يزل يكسر الخبز ويغرف حتى شبعوا وبقي بقية قال كلي هذا وأهدي فإن الناس أصابتهم مجاعة ‏


فتح الباري بشرح صحيح البخاري

‏قوله : ( عن أبيه ) ‏
‏في رواية يونس بن بكير في زيادات المغازي " عن عبد الواحد بن أيمن المخزومي " . ‏

‏قوله : ( أتيت جابرا فقال إنا يوم الخندق ) ‏
‏في رواية الإسماعيلي من طريق المحاربي عن عبد الواحد بن أيمن عن أبيه " قال قلت لجابر بن عبد الله حدثني بحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرويه عنك فقال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق " . ‏

‏قوله : ( فعرضت كيدة ) ‏
‏كذا لأبي ذر بفتح الكاف وسكون التحتانية , قيل : هي القطعة الشديدة الصلبة من الأرض , وقال عياض : كأن المراد أنها واحدة الكيد كأنهم أرادوا أن الكيد - وهي الجبلة - أعجزهم فلجئوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم , وفي رواية أحمد عن وكيع عن عبد الواحد بن أيمن " وهاهنا كدية من الجبل " وفي رواية الإسماعيلي " فعرضت كدية " وهي بضم الكاف وتقديم الدال على التحتانية , وهي القطعة الصلبة الصماء . ووقع في رواية الأصيلي عن الجرجاني " كندة " بنون , وعند ابن السكن " كتدة " بمثناة من فوق قال عياض : لا أعرف لهما معنى , وفي رواية الإسماعيلي " فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : هذه كدية قد عرضت في الخندق " وزاد في روايته " فقال : رشوها بالماء فرشوها " . ‏

‏قوله : ( أنا نازل , ثم قام وبطنه معصوب بحجر ) ‏
‏زاد يونس " من الجوع " وفي رواية أحمد " أصابهم جهد شديد حتى ربط النبي صلى الله عليه وسلم بطنه حجرا من الجوع " وفائدة ربط الحجر على البطن أنها تضمر من الجوع فيخشى على انحناء الصلب بواسطة ذلك فإذا وضع فوقها الحجر وشد عليها العصابة استقام الظهر , وقال الكرماني : لعله لتسكين حرارة الجوع ببرد الحجر , ولأنها حجارة رقاق قدر البطن تشد الأمعاء فلا يتحلل شيء مما في البطن فلا يحصل ضعف زائد بسبب التحلل . ‏

‏قوله : ( ولبثنا ثلاثة أيام لا نذوق ذواقا ) ‏
‏هي جملة معترضة أوردها لبيان السبب في ربطه صلى الله عليه وسلم الحجر على بطنه , وزاد الإسماعيلي " لا نطعم شيئا أو لا نقدر عليه " . ‏

‏قوله : ( فأخذ المعول ) ‏
‏بكسر الميم وسكون المهملة وفتح الواو بعدها لام أي المسحاة , وفي رواية أحمد " فأخذ المعول أو المسحاة " بالشك . ‏

‏قوله : ( فضرب ) ‏
‏في رواية الإسماعيلي " ثم سمى ثلاثا ثم ضرب " وعند الحارث بن أبي أسامة من طريق سليمان التيمي عن أبي عثمان قال : " ضرب النبي صلى الله عليه وسلم : في الخندق ثم قال : بسم الله وبه بدينا ولو عبدنا غيره شقينا فحبذا ربا وحبذا دينا ‏

‏قوله : ( فعاد كثيبا ) ‏
‏أي رملا . ‏

‏قوله : ( أهيل أو أهيم ) ‏
‏شك من الراوي , في رواية الإسماعيلي " أهيل " بغير شك , وكذا عند يونس , وفي رواية أحمد " كثيبا يهال " والمعنى أنه صار رملا يسيل ولا يتماسك , قال الله تعالى ( وكانت الجبال كثيبا مهيلا ) أي رملا سائلا , وأما " أهيم " فقال عياض ضبطها بعضهم بالمثلثة وبعضهم بالمثناة وفسرها بأنها تكسرت , والمعروف بالتحتانية وهي بمعنى أهيل , وقد قال في قوله تعالى ( فشاربون شرب الهيم ) المراد الرمال التي لا يرويها الماء , وقد تقدم الخلاف في تفسيرها في كتاب البيوع . ووقع عند أحمد والنسائي في هذه القصة زيادة بإسناد حسن من حديث البراء بن عازب قال . " لما كان حين أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفر الخندق عرضت لنا في بعض الخندق صخرة لا تأخذ فيها المعاول , فاشتكينا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم , فجاء فأخذ المعول فقال : بسم الله , فضرب ضربة فكسر ثلثها , وقال : الله أكبر أعطيت مفاتيح الشام , والله إني لأبصر قصورها الحمر الساعة , ثم ضرب الثانية فقطع الثلث الآخر فقال : الله أكبر , أعطيت مفاتيح فارس , والله إني لأبصر قصر المدائن أبيض . ثم ضرب الثالثة وقال : بسم الله ; فقطع بقية الحجر فقال : الله أكبر أعطيت مفاتيح اليمن , والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني هذا الساعة " وللطبراني من حديث عبد الله بن عمرو نحوه , وأخرجه البيهقي مطولا من طريق كثير بن عبد الرحمن بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده وفي أوله " خط رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق لكل عشرة أناس عشرة أذرع - وفيه - فمرت بنا صخرة بيضاء كسرت معاويلنا فأردنا أن نعدل عنها فقلنا . حتى نشاور رسول الله صلى الله عليه وسلم , فأرسلنا إليه سلمان - وفيه - فضرب ضربة صدع الصخرة وبرق منها برقة فكبر وكبر المسلمون - وفيه - رأيناك تكبر فكبرنا بتكبيرك فقالا : إن البرقة الأولى أضاءت لها قصور الشام , فأخبرني جبريل أن أمتي ظاهرة عليهم - وفي آخره - ففرح المسلمون واستبشروا " وأخرجه الطبراني من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص نحوه . ‏

‏قوله : ( فقلت يا رسول الله ائذن لي إلى البيت ) ‏
‏زاد أبو نعيم في " المستخرج " فأذن لي , وفي المسند من زيادات عبد الله بن أحمد من حديث ابن عباس " احتفر رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق وأصحابه قد شدوا الحجارة على بطونهم من الجوع , فلما رأى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال : هل دللتم على رجل يطعمنا أكلة ؟ قال رجل : نعم , قال : أما لا فتقدم " الحديث , وكأنه جابر , ويؤخذ من هذه النكتة في قوله : " ائذن لي يا رسول الله " . ‏

‏قوله : ( فقلت لامرأتي ) ‏
‏اسمها سهيلة بنت مسعود الأنصارية . ‏

‏قوله : ( عندي شعير ) ‏
‏بين يونس بن بكير في روايته أنه صاع . ‏

‏قوله : ( وعناق ) ‏
‏بفتح العين المهملة وتخفيف النون هي الأنثى من المعز , وفي رواية سعيد بن ميناء التي تلو هذه " فأخرجت إلي جرابا فيه صاع من شعير , ولنا بهيمة داجن " أي سمينة , والداجن التي تترك في البيت ولا تفلت للمرعى , ومن شأنها أن تسمن . وفي رواية أحمد من طريق سعيد بن ميناء " سمينة " . ‏

‏قوله : ( فذبحت ) ‏
‏بسكون المهملة وضم التاء , ‏
‏وقوله : ( طحنت ) ‏
‏بفتح المهملة وفتح النون , فالذي ذبح هو جابر , وامرأته هي التي طحنت . وفي رواية سعيد عند أحمد " فأمرت امرأتي فطحنت لنا الشعير وصنعت لنا منه خبزا " . ‏

‏قوله : ( والعجين قد انكسر ) ‏
‏أي لان ورطب وتمكن منه الخمير . ‏

‏قوله : ( والبرمة بين الأثافي ) ‏
‏بمثلثة وفاء أي الحجارة التي توضع عليها القدر وهي ثلاثة . ‏

‏قوله : ( حتى جعلنا ) ‏
‏في رواية الكشميهني " حتى جعلت " . ‏

‏قوله : ( في البرمة ) ‏
‏بضم الموحدة وسكون الراء . ‏

‏قوله : ( طعيم ) ‏
‏بتشديد التحتانية على طريقة المبالغة في تحقيره , قالوا : من تمام المعروف تعجيله وتحقيره , قال ابن التين ضبطه بعضهم بتخفيف الياء وهو غلط . ‏

‏قوله : ( فقم أنت يا رسول الله ورجل أو رجلان ) ‏
‏في رواية يونس " ورجلان " بالجزم , وفي رواية سعيد بعد هذه " فقم أنت ونفر معك " وفي رواية أحمد " وكنت أريد أن ينصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وحده " . ‏

‏قوله : ( فقال : قوموا , فقام المهاجرون ) ‏
‏في رواية يونس " فقال للمسلمين جميعا قوموا " وهي أوضح , فإن الأحاديث تدل على أنه لم يخص المهاجرين بذلك , فكأن المراد فقام المهاجرون ومن معهم , وخصهم بالذكر لشرفهم , وفي بقية الحديث ما يؤيد هذا فإنه قال : " فلما دخل على امرأته قال ويحك جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمهاجرين والأنصار " . ‏

‏قوله : ( قالت هل سألك ؟ قال نعم . فقال : ادخلوا ) ‏
‏في هذا السياق اختصار , وبيانه في رواية يونس " قال فلقيت من الحياء ما لا يعلمه إلا الله عز وجل وقلت : جاء الخلق على صاع من شعير وعناق , فدخلت على امرأتي أقول : افتضحت , جاءك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخندق أجمعين , فقالت : هل كان سألك كم طعامك ؟ فقلت : نعم , فقالت : الله ورسوله أعلم , ونحن قد أخبرناه بما عندنا , فكشف عني غما شديدا " وفي الرواية التي تلي هذه " فجئت امرأتي فقالت : بك وبك , فقلت : قد فعلت الذي قلت " . وكان قد ذكر في أوله أنها " قالت له لا تفضحني برسول الله وبمن معه , فجئت فساررته " ويجمع بينهما بأنها أوصته أولا بأن يعلمه بالصورة , فلما قال لها إنه جاء بالجميع ظنت أنه لم يعلمه فخاصمته , فلما أعلمها أنه أعلمه سكن ما عندها لعلمها بإمكان خرق العادة , ودل ذلك على وفور عقلها وكمال فضلها . وقد وقع لها مع جابر في قصة التمر " أن جابرا أوصاها لما زارهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا تكلمه , فلما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم الانصراف نادته : يا رسول الله صل علي وعلى زوجي , فقال : صلى الله عليك وعلى زوجك , فعاتبها جابر , فقالت له : أكنت تظن أن الله يورد رسوله بيتي ثم يخرج ولا أسأله الدعاء " أخرجه أحمد بإسناد حسن في حديث طويل , ووقع في رواية أبي الزبير عن جابر في نحو هذه القصة أنها قالت لجابر " فارجع إليه فبين له , فأتيته فقلت : يا رسول الله , إنما هي عناق وصاع من شعير , قال : فارجع فلا تحركن شيئا من التنور ولا من القدر حتى آتيها , واستعر صحافا " . ‏

‏قوله : ( ولا تضاغطوا ) ‏
‏بضاد معجمة وغير معجمة وطاء مهملة مشالة , أي لا تزدحموا , وفي الرواية التي بعدها " فأخرجت له عجينا فبصق فيه وبارك ثم عمد إلى برمتنا فبصق فيها وبارك " . ‏

‏قوله : ( ويخمر البرمة ) ‏
‏أي يغطيها . ‏

‏قوله : ( ثم ينزع ) ‏
‏أي يأخذ اللحم من البرمة , وفي رواية سعيد التي تلو هذه " فقال ادع خابزة فلتخبز معك " أي تساعدك , وقوله : " واقدحي من برمتك " أي اغرفي , والمقدحة المغرفة , وفي رواية أبي الزبير عن جابر " وأقعدهم عشرة عشرة فأكلوا " . ‏

‏قوله : ( وبقي بقية ) ‏
‏في رواية سعيد " فأقسم بالله لأكلوا - أي لقد أكلوا - حتى تركوه وانحرفوا " بالحاء المهملة والفاء أي رجعوا , وفي رواية يونس بن بكير " فما زال يقرب إلى الناس حتى شبعوا أجمعون , ويعود التنور والقدر أملأ ما كانا " . ‏

‏قوله : ( كلي هذا وأهدي ) ‏
‏بهمزة قطع فعل أمر للمرأة من الهدية , ثم بين سبب ذلك بقوله : " فإن الناس أصابتهم مجاعة " وفي رواية يونس " كلي وأهدي , فلم نزل نأكل ونهدي يومنا أجمع " وفي رواية أبي الزبير عن جابر " فأكلنا نحن وأهدينا لجيراننا , فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب ذلك " وقد تقدم في علامات النبوة حديث أنس في تكثير الطعام القليل أيضا في قصة أخرى بما يغني عن الإعادة . ‏



 

رد مع اقتباس
قديم 15-10-2018   #39733
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ أسبوع واحد (01:21 AM)
 المشاركات : 210,290 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: كل يوم حديث (( الموضوع متجدد ))



حدثني ‏ ‏عثمان بن أبي شيبة ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبدة ‏ ‏عن ‏ ‏هشام ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏رضي الله عنها ‏

‏إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر
‏قالت كان ذاك يوم ‏ ‏الخندق ‏

فتح الباري بشرح صحيح البخاري

‏قوله : ( عن عائشة رضي الله عنها ( إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم , وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر ) ‏
‏قالت : " كان ذلك يوم الخندق " هكذا وقع مختصرا , وعند ابن مردويه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ( إذ جاءوكم من فوقكم ) قال : عيينة بن حصن . ‏
‏( ومن أسفل منكم ) : أبو سفيان بن حرب . وبين ابن إسحاق في المغازي صفة نزولهم قال : نزلت قريش بمجتمع السيول في عشرة آلاف من أحابيشهم ومن تبعهم من بني كنانة وتهامة , ونزل عيينة في غطفان ومن معهم من أهل نجد إلى جانب أحد بباب نعمان , وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون حتى جعلوا ظهورهم إلى سلع في ثلاثة آلاف , والخندق بينه وبين القوم , وجعل النساء والذراري في الآطام , قال : وتوجه حيي بن أخطب إلى بني قريظة فلم يزل بهم حتى غدروا كما سيأتي بيانه في الباب الآتي , وبلغ المسلمين غدرهم فاشتد بهم البلاء , فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يعطي عيينة بن حصن ومن معه ثلث ثمار المدينة على أن يرجعوا , فمنعه من ذلك سعد بن معاذ وسعد بن عبادة وقالا كنا نحن وهم على الشرك لا يطمعون منا في شيء من ذلك , فكيف نفعله بعد أن أكرمنا الله عز وجل بالإسلام وأعزنا بك ؟ نعطيهم أموالنا , ما لنا بهذا من حاجة , ولا نعطيهم إلا السيف . فاشتد بالمسلمين الحصار , حتى تكلم معتب بن قشير وأوس بن قيظي وغيرهما من المنافقين بالنفاق , وأنزل الله تعالى : ( وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا ) الآيات قال : وكان الذين جاءوهم من فوقهم بنو قريظة ومن أسفل منهم قريش وغطفان , قال ابن إسحاق في روايته : ولم يقع بينهم حرب إلا مراماة بالنبل لكن كان عمرو بن عبد ود العامري اقتحم هو ونفر معه خيولهم من ناحية ضيقة من الخندق حتى صاروا بالسبخة فبارزه علي فقتله , وبرز نوفل بن عبد الله بن المغيرة المخزومي فبارزه الزبير فقتله , ويقال قتله علي , ورجعت بقية الخيول منهزمة . وروى البيهقي في " الدلائل " من طريق زيد بن أسلم " أن رجلا قال لحذيفة : أدركتم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ندركه , فقال : يا بن أخي , والله لا تدري لو أدركته كيف تكون , لقد رأيتنا ليلة الخندق في ليلة باردة مطيرة , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من يذهب فيعلم لنا علم القوم جعله الله رفيق إبراهيم يوم القيامة , فوالله ما قام أحد , فقال لنا الثانية . جعله الله رفيقي , فلم يقم أحد . فقال أبو بكر : ابعث حذيفة , فقال : اذهب , فقلت أخشى أن أؤسر , قال : إنك لن تؤسر , فذكر أنه انطلق , وأنهم تجادلوا , وبعث الله عليهم الريح فما تركت لهم بناء إلا هدمته ولا إناء إلا أكفأته " ومن طريق عمرو بن سريع بن حذيفة نحوه وفيه : " إن علقمة بن علاثة صار يقول : يا آل عامر , إن الريح قاتلتي وتحملت قريش وإن الريح لتغلبهم على بعض أمتعتهم " وروى الحاكم من طريق عبد العزيز ابن أخي حذيفة عن أبي حذيفة قال : " لقد رأيتنا ليلة الأحزاب وأبو سفيان ومن معه من فوقنا , وقريظة أسفل منا نخافهم على ذرارينا , وما أتت علينا أشد ظلمة ولا ريحا منها , فجعل المنافقون يستأذنون ويقولون : إن بيوتنا عورة , فمر بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا جاث على ركبتي ولم يبق معه إلا ثلاثمائة فقال : اذهب فأتني بخبر القوم , قال : فدعا لي فأذهب الله عني القر والفزع , فدخلت عسكرهم فإذا الريح فيه لا تجاوزه شبرا , فلما رجعت رأيت فوارس في طريقي فقالوا : أخبر صاحبك أن الله عز وجل كفاه القوم " وأصل هذا الحديث عند مسلم باختصار ,



 

رد مع اقتباس
قديم 16-10-2018   #39734
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ أسبوع واحد (01:21 AM)
 المشاركات : 210,290 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: كل يوم حديث (( الموضوع متجدد ))



حدثنا ‏ ‏أبو اليمان ‏ ‏قال أخبرنا ‏ ‏شعيب ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏أبو الزناد ‏ ‏أن ‏ ‏عبد الرحمن بن هرمز الأعرج ‏ ‏مولى ‏ ‏ربيعة بن الحارث ‏ ‏حدثه أنه سمع ‏ ‏أبا هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏
‏أنه سمع رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول ‏ ‏نحن الآخرون السابقون يوم القيامة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا ثم هذا يومهم الذي فرض عليهم فاختلفوا فيه فهدانا الله فالناس لنا فيه تبع ‏ ‏اليهود ‏ ‏غدا ‏ ‏والنصارى ‏ ‏بعد غد ‏


فتح الباري بشرح صحيح البخاري

‏قوله : ( نحن الآخرون السابقون ) ‏
‏في رواية ابن عيينة عن أبي الزناد عند مسلم " نحن الآخرون ونحن السابقون " أي الآخرون زمانا الأولون منزلة , والمراد أن هذه الأمة وإن تأخر وجودها في الدنيا عن الأمم الماضية فهي سابقة لهم في الآخرة بأنهم أول من يحشر وأول من يحاسب وأول من يقضى بينهم وأول من يدخل الجنة . وفي حديث حذيفة عند مسلم " نحن الآخرون من أهل الدنيا والأولون يوم القيامة المقضي لهم قبل الخلائق " . وقيل : المراد بالسبق هنا إحراز فضيلة اليوم السابق بالفضل , وهو يوم الجمعة , ويوم الجمعة وإن كان مسبوقا بسبت قبله أو أحد لكن لا يتصور اجتماع الأيام الثلاثة متوالية إلا ويكون يوم الجمعة سابقا . وقيل المراد بالسبق أي إلى القبول والطاعة التي حرمها أهل الكتاب فقالوا سمعنا وعصينا , والأول أقوى , ‏

‏قوله : ( بيد ) ‏
‏بموحدة ثم تحتانية ساكنة مثل غير وزنا ومعنى , وبه جزم الخليل والكسائي ورجحه ابن سيده , وروى ابن أبي حاتم في مناقب الشافعي عن الربيع عنه أن معنى " بيد " من أجل , وكذا ذكره ابن حبان والبغوي عن المزني عن الشافعي . وقد استبعده عياض ولا بعد فيه , بل معناه أنا سبقنا بالفضل هدينا للجمعة مع تأخرنا في الزمان , بسبب أنهم ضلوا عنها مع تقدمهم , ويشهد له ما وقع في فوائد ابن المقري من طريق أبي صالح عن أبي هريرة بلفظ " نحن الآخرون في الدنيا ونحن السابقون أول من يدخل الجنة لأنهم أوتوا الكتاب من قبلنا " وفي موطأ سعيد بن عفير عن مالك عن أبي الزناد بلفظ " ذلك بأنهم أوتوا الكتاب " وقال الداودي : هي بمعنى على أو مع , قال القرطبي : إن كانت بمعنى غير فنصب على الاستثناء , وإن كانت بمعنى مع فنصب على الظرف . وقال الطيبي : هي للاستثناء , وهو من باب تأكيد المدح بما يشبه الذم , والمعنى نحن السابقون للفضل غير أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا , ووجه التأكيد فيه ما أدمج فيه من معنى النسخ , لأن الناسخ هو السابق في الفضل وإن كان متأخرا في الوجود , وبهذا التقرير يظهر موقع قوله " نحن الآخرون " مع كونه أمرا واضحا . ‏

‏قوله : ( أوتوا الكتاب ) ‏
‏اللام للجنس , والمراد التوراة والإنجيل , والضمير في " أوتيناه " للقرآن . وقال القرطبي : المراد بالكتاب التوراة , وفيه نظر لقوله " وأوتيناه من بعدهم " فأعاد الضمير على الكتاب , فلو كان المراد التوراة لما صح الإخبار , لأنا إنما أوتينا القرآن . وسقط من الأصل قوله " وأوتيناه من بعدهم " وهي ثابتة في رواية أبي زرعة الدمشقي عن أبي اليمان شيخ البخاري فيه , أخرجه الطبراني في مسند الشاميين عنه , وكذا لمسلم من طريق ابن عيينة عن أبي الزناد , وسيأتي تاما عند المصنف بعد أبواب من وجه آخر عن أبي هريرة . ‏

‏قوله : ( ثم هذا يومهم الذي فرض عليهم ) ‏
‏كذا للأكثر , وللحموي " الذي فرض الله عليهم " والمراد باليوم يوم الجمعة , والمراد باليوم بفرضه فرض تعظيمه , وأشير إليه بهذا لكونه ذكر في أول الكلام كما عند مسلم من طريق آخر عن أبي هريرة , ومن حديث حذيفة قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا " الحديث . قال ابن بطال : ليس المراد أن يوم الجمعة فرض عليهم بعينه فتركوه , لأنه لا يجوز لأحد أن يترك ما فرض الله عليه وهو مؤمن , وإنما يدل - والله أعلم - أنه فرض عليهم يوم من الجمعة وكل إلى اختيارهم ليقيموا فيه شريعتهم , فاختلفوا في أي الأيام هو ولم يهتدوا ليوم الجمعة , ومال عياض إلى هذا ورشحه بأنه لو كان فرض عليهم بعينه لقيل فخالفوا بدل فاختلفوا . وقال النووي : يمكن أن يكونوا أمروا به صريحا فاختلفوا هل يلزم تعينه أم يسوغ إبداله بيوم آخر فاجتهدوا في ذلك فأخطئوا . انتهى . ويشهد له ما رواه الطبري بإسناد صحيح عن مجاهد في قوله تعالى ( إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه ) قال : أرادوا الجمعة فأخطئوا وأخذوا السبت مكانه . ويحتمل أن يراد بالاختلاف اختلاف اليهود والنصارى في ذلك , وقد روى ابن أبي حاتم من طريق أسباط بن نصر عن السدي التصريح بأنهم فرض عليهم يوم الجمعة بعينه فأبوا , ولفظه " إن الله فرض على اليهود الجمعة فأبوا وقالوا : يا موسى إن الله لم يخلق يوم السبت شيئا فاجعله لنا , فجعل عليهم " وليس ذلك بعجيب من مخالفتهم كما وقع لهم في قوله تعالى ( ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة ) وغير ذلك , وكيف لا وهم القائلون ( سمعنا وعصينا ) . ‏

‏قوله : ( فهدانا الله له ) ‏
‏يحتمل أن يراد بأن نص لنا عليه , وأن يراد الهداية إليه بالاجتهاد , ويشهد للثاني ما رواه عبد الرزاق بإسناد صحيح عن محمد بن سيربن قال " جمع أهل المدينة قبل أن يقدمها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبل أن تنزل الجمعة , فقالت الأنصار : إن لليهود يوما يجتمعون فيه كل سبعة أيام , وللنصارى كذلك , فهلم فلنجعل يوما نجتمع فيه فنذكر الله تعالى ونصلي ونشكره . فجعلوه يوم العروبة , واجتمعوا إلى أسعد بن زرارة فصلى بهم يومئذ , وأنزل الله تعالى بعد ذلك ( إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة ) الآية , وهذا وإن كان مرسلا فله شاهد بإسناد حسن أخرجه أحمد وأبو داود وابن ماجه وصححه ابن خزيمة وغير واحد من حديث كعب بن مالك قال " كان أول من صلى بنا الجمعة قبل مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أسعد بن زرارة " الحديث . فمرسل ابن سيرين يدل على أن أولئك الصحابة اختاروا يوم الجمعة بالاجتهاد , ولا يمنع ذلك أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم علمه بالوحي وهو بمكة فلم يتمكن من إقامتها , ثم فقد ورد فيه حديث عن ابن عباس عند الدارقطني , ولذلك جمع بهم أول ما قدم المدينة كما حكاه ابن إسحاق وغيره , وعلى هذا فقد حصلت الهداية للجمعة بجهتي البيان والتوفيق . وقيل في الحكمة في اختيارهم الجمعة وقوع خلق آدم فيه , والإنسان إنما خلق للعبادة فناسب أن يشتغل بالعبادة فيه , ولأن الله تعالى أكمل فيه الموجودات وأوجد فيه الإنسان الذي ينتفع بها فناسب أن يشكر على ذلك بالعبادة فيه . ‏

‏قوله : ( اليهود غدا والنصارى بعد غد ) ‏
‏في رواية أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة عند ابن خزيمة " فهو لنا , ولليهود يوم السبت والنصارى يوم الأحد " والمعنى أنه لنا بهداية الله تعالى ولهم باعتبار اختيارهم وخطئهم في اجتهادهم . قال القرطبي : غدا هنا منصوب على الظرف , وهو متعلق بمحذوف وتقديره اليهود يعظمون غدا , وكذا قوله " بعد غد " ولا بد من هذا التقدير لأن ظرف الزمان لا يكون خبرا عن الجثة . انتهى . وقال ابن مالك : الأصل أن يكون المخبر عنه بظرف الزمان من أسماء المعاني كقولك غدا للتأهب وبعد غد للرحيل فيقدر هنا مضافان يكون ظرفا الزمان خبرين عنهما , أي تعييد اليهود غدا وتعييد النصارى بعد غد ا ه . وسبقه إلى نحو ذلك عياض , وهو أوجه من كلام القرطبي . وفي الحديث دليل على فرضية الجمعة كما قال النووي , لقوله " فرض عليهم فهدانا الله له " فإن التقدير فرض عليهم وعلينا فضلوا وهدينا , وقد وقع في رواية سفيان عن أبي الزناد عند مسلم بلفظ " كتب علينا " . وفيه أن الهداية والإضلال من الله تعالى كما هو قول أهل السنة , وأن سلامة الإجماع من الخطأ مخصوص بهذه الأمة , وأن استنباط معنى من الأصل يعود عليه بالإبطال باطل , وأن القياس مع وجود النص فاسد , وأن الاجتهاد في زمن نزول الوحي جائز , وأن الجمعة أول الأسبوع شرعا , ويدل على ذلك تسمية الأسبوع كله جمعة وكانوا يسمون الأسبوع سبتا كما سيأتي في الاستسقاء في حديث أنس , وذلك أنهم كانوا مجاورين لليهود فتبعوهم في ذلك , وفيه بيان واضح لمزيد فضل هذه الأمة على الأمم السابقة زادها الله تعالى .



 

رد مع اقتباس
قديم 16-10-2018   #39735
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ أسبوع واحد (01:21 AM)
 المشاركات : 210,290 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: كل يوم حديث (( الموضوع متجدد ))



حدثنا ‏ ‏علي بن عبد الله بن جعفر ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏حرمي بن عمارة ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏شعبة ‏ ‏عن ‏ ‏أبي بكر بن المنكدر ‏ ‏قال حدثني ‏ ‏عمرو بن سليم الأنصاري ‏ ‏قال أشهد على ‏ ‏أبي سعيد ‏ ‏قال ‏
‏أشهد على رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏الغسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم وأن ‏ ‏يستن ‏ ‏وأن يمس طيبا إن وجد ‏
‏قال ‏ ‏عمرو ‏ ‏أما الغسل فأشهد أنه واجب وأما ‏ ‏الاستنان ‏ ‏والطيب فالله أعلم أواجب هو أم لا ولكن هكذا في الحديث ‏ ‏قال أبو عبد الله ‏ ‏هو أخو ‏ ‏محمد بن المنكدر ‏ ‏ولم يسم ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏هذا ‏ ‏رواه عنه ‏ ‏بكير بن الأشج ‏ ‏وسعيد بن أبي هلال ‏ ‏وعدة وكان ‏ ‏محمد بن المنكدر ‏ ‏يكنى ‏ ‏بأبي بكر ‏ ‏وأبي عبد الله ‏



فتح الباري بشرح صحيح البخاري

‏قوله : ( حدثنا علي بن عبد الله بن جعفر ) ‏
‏كذا في رواية ابن عساكر , وهو ابن المديني , واقتصر الباقون على " حدثنا علي " . ‏

‏قوله : ( قال أشهد على أبي سعيد ) ‏
‏ظاهر في أنه سمعه منه , قال ابن التين : أراد بهذا اللفظ التأكيد للرواية . انتهى . وقد أدخل بعضهم بين عمرو بن سليم القائل " أشهد " وبين أبي سعيد رجلا كما سيأتي . ‏

‏قوله : ( وأن يستن ) ‏
‏أي يدلك أسنانه بالسواك . ‏

‏قوله : ( وأن يمس ) ‏
‏بفتح الميم في الأفصح . ‏

‏قوله : ( إن وجد ) ‏
‏متعلق بالطيب , أي إن وجد الطيب مسه , ويحتمل تعلقه بما قبله أيضا . وفي رواية مسلم " ويمس من الطيب ما يقدر عليه " وفي رواية " ولو من طيب المرأة " قال عياض : يحتمل قوله : " ما يقدر عليه " إرادة التأكيد ليفعل ما أمكنه , ويحتمل إرادة الكثرة , والأول أظهر . ويؤيده قوله : " ولو من طيب المرأة " لأنه يكره استعماله للرجل , وهو ما ظهر لونه وخفي ريحه , فإباحته للرجل لأجل عدم غيره يدل على تأكد الأمر في ذلك . ويؤخذ من اقتصاره على المس الأخذ بالتخفيف في ذلك . قال الزين ابن المنير : فيه تنبيه على الرفق , وعلى تيسير الأمر في التطيب بأن يكون بأقل ما يمكن حتى إنه يجزئ مسه من غير تناول قدر ينقصه تحريضا على امتثال الأمر فيه . ‏

‏قوله : ( قال عمرو ) ‏
‏أي ابن سليم راوي الخبر , وهو موصول بالإسناد المذكور إليه . ‏

‏قوله : ( وأما الاستنان والطيب فالله أعلم ) ‏
‏هذا يؤيد ما تقدم من أن العطف لا يقتضي التشريك من جميع الوجوه , وكأن القدر المشترك تأكيد الطلب للثلاثة , وكأنه جزم بوجوب الغسل دون غيره للتصريح به في الحديث , وتوقف فيما عداه لوقوع الاحتمال فيه . قال الزين ابن المنير : يحتمل أن يكون قوله " وأن يستن " معطوفا على الجملة المصرحة بوجوب الغسل فيكون واجبا أيضا , ويحتمل أن يكون مستأنفا فيكون التقدير وأن يستن ويتطيب استحبابا , ويؤيد الأول ما سيأتي في آخر الباب من رواية الليث عن خالد بن يزيد حيث قال فيها " إن الغسل واجب " ثم قال " والسواك وأن يمس من الطيب " ويأتي في شرح " باب الدهن يوم الجمعة " حديث ابن عباس " وأصيبوا من الطيب " وفيه تردد ابن عباس في وجوب الطيب , وقال ابن الجوزي : يحتمل أن يكون قوله " وأن يستن إلخ " من كلام أبي سعيد خلطه الراوي بكلام النبي صلى الله عليه وسلم . انتهى . وإنما قال ذلك لأنه ساقه بلفظ " قال أبو سعيد وأن يستن " وهذا لم أره في شيء من نسخ الجمع بين الصحيحين الذي تكلم ابن الجوزي عليه . ولا في واحد من الصحيحين ولا في شيء من المسانيد والمستخرجات , بل ليس في جميع طرق هذا الحديث " قال أبو سعيد " فدعوى الإدراج فيه لا حقيقة لها , ويلتحق بالاستنان والتطيب التزين باللباس , وسيأتي استعمال الخمس التي عدت من الفطرة , وقد صرح ابن حبيب من المالكية به فقال : يلزم الآتي الجمعة جميع ذلك , وسيأتي في " باب الدهن للجمعة " " ويدهن من دهنه ويمس من طيبه " والله أعلم . ‏

‏قوله : ( قال أبو عبد الله ) ‏
‏أي البخاري , ومراده بما ذكر أن محمد بن المنكدر وإن كان يكنى أيضا أبا بكر لكنه ممن كان مشهورا باسمه دون كنيته , بخلاف أخيه أبي بكر راوي هذا الخبر فإنه لا اسم له إلا كنيته , وهو مدني تابعي كشيخه . ‏

‏قوله : ( روى عنه بكير بن الأشج وسعيد بن أبي هلال ) ‏
‏كذا في رواية أبي ذر , ولغيره " رواه عنه " وكأن المراد أن شعبة لم ينفرد برواية هذا الحديث عنه لكن بين رواية بكير وسعيد مخالفة في موضع من الإسناد , فرواية بكير موافقة لرواية شعبة ورواية سعيد أدخل فيها بين عمرو بن سليم وأبي سعيد واسطة كما أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي من طريق عمرو بن الحارث أن سعيد بن أبي هلال وبكير بن الأشج حدثاه عن أبي بكر بن المنكدر عن عمرو بن سليم عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه فذكر الحديث وقال في آخره " إلا أن بكيرا لم يذكر عبد الرحمن " وكذلك أخرج أحمد من طريق ابن لهيعة عن بكير ليس فيه عبد الرحمن , وغفل الدارقطني في " العلل " عن هذا الكلام الأخير فجزم بأن بكيرا وسعيدا خالفا شعبة فزادا في الإسناد عبد الرحمن وقال : إنهما ضبطا إسناده وجوداه وهو الصحيح , وليس كما قال , بل المنفرد بزيادة عبد الرحمن هو سعيد بن أبي هلال , وقد وافق شعبة وبكيرا على إسقاطه محمد بن المنكدر أخو أبي بكر أخرجه ابن خزيمة من طريقه , والعدد الكثير أولى بالحفظ من واحد . والذي يظهر أن عمرو بن سليم سمعه من عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه , ثم لقي أبا سعيد فحدثه , وسماعه منه ليس بمنكر لأنه قديم ولد في خلافة عمر بن الخطاب ولم يوصف بالتدليس . وحكى الدارقطني في " العلل " فيه اختلافا آخر على علي بن المديني شيخ البخاري فيه , فذكر أن الباغندي حدث به عنه بزيادة عبد الرحمن أيضا , وخالفه تمام عنه فلم يذكر عبد الرحمن , وفيما قال نظر , فقد أخرجه الإسماعيلي عن الباغندي بإسقاط عبد الرحمن , وكذا أخرجه أبو نعيم في المستخرج عن أبي إسحاق بن حمزة وأبي أحمد الغطريفي كلاهما عن الباغندي , فهؤلاء ثلاثة من الحفاظ حدثوا به عن الباغندي فلم يذكروا عبد الرحمن في الإسناد , فلعل الوهم فيه ممن حدث به الدارقطني عن الباغندي , وقد وافق البخاري على ترك ذكره محمد بن يحيى الذهلي عند الجوزقي ومحمد بن عبد الرحيم صاعقة عند ابن خزيمة وعبد العزيز بن سلام عند الإسماعيلي وإسماعيل القاضي عند ابن منده في " غرائب شعبة " كلهم عن علي بن المديني , ووافق علي بن المديني على ترك ذكره أيضا إبراهيم بن محمد وإسماعيل بن عرعرة عن حرمي بن عمارة عند أبي بكر المروذي في " كتاب الجمعة " له ولم أقف عليه من حديث شعبة إلا من طريق حرمي وأشار ابن منده إلى أنه تفرد به عنه . ‏
‏( تنبيه ) ‏
‏ذكر المزي في " الأطراف " أن البخاري قال عقب رواية شعبة هذه : وقال الليث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن أبي بكر بن المنكدر عن عمرو بن سليم عن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه , ولم أقف على هذا التعليق في شيء من النسخ التي وقعت لنا من الصحيح , ولا ذكره أبو مسعود ولا خلف , وقد وصله من طريق الليث كذلك أحمد والنسائي وابن خزيمة بلفظ " أن الغسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم , والسواك , وأن يمس من الطيب ما يقدر عليه " . ‏



 

رد مع اقتباس
قديم 16-10-2018   #39736
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ أسبوع واحد (01:21 AM)
 المشاركات : 210,290 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: كل يوم حديث (( الموضوع متجدد ))



حدثنا ‏ ‏عبد الله بن يوسف ‏ ‏قال أخبرنا ‏ ‏مالك ‏ ‏عن ‏ ‏سمي ‏ ‏مولى ‏ ‏أبي بكر بن عبد الرحمن ‏ ‏عن ‏ ‏أبي صالح السمان ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏
‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح فكأنما ‏ ‏قرب ‏ ‏بدنة ‏ ‏ومن راح في الساعة الثانية فكأنما ‏ ‏قرب ‏ ‏بقرة ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما ‏ ‏قرب ‏ ‏كبشا أقرن ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما ‏ ‏قرب ‏ ‏دجاجة ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما ‏ ‏قرب ‏ ‏بيضة فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر ‏

فتح الباري بشرح صحيح البخاري

‏قوله : ( من اغتسل ) ‏
‏يدخل فيه كل من يصح التقرب منه من ذكر أو أنثى حر أو عبد . ‏

‏قوله : ( غسل الجنابة ) ‏
‏بالنصب على أنه نعت لمصدر محذوف أي غسلا كغسل الجنابة , وهو كقوله تعالى ( وهي تمر مر السحاب ) وفي رواية ابن جريج عن سمي عند عبد الرزاق " فاغتسل أحدكم كما يغتسل من الجنابة " وظاهره أن التشبيه للكيفية لا للحكم وهو قول الأكثر , وقيل فيه إشارة إلى الجماع يوم الجمعة ليغتسل فيه من الجنابة , والحكمة فيه أن تسكن نفسه في الرواح إلى الصلاة ولا تمتد عينه إلى شيء يراه , وفيه حمل المرأة أيضا على الاغتسال ذلك اليوم , وعليه حمل قائل ذلك حديث " من غسل واغتسل " المخرج في السنن على رواية من روى غسل بالتشديد , قال النووي : ذهب بعض أصحابنا إلى هذا وهو ضعيف أو باطل , والصواب الأول . انتهى . وقد حكاه ابن قدامة عن الإمام أحمد , وثبت أيضا عن جماعة من التابعين , وقال القرطبي : إنه أنسب الأقوال فلا وجه لادعاء بطلانه وإن كان الأول أرجح ولعله عنى أنه باطل في المذهب . ‏

‏قوله : ( ثم راح ) ‏
‏زاد أصحاب الموطأ عن مالك " في الساعة الأولى " . ‏

‏قوله : ( فكأنما قرب بدنة ) ‏
‏أي تصدق بها متقربا إلى الله , وقيل المراد أن للمبادر في أول ساعة نظير ما لصاحب البدنة من الثواب ممن شرع له القربان , لأن القربان لم يشرع لهذه الأمة على الكيفية التي كانت للأمم السالفة . وفي رواية ابن جريج المذكورة " فله من الأجر مثل الجزور " وظاهره أن المراد أن الثواب لو تجسد لكان قدر الجزور . وقيل ليس المراد بالحديث إلا بيان تفاوت المبادرين إلى الجمعة , وأن نسبة الثاني من الأول نسبة البقرة إلى البدنة في القيمة مثلا , ويدل عليه أن في مرسل طاوس عند عبد الرزاق " كفضل صاحب الجزور على صاحب البقرة " ووقع في رواية الزهري الآتية في " باب الاستماع إلى الخطبة " بلفظ " كمثل الذي يهدي بدنة " فكأن المراد بالقربان في رواية الباب الإهداء إلى الكعبة . قال الطيبي : في لفظ الإهداء إدماج بمعنى التعظيم للجمعة , وأن المبادر إليها كمن ساق الهدي , والمراد بالبدنة البعير ذكرا كان أو أنثى , والهاء فيها للوحدة لا للتأنيث , وكذا في باقي ما ذكر . وحكى ابن التين عن مالك أنه كان يتعجب ممن يخص البدنة بالأنثى , وقال الأزهري في شرح ألفاظ المختصر : البدنة لا تكون إلا من الإبل , وصح ذلك عن عطاء , وأما الهدي فمن الإبل والبقر والغنم , هذا لفظه . وحكى النووي عنه أنه قال : البدنة تكون من الإبل والبقر والغنم , وكأنه خطأ نشأ عن سقط . وفي الصحاح : البدنة ناقة أو بقرة تنحر بمكة , سميت بذلك لأنهم كانوا يسمنونها . انتهى . والمراد بالبدنة هنا الناقة بلا خلاف , واستدل به على أن البدنة تختص بالإبل لأنها قوبلت بالبقرة عند الإطلاق , وقسم الشيء لا يكون قسيمه , أشار إلى ذلك ابن دقيق العيد . وقال إمام الحرمين : البدنة من الإبل , ثم الشرع قد يقيم مقامها البقرة وسبعا من الغنم . وتظهر ثمرة هذا فيما إذا قال : لله علي بدنة , وفيه خلاف , الأصح تعين الإبل إن وجدت , وإلا فالبقرة أو سبع من الغنم . وقيل : تتعين الإبل مطلقا , وقيل يتخير مطلقا . ‏

‏قوله : ( دجاجة ) ‏
‏بالفتح , ويجوز الكسر , وحكى الليث الضم أيضا . وعن محمد بن حبيب أنها بالفتح من الحيوان وبالكسر من الناس . واستشكل التعبير في الدجاجة والبيضة بقوله في رواية الزهري " كالذي يهدي " لأن الهدي لا يكون منهما , وأجاب القاضي عياض تبعا لابن بطال بأنه لما عطفه على ما قبله أعطاه حكمه في اللفظ فيكون من الاتباع كقوله " متقلدا سيفا ورمحا " . وتعقبه ابن المنير في الحاشية بأن شرط الاتباع أن لا يصرح باللفظ في الثاني فلا يسوغ أن يقال متقلدا سيفا ومتقلدا رمحا . والذي يظهر أنه من باب المشاكلة , وإلى ذلك أشار ابن العربي بقوله : هو من تسمية الشيء باسم قرينه . وقال ابن دقيق العيد : قوله " قرب بيضة " وفي الرواية الأخرى " كالذي يهدي " يدل على أن المراد بالتقريب الهدي , وينشأ منه أن الهدي يطلق على مثل هذا حتى لو التزم هديا هل يكفيه ذلك أو لا ؟ انتهى . والصحيح عند الشافعية الثاني , وكذا عند الحنفية والحنابلة , وهذا ينبني على أن النذر هل يسلك به مسلك جائز الشرع أو واجبه ؟ فعلى الأول يكفي أقل ما يتقرب به , وعلى الثاني يحمل على أقل ما يتقرب به من ذلك الجنس , ويقوي الصحيح أيضا أن المراد بالهدي هنا التصدق كما دل عليه لفظ التقرب , والله أعلم . ‏

‏قوله : ( فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر ) ‏
‏استنبط منه الماوردي أن التبكير لا يستحب للإمام , قال : ويدخل للمسجد من أقرب أبوابه إلى المنبر , وما قاله غير ظاهر لإمكان أن يجمع الأمرين بأن يبكر ولا يخرج من المكان المعد له في الجامع إلا إذا حضر الوقت , أو يحمل على من ليس له مكان معد . وزاد في رواية الزهري الآتية " طووا صحفهم " ولمسلم من طريقه " فإذا جلس الإمام طووا الصحف وجاءوا يستمعون الذكر " وكأن ابتداء طي الصحف عند ابتداء خروج الإمام وانتهائه بجلوسه على المنبر , وهو أول سماعهم للذكر , والمراد به ما في الخطبة من المواعظ وغيرها . وأول حديث الزهري " إذا كان يوم الجمعة وقفت الملائكة على باب المسجد يكتبون الأول فالأول " ونحوه في رواية ابن عجلان عن سمي عند النسائي , وفي رواية العلاء عن أبيه عن أبي هريرة عند ابن خزيمة " على كل باب من أبواب المسجد ملكان يكتبان الأول فالأول " فكأن المراد بقوله في رواية الزهري " على باب المسجد " جنس الباب , ويكون من مقابلة المجموع بالمجموع , فلا حجة فيه لمن أجاز التعبير عن الاثنين بلفظ الجمع . ووقع في حديث ابن عمر صفة الصحف المذكورة , أخرجه أبو نعيم في الحلية مرفوعا بلفظ " إذا كان يوم الجمعة بعث الله ملائكة بصحف من نور وأقلام من نور " الحديث , وهو دال على أن الملائكة المذكورين غير الحفظة , والمراد بطي الصحف طي صحف الفضائل المتعلقة بالمبادرة إلى الجمعة دون غيرها من سماع الخطبة وإدراك الصلاة والذكر والدعاء والخشوع ونحو ذلك , فإنه يكتبه الحافظان قطعا , ووقع في رواية ابن عيينة عن الزهري في آخر حديثه المشار إليه عند ابن ماجه " فمن جاء بعد ذلك فإنما يجيء لحق الصلاة " وفي رواية ابن جريج عن سمي من الزيادة في آخره " ثم إذا استمع وأنصت غفر له ما بين الجمعتين وزيادة ثلاثة أيام " . وفي حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عند ابن خزيمة " فيقول بعض الملائكة لبعض : ما حبس فلانا ؟ فتقول : اللهم إن كان ضالا فاهده , وإن كان فقيرا فأغنه , وإن كان مريضا فعافه " . وفي هذا الحديث من الفوائد غير ما تقدم الحض على الاغتسال يوم الجمعة وفضله , وفضل التبكير إليها , وأن الفضل المذكور إنما يحصل لمن جمعهما . وعليه يحمل ما أطلق في باقي الروايات من ترتب الفضل على التبكير من غير تقييد بالغسل . وفيه أن مراتب الناس في الفضل بحسب أعمالهم , وأن القليل من الصدقة غير محتقر في الشرع , وأن التقرب بالإبل أفضل من التقرب بالبقر وهو بالاتفاق في الهدي , واختلف في الضحايا , والجمهور على أنها كذلك . وقال الزين ابن المنير : فرق مالك بين التقربين باختلاف المقصودين , لأن أصل مشروعية الأضحية التذكير بقصة الذبيح , وهو قد فدي بالغنم . والمقصود بالهدي التوسعة على المساكين فناسب البدن . واستدل به على أن الجمعة تصح قبل الزوال كما سيأتي نقل الخلاف فيه بعد أبواب , ووجه الدلالة منه تقسيم الساعة إلى خمس . ثم عقب بخروج الإمام , وخروجه عند أول وقت الجمعة , فيقتضي أنه يخرج في أول الساعة السادسة وهي قبل الزوال . والجواب أنه ليس في شيء من طرق هذا الحديث ذكر الإتيان من أول النهار , فلعل الساعة الأولى منه جعلت للتأهب بالاغتسال وغيره , ويكون مبدأ المجيء من أول الثانية فهي أولى بالنسبة للمجيء ثانية بالنسبة للنهار , وعلى هذا فآخر الخامسة أول الزوال فيرتفع الإشكال , وإلى هذا أشار الصيدلاني شارح المختصر حيث قال : إن أول التبكير يكون من ارتفاع النهار , وهو أول الضحى , وهو أول الهاجرة . ويؤيده الحث على التهجير إلى الجمعة . ولغيره من الشافعية في ذلك وجهان اختلف فيهما الترجيح , فقيل : أول التبكير طلوع الشمس , وقيل طلوع الفجر , ورجحه جمع , وفيه نظر إذ يلزم منه أن يكون التأهب قبل طلوع الفجر , وقد قال الشافعي : يجزئ الغسل إذا كان بعد الفجر فأشعر بأن الأولى أن يقع بعد ذلك . ويحتمل أن يكون ذكر الساعة السادسة لم يذكره الراوي , وقد وقع في رواية ابن عجلان عن سمي عند النسائي من طريق الليث عنه زيادة مرتبة بين الدجاجة والبيضة وهي العصفور , وتابعه صفوان بن عيسى عن ابن عجلان , أخرجه محمد بن عبد السلام الخشني , وله شاهد من حديث أبي سعيد أخرجه حميد بن زنجويه في الترغيب له بلفظ " فكمهدي البدنة إلى البقرة إلى الشاة إلى علية الطير إلى العصفور " الحديث , ونحوه في مرسل طاوس عند سعيد بن منصور , ووقع عند النسائي أيضا في حديث الزهري من رواية عبد الأعلى عن معمر زيادة البطة بين الكبش والدجاجة , لكن خالفه عبد الرزاق , وهو أثبت منه في معمر فلم يذكرها , وعلى هذا فخروج الإمام يكون عند انتهاء السادسة , وهذا كله مبني على أن المراد بالساعات ما يتبادر الذهن إليه من العرف فيها , وفيه نظر إذ لو كان ذلك المراد لاختلف الأمر في اليوم الشاتي والصائف , لأن النهار ينتهي في القصر إلى عشر ساعات وفي الطول إلى أربع عشرة , وهذا الإشكال للقفال , وأجاب عنه القاضي حسين بأن المراد بالساعات ما لا يختلف عدده بالطول والقصر , فالنهار اثنتا عشرة ساعة لكن يزيد كل منها وينقص والليل كذلك , وهذه تسمى الساعات الآفاقية عند أهل الميقات وتلك التعديلية , وقد روى أبو داود والنسائي وصححه الحاكم من حديث جابر مرفوعا " يوم الجمعة اثنتا عشرة ساعة " وهذا وإن لم يرد في حديث التبكير فيستأنس به في المراد بالساعات , وقيل المراد بالساعات بيان مراتب المبكرين من أول النهار إلى الزوال وأنها تنقسم إلى خمس , وتجاسر الغزالي فقسمها برأيه فقال : الأولى من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس , والثانية إلى ارتفاعها , والثالثة إلى انبساطها , والرابعة إلى أن ترمض الأقدام , والخامسة إلى الزوال . واعترضه ابن دقيق العيد بأن الرد إلى الساعات المعروفة أولى وإلا لم يكن لتخصيص هذا العدد بالذكر معنى لأن المراتب متفاوتة جدا , وأولى الأجوبة الأول إن لم تكن زيادة ابن عجلان محفوظة , وإلا فهي المعتمدة . وانفصل المالكية إلا قليلا منهم وبعض الشافعية عن الإشكال بأن المراد بالساعات الخمس لحظات لطيفة أولها زوال الشمس وآخرها قعود الخطيب على المنبر , واستدلوا على ذلك بأن الساعة تطلق على جزء من الزمان غير محدود , تقول جئت ساعة كذا , وبأن قوله في الحديث " ثم راح " يدل على أن أول الذهاب إلى الجمعة من الزوال , لأن حقيقة الرواح من الزوال إلى آخر النهار , والغدو من أوله إلى الزوال . قال المازري : تمسك مالك بحقيقة الرواح وتجوز في الساعة وعكس غيره . انتهى . وقد أنكر الأزهري على من زعم أن الرواح لا يكون إلا بعد الزوال , ونقل أن العرب تقول " راح " في جميع الأوقات بمعنى ذهب , قال : وهي لغة أهل الحجاز , ونقل أبو عبيد في " الغريبين " نحوه . قلت : وفيه رد على الزين ابن المنير حيث أطلق أن الرواح لا يستعمل في المضي في أول النهار بوجه , وحيث قال إن استعمال الرواح بمعنى الغدو لم يسمع ولا ثبت ما يدل عليه . ثم إني لم أر التعبير بالرواح في شيء من طرق هذا الحديث إلا في رواية مالك هذه عن سمي , وقد رواه ابن جريج عن سمي بلفظ " غدا " ورواه أبو سلمة عن أبي هريرة بلفظ " المتعجل إلى الجمعة كالمهدي بدنة " الحديث وصححه ابن خزيمة , وفي حديث سمرة " ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل الجمعة في التبكير كناحر البدنة " الحديث , أخرجه ابن ماجه , ولأبي داود من حديث علي مرفوعا " إذا كان يوم الجمعة غدت الشياطين براياتها إلى الأسواق , وتغدو الملائكة فتجلس على باب المسجد فتكتب الرجل من ساعة والرجل من ساعتين " الحديث , فدل مجموع هذه الأحاديث على أن المراد بالرواح الذهاب , وقيل : النكتة في التعبير بالرواح الإشارة إلى أن الفعل المقصود إنما يكون بعد الزوال , فيسمى الذاهب إلى الجمعة رائحا وإن لم يجيء وقت الرواح , كما سمي القاصد إلى مكة حاجا . وقد اشتد إنكار أحمد وابن حبيب من المالكية ما نقل عن مالك من كراهية التبكير إلى الجمعة وقال أحمد : هذا خلاف حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم . واحتج بعض المالكية أيضا بقوله في رواية الزهري " مثل المهجر " لأنه مشتق من التهجير وهو السير في وقت الهاجرة , وأجيب بأن المراد بالتهجير هنا التبكير كما تقدم نقله عن الخليل في المواقيت , وقال ابن المنير في الحاشية : يحتمل أن يكون مشتقا من الهجير بالكسر وتشديد الجيم وهو ملازمة ذكر الشيء , وقيل : هو من هجر المنزل وهو ضعيف لأن مصدره الهجر لا التهجير . وقال القرطبي : الحق أن التهجير هنا من الهاجرة وهو السير وقت الحر , وهو صالح لما قبل الزوال وبعده , فلا حجة فيه لمالك . وقال التوربشتي : جعل الوقت الذي يرتفع فيه النهار ويأخذ الحر في الازدياد من الهاجرة تغليبا , بخلاف ما بعد زوال الشمس فإن الحر يأخذ في الانحطاط , ومما يدل على استعمالهم التهجير في أول النهار ما أنشد ابن الأعرابي في نوادره لبعض العرب ‏ ‏تهجرون تهجير الفجر ‏ ‏واحتجوا أيضا بأن الساعة لو لم تطل لزم تساوي الآتين فيها , والأدلة تقتضي رجحان السابق , بخلاف ما إذا قلنا إنها لحظة لطيفة . والجواب ما قاله النووي في شرح المهذب تبعا لغيره . أن التساوي وقع في مسمى البدنة والتفاوت في صفاتها , ويؤيده أن في رواية ابن عجلان تكرير كل من المتقرب به مرتين حيث قال " كرجل قدم بدنة , وكرجل قدم بدنة " الحديث ولا يرد على هذا أن في رواية ابن جريج " وأول الساعة وآخرها سواء " لأن هذه التسوية بالنسبة إلى البدنة كما تقرر . واحتج من كره التبكير أيضا بأنه يستلزم تخطي الرقاب في الرجوع لمن عرضت له حاجة فخرج لها ثم رجع , وتعقب بأنه لا حرج عليه في هذه الحالة لأنه قاصد للوصول لحقه . وإنما الحرج على من تأخر عن المجيء ثم جاء فتخطى , والله سبحانه وتعالى أعلم .



 

رد مع اقتباس
قديم 16-10-2018   #39737
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ أسبوع واحد (01:21 AM)
 المشاركات : 210,290 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: كل يوم حديث (( الموضوع متجدد ))



حدثنا ‏ ‏قتيبة بن سعيد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏إسماعيل بن جعفر ‏ ‏عن ‏ ‏أبي سهيل ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏عن ‏ ‏طلحة بن عبيد الله ‏
‏أن أعرابيا جاء إلى رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ثائر ‏ ‏الرأس فقال يا رسول الله أخبرني ماذا فرض الله علي من الصلاة فقال ‏ ‏الصلوات الخمس إلا أن تطوع شيئا فقال أخبرني ما فرض الله علي من الصيام فقال شهر رمضان إلا أن تطوع شيئا فقال أخبرني بما فرض الله علي من الزكاة فقال فأخبره رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏شرائع الإسلام قال والذي أكرمك لا أتطوع شيئا ولا أنقص مما فرض الله علي شيئا فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أفلح إن صدق أو دخل الجنة إن صدق ‏



 

رد مع اقتباس
قديم 16-10-2018   #39738
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ أسبوع واحد (01:21 AM)
 المشاركات : 210,290 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: كل يوم حديث (( الموضوع متجدد ))



حدثنا ‏ ‏عبد الله بن مسلمة ‏ ‏عن ‏ ‏مالك ‏ ‏عن ‏ ‏أبي الزناد ‏ ‏عن ‏ ‏الأعرج ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏
‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏الصيام ‏ ‏جنة ‏ ‏فلا ‏ ‏يرفث ‏ ‏ولا يجهل وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم مرتين والذي نفسي بيده ‏ ‏لخلوف ‏ ‏فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي ‏ ‏الصيام لي وأنا أجزي به والحسنة بعشر أمثالها ‏

فتح الباري بشرح صحيح البخاري

‏قوله : ( الصيام جنة ) ‏
‏زاد سعيد بن منصور عن مغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد " جنة من النار " وللنسائي من حديث عائشة مثله , وله من حديث عثمان بن أبي العاص " الصيام جنة كجنة أحدكم من القتال " ولأحمد من طريق أبي يونس عن أبي هريرة " جنة وحصن حصين من النار " وله من حديث أبي عبيدة بن الجراح " الصيام جنة ما لم يخرقها " زاد الدارمي " بالغيبة " وبذلك ترجم له هو وأبو داود , والجنة بضم الجيم الوقاية والستر . وقد تبين بهذه الروايات متعلق هذا الستر وأنه من النار , وبهذا جزم ابن عبد البر . وأما صاحب " النهاية " فقال : معنى كونه جنة أي يقي صاحبه ما يؤذيه من الشهوات . وقال القرطبي : جنة أي سترة , يعني بحسب مشروعيته , فينبغي للصائم أن يصونه مما يفسده وينقص ثوابه , وإليه الإشارة بقوله " فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث إلخ " , ويصح أن يراد أنه سترة بحسب فائدته وهو إضعاف شهوات النفس , وإليه الإشارة بقوله " يدع شهوته إلخ " , ويصح أن يراد أنه سترة بحسب ما يحصل من الثواب وتضعيف الحسنات . وقال عياض في " الإكمال " : معناه سترة من الآثام أو من النار أو من جميع ذلك , وبالأخير جزم النووي . وقال ابن العربي : إنما كان الصوم جنة من النار لأنه إمساك عن الشهوات , والنار محفوفة بالشهوات . فالحاصل أنه إذا كف نفسه عن الشهوات في الدنيا كان ذلك ساترا له من النار في الآخرة . وفي زيادة أبي عبيدة بن الجراح إشارة إلى أن الغيبة تضر بالصيام , وقد حكي عن عائشة , وبه قال الأوزاعي : إن الغيبة تفطر الصائم وتوجب عليه قضاء ذلك اليوم . وأفرط ابن حزم فقال . يبطله كل معصية من متعمد لها ذاكر لصومه سواء كانت فعلا أو قولا , لعموم قوله " فلا يرفث ولا يجهل " ولقوله في الحديث الآتي بعد أبواب " من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه " , والجمهور وإن حملوا النهي على التحريم إلا أنهم خصوا الفطر بالأكل والشرب والجماع , وأشار ابن عبد البر إلى ترجيح الصيام على غيره من العبادات فقال : حسبك بكون الصيام جنة من النار فضلا . وروى النسائي بسند صحيح عن أبي أمامة قال " قلت يا رسول الله مرني آخذه عنك , قال : عليك بالصوم فإنه لا مثل له " وفي رواية " لا عدل له " والمشهور عند الجمهور ترجيح الصلاة . ‏

‏قوله : ( فلا يرفث ) ‏
‏أي الصائم , كذا وقع مختصرا , وفي الموطإ " الصيام جنة , فإذا كان أحدكم صائما فلا يرفث إلخ " ويرفث بالضم والكسر ويجوز في ماضيه التثليث , والمراد بالرفث هنا وهو بفتح الراء والفاء ثم المثلثة الكلام الفاحش , وهو يطلق على هذا وعلى الجماع وعلى مقدماته وعلى ذكره مع النساء أو مطلقا , ويحتمل أن يكون لما هو أعم منها . ‏

‏قوله : ( ولا يجهل ) ‏
‏أي لا يفعل شيئا من أفعال أهل الجهل كالصياح والسفه ونحو ذلك . ولسعيد بن منصور من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه " فلا يرفث ولا يجادل " قال القرطبي : لا يفهم من هذا أن غير الصوم يباح فيه ما ذكر , وإنما المراد أن المنع من ذلك يتأكد بالصوم . ‏

‏قوله : ( وإن امرؤ ) ‏
‏بتخفيف النون ‏
‏( قاتله أو شاتمه ) ‏
‏, وفي رواية صالح " فإن سابه أحد أو قاتله " ولأبي قرة من طريق سهيل عن أبيه " وإن شتمه إنسان فلا يكلمه " ونحوه في رواية هشام عن أبي هريرة عند أحمد , ولسعيد بن منصور من طريق سهيل " فإن سابه أحد أو ماراه " أي جادله ; ولابن خزيمة من طريق عجلان مولى المشمعل عن أبي هريرة " فإن سابك أحد فقل إني صائم وإن كنت قائما فاجلس " ولأحمد والترمذي من طريق ابن المسيب عن أبي هريرة " فإن جهل على أحدكم جاهل وهو صائم " وللنسائي من حديث عائشة " وإن امرؤ جهل عليه فلا يشتمه ولا يسبه " واتفقت الروايات كلها على أنه يقول " إني صائم " فمنهم من ذكرها مرتين ومنهم من اقتصر على واحدة . وقد استشكل ظاهره بأن المفاعلة تقتضي وقوع الفعل من الجانبين والصائم لا تصدر منه الأفعال التي رتب عليها الجواب خصوصا المقاتلة , والجواب عن ذلك أن المراد بالمفاعلة التهيؤ لها , أي إن تهيأ أحد لمقاتلته أو مشاتمته فليقل إني صائم , فإنه إذا قال ذلك أمكن أن يكف عنه , فإن أصر دفعه بالأخف فالأخف كالصائل , هذا فيمن يروم مقاتلته حقيقة , فإن كان المراد بقوله " قاتله " شاتمه لأن القتل يطلق على اللعن واللعن من جملة السب - ويؤيده ما ذكرت من الألفاظ المختلفة فإن حاصلها يرجع إلى الشتم - فالمراد من الحديث أنه لا يعامله بمثل عمله بل يقتصر على قوله " إني صائم " واختلف في المراد بقوله " فليقل إني صائم " هل يخاطب بها الذي يكلمه بذلك أو يقولها في نفسه ؟ وبالثاني جزم المتولي ونقله الرافعي عن الأئمة , ورجح النووي الأول في " الأذكار " وقال في " شرح المهذب " كل منهما حسن , والقول باللسان أقوى ولو جمعهما لكان حسنا , ولهذا التردد أتى البخاري في ترجمته كما سيأتي بعد أبواب بالاستفهام فقال " باب هل يقول إني صائم إذا شتم ؟ " وقال الروياني : إن كان رمضان فليقل بلسانه , وإن كان غيره فليقله في نفسه . وادعى ابن العربي أن موضع الخلاف في التطوع . وأما في الفرض فيقوله بلسانه قطعا , وأما تكرير قوله " إني صائم " فليتأكد الانزجار منه أو ممن يخاطبه بذلك . ونقل الزركشي أن المراد بقوله " فليقل إني صائم مرتين " يقوله مرة بقلبه ومرة بلسانه , فيستفيد بقوله بقلبه كف لسانه عن خصمه وبقوله بلسانه كف خصمه عنه . وتعقب بأن القول حقيقة باللسان , وأجيب بأنه لا يمنع المجاز , وقوله " قاتله " يمكن حمله على ظاهره ويمكن أن يراد بالقتل لعن يرجع إلى معنى الشتم , ولا يمكن حمل قاتله وشاتمه على المفاعلة لأن الصائم مأمور بأن يكف نفسه عن ذلك فكيف يقع ذلك منه ؟ وإنما المعنى إذا جاءه متعرضا لمقاتلته أو مشاتمته كأن يبدأه بقتل أو شتم اقتضت العادة أن يكافئه عليه . فالمراد بالمفاعلة إرادة غير الصائم ذلك من الصائم , وقد تطلق المفاعلة على التهيؤ لها ولو وقع الفعل من واحد , وقد تقع المفاعلة بفعل الواحد كما يقال لواحد عالج الأمر وعافاه الله , وأبعد من حمله على ظاهره فقال المراد إذا بدرت من الصائم مقابلة الشتم بشتم على مقتضى الطبع فلينزجر عن ذلك ويقول إني صائم . ومما يبعده قوله في الرواية الماضية " فإن شتمه شتمه " والله أعلم . وفائدة قوله " إني صائم " أنه يمكن أن يكف عنه بذلك , فإن أصر دفعه بالأخف فالأخف كالصائل , هذا فيمن يروم مقاتلته حقيقة , فإن كان المراد بقوله " قاتله " شاتمه فالمراد من الحديث أنه لا يعامله بمثل عمله , بل يقتصر على قوله إني صائم . ‏

‏قوله : ( والذي نفسي بيده ) ‏
‏أقسم على ذلك تأكيدا . ‏

‏قوله : ( لخلوف ) ‏
‏بضم المعجمة واللام وسكون الواو بعدها فاء . قال عياض : هذه الرواية الصحيحة , وبعض الشيوخ يقوله بفتح الخاء , قال الخطابي : وهو خطأ , وحكى القابسي الوجهين , وبالغ النووي في " شرح المهذب " فقال لا يجوز فتح الخاء , واحتج غيره لذلك بأن المصادر التي جاءت على فعول - بفتح أوله - قليلة ذكرها سيبويه وغيره وليس هذا منها , واتفقوا على أن المراد به تغير رائحة فم الصائم بسبب الصيام . ‏

‏قوله : ( فم الصائم ) ‏
‏فيه رد على من قال لا تثبت الميم في الفم عند الإضافة إلا في ضرورة الشعر لثبوته في هذا الحديث الصحيح وغيره . ‏

‏قوله : ( أطيب عند الله من ريح المسك ) ‏
‏اختلف في كون الخلوف أطيب عند الله من ريح المسك - مع أنه سبحانه وتعالى منزه عن استطابة الروائح , إذ ذاك من صفات الحيوان , ومع أنه يعلم الشيء على ما هو عليه - على أوجه . قال المازري : هو مجاز لأنه جرت العادة بتقريب الروائح الطيبة منا فاستعير ذلك للصوم لتقريبه من الله , فالمعنى أنه أطيب عند الله من ريح المسك عندكم أي يقرب إليه أكثر من تقريب المسك إليكم , وإلى ذلك أشار ابن عبد البر , وقيل المراد أن ذلك في حق الملائكة وأنهم يستطيبون ريح الخلوف أكثر مما يستطيبون ريح المسك , وقيل المعنى أن حكم الخلوف والمسك عند الله على ضد ما هو عندكم , وهو قريب من الأول . وقيل المراد أن الله تعالى يجزيه في الآخرة فتكون نكهته أطيب من ريح المسك كما يأتي المكلوم وريح جرحه تفوح مسكا . وقيل المراد أن صاحبه ينال من الثواب ما هو أفضل من ريح المسك لا سيما بالإضافة إلى الخلوف حكاهما عياض . وقال الداودي وجماعة : المعنى أن الخلوف أكثر ثوابا من المسك المندوب إليه في الجمع ومجالس الذكر , ورجح النووي هذا الأخير , وحاصله حمل معنى الطيب على القبول والرضا , فحصلنا على ستة أوجه . وقد نقل القاضي حسين في تعليقه أن للطاعات يوم القيامة ريحا تفوح . قال فرائحة الصيام فيها بين العبادات كالمسك , ويؤيد الثلاثة الأخيرة قوله في رواية مسلم وأحمد والنسائي من طريق عطاء عن أبي صالح " أطيب عند الله يوم القيامة " وأخرج أحمد هذه الزيادة من حديث بشير بن الخصاصية , وقد ترجم ابن حبان بذلك في صحيحه ثم قال " ذكر البيان بأن ذلك قد يكون في الدنيا " ثم أخرج الرواية التي فيها " فم الصائم حين يخلف من الطعام " وهي عنده وعند أحمد من طريق الأعمش عن أبي صالح , ويمكن أن يحمل قوله " حين يخلف " على أنه ظرف لوجود الخلوف المشهود له بالطيب فيكون سببا للطيب في الحال الثاني فيوافق الرواية الأولى وهي قوله " يوم القيامة " لكن يؤيد ظاهره وأن المراد به في الدنيا ما روى الحسن بن سفيان في مسنده والبيهقي في الشعب من حديث جابر في أثناء حديث مرفوع في فضل هذه الأمة في رمضان , وأما الثانية " فإن خلوف أفواههم حين يمسون أطيب عند الله من ريح المسك " قال المنذري إسناده مقارب , وهذه المسألة إحدى المسائل التي تنازع فيها ابن عبد السلام وابن الصلاح , فذهب ابن عبد السلام إلى أن ذلك في الآخرة كما في دم الشهيد واستدل بالرواية التي فيها " يوم القيامة " وذهب ابن الصلاح إلى أن ذلك في الدنيا واستدل بما تقدم وأن جمهور العلماء ذهبوا إلى ذلك , فقال الخطابي : طيبه عند الله رضاه به وثناؤه عليه . وقال ابن عبد البر : أزكى عند الله وأقرب إليه . وقال البغوي : معناه الثناء على الصائم والرضا بفعله , وبنحو ذلك قال القدوري من الحنفية والداودي وابن العربي من المالكية وأبو عثمان الصابوني وأبو بكر بن السمعاني وغيرهم من الشافعية , جزموا كلهم بأنه عبارة عن الرضا والقبول , وأما ذكر يوم القيامة في تلك الرواية فلأنه يوم الجزاء وفيه يظهر رجحان الخلوف في الميزان على المسك المستعمل لدفع الرائحة الكريهة طلبا لرضا الله تعالى حيث يؤمر باجتنابها , فقيده بيوم القيامة في رواية وأطلق في باقي الروايات نظرا إلى أن أصل أفضليته ثابت في الدارين , وهو كقوله : ( إن ربهم بهم يومئذ لخبير ) وهو خبير بهم في كل يوم , انتهى . ويترتب على هذا الخلاف المشهور في كراهة إزالة هذا الخلوف بالسواك , وسيأتي البحث فيه بعد بضعة وعشرين بابا حيث ترجم له المصنف إن شاء الله تعالى , ويؤخذ من قوله " أطيب من ريح المسك " أن الخلوف أعظم من دم الشهادة لأن دم الشهيد شبه ريحه بريح المسك , والخلوف وصف بأنه أطيب , ولا يلزم من ذلك أن يكون الصيام أفضل من الشهادة لما لا يخفى , ولعل سبب ذلك النظر إلى أصل كل منهما فإن أصل الخلوف طاهر وأصل الدم بخلافه فكان ما أصله طاهر أطيب ريحا . ‏

‏قوله : ( يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي ) ‏
‏هكذا وقع هنا , ووقع في الموطإ " وإنما يذر شهوته إلخ " ولم يصرح بنسبته إلى الله للعلم به وعدم الإشكال فيه . وقد روى أحمد هذا الحديث عن إسحاق بن الطباع عن مالك فقال بعد قوله من ريح المسك " يقول الله عز وجل : إنما يذر شهوته إلخ " كذلك رواه سعيد بن منصور عن مغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد فقال في أول الحديث " يقول الله عز وجل : كل عمل ابن آدم هو له , إلا الصيام فهو لي وأنا أجزي به , وإنما يذر ابن آدم شهوته وطعامه من أجلي " الحديث . وسيأتي قريبا من طريق عطاء عن أبي صالح بلفظ " قال الله عز وجل : كل عمل ابن آدم له " الحديث . ويأتي في التوحيد من طريق الأعمش عن أبي صالح بلفظ " يقول الله عز وجل : الصوم لي وأنا أجزي به " الحديث . وقد يفهم من الإتيان بصيغة الحصر في قوله " إنما يذر إلخ " التنبيه على الجهة التي بها يستحق الصائم ذلك وهو الإخلاص الخاص به , حتى لو كان ترك المذكورات لغرض آخر كالتخمة لا يحصل للصائم الفضل المذكور , لكن المدار في هذه الأشياء على الداعي القوي الذي يدور معه الفعل وجودا وعدما , ولا شك أن من لم يعرض في خاطره شهوة شيء من الأشياء طول نهاره إلى أن أفطر ليس هو في الفضل كمن عرض له ذلك فجاهد نفسه في تركه , والمراد بالشهوة في الحديث شهوة الجماع لعطفها على الطعام والشراب , ويحتمل أن يكون من العام بعد الخاص . ووقع في رواية الموطإ بتقديم الشهوة عليها فيكون من الخاص بعد العام , ومثله حديث أبي صالح في التوحيد , وكذا جمهور الرواة عن أبي هريرة . وفي رواية ابن خزيمة من طريق سهيل عن أبي صالح عن أبيه " يدع الطعام والشراب من أجلي , ويدع لذته من أجلي " وفي رواية أبي قرة من هذا الوجه " يدع امرأته وشهوته وطعامه وشرابه من أجلي " وأصرح من ذلك ما وقع عند الحافظ سموية في فوائده من طريق المسيب بن رافع عن أبي صالح " يترك شهوته من الطعام والشراب والجماع من أجلي " . ‏

‏قوله : ( الصيام لي وأنا أجزي به ) ‏
‏كذا وقع بغير أداة عطف ولا غيرها , وفي الموطأ " فالصيام " بزيادة الفاء وهي للسببية أي سبب كونه لي أنه يترك شهوته لأجلي . ووقع في رواية مغيرة عن أبي الزناد عند سعيد بن منصور " كل عمل ابن آدم له , إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به " ومثله في رواية عطاء عن أبي صالح الآتية , وقد اختلف العلماء في المراد بقوله تعالى " الصيام لي وأنا أجزي به " مع أن الأعمال كلها له وهو الذي يجزي بها على أقوال : أحدها أن الصوم لا يقع فيه الرياء كما يقع في غيره , حكاه المازري ونقله عياض عن أبي عبيد , ولفظ أبي عبيد في غريبه : قد علمنا أن أعمال البر كلها لله وهو الذي يجزي بها , فنرى والله أعلم أنه إنما خص الصيام لأنه ليس يظهر من ابن آدم بفعله وإنما هو شيء في القلب . ويؤيد هذا التأويل قوله صلى الله عليه وسلم " ليس في الصيام رياء " حدثنيه شبابة عن عقيل عن الزهري فذكره يعني مرسلا قال : وذلك لأن الأعمال لا تكون إلا بالحركات , إلا الصوم فإنما هو بالنية التي تخفى عن الناس , وهذا وجه الحديث عندي , انتهى . وقد روى الحديث المذكور البيهقي في " الشعب " من طريق عقيل , وأورده من وجه آخر عن الزهري موصولا عن أبي سلمة عن أبي هريرة وإسناده ضعيف ولفظه " الصيام لا رياء فيه . قال الله عز وجل : هو لي وأنا أجزي به " وهذا لو صح لكان قاطعا للنزاع . وقال القرطبي : لما كانت الأعمال يدخلها الرياء والصوم لا يطلع عليه بمجرد فعله إلا الله فأضافه الله إلى نفسه , ولهذا قال في الحديث " يدع شهوته من أجلي " وقال ابن الجوزي : جميع العبادات تظهر بفعلها وقل أن يسلم ما يظهر من شوب , بخلاف الصوم . وارتضى هذا الجواب المازري وقرره القرطبي بأن أعمال بني آدم لما كانت يمكن دخول الرياء فيها أضيفت إليهم , بخلاف الصوم فإن حال الممسك شبعا مثل حال الممسك تقربا يعني في الصورة الظاهرة . قلت : معنى النفي في قوله " لا رياء في الصوم " أنه لا يدخله الرياء بفعله , وإن كان قد يدخله الرياء بالقول كمن يصوم ثم يخبر بأنه صائم فقد يدخله الرياء من هذه الحيثية , فدخول الرياء في الصوم إنما يقع من جهة الإخبار , بخلاف بقية الأعمال فإن الرياء قد يدخلها بمجرد فعلها . وقد حاول بعض الأئمة إلحاق شيء من العبادات البدنية بالصوم فقال : إن الذكر بلا إله إلا الله يمكن أن لا يدخله الرياء , لأنه بحركة اللسان خاصة دون غيره من أعضاء الفم , فيمكن الذاكر أن يقولها بحضرة الناس ولا يشعرون منه بذلك . ثانيها أن المراد بقوله " وأنا أجزي به " أني أنفرد بعلم مقدار ثوابه وتضعيف حسناته . وأما غيره من العبادات فقد اطلع عليها بعض الناس . قال القرطبي : معناه أن الأعمال قد كشفت مقادير ثوابها للناس وأنها تضاعف من عشرة إلى سبعمائة إلى ما شاء الله , إلا الصيام فإن الله يثيب عليه بغير تقدير . ويشهد لهذا السياق الرواية الأخرى يعني رواية الموطأ , وكذلك رواية الأعمش عن أبي صالح حيث قال " كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى ما شاء الله - قال الله - إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به " أي أجازي عليه جزاء كثيرا من غير تعيين لمقداره , وهذا كقوله تعالى ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) انتهى . والصابرون الصائمون في أكثر الأقوال . قلت : وسبق إلى هذا أبو عبيد في غريبه فقال : بلغني عن ابن عيينة أنه قال ذلك , واستدل له بأن الصوم هو الصبر لأن الصائم يصبر نفسه عن الشهوات , وقد قال الله تعالى ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) انتهى . ويشهد رواية المسيب بن رافع عن أبي صالح عند سموية " إلى سبعمائة ضعف , إلا الصوم فإنه لا يدري أحد ما فيه " ويشهد له أيضا ما رواه ابن وهب في جامعه عن عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر عن جده زيد مرسلا , ووصله الطبراني والبيهقي في " الشعب " من طريق أخرى عن عمر بن محمد عن عبد الله بن ميناء عن ابن عمر مرفوعا " الأعمال عند الله سبع " الحديث , وفيه " وعمل لا يعلم ثواب عامله إلا الله " ثم قال : وأما العمل الذي لا يعلم ثواب عامله إلا الله فالصيام , ثم قال القرطبي : هذا القول ظاهر الحسن , قال : غير أنه تقدم ويأتي في غير ما حديث أن صوم اليوم بعشرة أيام , وهي نص في إظهار التضعيف , فبعد هذا الجواب بل بطل . قلت : لا يلزم من الذي ذكر بطلانه , بل المراد بما أورده أن صيام اليوم الواحد يكتب بعشرة أيام , وأما مقدار ثواب ذلك فلا يعلمه إلا الله تعالى . ويؤيده أيضا العرف المستفاد من قوله " أنا أجزي به " لأن الكريم إذا قال : أنا أتولى الإعطاء بنفسي كان في ذلك إشارة إلى تعظيم ذلك العطاء وتفخيمه . ثالثها معنى قوله " الصوم لي " أي أنه أحب العبادات إلي والمقدم عندي , وقد تقدم قول ابن عبد البر : كفى بقوله " الصوم لي " فضلا للصيام على سائر العبادات . وروى النسائي وغيره من حديث أبي أمامة مرفوعا " عليك بالصوم فإنه لا مثل له " لكن يعكر على هذا الحديث الصحيح " واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة " . رابعها : الإضافة إضافة تشريف وتعظيم كما يقال بيت الله وإن كانت البيوت كلها لله . قال الزين بن المنير : التخصيص في موضع التعميم في مثل هذا السياق لا يفهم منه إلا التعظيم والتشريف . خامسها : أن الاستغناء عن الطعام وغيره من الشهوات من صفات الرب جل جلاله , فلما تقرب الصائم إليه بما يوافق صفاته أضافه إليه . وقال القرطبي : معناه أن أعمال العباد مناسبة لأحوالهم إلا الصيام فإنه مناسب لصفة من صفات الحق , كأنه يقول إن الصائم يتقرب إلي بأمر هو متعلق بصفة من صفاتي . سادسها : أن المعنى كذلك , لكن بالنسبة إلى الملائكة لأن ذلك من صفاتهم . سابعها : أنه خالص لله وليس للعبد فيه حظ , قاله الخطابي , هكذا نقله عياض وغيره , فإن أراد بالحظ ما يحصل من الثناء عليه لأجل العبادة رجع إلى المعنى الأول , وقد أفصح بذلك ابن الجوزي فقال : المعنى ليس لنفس الصائم فيه حظ بخلاف غيره فإن له فيه حظا لثناء الناس عليه لعبادته . ثامنها : سبب الإضافة إلى الله أن الصيام لم يعبد به غير الله , بخلاف الصلاة والصدقة والطواف ونحو ذلك . واعترض على هذا بما يقع من عباد النجوم وأصحاب الهياكل والاستخدامات , فإنهم يتعبدون لها بالصيام . وأجيب بأنهم لا يعتقدون إلهية الكواكب , وإنما يعتقدون أنها فعالة بأنفسها , وهذا الجواب عندي ليس بطائل , لأنهم طائفتان , إحداهما كانت تعتقد إلهية الكواكب وهم من كان قبل ظهور الإسلام , واستمر منهم من استمر على كفره . والأخرى من دخل منهم في الإسلام واستمر على تعظيم الكواكب وهم الذين أشير إليهم . تاسعها : أن جميع العبادات توفى منها مظالم العباد إلا الصيام , روى ذلك البيهقي من طريق إسحاق بن أيوب بن حسان الواسطي عن أبيه عن ابن عيينة قال : إذا كان يوم القيامة يحاسب الله عبده ويؤدي ما عليه من المظالم من عمله حتى لا يبقى له إلا الصوم , فيتحمل الله ما بقي عليه من المظالم ويدخله بالصوم الجنة . قال القرطبي : قد كنت استحسنت هذا الجواب إلى أن فكرت في حديث المقاصة فوجدت فيه ذكر الصوم في جملة الأعمال حيث قال " المفلس الذي يأتي يوم القيامة بصلاة وصدقة وصيام , ويأتي وقد شتم هذا وضرب هذا وأكل مال هذا " الحديث وفيه " فيؤخذ لهذا من حسناته ولهذا من حسناته , فإذا فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من سيئاتهم فطرحت عليه , ثم طرح في النار " فظاهره أن الصيام مشترك مع بقية الأعمال في ذلك . قلت : إن ثبت قول ابن عيينة أمكن تخصيص الصيام من ذلك , فقد يستدل له بما رواه أحمد من طريق حماد بن سلمة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة رفعه " كل العمل كفارة إلا الصوم , الصوم لي وأنا أجزي به " وكذا رواه أبو داود الطيالسي في مسنده عن شعبة عن محمد بن زياد ولفظه " قال ربكم تبارك وتعالى : كل العمل كفارة إلا الصوم " ورواه قاسم بن أصبغ من طريق أخرى عن شعبة بلفظ " كل ما يعمله ابن آدم كفارة له إلا الصوم " وقد أخرجه المصنف في التوحيد عن آدم عن شعبة بلفظ يرويه " عن ربكم قال : لكل عمل كفارة والصوم لي وأنا أجزي به " فحذف الاستثناء , وكذا رواه أحمد عن غندر عن شعبة لكن قال " كل العمل كفارة " وهذا يخالف رواية آدم لأن معناها إن لكل عمل من المعاصي كفارة من الطاعات , ومعنى رواية غندر كل عمل من الطاعات كفارة للمعاصي , وقد بين الإسماعيلي الاختلاف فيه في ذلك على شعبة , وأخرجه من طريق غندر بذكر الاستثناء فاختلف فيه أيضا على غندر , والاستثناء المذكور يشهد لما ذهب إليه ابن عيينة , لكنه وإن كان صحيح السند فإنه يعارضه حديث حذيفة " فتنة الرجل في أهله وماله وولده يكفرها الصلاة والصيام والصدقة " ولعل هذا هو السر في تعقيب البخاري لحديث الباب بباب الصوم كفارة وأورد فيه حديث حذيفة , وسأذكر وجه الجمع بينهما في الكلام على الباب الذي يليه إن شاء الله تعالى . عاشرها : أن الصوم لا يظهر فتكتبه الحفظة كما تكتب سائر الأعمال , واستند قائله إلى حديث واه جدا أورده ابن العربي في " المسلسلات " ولفظه " قال الله الإخلاص سر من سري استودعته قلب من أحب لا يطلع عليه ملك فيكتبه ولا شيطان فيفسده " ويكفي في رد هذا القول الحديث الصحيح في كتابة الحسنة لمن هم بها وإن لم يعملها . فهذا ما وقفت عليه من الأجوبة , وقد بلغني أن بعض العلماء بلغها إلى أكثر من هذا وهو الطالقاني في " حظائر القدس " له ولم أقف عليه , واتفقوا على أن المراد بالصيام هنا صيام من سلم صيامه من المعاصي قولا وفعلا . ونقل ابن العربي عن بعض الزهاد أنه مخصوص بصيام خواص الخواص فقال : إن الصوم على أربعة أنواع : صيام العوام وهو الصوم عن الأكل والشرب والجماع , وصيام خواص العوام وهو هذا مع اجتناب المحرمات من قول أو فعل , وصيام الخواص وهو الصوم عن غير ذكر الله وعبادته , وصيام خواص الخواص وهو الصوم عن غير الله فلا فطر لهم إلى يوم القيامة . وهذا مقام عال لكن في حصر المراد من الحديث في هذا النوع نظر لا يخفى . وأقرب الأجوبة التي ذكرتها إلى الصواب الأول والثاني ويقرب منهما الثامن والتاسع . وقال البيضاوي في الكلام على رواية الأعمش عن أبي صالح التي بينتها قبل : لما أراد بالعمل الحسنات وضع الحسنة في الخبر موضع الضمير الراجع إلى المبتدأ , وقوله " إلا الصيام " مستثنى من كلام غير محكي دل عليه ما قبله , والمعنى أن الحسنات يضاعف جزاؤها من عشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصوم فلا يضاعف إلى هذا القدر بل ثوابه لا يقدر قدره ولا يحصيه إلا الله تعالى , ولذلك يتولى الله جزاءه بنفسه ولا يكله إلى غيره . قال : والسبب في اختصاص الصوم بهذه المزية أمران , أحدهما : أن سائر العبادات مما يطلع العباد عليه , والصوم سر بين العبد وبين الله تعالى يفعله خالصا ويعامله به طالبا لرضاه , وإلى ذلك الإشارة بقوله " فإنه لي " . والآخر : أن سائر الحسنات راجعة إلى صرف المال أو استعمال للبدن , والصوم يتضمن كسر النفس وتعريض البدن للنقصان , وفيه الصبر على مضض الجوع والعطش وترك الشهوات , وإلى ذلك أشار بقوله " يدع شهوته من أجلي " . قال الطيبي : وبيان هذا أن قوله " يدع شهوته إلخ " جملة مستأنفة وقعت موقع البيان لموجب الحكم المذكور , وأما قول البيضاوي : إن الاستثناء من كلام غير محكي , ففيه نظر , فقد يقال : هو مستثنى من كل عمل وهو مروي عن الله لقوله في أثناء الحديث " قال الله تعالى " ولما لم يذكره في صدر الكلام أورده في أثنائه بيانا , وفائدته تفخيم شأن الكلام وأنه صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى . ‏

‏قوله : ( والحسنة بعشر أمثالها ) ‏
‏كذا وقع مختصرا عند البخاري , وقد قدمت البيان بأنه وقع في " الموطإ " تاما , وقد رواه أبو نعيم في " المستخرج " من طريق القعنبي شيخ البخاري فيه فقال بعد قوله وأنا أجزي به " كل حسنة يعملها ابن آدم بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف , إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به " فأعاد قوله " وأنا أجزي به " في آخر الكلام تأكيدا , وفيه إشارة إلى الوجه الثاني . ووقع في رواية أبي صالح عن أبي هريرة في آخر هذا الحديث " للصائم فرحتان يفرحهما " الحديث . وسيأتي الكلام عليه بعد ستة أبواب إن شاء الله تعالى .



 

رد مع اقتباس
قديم 16-10-2018   #39739
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ أسبوع واحد (01:21 AM)
 المشاركات : 210,290 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: كل يوم حديث (( الموضوع متجدد ))



حدثنا ‏ ‏علي بن عبد الله ‏ ‏حدثنا ‏ ‏سفيان ‏ ‏حدثنا ‏ ‏جامع ‏ ‏عن ‏ ‏أبي وائل ‏ ‏عن ‏ ‏حذيفة ‏ ‏قال ‏
‏قال ‏ ‏عمر ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏من يحفظ حديثا عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏في الفتنة قال ‏ ‏حذيفة ‏ ‏أنا سمعته يقول ‏ ‏فتنة الرجل في أهله وماله وجاره تكفرها الصلاة والصيام والصدقة قال ليس أسأل عن ‏ ‏ذه إنما أسأل عن التي تموج كما يموج البحر قال وإن دون ذلك بابا مغلقا قال فيفتح أو يكسر قال يكسر قال ذاك أجدر أن لا يغلق إلى يوم القيامة فقلنا ‏ ‏لمسروق ‏ ‏سله أكان ‏ ‏عمر ‏ ‏يعلم من الباب فسأله فقال نعم كما يعلم أن دون غد الليلة ‏



 

رد مع اقتباس
قديم 16-10-2018   #39740
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ أسبوع واحد (01:21 AM)
 المشاركات : 210,290 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: كل يوم حديث (( الموضوع متجدد ))



حدثنا ‏ ‏خالد بن مخلد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏سليمان بن بلال ‏ ‏قال حدثني ‏ ‏أبو حازم ‏ ‏عن ‏ ‏سهل ‏ ‏رضي الله عنه ‏
‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏إن في الجنة بابا يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم يقال أين الصائمون فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد

فتح الباري بشرح صحيح البخاري

‏قوله : ( حدثني أبو حازم ) ‏
‏هو ابن دينار , وسهل هو ابن سعد الساعدي . ‏

‏قوله : ( إن في الجنة بابا ) ‏
‏قال الزين بن المنير : إنما قال في الجنة ولم يقل للجنة ليشعر بأن في الباب المذكور من النعيم والراحة في الجنة فيكون أبلغ في التشوق إليه . قلت : وقد جاء الحديث من وجه آخر بلفظ " إن للجنة ثمانية أبواب , منها باب يسمى الريان لا يدخله إلا الصائمون " . أخرجه هكذا الجوزقي من طريق أبي غسان عن أبي حازم , وهو للبخاري من هذا الوجه في بدء الخلق , لكن قال " في الجنة ثمانية أبواب " . ‏

‏قوله : ( فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد ) ‏
‏كرر نفي دخول غيرهم منه تأكيدا , وأما قوله " فلم يدخل " فهو معطوف على " أغلق " أي لم يدخل منه غير من دخل . ووقع عند مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة عن خالد بن مخلد شيخ البخاري فيه " فإذا دخل آخرهم أغلق " هكذا في بعض النسخ من مسلم , وفي الكثير منها " فإذا دخل أولهم أغلق " . قال عياض وغيره : هو وهم . والصواب آخرهم . قلت : وكذا أخرجه ابن أبي شيبة في مسنده وأبو نعيم في مستخرجيه معا من طريقه , وكذا أخرجه الإسماعيلي والجوزقي من طرق عن خالد بن مخلد , وكذا أخرجه النسائي وابن خزيمة من طريق سعيد بن عبد الرحمن وغيره وزاد فيه " من دخل شرب ومن شرب لا يظمأ أبدا " وللترمذي من طريق هشام بن سعد عن أبي حازم نحوه وزاد " ومن دخله لم يظمأ أبدا " ونحوه للنسائي والإسماعيلي من طريق عبد العزيز بن حازم عن أبيه لكنه وقفه , وهو مرفوع قطعا لأن مثله لا مجال للرأي فيه



 

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
متجدد, الموضوع, يحدث


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ارجو متابعة هذا الموضوع @حاول تفتكرني@ استراحة وملتقى الاعضاء 4 17-11-2012 07:47 AM
ناقش في الموضوع بكل صراحة أبو رامز منتدى الحوار والنقاشات 2 23-07-2012 03:45 AM
ثبت علمياً .... (((متجدد))) Ghupir JR منتدى الصحة 35 20-12-2011 01:41 PM
رد على الموضوع اذا كنت مسامحني مجموعة إنســـان المنتدى العام 1 13-10-2011 09:56 AM
هل الموضوع المنقول عيب ؟؟؟؟ عاشق الصمت منتدى الحوار والنقاشات 7 07-06-2011 07:54 AM

Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 12:58 AM

أقسام المنتدى

الاقسام العامة | المنتدى الاسلامي العام | المنتدى العام | منتدى الترحيب والتهاني | الاقسام الرياضية والترفيهية | العاب ومسابقات | الافلام ومقاطع الفيديو | منتدى الرياضة المتنوعة | الاقسام التقنية | الكمبيوتر وبرامجه | الجوالات والاتصالات | الفلاش والفوتوشوب والتصميم | منتدى التربية والتعليم | قسم خدمات الطالب | تعليم البنين والبنات | ملتقــــى الأعضـــــاء (خاص باعضاء المنتدى) | المرحله المتوسطه | منتدى الحقلة الخاص (حقلاويات) | منتدى الاخبار المحلية والعالمية | اخبار وشـؤون قرى الحقلة | اخبار منطقة جازان | الاقسام الأدبية والثقافية | الخواطر وعذب الكلام | منتدى الشعر | عالم القصة والروايات | اخبار الوظائف | منتديات الصحة والمجتمع | منتدى الصحة | منتدى الأسرة | منتدى السيارات | منتدى اللغة الانجليزية | منتدى الحوار والنقاشات | منتدى التراث والشعبيات والحكم والامثال | منتدى التعليم العام | منتدى السفر والسياحة | الثقافه العامه | منتدى تطوير الذات | كرسي الإعتراف | منتدى عالم المرأة | عالم الطفل | المطبخ الشامل | منتدى التصاميم والديكور المنزلي | المكتبة الثقافية العامة | شعراء وشاعرات المنتدى | مول الحقلة للمنتجات | الخيمة الرمضانية | المـرحلـة الابتدائيـة | استراحة وملتقى الاعضاء | المرحله الثانويه | الصور المتنوعة والغرائب والعجائب | المنتدى الاسلامي | منتدى القرآن الكريم والتفسير | سير نبي الرحمة واهم الشخصيات الإسلامية | قصص الرسل والانبياء | قسم الصوتيات والفلاشات الاسلاميه | اخبار مركز القفل | منتدى الابحاث والاستشارات التربوية والفكرية | افلام الانمي | صور ومقاطع فيديو حقلاويات | البلاك بيري / الآيفون / الجالكسي | بوح المشاعر وسطوة القلم(يمنع المنقول ) | مناسك الحج والعمرة | منتدى | ارشيف مسابقات المنتدى | منتدى الحديث والسنة النبوية الشريفة | المنتدى الاقتصادي | منتدى عالم الرجل | اعلانات الزواج ومناسبات منتديات الحقلة | تراث منطقـة جــــازان | كرة القدم السعوديه | منتدى الرياضة | كرة القدم العربيه والعالمية | ديـوان الشـاعـر عمـرين محمـد عريشي | ديـــوان الشــاعـر عـبدة حكمـي | يوميات اعضاء منتديات الحقلة | تصاميم الاعضاء | دروس الفوتوشوب | ارشيف الخيمة الرمضانية ومناسك الحج والعمرة الاعوام السابقة | منتدى الاخبار | نبض اقلام المنتدى | ديـــوان الشــاعـر علـي الـدحيمــي | الاستشارات الطبية | الترحيب بالاعضاء الجدد | قسم الاشغال الايدويه | قسم الاشغال اليدويه | مجلة الحقله الالكترونيه | حصريات مطبخ الحقله | ديوان الشاعر ابوطراد |



Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

Ramdan √ BY: ! Omani ! © 2012
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
Forum Modifications Developed By Marco Mamdouh
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

جميع المواضيع والمُشاركات المطروحه في منتديات الحقلة تُعبّر عن ثقافة كاتبها ووجهة نظره , ولا تُمثل وجهة نظر الإدارة , حيث أن إدارة المنتدى لا تتحمل أدنى مسؤولية عن أي طرح يتم نشره في المنتدى

This Forum used Arshfny Mod by islam servant