كيف نحكم على الاشخاص مواقف من حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع اصحابه رضوان الله عليهم
تعالوا نستعرض بعض المواقف النبوية التي تعطينا المقاييس الحقيقية للحكم على الأشخاص. عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ كَانَ اسْمُهُ زَاهِراً وَكَانَ يُهْدِى لِلنَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم الْهَدِيَّةَ مِنَ الْبَادِيَةِ فَيُجَهِّزُهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ. فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم “إِنَّ زَاهِراً بَادِيَتُنَا وَنَحْنُ حَاضِرُوهُ” . وَكَانَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّهُ وَكَانَ رَجُلاً دَمِيماً فَأَتَاهُ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم يَوْماً وَهُوَ يَبِيعُ مَتَاعَهُ فَاحْتَضَنَهُ مِنْ خَلْفِهِ وَلاَ يُبْصِرُهُ فَقَالَ الرَّجُلُ: أَرْسِلْنِى. مَنْ هَذَا؟ فَالْتَفَتَ فَعَرَفَ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم فَجَعَلَ لاَيَأْلُو مَا أَلْصَقَ ظَهْرَهُ بِصَدْرِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم حِينَ عَرَفَهُ وَجَعَلَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ “مَن ْيَشْتَرِى الْعَبْدَ”. فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِذاً وَاللَّهِ تَجِدَنِى كَاسِداً. فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم “لَكِنْ عِنْدَ اللَّهِ لَسْتَ بِكَاسِدٍ”. أَوْ قَالَ “لَكِن ْعِنْدَ اللَّهِ أَنْتَ غَالٍ”. (رواه أحمد ورجاله رجالا لصحيح) موقف والله تدمع منه العين. هدية تجلب الحب، فقد كان الرجل يهدي للنبي صلى الله عليه وسلم ويرد له النبي صلى الله عليه وسلم هديته بمثلها وأحسن فيجهزه إذا أراد العودة لأهله، وينسبه إليه بقوله (إن زاهرا باديتنا ونحن حاضروه) رغم أن الرجل كان دميماً. ومداعبة لطيفة رقيقة تنتهي بوسام نبوي تحلى به ذلك الصحابي الكريم، يحتضنه النبي صلى الله عليه وسلم ويقول: من يشتري العبد، فلما عرف أنه رسول الله أراد أن يبقي جسمه ملتصقاً بجسمه الشريف تبركاً وتطيباً وحباً به صلى الله عليه وسلم، ويتواضع الصحابي لرسول الله قائلاً: (إذاً والله تجدني كاسداً) ولسان حاله يقول ومن يقبل بي ولو عبداً وأنا بدوي دميم الخلقة؟ فتكون النتيجة المباركة أن من تواضع لله رفعه، ويقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لكن عند الله لست بكاسد) هذا هو المهم ان تكون منزلتك عند الله تعالى (عند الله أنت غال) ولنتأمل: ماهو سبب هذه المنزلة التي تبوأها هذا الأعرابي البدوي: فلا نجد إلا إيمانه وحبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وموقف آخر رواه أبو يعلى في مسنده عن أنس رضي الله عنه قال: كان رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له :جليبيب، في وجه هدمامة، فعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم التزويج فقال : إذا تجدني كاسداً ،فقال : «غير أنك عند الله لست بكاسد”ولم يقتصر النبي صلى الله عليه وسلم على القول بل عبر عنه بالفعل أكثر من مرة ففي قصة زواج جليبيب يروي أنس رضي الله عنه فيقول: خطب النبي صلى الله عليه وسلم على جليبيب امرأة من الأنصار إلى أبيها فقال حتى أستأمر أمها. فقال النبي صلى الله عليه وسلم “فنعم إذاً”. قال فانطلق الرجل إلى امرأته فذكر ذلك لها فقالت لها الله إذا ما وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا جليبيبا وقد منعناها من فلان وفلان. قال والجارية فى سترها تستمع قال فانطلق الرجل يريد أن يخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك. فقالت الجارية أتريدون أن تردوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره إن كان قد رضيه لكم فأنكحوه. فكأنها جلت عن أبويها وقالا صدقت. فذهب أبوها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن كنت قد رضيته فقد رضيناه. قال “فإنى قد رضيته”. فزوجها ثم فزع أهل المدينة فركب جليبيب فوجدوه قد قتل وحوله ناس من المشركين قد قتلهم. قال أنس فلقد رأيتها وإنه المن أنفق بيت فى المدينة . [رواه أحمد[ فها هو صلى الله عليه وسلم يشفع له في الزواج، لأنه يعرف مدى إيمانه ويقينه دينه وخلقه، ويؤكد هذا الاستحقاق تفقد النبي صلى الله عليه وسلم له في الغزو التي قتل فيها إذ يقول صلى الله عليه وسلم لأصحابه “هل تفقدون من أحد”. قالوا نعم فلانا وفلانا وفلانا. ثم قال “هل تفقدون من أحد”. قالوا نعم فلانا وفلانا وفلانا. ثم قال “هل تفقدون من أحد”. قالوا لا. قال “لكنى أفقد جليبيبا فاطلبوه”. فطلب في القتلى فوجدوه إلى جنب سبعة قد قتلهم ثم قتلوه فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فوقف عليه فقال“قتل سبعة ثم قتلوه هذا منى وأنا منه هذا منى وأنا منه”. قال فوضعه على ساعديه ليس له إلا ساعدا النبي صلى الله عليه وسلم قال فحفر له ووضع فى قبره. ولم يذكر غسلا. (رواه مسلم( الله أكبر: أفقد جليبيباً فاطلبوه. هنيئا لك يا جليبيب
جعلنا الله من المقتدين بسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو القدوة الحسنة والأسوة الطيبة وهديه صلى الله عليه وسلم خير هدي وفعله صلى الله عليه وسلم خير فعل
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك