ii. خصائص الشريعة الإسلامية
الشريعة الإسلامية تستمد أحكامها وثوابتها من القرآن والكريم والسنة النبوية المطهرة، ولذا فإن الشريعة الإسلامية لها خصائص وميزات أفردتها عن غيرها من الشرائع، وجعلتها صالحة لكل مكان وزمان، ومن هذه الخصائص ما يلي:( )
1ـ الوسطية والاعتدال؛ فشريعتنا الإسلامية تتميز بالوسطية والاعتدال بين جميع الشرائع السماوية، كما قال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا ...}.( )
2ـ شاملة لكل شئون الحياة، حيث إنها تتعايش مع الإنسان جنينًا، وطفلًا، وشابًا، وشيخًا، وتكرمه ميتًا.
3- حاكمة على كل تصرف من تصرفات الإنسان في هذه المراحل كلها، بالوجوب، أو الحرمة، أو الكراهة، أو الندب، أو الاباحة، وفى كل مجالات الحياة من عملية، وعقائدية، وأخلاقية.
4- واقعية؛ حيث إنها راعت كل جوانب الإنسان البدنية، والروحية الفردية، والجماعية،و راعت التدرج في مجال التربية.
5ـ يجوز الاجتهاد والتجديد في الشريعة الإسلامية، فيما يجوز فيه الاجتهاد، وفقًا لظروف المكان والزمان، بما لايخالف النصوص الشرعية الثابتة.
6ـ الجزاء في الشريعة الإسلامية في الحياة الدنيا، والحياة الآخرة؛ حيث إن الجزاء من جنس العمل.
7ـ تحقيق العدالة، مع الإحسان في الحكم، والمساواة بين الناس كافة: قال تعالى: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا}( )، ومن ذلك النهي عن الشفاعة في الحدود، بعد بلوغها الإمام، وفيه حديث أسامة المشهور: (أتشفع في حد من حدود الله؟)( )
8ـ إقامة الرقيب الداخلي: التزكية الإيمانية، على الطاعة، والاستقامة، كآداب الاستئذان، وغضِّ البصر، والخلوة، والبعد عن الفواحش، وما يؤدي إليها، وبغضها؛ لأنها ليست من أخلاق المؤمنين، مع ما ورد من الزجر عنها، ووصف مقترفيها بالفسق، وتخويفهم بالخزي، والنكال في الدنيا، وعذاب الآخرة، الأمر الذي يجمع بين الديانة، والقضاء، وفي حديث صحيح: (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن)( ).
9ـ رعاية مصلحة المجتمع، وسد باب الفساد، وإن أوقع ذلك بعض الضررعلى أفراد معينين.
10ـ إحياء الرقيب الاجتماعي: الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والرقابة الاجتماعية على المجتمع، بأداء واجب الحسبة، لإحداث الرقي الأخلاقي، في المجتمع.
11ـ تيسير أبواب الحلال، والطيبات، مع الحض عليه، فيما يغلق أبوابًا من الشر، والمنكرات.
12ـ الطبيعة الحاسمة لأحكام الشريعة، في مقابل القوانين الأوربية الوضعية، التي تبالغ في العقوبات (الحبس والسجون)، وقد صار أثرها السيء واضحًا في تعليم الإجرام، وإفساد السجناء، بما يقترف في السجون، من منكرات، مع ما يؤدي إليه الحبس من كراهية المجتمع، وتعميق روح الانتقام، وضياع أسر السجناء.. زيادة على ذلك؛ فإن هذه السجون عبء على الأمة، في إيواء المجرمين وإعاشتهم.
13ـ كون هذه العقوبات، المقدرة في الشريعة كما قال الحق -جل وعلا-: {نَكَالًا مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}( )، أي: عبرة للآخرين، عن مصير المجرم المحدود؛ ليتجنبوا فعل ما أوجب تلك العقوبة، ممن شهدوا إقامة الحد عليه، أو رأوا أثره.
14ـ استقلال المسلمين، وتميزهم في الأمم، والحضارات المعاصرة، خاصة بهذه التشريعات، ولذلك فإن الغرب شديد العداء، والمقاومة لهذه التشريعات الإسلامية عامة، والحدية منها خاصة؛ لأنها تخص المسلمين، وتميزهم عن غيرهم، وتقطع أمل الأعداء في رد المسلمين عن دينهم: {الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ}( ).
وفي نهاية الأمر تبقى الشريعة الإسلامية ناسخة لجميع الشرائع من قبل، وهي محفوظة بأمر الله، لا يعتريها النقص ولا التحريف أو التعديل أو غيره؛ حيث قال الله تعالى: { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا}( ). وقال -عز وجل- في محكم كتابه الكريم: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}( ).
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك