عدد الضغطات : 9,162عدد الضغطات : 6,667عدد الضغطات : 6,385عدد الضغطات : 5,598
التميز خلال 24 ساعة
العضو المميز المراقب المميز المشرف المميز الموضوع المميز القسم المميز
قريبا
قريبا
قريبا

بقلم :
المنتدى الاسلامي العام

العودة   منتديات الحقلة > المنتدى الاسلامي > المنتدى الاسلامي العام

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: ضع بصمتك .. واترك أثراً ..~ (آخر رد :عميد القوم)       :: اللهم ... (آخر رد :السموه)       :: لـ نهتف : (يَآرَبْ )مساحة خاصه لكم لتناجون البارئ بماشئتم (آخر رد :السموه)       :: وقع ولو بكلمه (آخر رد :السموه)       :: ثرثرة الواو (آخر رد :السموه)       :: دعاء اليوم ((متجدد بإذن الله)) (آخر رد :ابو يحيى)       :: تهنئة بحلول عيد الفطر المبارك (آخر رد :ابو يحيى)       :: أبي ... (آخر رد :السموه)       :: لِ .. أَحَدُهُم ‘ ..| (آخر رد :السموه)       :: الوجه الاخر لرجل الأعمال سعد التميمي (آخر رد :محمد الجابر)      


موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
قديم 20-01-2021   #1


ッ ѕмιℓє غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3599
 تاريخ التسجيل :  07 - 05 - 2018
 أخر زيارة : 13-04-2021 (12:36 PM)
 المشاركات : 3,346 [ + ]
 التقييم :  53
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 اوسمتي
المشرفة المميزة العضوه المميزه 
لوني المفضل : Deeppink
﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا ﴾ [البقرة: 143]



﴾, ﴿, 143], أُمَّةً, جَعَلْنَاكُمْ, [البقرة:, وَسَطًا, وَكَذَلِكَ

﴾, ﴿, 143], أُمَّةً, جَعَلْنَاكُمْ, [البقرة:, وَسَطًا, وَكَذَلِكَ

﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا [البقرة: 143]



﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ [سبأ: 1]، سبحانه وبحمده: ﴿ وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [غافر: 20]، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، تنزَّه وتقدَّس عن الشبيه والنظير، ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى: 11]، وأشهد أن محمدًا عبدالله ورسوله، وصفيُّهُ وخليلُهُ، البشير النذير، والسراج المنير، صلوات الله وسلامه وبركاته عليه، وعلى آله وصحبه ذوي القدر العليِّ، والفضل الكبير، والتابعين ومَن تبِعهم بإحسان، إلى يوم المآلِ والمصير.



أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله حقَّ التقوى، واعلموا أن معية الله تتحقق بأربعة أمور؛ أولها: الإيمان؛ فالله تعالى يقول: ﴿ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ [الأنفال: 19]، وثانيها: الصبر؛ فالله تعالى يقول: ﴿ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ [الأنفال: 46]، وثالثها: الإحسان؛ فالله تعالى يقول: ﴿ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ [العنكبوت: 69]، ورابعها: التقوى؛ فالله تعالى يقول: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ [البقرة: 194]، وتأمَّلوا أواخر سورة النحل؛ حيث يقول جل وعلا: ﴿ وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ * إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ [النحل: 127، 128].



معاشر المؤمنين الكرام، لقلَّةِ الحرص والعلم، ولغياب المعنى الصحيح للوسَطِيَّةِ، فقد تاه كثيرٌ من الناس بين الإفراط والتفريط، وبين التهويل والتهوين، وبين الغُلُوِّ والجفاء، بين التشدد والتسيب، وضاع بسبب ذلك الكثير من معالم الدين الحق، وفَقَدَ التطبيق الأمثل لبعض النصوص الشرعية، وظهرت مذاهب ومشاربُ متضاربة، كلٌّ يدَّعِي أنه الحق والصواب، وأنه على الصراط المستقيم، وأن غيره ضالٌّ ومنحرف، بينما المنهج الحق والسبيل الأقوم هو ما كان عليه المصطفى صلى الله عليه وسلم؛ القائل في الحديث الصحيح: ((عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديِّين من بعدي، عضُّوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة))، والوسطية - يا عباد الله - حسنةٌ بين سيئتين، ونور بين ظُلمتين، وهي تعني فعل المطلوب من غير زيادة ولا نقصان؛ فالزيادة غلو وإفراط، والنقص تقصير وتفريط؛ كما قال الشاعر:

ولا تَغْلُ في شيءٍ من الأمر واقتصد *** كلا طرفي قصدِ الأمور ذميمُ




والوسطية منهج يشمل كافة مناحي الحياة الدينية منها والاجتماعية والاقتصادية، وغيرها من المناحي؛ حسيةً كانت أو معنويةً.



والوسطية تعني التوسط والاعتدال بين الإفراط والتفريط، وبين التشدد والتسيُّبِ، فخيرُ الأمور أواسطها؛ الشجاعة - مثلًا - وسطٌ بين التَّهَوُّر والجبن، والكرم وسط بين الإسراف والبخل؛ يقول الإمام ابن القيم رحمه الله: "الأفعال الطبيعية كالنوم والسهر، والأكل والشرب، والجماع والحركة، والرياضة والخلوة والمخالطة، وغير ذلك، إذا كانت وسطًا بين الطرفين المذمومين كانت عدلًا، وإن انحرفت إلى أحدهما كانت نقصًا، وأثمرت نقصًا بقدر الميل والانحراف"، والقاعدة الشاملة تنص على أن ما تجاوز حدَّه، انقلب إلى ضده، فحتى التقوى المطلوبة شرعًا، إن تجاوزت حدَّها تصبح وسوسةً وتنطُّعًا، وهو الغُلُوُّ المنهيُّ عنه شرعًا، والعاقل من ألْزَمَ نفسه حدَّ الاعتدال في كل الأمور، وتوسَّطَ في سائر أحواله بين الإفراط والتفريط؛ قال الإمام ابن القيم رحمه الله: "وما أمر الله بأمرٍ إلا وللشيطان فيه نزغتان: إما إلى تفريط وإضاعة، وإما إلى إفراط وغلو... ودين الله وسط بين الجافي عنه والغالي فيه؛ كالوادي بين جبلين، والهدى بين ضلالتين، والوسط بين طرفين ذميمين، فكما أن الجافيَ عن الأمر مضيِّعٌ له، فالغالي فيه مضيع له، هذا بتقصيره عن الحد، وهذا بتجاوزه للحد... وإذا أردنا أن نضرب لذلك مثالًا: فكم من الأمم قصروا وفرطوا في حق أنبيائهم وعلمائهم حتى عادوهم وقتلوهم، وكم تجاوز آخرون وأفرطوا حتى غلَوا فيهم وعبدوهم... وهكذا في سائر الأمور، فهو باب واسع يدخل منه الشيطان ليمكر ببني آدم، ويكيدهم ما بين إفراط وتفريط، ولا نجاةَ من ذلك إلا بسلوك الطريق الوسط الذي كان عليه المصطفى صلى الله عليه وسلم، وصحابته الكرام، ومن تبعهم بإحسان".



والتوسط والوسطية الحقُّ منهجٌ قرآني كريم، وتشريع رباني حكيم؛ قال تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا [البقرة: 143]، ومن معاني ﴿ أُمَّةً وَسَطًا ﴾: أي: معتدلة بين الإفراط والتفريط؛ ومن الآيات الدالة على هذه المنهجية الوسط قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا [الفرقان: 67]، وقوله تعالى: ﴿ وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا [الإسراء: 110]، وقوله تعالى: ﴿ وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا [الإسراء: 29]، وقوله تعالى: ﴿ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا [القصص: 77]، وقوله تعالى: ﴿ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ [لقمان: 19]؛ والمعني: أن تمشيَ مِشية معتدلة، ما بين الإسراع والبطْءِ، وأن تتحدث بصوت معتدل، ما بين العالي المزعج، والمنخفض المُبْهَمِ؛ وفي الحديث الصحيح: ((اعْمَلْ لدنياك كأنك تعيش أبدًا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدًا))، وفي الحديث الآخر: ((أحبِبْ حبيبك هونًا ما؛ عسى أن يكون بغيضك يومًا ما، وأبغِضْ بغيضك هونًا ما؛ عسى أن يكون حبيبك يومًا ما)).



والإسلام شريعةٌ وسط، وأمة الإسلام أمة وسط، بكل معاني الوسطية؛ سواء من الوسط بمعنى الحسن والفضل، أو بمعنى الاعتدال والقصد، أو من التوسط بمعناه المكاني والجغرافي؛ فهي أمة وسط في التصور والاعتقاد، وسط في العبادات والمعاملات، وسط في الارتباطات والعلاقات، وسط في كل الأمور والمجالات، وأهل السنة عمومًا وسط بين المِلَلِ والنِّحَلِ، وسط بين المُعطِّلَةِ والمُشَبِّهَةِ، بين من ينفي صفات الرب جل وعلا ويعطلها عن مضمونها ومرادها، وبين من يشبهها بصفات المخلوقين، تعالى الله عما يقول الظالمون علوًّا كبيرًا، وسط بين الجَبْرِيَّةِ والقَدَرِيَّةِ، بين من يسلب العبد اختياره ومسؤوليته عن أفعاله، وبين من يُجيز أن يقع في مُلْكِ الله ما لا يريده الله تعالى ولا يقدره، وسط بين من يكفر بالكبيرة ويحكم بخلود مرتكبها في النار، وبين من يقول: لا يضر مع الإيمان معصية، سبحان الله وتعالى عما يصفون، وسط في آلِ النبي وصحابته الكرام، بين من يغلو فيهم حدَّ التقديس، وادعاء العصمة وعلم الغيب، وبين من يُبغضهم ويناصبهم العداء، والتوسط والاعتدال إنما يكون بالاستقامة على أمر الله تعالى وطاعته، بلا إفراط ولا تفريط، وبلزوم الصراط المستقيم؛ ففي سورة الفاتحة: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ [الفاتحة: 6، 7]، وهو الطريق البيِّنُ الواضح، الذي لا اعوجاجَ فيه ولا انحراف؛ قال جل وعلا: ﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا [هود: 112]؛ أي: ولا تتجاوزوا ما حدَّده لكم بزيادة أو نقصان؛ وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: ((خطَّ لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا خطًّا، ثم قال: هذا سبيل الله، ثم خطَّ خطوطًا عن يمينه، وعن شماله، ثم قال: وهذه سُبُلٌ، على كل سبيل منها شيطانٌ يدعو إليه، ثم تلا: ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ [الأنعام: 153]))؛ [صححه الألباني]، ولو أردنا أن نأخذ مثالًا واقعيًّا تتباين فيه اتجاهات أكثر الناس بين الإفراط والتفريط، فإن وباء كورونا خيرُ مثال، فالناس فيه بين طرفي نقيض، ما بين تهويل وتهوين، وما بين إفراط وتفريط، بينما المنهج الحق أن يأخذ المسلم بالوسطية والاعتدال، من غير تهويل ولا تهوين؛ فلا يقلل من شأنه، ولا يستهين بأمره، ولا يراه أمرًا عاديًّا لا يستحق الاهتمام، وفي نفس الوقت، فهو لا يفزع ولا يخاف، ولا يهوِّل الأمر ولا يضخِّمه، ولا يعطيه أكثر من حقه حتى يراه كأنه نهاية العالم، وخراب الدنيا، بل يتوسط في ذلك ويعتدل، فيتوكل على الله عز وجل، ويعتمد عليه، ويعلِّق قلبه بخالقه جل وعلا خوفًا ورجاء ودعاءً، ثم يأخذ بالأسباب المناسبة، والاحترازات الصحية الملائمة، ويلتزم بإجراءات النظافة والسلامة، ويبتعد عن الأماكن المزدحمة، ويقلل من مخالطة الآخرين قدر الإمكان، ويرتدي الكمامة، ونحو ذلك من الإجراءات والاحترازات.



فاتقوا الله عباد الله، وخذوا بالطريق الوسط المستقيم الذي لا عِوَجَ فيه ولا انحراف، ولا غلوَّ فيه ولا جفاء، ولا إفراط فيه ولا تفريط، واحذروا سُبُلَ الشيطان وخداعه، فلا همَّ له إلا أن يصدَّكم عن هذا الطريق الوسط المستقيم، ويجرَّكم إما إلى إفراط وإما إلى تفريط.



أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ [الأعراف: 16، 17].



بارك الله لي ولكم.



الخطبة الثانية

الحمد لله كما ينبغي لجلاله وجماله؛ أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله، وكونوا مع الصادقين، ومن الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.



معاشر المؤمنين الكرام، كل تعاليم الإسلام وأحكامه وشرائعه، مبنية على التوسط والاعتدال، وعلى الرفق والتيسير، فالتيسير مقصِدٌ من مقاصد هذا الدين العظيم، وصفة عامة للشريعة في أحكامها وعقائدها، وأخلاقها ومعاملاتها، وأصولها وفروعها؛ قال جل وعلا: ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ [البقرة: 185]، وقال سبحانه: ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا [النساء: 28]، وقال صلى الله عليه وسلم عن نفسه كما في صحيح مسلم: ((إن الله لم يبعثني مُعنِّتًا ولا مُتَعَنِّتًا، ولكن بعثني معلمًا مُيسِّرًا))، وفي الحديث الصحيح: ((يسِّروا ولا تُعسِّروا، وبشِّروا ولا تُنفِّروا))، وفي الصحيحين: ((ما خُيِّر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين، إلا اختار أيسرهما، ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعدَ الناس منه)).



ثم اعلموا يا عباد الله أن الوسطية في الإسلام لا تثبُتُ بالرأي ولا بالهوى، وإنما تثبت بالدليل من كتاب الله تعالى، أو ما صحَّ من سنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، أو ما أجمع عليه علماء هذه الأمة المعصومة، فمتى وُجد الدليل الشرعي الصحيح، فهو الحق وهو الوسطية، ظهرت حكمة ذلك أم لم تظهر، ولا يصح أن نقابل الدليل الشرعي الصحيح بالرأي، ولا أن نعارضَهُ بالعقل، بل نعرض العقل والرأي على الدليل الصحيح، فما وافق الدليل أخذنا به واتبعناه، وما خالف الدليل تركناه ونبذناه؛ قال جل وعلا: ﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [النساء: 65]، وقال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا [الأحزاب: 36]، ثم اعلموا أن الوسطية ليست ذريعةً للتقصير وتمييعًا للدين، ولا من أجل التفلُّتِ من أحكامه، والاستهانة بمحرماته، وتَقَحُّم المشتبهات، وترك بعض الأوامر والواجبات، كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بدرجاته الثلاث، واعلموا كذلك أنه ليس حتمًا أن تكون الوسطية هي الأسهل والأهون، أو ما تهواه النفس وتميل إليه، بل قد تكون هي الأصعب والأشق؛ قال تعالى: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ [البقرة: 216]



فاتقوا الله يا عباد الله، وعليكم بالوسطية الصحيحة، واحذروا الإفراط والتفريط؛ فإنه خسارة في الدنيا، وندامة في الآخرة؛ قال تعالى مخبرًا عن حال أهل النار، وندمهم يوم لا ينفع الندم: ﴿ وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ * فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ [الملك: 10، 11]، وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ * وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [المنافقون: 9 - 11].



ويا ابن آدم، عِشْ ما شئتَ فإنَّك ميِّتٌ، وأحْبِبْ مَن شئتَ فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مَجْزِيٌّ به، البِرُّ لا يَبْلَى، والذنب لا يُنسَى، والدَّيَّان لا يموت، وكما تدين تُدان.



اللهم صلِّ وسلم على البشير النذير.

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك



منتديات الحقلة

منتديات الحقلة: منتديات عامة اسلامية ثقافية ادبية شعر خواطر اخبارية رياضية ترفيهية صحية اسرية كل مايتعلق بالمرأة والرجل والطفل وتهتم باخبار قرى الحقلة والقرى المجاوره لها





﴿ ,Q;Q`QgA;Q [QuQgXkQh;ElX HEl~QmW ,QsQ'Wh Fhgfrvm: 143D ﴿ 143D HEl~QmW [QuQgXkQh;ElX Fhgfrvm: ,QsQ'Wh




﴿ ,Q;Q`QgA;Q [QuQgXkQh;ElX HEl~QmW ,QsQ'Wh ﴾ Fhgfrvm: 143D ﴿ 143D HEl~QmW [QuQgXkQh;ElX Fhgfrvm: ,QsQ'Wh ﴿ ,Q;Q`QgA;Q [QuQgXkQh;ElX HEl~QmW ,QsQ'Wh ﴾ Fhgfrvm: 143D ﴿ 143D HEl~QmW [QuQgXkQh;ElX Fhgfrvm: ,QsQ'Wh



 

قديم 21-01-2021   #2
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ أسبوع واحد (01:21 AM)
 المشاركات : 210,290 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا ﴾ [البقرة: 143]



بارك الله فيك وفي علمك



 

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
, ﴿, 143], أُمَّةً, جَعَلْنَاكُمْ, [البقرة:, وَسَطًا, وَكَذَلِكَ


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
﴿ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ﴾ طالبة العلم منتدى القرآن الكريم والتفسير 1 05-01-2021 07:20 AM
﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾ [البقرة: 255] طالبة العلم منتدى القرآن الكريم والتفسير 1 15-12-2020 06:37 AM
تفسير آية: ﴿ وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُ طالبة العلم منتدى القرآن الكريم والتفسير 2 09-02-2020 05:29 PM
تفسير قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ ﴾ [البقرة: 21] طالبة العلم منتدى القرآن الكريم والتفسير 5 05-10-2016 11:21 PM
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً مصراوي المكتبة الثقافية العامة 2 02-09-2015 01:40 AM

Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 11:30 PM

أقسام المنتدى

الاقسام العامة | المنتدى الاسلامي العام | المنتدى العام | منتدى الترحيب والتهاني | الاقسام الرياضية والترفيهية | العاب ومسابقات | الافلام ومقاطع الفيديو | منتدى الرياضة المتنوعة | الاقسام التقنية | الكمبيوتر وبرامجه | الجوالات والاتصالات | الفلاش والفوتوشوب والتصميم | منتدى التربية والتعليم | قسم خدمات الطالب | تعليم البنين والبنات | ملتقــــى الأعضـــــاء (خاص باعضاء المنتدى) | المرحله المتوسطه | منتدى الحقلة الخاص (حقلاويات) | منتدى الاخبار المحلية والعالمية | اخبار وشـؤون قرى الحقلة | اخبار منطقة جازان | الاقسام الأدبية والثقافية | الخواطر وعذب الكلام | منتدى الشعر | عالم القصة والروايات | اخبار الوظائف | منتديات الصحة والمجتمع | منتدى الصحة | منتدى الأسرة | منتدى السيارات | منتدى اللغة الانجليزية | منتدى الحوار والنقاشات | منتدى التراث والشعبيات والحكم والامثال | منتدى التعليم العام | منتدى السفر والسياحة | الثقافه العامه | منتدى تطوير الذات | كرسي الإعتراف | منتدى عالم المرأة | عالم الطفل | المطبخ الشامل | منتدى التصاميم والديكور المنزلي | المكتبة الثقافية العامة | شعراء وشاعرات المنتدى | مول الحقلة للمنتجات | الخيمة الرمضانية | المـرحلـة الابتدائيـة | استراحة وملتقى الاعضاء | المرحله الثانويه | الصور المتنوعة والغرائب والعجائب | المنتدى الاسلامي | منتدى القرآن الكريم والتفسير | سير نبي الرحمة واهم الشخصيات الإسلامية | قصص الرسل والانبياء | قسم الصوتيات والفلاشات الاسلاميه | اخبار مركز القفل | منتدى الابحاث والاستشارات التربوية والفكرية | افلام الانمي | صور ومقاطع فيديو حقلاويات | البلاك بيري / الآيفون / الجالكسي | بوح المشاعر وسطوة القلم(يمنع المنقول ) | مناسك الحج والعمرة | منتدى | ارشيف مسابقات المنتدى | منتدى الحديث والسنة النبوية الشريفة | المنتدى الاقتصادي | منتدى عالم الرجل | اعلانات الزواج ومناسبات منتديات الحقلة | تراث منطقـة جــــازان | كرة القدم السعوديه | منتدى الرياضة | كرة القدم العربيه والعالمية | ديـوان الشـاعـر عمـرين محمـد عريشي | ديـــوان الشــاعـر عـبدة حكمـي | يوميات اعضاء منتديات الحقلة | تصاميم الاعضاء | دروس الفوتوشوب | ارشيف الخيمة الرمضانية ومناسك الحج والعمرة الاعوام السابقة | منتدى الاخبار | نبض اقلام المنتدى | ديـــوان الشــاعـر علـي الـدحيمــي | الاستشارات الطبية | الترحيب بالاعضاء الجدد | قسم الاشغال الايدويه | قسم الاشغال اليدويه | مجلة الحقله الالكترونيه | حصريات مطبخ الحقله | ديوان الشاعر ابوطراد |



Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

Ramdan √ BY: ! Omani ! © 2012
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
Forum Modifications Developed By Marco Mamdouh
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

جميع المواضيع والمُشاركات المطروحه في منتديات الحقلة تُعبّر عن ثقافة كاتبها ووجهة نظره , ولا تُمثل وجهة نظر الإدارة , حيث أن إدارة المنتدى لا تتحمل أدنى مسؤولية عن أي طرح يتم نشره في المنتدى

This Forum used Arshfny Mod by islam servant