المكتبة الثقافية العامةمكتبة منتديات الحقلة / كتب إكترونية – جميع الإختصاصات – كتب أسلاميه – كتب علميه – تاريخيه – كتب ادبية – شعر – كتب عالميه – قصص مترجمة
((أوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ)) [اﻷنعام:90].
*هُمُ القَومُ إن قالوا أَصَابُوا وان دُعُوا************** أَجَابُوا وإن أَعطُوا أَطَابُوا وأَجزَلُوا
*وﻻ يَستَطِيعُ الفَاعِلُونَ فِعَالَهُم********************* وَلَو حَاوَلُوا في النَّائبِاتِ وأَجمَلُوا
قال الرّاوي: نراك صاحب تحف، فحدّثنا عن مذهب السّلف، ليقتدي به الخَلَف، فمﻸه السرور، وحضره الحبور، وغَشِيه النور، ثم أنشد:
*ودَاع دَعَا إذ نحنُ بالخَيْفِ من منى*************** فهيج أحزان الفُؤَادِ وما يدري
*دَعَا بِاسم ليلَى غيرَهَا فكأنما******************** أَطَارَ بِليلى طائراً كانَ في صَدري
ثم قال: ذكَّرتمُونا خير القرون، ونون العيون، فحديتفم ذو شجون.
فهم أهل اﻻتّباع ﻻ اﻻبتداع، وأهل الرواية والسّماع، واﻷُلفَة واﻻجتماع، نزل الوحي بناديهم، وسارت السُّنَّة من واديهم، شَهِدوا التنزيل، وعرفوا التأويل، قولهم سديد، وفِعلهم رشيد، ومنهجهم حميد، ومذهبهم فريد، اعتصموا بالدليل، وتركوا القال والقِيل، فهم صفوة كل جيل، وخُﻼصة كل قبيل.
*هُم النُّجومُ إذا اعتلت مسائلها****************** عليكَ عندَ السرى يا صَاحبي السبل
*اتبع طريقتهُم واعوف حقيقتهم****************** واقرأ وثيقتهم بِالحُبِّ يا رجلُ
*السّلف أهدى الناس سبيﻼً، وأصدقهم قِيﻼً، وأرجحهم تعديﻼً.
هم أعﻼم يُهتَدَى بهم في بيداء الضﻼلة، وهم أقمار يُستضاء بها في ليل الجهالة، هم الموازين الصادقة للمذاهب، وهم المعين العذب لكل شارب، وهم الرعيل المختار المُقتَدي به كل طالب. تركوا التشدّق، والتفيهق، والتشقّق، والتحذلق، والتمزّق. وهجروا التعسّف والتكلّف، لهم منّا الحبّ الصادق، والعهد الواثق، واﻹجﻼل والتقدير، واﻹكرام والتوقير، والنّصرة والتعزير، شرّف الله تلك اﻷقدار، وأنزلهم منازل اﻷبرار، وأسكنهم أجلّ دار، وأحسن قرار، لو كتبت دموعنا على خدودنا لما كتبت إﻻّ حُبَّهُم ولو تمنّت قلوبنا غاية اﻷماني ما تمنّت إﻻّ قربهم.
*أَمَا والذيِ شَقَ القُلُوب وأَوجدَ الـ**************** ـمحبةَ فيها حيثُ ﻻ تنصَرًمُ
*وحملها قلبَ المحب وإنه************************** لَيَضعُفُ عن حَملِ القميص ويَألَمُ
*ﻷنتم على قُرب الدِّيار وبُعدهَا******************* أَحِبتنَا إن غبتم أو حضرتُمُ
*سلُوا نَسَمَات الريح كم قد تحملت************** محبةَ صب شوقُهُ ليس يُكتَمُ
السّلف خير منّا، ارتفع قدرهم عنّا، سبقوا باﻹيمان، وحبّ الدّيّان، والعمل بالقرآن، ونيل درجة اﻹحسان، هم أهل الهجرة والجهاد، والصبر والجﻼد، عندهم خير زاد، ليوم المعاد، وهم صفوة العِباد. السّلَف ليسوا مُعطلة، وﻻ معتزلة، وﻻ مؤوِّلة، وﻻ مُجهِّلة، وﻻ مخيّلة؛ ﻷن المعطلة عطَّلوا الباري مما دلّت عليه اﻷحاديث واﻵيات، و المعتزلة نفوا الصفات، والمُؤولة أوَّلوا ما أتت به النصوص الواضحات، والمُجهّلة قالوا: إن الرُّسُل ليس عندهم إﻻ تخيّﻼت، فضلّ الجميعُ في العقليات، وجهلوا النقليّات، فهدى الله أهل السُّنَّة ﻷحسن اﻷقوال في الظنيَّات واليقينيات، وفي الصفات، والذات.
*والسف ليسوا خوارج أقوالهم كفرية، وليسوا جبرية، وﻻ قدرية، وﻻ أشعرية.
ﻷن الخوارج كفّروا بالكبيرة، وأخرجوا المسلم من الدين بالجريرة، وحملوا السيف على أئمة الحيف، وخلَّدوا الفاسق في النار مع الكفّار. و الجبرية قالوا: إن العباد جُبِروا على الذنوب، وقُهروا على معصية عﻼّم الغيوب.
و القدرية قالوا: لم يسبق القدر علم وﻻ كتاب، واﻷمر مستأنف خطؤه والصواب.
و اﻷشعرية أثبتوا اﻷسماء وسبعاً من الصفات، وأوّلوا الباقيات، ولهم مقاﻻت زائفات.
والسلف قابلوا النصوص باﻹذعان والتسليم، والتوقير والتكريم، فأمروها على ظاهرها كما جاءت من غير تمثيل، وقبلوها من غير تعطيل، وعرفوها من غير تكييف، وفهموها من غير تشبيه وﻻ تَزييف.
وأنا إلى السّلف أنتسب، ﻷنني رَضَعتُ منهجهم، ويحرُم من الرّضاع ما يحرُم من النسب، والمبتدعة ليسوا منّا وﻻ إلينا، ﻷن البقر تشابه علينا. إذا أتاني كتاب مختوم، عليه توقيع المعصوم، لثمتُه بدموعي وأنفاسي، ووضعته على رأسي، وقلت: سمعاً وطاعة، لصاحب الحوض والشّفاعة.
وإذا جاءني كتاب بالباطل منمرق، وبالبدعة مزمرق، وبالبُهتان ممخرق، مزّقته كل ممزّق. واعِظ الله في كل سريرة، فإذا ألقيت قميص يوسف على يعقوب البصيرة. عاد القلب بنور الوحي بصيراً، وارتدّ طرف الباطل حسيراً، وانفل حدّ الزّوركسيراً. سﻼم على السلف من الخلف، ما غرد حمام وهتف، وما حَن حبيب لحبيب وعطف، وما رقص قلب صب ورجف، وماهمع دمع ووكف.
جَمرك البضاعة بخَتم محمد، واكتب على البطاقة ﻻ يُستَبدَل وﻻ يجَدَّد، واقَرأ على الكيس خرج من مدينة الرسول، وحامِل الكيس هو المسؤول، واحذر من التزوير، فإن موزّع البريد بصير، وقارئ الرسائل خبير، إذا طلع فجر البُشرى من المدينة أذنا، وإذا رأينا الركَبَ من طيبة أعلنّا، وإذا سمعنا الهتاف المحمّدي أمَنّا، وكلّنا حول رايته دندنا.
خُبزُ كانون الرسالة أبيض، ﻻ يأكله كلّ مُعرِض، الدّقيق بالصدق مطحون، فﻼ يأكله المَبطون، ما لك ﻻ تهتدي في المسالك؟ وتقع في المهالك؟ نُناديك إلى أحمد بن حنبل، فتذهب إلى أحمد بن أبي دؤاد المغفل، ونقول: رافِق إبراهيم بن أدهم، فترافِق الجَعد بن درهم، تهجر الصادق السّلفي يحيى بن معين، وتُصاحِب ابن سينا و ابن سبعين، ويعجبك كﻼم ابن الراوندي اللعين، عليك بمجلس مالك و سفيان، واهرب من الجَهم بن صفوان، عندنا حمّاد بن زيد، وعندهم عمرو بن عبيد، احذر من الكشاف، فإنه ليس بكافٍ شاف، أُحذرك الفصوص، فإن بين أسطره اللّصوص، السّلف أبرياء من اﻻختﻼف واللّجاج، وظُلم الحجّاج، وخُرافات الحﻼّج.
السلف أطهر من ماء الغمام، وأزكى من المسك والخزام، حسبهم تزكية الملك العﻼّم، جمعنا الله بهم في دار السﻼم، هجروا العلوم المنطقية، والقضايا السفسطية، والعقائد القرمطية، ولزموا الطريقة الوسطيّة.
السلف صادقون ﻻ يكذبون، عُدول ﻻ يظلمون، ((سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ)) [الشعراء:227]، ولهذا أمر أبو بكر الصديق بقتل مُسيلمةَ الكذْاب، فمُزِّق بالحِرابَ.
*عندنا خالدان: سيف الله خالد بن الوليد، و خالد القسري ذو البطش الشديد، فـخالد ذبح مُسَيلمة في اليمامة، و خالد نحر الجعد بن درهم وهو في محراب اﻹمامة.
لدينا أحمدان، ولديهم أحمدان، صادقان، وكاذبان، عندنا أحمد بن حنبل، إمام السنة المُبجّل، وعﻼّمة الحديث المفضل، و أحمد بن تيمية، مجدّد اﻷُمة اﻹسﻼمية، صاحب التدمرية و الحمويّة.
وعندهم أحمد بن أبي دُؤاد، صاحب البدعة والعناد، والخﻼف والفساد، و أحمد غﻼم مرزا قاديان، حامِل الزّور والبُهتان، والدّجل والطغيان.
*عندنا حمّادان، وعندهم حمّادان، عندنا حمّاد بن زيد، الراوية المُفيد، والمحدّث المجيد، و حمّاد بن سلمة، نصب للصدق علمه، وأجرى في العلم قلمه، وعندهم حمّاد عجرد، الشاعر المعربد، والضّالّ المُلحِد، و حمّاد الراوية، صاحب اﻷفكار الخاوية، أُمه هاوية.
*لَشتانَ ما بين اليزيدين في الندى***************** يزيدِ بن عمرو واﻷغر بن حَاتِم
*فهم الفتى اﻷزدي إتﻼفُ مالِهِ******************* وهم الفتى القَيسي جمعُ الدراهم
السلف كالعيون، عﻼجها أن ﻻ تُمسّ، وكالدّرر جمالها أن ﻻ يُدسّ، والسّلف كالماء الزّﻻل ﻻ يشوبه الطين، وكﻼمهم مُبارك متين، ﻻ يفهمه إﻻّ فطين.
السّلف أعلم، وأحكِم، وأسلم، وأحلم، وأكرم، والمبتدعة أظلم، وأغشم، وأشأم، وأجرم، ((قُلْ ﻻ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ)) [المائدة:100]، والقحط والصيِّب.
الذُّباب إذا وقع في اﻹناء، فاغمسه فإن في أحد جناحيه داء، وفي اﻵخر دواء، وإذا وقع المبتدع في إناء السنة النبوية، فأهرقه بالكليّة، ﻷن في جناحيه كليهما بلية.
الكلب المُعَلَّم كُل ما صاده، ﻷنه جعل العلم زاده، وإذا جاءك المبتدع بصيد، فقل: حرام صيدك يا بليد، ﻷنك مفسد رعديد.
بشّر من سبّ السّلف بكل تلف، مزّق الله قلباً ﻻ يحبّ اﻷسﻼف، وأزهق الله روحاً تهوى المبتدعة اﻷخﻼف، نفسٌ ﻻ تحترم السلف مريضة، وروح ﻻ توقِّر السّلف بغيضة، جزاء علماء الكﻼم الجريد والنعال، والسِّياط الطّوال، والقيد واﻷغﻼل، ﻷنهم اشتغلوا بالقشور وتركوا اللّباب، وفارَقوا السنة والكتاب، وخالفوا اﻷصحاب.
ا لسّلف: موحِّدون، مسدّدون، مقتصدون، عابدون، مجاهدون، زاهدون، متحدون، متوادّون، متهجّدون.
*والمبتدعة: متفرّقون، متحذلقون، متنطّعون، متفيهقون، متشدّقون، قلِقون، متمزّقون.
نوح الهداية، ينادي ابن الغواية: اركب معنا، فإن الفلك يسعنا، فقال الهبل: سآوي إلى جبل، وما عَلِمَ أن أعظم جبل، اتباع سيّد الرُّسُل، وطاعة الملك اﻷجلّ، والعمل بما نزل.
[/TABLE1]
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
بارك الله فيك ونفع بك
جزاك الله خيرا على طرحك الرائع القيم
فى انتظار جديدك دائما
اكثروا من الحمد
.. استغفر الله الحمد لله ..
يأتي على الناس زمان تكون العافية فيه عشرة أجزاء :
تسعة منها في اعتزال الناس وواحدة في الصمت 🤐
- الإمام علي بن أبي طالب
_ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ _