بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الدعاء عبادة جهدها قليل وأجرها عظيم، وهي من أحب العبادات إلى الله -عز وجل-،وقد وعد الله تعالى عباده بالإجابة. وثمّةَ أدعية يومية لتحصين النفس ممّا ذُكر في القرآن الكريم وما وردَ عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- تعدُّ شفاء للمسلم وحماية له من كلّ شرور الدنيا، كما يمكن له أن يناجي الله ويطلب منه ما يريد، فقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- : “لا بأس في الرُّقى ما لم تكُن شركًا” [رواه مسلم]. كما أنه يستحب للمسلم أن يراعيَ بعض الآداب عند ذِكر أية أدعية يومية لتحصين النفس وهذه الآداب هي:
إخلاص النية لله وحده: فلا يجهر المسلم بالدعاء حتى يراه الناس، فالرياء شِرك أصغر ويُبطل الأعمال الصالحة.
استقبال القِبلة: من الأكمل أن يتجه العبد نحو القِبلة عند الدعاء، لكنْ يجوزُ عدم استقبالها كما دعا الرسول -صلى الله عليه وسلم- ووجهه إلى الشرق عند الاستسقاء.
رفع اليدين: فهو من أسباب إجابة الدعاء في أيّ مكان يدعو العبد ربه منه، إلا في المواضع التي لم يرفع فيها النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يديه فلا يرفع الداعي يديه مثل: صلاة الجمعة، وبين السجدتين، وقبل السلام في آخر التشهد، وبعد السلام من الصلوات الخمس.
تطهير الفم بالسواك:يستحبّ للمسلم التسوّك في كل الأوقات فالسواك مطهّر للفم، وقد أوصى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالتسوّك عند الوضوء والصلاة وفي مجالس الذكر.
إكثار الذِكر في كل الأحوال: يرفعُ الله تعالى درجات المؤمن كلما أكثر من الذِكر، وفي كثرة الذِكر نقاء للقلب ونور للوجه.
الطهارة:لا تشترط الطهارة عند الذِكر، فالأذكار يقولها المُحدِث وغير المُحدِث من تسبيح وتحميد وتكبير وتهليل.
اليقين بالله وحده وحسن التوكل عليه: وذلك عن طريق الأخذ بالأسباب والثقة بأن الله مسبب الأسباب وإن تأخر المطلوب فلِحكمة من الله تعالى كأن يدفع الله عن عبده بلاءً عظيمًا، أو لعلّةٍ ما مثل: الإتيان بمعصية.
البدء بالثناء على الله تعالى: ويجب التوسّل والدعاء لله باستخدام أسماء الله الحسنى، وعدم قول “بجاه فلان” أو “بجاه الأنبياء” فهذا مُنكَر.
البكاء عند الخلوة: وهو من صفات الصالحين الخاشعين، وكذلك البكاء أثناء الصلاة وقراءة القرآن فهي صفة يُحمدُ عليها المسلم.
الدعاء لباقي المؤمنين: وهو دليل على ترابط المسلمين وأخوتهم وتطبيقًا لسنة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، حيث إنّ المسلم يحب لأخيه المسلم ما يحب لنفسه.
الإلحاح بالدعاء وعدم الاستعجال: يحبُّ الله تعالى إلحاحَ عبده بالدعاء، ولا يعدُّ الإلحاح اعتراضًا على قدَر الله -عز وجل-، كما يجب على المسلم الأخذ بالأسباب والصبر حتى يستجيب الله دعاءه.
حضور القلب والعقل: وممّا يعين المسلم على الخشوع عند الدعاء هو التفكُّر بأن الله يراه وأنه قادر على تحقيق مراده، والتفكُّر بمعاني الأذكار وأسماء الله الحسنى.
الدعاء في الشدة والرخاء: وذلك لأنّ العبد يبقى بحاجة رعاية الله له في كل أحواله، فعند الشدة يطلب من الله دفع البلاء عنه، وفي الرخاء يطلب منه حمايته من كلّ الشرور.
الاعتراف بالذنب: من حُسن الأدب مع الله تعالى الاعتراف بالخطأ والتراجع عنه ليتوب الله عليه ويمحو الذنوب كأنها لم تكُن.
الدعاء في الأوقات المستحب فيها الدعاء: وهي الثُلث الأخير من الليل، والوقت بين الأذان والإقامة، وعند السجود، وساعة من يوم الجمعة بعد صلاة العصر إلى غروب الشمس.
عدم ذكر الله أو التلفظ بأي دعاء في الحمام: وذلك تعظيمًا لله -عزّ وجل-، أما تمرير الذِكر في القلب دون التلفظ به فلا بأس في ذلك.
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك