كل يوم حديث (( الموضوع متجدد ))

عن ام المؤمنين أم عبد الله عـائـشة رضي الله عنها ، قالت : قال رسول الله صل الله عليه وسلم (من أحدث في أمرنا هـذا مـا لـيـس مـنه فهـو رد ). رواه الـبـخـاري


وفي رواية لمسلم : ( مـن عـمـل عـمـلا لـيـس عـلـيه أمـرنا فهـو رد ).



شرح الحديث


الحدث في اللغة: التجدد، يقال: حدث حادث، أي: هذا أمر حادث غير قديم،


(من أحدث في أمرنا) أي: من أوجد وابتكر وأحدث شيئاً جديد في الدين، (فهو رد) بمعنى غير مقبول منه


قال الامام مالك : من سن سنة وظن أنها حسنة فقد زعم أن محمداً صل الله عليه وسلم خان الرسالة؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقول { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا } [المائدة : 3]،


فالذي يأتي بشيء جديد، ويقول: هذا من عندي، اعملوا به، وهو سنة حسنة، نقول له : لماذا جئت به؟


هل الدين ناقص وتريد أن تكمله به؟


أو هو زائد على كمال الدين ؟


فإن قال: الدين كان ناقصاً وأريد أن أكمله،


نقول: كفرت بكتاب الله ؛ لأن الله يقول : (أكملت) (وأتممت).


وإذا قال: إنه زائد عما جاء من عند الله، فنقول: كذبت بكتاب الله؛ لأن الشيء الكامل والتام لا يقبل زيادة.


إذاً: لا يمكن لأحد أن يأتي بشيء ويستحسنه ولا أصل له في الدين، ويكون حسناً أبداً.

عن أبي عبد الله النعـمان بن بشير رضي الله عـنهما ، قـال : سمعـت رسـول الله صل الله عـليه وسلم يقول: ( إن الحلال بين ، وإن الحـرام بين ، وبينهما أمـور مشتبهات لا يعـلمهن كثير من الناس ، فمن اتقى الشبهات فـقـد استبرأ لديـنه وعـرضه ، ومن وقع في الشبهات وقـع في الحرام ، كـالراعي يـرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه،ألا وإن لكل ملك حمى ، ألا وإن حمى الله محارمه ، ألا وإن في الجـسد مضغة إذا صلحـت صلح الجسد كله ، وإذا فـسـدت فـسـد الجسـد كـلـه ، ألا وهي الـقـلب)

عن أبـي رقــيـة تمـيم بن أوس الـداري رضي الله عنه ، أن النبي صل الله عـليه وسـلم قـال ( الـديـن النصيحة ).





قلنا : لمن ؟؟





قال ( لله ، ولـكـتـابـه ، ولـرسـولـه ، ولأ ئـمـة الـمـسـلـمـيـن وعــامـتهم )





شرح الحديث





(الدين النصيحة) اي : أهم ما في أمور الدين النصيحة مثل (الحج عرفة).





النصيحة لله : إخلاص العبادة لله وعدم الشرك و إخلاص النية لله، و المحبة لله.





ومن نصحك لله: أن تحببه إلى خلقه، وتحبب خلقه اليه و أن تكون داعيةً إلى الله.





النصيحة لكتاب الله : هو خدمة كتاب الله و بمداومة تلاوته وتفهم معانيه، وكذلك اتباع أوامره واجتناب نواهيه.





النصيحة لرسول الله صل الله عليه وسلم : بامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، ومحبته في قلبك ،ونصرته حيًا وميتًا، وتقديم قوله على قول كل أحد، وتقديم هديه على هدي كل أحد كائنًا من كان، والإيمان بأنه خاتم الأنبياء والمرسلين وأنه لا نبي بعده.





النصيحة لأئمة المسلمين : إرشادهم لما فيه خير الأمة في دينها ودنياها ومساعدتهم في إقامة ذلك وتذكيرهم بما غفلوا عنه من أمور المسلمين والسمع والطاعة لأوامرهم ما لم يأمروا بمعصية الله.





النصيحة لعامة المسلمين : أن تحب لكل فرد من أفرادهم ما تحب لنفسك وتكره لهم ما تكره لنفسك وأن تفتح لهم أبواب الخير وتحثهم عليه أي تأمرهم بالمعروف وتنهاهم عن المنكر.

عن ابن عمر رضي الله عنهما ، ان رسول الله صل الله عليه وسلـم قـال : ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يـشـهــدوا أن لا إلــه إلا الله وأن محمد رسول الله ، ويـقـيـمـوا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ؛ فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله تعالى )

عن أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول ( ما نهيتكم عنه فاجتنبوه ، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم ، فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على انبيائهم ).





المستفاد من الحديث





1-وجوب اجتناب ما نهى عنه الرسول صل الله عليه وسلم كله.





2-وجوب فعل ما أمر به بقدر الاستطاعة .





3-و أنه لا يجب على الإنسان أكثر مما يستطيع.





4-سهولة هذا الدين الإسلامي حيث لم يجب على المرء إلا ما يستطيعه.





5- أنه لا ينبغي للإنسان كثرة المسائل لأن كثرة المسائل ولا سيما في زمن الوحي ربما يوجب تحريم شيء لم يحرم أو إيجاب شيء لم يجب، وإنما يقتصر الإنسان في السؤال على ما يحتاج إليه فقط.





6-التحذير من كثرة المسائل والاختلاف على الأنبياء ، لأن ذلك من أسباب الهلاك كما اهلاك الذين كانوا قبلنا، فإذا فعلناه، فإنه يوشك أن نهلك كما هلكوا ..

عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم ( إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا ، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى : { يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا } ، وقال تعالى : { يا أيها الذين امنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم } ، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يده إلى السماء : يا رب ! يا رب ! ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب له. )

عن أبي محمد الحسن بن على بن ابي طالب سبط رسول الله صل الله عليه وسلم وريحانته رضي الله عـنهـما ، قـال : حـفـظـت مـن رســول الله صل الله عـليـه وسلم : ( دع ما يـريـبـك إلى ما لا يـريـبـك ) .





مفردات الحديث :





"دع ما يَرِيبك " : دع ما تشك فيه من الشبهات .





"إلى ما لا يَرِيبك" إلى ما لا تشك فيه من الحلال البَيِّن .





المعنى العام :





إن ترك الشبهات في العبادة والمعاملات والمناكحات وسائر أبواب الأحكام، والتزام الحلال في كل ذلك، يؤدي بالمسلم إلى الورع،









الشك واليقين : إذا تعارض الشك مع اليقين، أخذنا باليقين وقدمناه وأعرضنا عن الشك وتركناه.





الصدق طمأنينة والكذب ريبة :





وعلامة الصدق أن يطمئن به القلب، وعلامة الكذب أن تحصل به الشكوك فلا يسكن القلب له بل ينفر منه.









::::الخلاصة::::





ويرشدنا الحديث إلى أن نبني أحكامنا وأمور حياتنا على اليقين.





وأن الحلال والحق والصدق طمأنينة ورضا، والحرام والباطل والكذب ريبة وقلق ونفور .

عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : ( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعـنيه ) .

من فوائد هذا الحديث:








1- أن الإسلام جمع كل المحاسن، ومحاسن الإسلام كلّها تجتمع في كلمتين: قال الله عز وجل (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ)(النحل : الآية90).








2-أن ترك الإنسان ما لايهتم به ولا تتعلق به أموره وحاجاته من حسن إسلامه.








3-أن من اشتغل بما لا يعنيه فإن إسلامه ليس بذاك الحسن، وهذا يقع كثيراً لبعض الناس فتجده يتكلم في أشياء لاتعنيه، أو يأتي لإنسان يسأله عن أشياء لاتعنيه ويتدخل فيما لايعنيه، وكل هذا يدل على ضعف الإسلام.








وهنا قد يَرِد إشكالٌ في فهم الحديث :








وهو هل ترك العبد ما لايعنيه هو ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟








والجواب : لا، لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مما يعني الإنسان، كما قال الله عزّ وجل: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ } سورة آل عمران،








فلو رأيت إنساناً على منكر وقلت له : يا أخي هذا منكر لايجوز.








فليس له الحق أن يقول: هذا لايعنيك، ولو قاله لم يقبل منه، لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يعني الأمة الإسلامية كلها.








ومن ذلك أيضاً: ما يتعلق بالأهل والأبناء والبنات فإنه يعني راعي البيت أن يدلّهم على الخير ويأمرهم به ويحذرهم من الشر وينهاهم عنه،








قال الله عزّ وجل { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} سورة التحريم

عـن أبي حـمـزة أنـس بـن مـالـك رضي الله عـنـه ، خــادم رسـول الله صل الله عـلـيـه وسـلم،عن النبي صل الله عـلـيـه وسـلـم

قــال : ( لا يـؤمـن احـدكـم حـتي يـحـب لأخـيـه مــا يـحـبـه لـنـفـسـه ) .

عن ابن مسعود رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : ( لا يحل دم امرىء مسلم [ يشهد أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله ] إلا بـإحـدي ثـلاث : الـثـيـب الــزاني ، والـنـفـس بـالنفس ، والـتـارك لـديـنـه الـمـفـارق للـجـمـاعـة ).





شرح الحديث





1- الـثـيـب الــزاني : المقصود به الزاني المتزوج زواج صحيح، فإذا زنا بعد أن أنعم الله عليه بنعمة النكاح الصحيح صار مستحقاً للقتل.





2- الـنـفـس بـالنفس : المقصود به القصاص، أي أنه إذا قتل إنسانٌ إنساناً عمداً قُتِلَ به بالشروط المعروفة.





3- والـتـارك لـديـنـه : يعني بذلك المرتدّ بأي نوع من أنواع الرّدة.





وقوله : "الـمـفـارق للـجـمـاعـة " هذا عطف بيان، يعني أن التارك لدينه مفارق للجماعة خارج عنها.





@ - انواع الردة





@ - شرح انواع الردة