تفسير: (حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة)
♦ الآية: ﴿
حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا ﴾.
♦ السورة ورقم الآية: الكهف (86).
♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿
حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ ﴾ ذات حمأةٍ وهو الطِّين الأسود ﴿
وَوَجَدَ عِنْدَهَا ﴾ عند العين ﴿
قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ ﴾ إمَّا أن تقتلهم إن أبوا ما تدعوهم إليه ﴿
وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا ﴾ تأسرهم فتعلِّمهم الهدى، خيَّرَه الله تعالى بين القَتْل والأسْر.
♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿
حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ ﴾ قرأ أبو جعفر وأبو عامر وحمزة والكسائي وأبو بكر: "حامية " بالألف غير مهموزة؛ أي: حارَّة، وقرأ الآخرون: ﴿
حَمِئَةٍ ﴾ مهموزًا بغير الألف؛ أي: ذات حمأة، وهي الطينة السوداء.
وسأل معاوية كعبًا: كيف تجد في التوراة أن
تغرب الشمس؟ قال: نجد في التوراة أنها
تغرب في ماء وطين.
قال القتيبي: يجوز أن يكون معنى قوله: ﴿
فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ ﴾؛ أي: عندها عين حمئة، أو في رأي العين.
﴿
وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا ﴾؛ أي: عند العين أمة، قال ابن جريج: مدينة لها اثنا عشر ألف باب، لولا ضجيج أهلها لسمعت وجبة
الشمس حين تجب.
﴿
قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ ﴾ يستدل بهذا من زعم أنه كان نبيًّا فإن الله تعالى خاطبَه، والأصحُّ: أنه لم يكن نبيًّا، والمراد منه: الإلهام ﴿
إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ ﴾ يعني: إما أن تقتلهم إن لم يدخلوا في الإسلام ﴿
وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا ﴾؛ يعني: تعفو وتصفح، وقيل: تأسرهم فتعلمهم الهدى، خيَّرَه الله بين الأمرين.
تفسير القرآن الكريم
الألوكة