فقال: (أيها الناس، موعدكم معي ليس الدنيا، موعدكم معي عند الحوض والله لكأني أنظر اليه من مقامي هذا، أيها الناس، والله ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوها كما تنافسها الذين من قبلكم، فتهلككم كما أهلكتهم)
وظل يرددها فنظر الناس إلى أبو بكر.!! ، كيف يقاطع النبي فأخذ النبي يدافع عن أبو بكر..!!
قائلاً :(أيها الناس، دعوا أبوبكر، فما منكم من أحد كان له عندنا من فضل إلا كافأناه به، إلا أبوبكر !!! لم أستطع مكافأته، فتركت مكافأته إلى الله عز وجل، كل الأبواب إلى المسجد تسد إلا باب أبوبكر لا يسد أبداً)
وأخيراً قبل نزوله من المنبر بدأ الرسول بالدعاء للمسلمين قبل وفاته كآخر دعوات لهم
فقال : (أواكم الله، حفظكم الله، نصركم الله، ثبتكم الله، أيدكم الله)
وكانت آخر كلمة قالها كلمة موجهة إلى الأمة من على منبره قبل نزوله
قال : (أيها الناس، أقرأوا مني السلام كل من تبعني من أمتي إلى يوم القيامة)
وحمل مرة أخرى إلى بيته
وبينما هو هناك دخل عليه عبد الرحمن بن أبي بكر وفي يده سواك، فظل النبي ينظر الى السواك ولكنه لم يستطيع أن يطلبه من شدة مرضه.
ففهمت السيدة عائشة من نظرة النبي، فأخذت السواك من عبد الرحمن ووضعته في فم النبي، فلم يستطع أن يستاك به، فأخذته من النبي وجعلت تلينه بفمها وردته للنبي مرة أخرى حتى يكون طرياً عليه
فقالت: كان آخر شيء دخل جوف النبي هو ريقي، فكان من فضل الله علي أن جمع بين ريقي وريق النبي قبل أن يموت.!!!
تقول السيدة عائشة: ثم دخلت فاطمة بنت النبي، فلما دخلت بكت، لأن النبي لم يستطع القيام، لأنه كان يقبلها بين عينيها كلما جاءت إليه
فقال النبي: (أدنو مني يا فاطمة)
فحدثها النبي في أذنها، فبكت أكثر !! .
فلما بكت قال لها النبي: (أدنو مني يا فاطمة)
فحدثها مرة أخر في اذنها، فضحكت .....
بعد وفاته سئلت ماذا قال لك النبي؟؟؟
فقالت: قال لي في المرة الأولى: (يا فاطمة، إني ميت الليلة) فبكيت
فلما وجدني أبكي قال: (يا فاطمة، أنتي أول أهلي لحاقاً بي) فضحكت
تقول السيدة عائشة: ثم قال النبي : (أخرجوا من عندي في البيت) وقال : (ادنو مني يا عائشة)
فنام النبي على صدر زوجته، ويرفع يده للسماء
ويقول : (بل الرفيق الأعلى، بل الرفيق الأعلى)
تقول السيدة عائشه: فعرفت أنه يخير..!!
ودخل سيدنا جبريل على النبي
وقال : يارسول الله، ملك الموت بالباب، يستأذن أن يدخل عليك، وما استأذن علي أحد من قبلك..!!!!
فقال النبي: (ائذن له يا جبريل)
فدخل ملك الموت على النبي
وقال: السلام عليك يا رسول الله، أرسلني الله أخيرك، بين البقاء في الدنيا وبين أن تلحق بالله
والسيده فاطمة تقول: أطابت أنفسكم أن تحثوا التراب علي وجه النبي
ووقفت تنعي النبي
وتقول: يا أبتاه، أجاب ربا دعاه، يا أبتاه، جنة الفردوس مأواه، يا أبتاه، الى جبريل ننعاه.
اخواني .. انا متاكد ان اعينكم ابتلت بالدموع وقلوبكم اشتاقت لرؤية نبينا محمد الرحمة المهداة والسراج المبين . ولكن بحول الله وقوته موعدنا جميعا معه عليه الصلاة والسلام عند الحوض ...
اللهم اجعلنا جميعا ووالدينا واقاربنا والمسلمين الاحياء والميتين من أهل جنة النعيم ومجاورين لنبينا وحبيبنا وقرة اعيننا محمد صلوات ربي وسلامه عليه