يحتفل العالم العربي هذه السنة بيوم البيئة العربي بالعمل تحت شعار"لنعمل معا من أجل الحفاظ على البيئة" وذلك لابراز الأهمية القصوى للتعاون بين كل فئات المجتمع لمحاربة التلوث بكل أشكاله والعمل على صيانة المحيط بكل أبعاده. والمقصود هنا بكل فئات المجتمع كل الأفراد والمؤسسات الحكومية والخاصة في الدول النامية والمتقدمة والمجتمعات الغنية والفقيرة كل حسب مستواه وبالامكانات المتاحة حيث أن المشاكل البيئية لا تعرف الحدود السياسية وانعكاساتها السلبية على الصحة لا تفرق بين المستويات الاجتماعية.
فالدعوة إلى العمل الجماعي، شعار يوم البيئة العربي هذه السنة هي دعوة ذات أبعاد مختلفة تمس واقعنا الحالي ومستقبل الأجيال القادمة وهي ترمي إلى تأكيد المسؤولية الجماعية نحو قضايا البيئة وتحفز على القناعة بهذه المسؤولية المشتركة وتدعو إلى العمل الطوعي في سبيل الحد من الملوثات وترشيد الاستهلاك وتقليل النفايات ومعالجة الضار منها خاصة في القطاعات التي لها انعكاسات واضحة على البيئة ومنها الصناعة.
وفي هذا الاطار، فإن المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين لم تدخر أي جهد منذ تأسيسها في التحفيز على العمل الجماعي من أجل التنمية الصناعية والحرص على أن تكون إقامة المشاريع الصناعية وتشغيلها تأخذ بعين الاعتبار المحافظة على البيئة سواء من خلال ترشيد استهلاك الموارد الأولية والطاقة والمياه والخدمات أو من خلال اختيار التقنيات الأنظف والتحفيز للادارة السليمة للمخلفات.
وتجدر الملاحظة هنا أن جهود المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين وسائر المنظمات العربية الأخرى العاملة في مجال المحافظة على البيئة لا يمكن أن تكون كافية لمكافحة التلوث الصناعي في المنطقة العربية والحد من آثاره السلبية حيث أن العديد من هذه الآثار مرتبطة باستيراد التقنية والعديد من مدخلات الانتاج، لشيء الذي يحتم على الدول المتقدمة مشاركتنا في حل مشاكلنا البيئية الناجمة عن الصناعة خاصة في مجال التشخيص والبحث عن الحلول المناسبة وتخصيص الموارد البشرية والمالية باعتبارها التزامات لا تقل أهمية عن خدمات ما بعد البيع وتوفير قطع الغيار.
إن هذا العمل الجماعي بمعناه الواسع هو أحد المحاور التي يقصدها شعار يوم البيئة العربي "لنعمل معا من أجل الحفاظ على البيئة".
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك