يعد هذا الشاعر العتيبي من الذين قتلهم العشق وقد ذكره الشاعر ابن سبيل بقوله :
اخاف من موت بليا حقيقة *** مثل الدجيما لا طرد به ولا سيق
ويقول الآخر :
الهوى قد ذبح له شمري ... والدجيما على موته شهود
ويقول ابن مقيبل :
والدجيما من هوى الزينات مات........
عشق سميحة العطاوية وفتيات ذوي عطية فيهن من الجمال ما يسلب الألباب.....
ولسببٍ ما لم يوفق الدجيما بالزواج منها وبلغ به الغرام حده وأشتهر امره بين الناس وأخذ ينظم الأشعار ولا نعرف بالضبط تاريخ مولده او وفاته عشقاً.
والكثير من شعر الدجيما ذهب ادراج الرياح لعدم وجود من يدوّنها ولولا ما حفظه الرواه لضاع شعره
قال ابن مقيبل ان الدجيما تولع بفتاة ولم يكن يجد غير ناقته وبندقيته فطلبوا منه مهراً ثلاثين ناقه تعجيزاً.
فاسترفد بقبيلته العضيان فجمعوا له المهر المطلوب غير أن اهل الفتاة ردوه كعادتهم في رد الخاطب إذا عُلم منه التغني بليلاه.
فظل في غرامه بقية عمره إلى أن مات.
وقال الهطلاني أن الدجيما كان ينظر إلى أظعان أهل محبوبته من فوق تل وهم راحلون فقال قصيدته :
عديت انا بالجال مع سرحة المال وشفت الغبيط يشال والمال ينقاد
فدخل بيته ومات ليومه.
والأسف يقتل ولا يستبعد موته على هذا الحال.
وقال الدجيما يصف سميحه :
الخد برق لاح قدام الأصباح ونهد كما التفاح والوسـط كاللـوح
ويداوي الأجراح ريحه إلى فاح لا شك بالافراح ما منه مصلوح
يا من خبر ذباح ما بيده سلاح لا هو بنطاح وانا منـه مذبـوح
وقصيدته هذه من أشهر السامريات بالسعودية والكويت وقطر
يقول الدجيما :
ياجر قلبي جر لدن الغصون... وغصون سدر جره السيل جرا
على الذي مشيه تخط بهونِ ... والعصر من بين الفريقين مرا
واكثر عذاب القلب يوم سنحوني ... بيح بصبري لو بغيت اتدرى
يا ليتهم بالدرب ما واجهوني ... وياليتهم ما زادوا الحر حرا
ياليتهم بالحب ما ولعوني ... كان ابعدوا عني بخيرٍ وشرا
وياليتهم عن حاجتي سايلوني ... يوم اني اقعد عندهم واتحرا
وياليتهم من زادهم اطعموني ... انا على زاد الحبيب اتجرا
واهله من اول بالورق يورقوني ... على غدير تحته الماء يقرا
لا مبعدٍ عنهم ولا قربوني ... ولا عايفٍ منهم ولاني مورا
وياليتهم عن رايهم علموني ... اما يطيب القلب والا استمرا
والا انهم يوم انهم ولعوني ... خلوني اقضي عازتي واتدرى
لا والله اللي بالهوى هوجروني ... هجرن به الحيلات عيت تسرا
وقلبي عليه يشفق وتبكي عيوني ... والحال من ود الحبيب تبرى
ادعج غنج يذبح بسود العيون ... يذبح إلى منه هنف واستمرا
الخد برقٍ في علو المزون ... تقول براق من الصيف سرا
ان مت في دافي حشاه ادفنوني ... في مستكن الروح مهوب برا
بين النهود وقد روس القرون ... عن الهبايب مستكن مذرا
ان مت في خد بعيد انقلوني ... على هوى زمل مشيه تدرا
وقفت عنده شايحات عيوني ...كني غرير باللهاوي مضرا
واكثر عذاب القلب يوم سنحوني ... بيح بصبري لو بغيت اتدرا
لا ضاق صدري قمت اباري الظغون ... كني غرير بالدلوهة مضرا
ياعزتالي من تفرق شطوني ... يعزا لي ارمي بالسلب واتعرا
هذي قصيدة الدجيماء التي غناها الفنان محمد عبده والكل يعرفها
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
06-04-2012
الرجل الذي مات بسبب الحب
