يحلم كل شاب وفتاة بمستقبلٍ مهنيٍ مشرقٍ وبنّاءٍ، وذلك بالطبع سيكون نتيجةً حتميةً لاختيار تخصُّصٍ جامعي مطلوب بكثرة في سوق العمل. ومن هنا قررنا أن نستعرض معكم أحد التخصُّصات التي ظهرت حديثاً. فتعالوا معنا لنتعرف إلى هذا التخصص ومجالاته المختلفة.
• • •
مما لا شكّ فيه أن الإعلاميّ الناجح يجب أن يتمتع بمواهب متعددة. ولكن هل الموهبة كافية لتصنع إعلامياً ناجحاً، أم يجب أن يكون الإعلامي صاحب دراسة أكاديمية؟ يجيبنا الإعلامي الجماهيري محمد إسماعيل: (لا شك أن الدراسة الأكاديمية أمر مهم وأساس في صقل وتكوين الإعلامي المهني والمحترف، لكن هناك الكثير من النماذج الإعلامية لمعت دون أن تكون صاحبة شهادات إعلامية، وهناك أصحاب شهادات إعلامية يمارسون الإعلام بأسوأ صوره.
خلاصة القول:
إن الإعلام موهبة في الأساس، لا يمكن أن ينجح الإعلامي دونها، ومن ثمّ يصقلها بالتعلم الأكاديمي.
ما سبب التوجه لدراسة الإعلام؟
• حينما سئل وسام المحمد عن سبب توجهه لدراسة الإعلام، قال: (درست الإعلام لأنشر واقعَ شعبي الفلسطيني الصامد والمقاوم في فلسطين المحتلة، فضلاً عن واقع شعبي اللاجئ في لبنان والذي يواجه الموت في كل لحظة).
• السؤال نفسه وجِّه للأستاذ عبد الكريم الصفدي فقال: (توجهت لدراسة الإعلام لأن الإعلام يحمل في مضمونه رسالة نبيلة، هو ذلك المنبر الحر الذي يعكس صوت الشارع، وهو المكمل لدور السلطات الثلاث (التشريعية، والتنفيذية، والقضائية)، ولذلك سمي بالسلطة الرابعة.
وأما عن تطلعاتهم ومشاريعهم المستقبلية:
• أخبرنا الإعلامي وسام المحمد بأنه سيعمل لإنشاء مكتب متخصص بأخبار الاجئين لنشر معاناتهم وتسليط الضوء على واقعهم الهشّ، وبدأ بالسعي لتحقيق مشروعه؛ فهو صاحب مبادرة إنشاء «رابطة الإعلاميين الفلسطينيين»، بينما الأستاذ عبد الكريم الصفدي يطمح أن يكون إعلامياً بارزاً، يتحدث باسم الناس، ويحظى بثقتهم.
دور الإعلام في صناعة الرأي العام:
• يخبرنا الباحث والكاتب الإعلامي هشام يعقوب بأن (وسائل الإعلام المختلفة باتت تشكل أداة فاعلة في صناعة الرأي العام والتأثير في الجمهور، والدليل على ذلك أنك تسمع غالبية الناس يستشهدون بما شاهدوه أو سمعوه أو قرؤوه في وسائل الإعلام أثناء مناقشتهم) وافقه على ذلك الإعلامي محمد إسماعيل بقوله: (إن المتلقي يعتبر ما تقدمه وسائل الإعلام مصدر ثقة ومصدر معرفة ولا يتردّد أبداً في تلقيه وممارسته على صعيد الأفكار والسلوكيات دون أن يتكلف عناء البحث أو حتى التأكد من مدى سلامة ما يتلقاه).
• وقال الكاتب والباحث الأستاذ وائل نجم (إن للإعلام دوراً كبيراً في صناعة الرأي العام وتغيير الأفكار لا سيما في ظل الثورة الإعلامية الحديثة).
مهارات الإعلامي:
• يرى الإعلامي هشام يعقوب بأن (هناك مهارات لغوية وأسلوبية وتصويرية وتقنية وغير ذلك بحسب المجال الإعلامي. ولكن أعتقد أن عاملاً مميزاً مهمّاً يجب أن يتوافر لدى أي إعلامي، هو النباهة، بالإضافة إلى التميُّز والإبداع والمصداقية). وأضاف الإعلامي وائل نجم بعبارة شاملة فقال: (الإعلامي يجب أن يعرف أي شيء عن كل شيء وأن يعرف كل شيء عن أيّ شيء). وقال الإعلامي محمد إسماعيل (إن حمل أمانة المعرفة ونشرها بين الناس إعلامياً تتطلب من الإعلامي أن يكون واسع الاطلاع والثقافة، يضاف إلى ذلك أن يكون على قدر من الثقافة الدينية أو الأخلاقية).
حيادية الإعلام:
• يقول الإعلامي هشام يعقوب: (إن هذا أمر مستحيل لأن كل إنسان لديه معتقدات وأفكار ومبادئ ومشاعر تقوده لأن يميل إلى جهة ما) مشيراً إلى أن الحياد بحدّ ذاته هو موقف. وأكد على الفرق بين الموضوعية والحيادية؛ إذ أن (الموضوعية هي أن تقول رأيك وتعبر عما تريد بصدق، أما الحيادية التي قد تساوي الجلاد بالضحية فهي بحدّ ذاتها موقف يناقض جوهر ما يسمى بالحيادية). وقال الإعلامي وائل نجم: (باختصار، الحديث عن الحيادية في الإعلام شكل من أشكال الترف الذي يظهر عند أول منعطف). وختم الإعلامي محمد إسماعيل كلامه عن حيادية الإعلام بقوله: (الحيادية بالمفهوم الإعلامي أمر غير وارد لأن أية معالجة تخضع لأهواء وأفكار، وبالتالي لا توجد حيادية بالمطلق).
الحدود التي يجب أن لا يتخطاها الإعلامي:
• يخبرنا الإعلامي هشام يعقوب بأنه لا يمكن أن نقبل من الإعلامي أن يتجاوز حدود المصداقية ليغرق في مستنقع الكذب والتضليل، كما لا يمكن أن يكون الإعلامي سبباً في فتنة أو أذى من غير أي وجه حق، مختتماً حديثه بقوله: (المصداقية والمسؤولية العالية هي من الحدود التي لا يمكن للإعلامي أن يتخطاها).
رسالة الرجل الإعلامي:
الْتَقينا المدير التنفيذي لإذاعة (طريق الارتقاء) الأستاذ لقمان الأيوبي الذي تحدث عن عظم الأمانة الملقاة على عاتق الإعلامي، وأنه على ثغر عظيم، فلْيُخلِصْ لله قصده ولْيتحرَّ الصدق في أخباره ولْيحذر أشد الحذر من الكذب تحت أيةِ ذريعة.
وأما عن رسالة الإعلامي المسلم فقال: (الإعلامي المسلم لا تقتصر مهمته على نقل الخبر وتحليله فهو يحمل رسالة سامية لا يمكن لغيره أن يدانيها مهما كانت رسالته الإعلامية).
في الختام:
الإعلام تتعمق جذوره بحيث تتصل بكل الاختصاصات. فإذا كنت ذا موهبة فما عليك إلا أن تُقبل على تطوير هذه المهارات والقدرات، وتسخرها للدفاع عن قضيتك المحقة بسلاح الإعلام.
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك