الزواجُ رابطةٌ متينة وميثاق غليظٌ يجمَع الرجلَ بالمرأة، والهدفُ من الزواج الإسهام في تماسُك المجتمع وإثرائه، لكن هذا المفهوم الرائع قد يختلُّ لدى الرجلِ أو المرأة، ما يتسبَّب في حدوث الطلاق الذي سنوجز أسبابه في النقاط التالية:
• يحدُث الطلاقُ نتيجة الاختلاف الاجتماعي والثقافي بين الزوج والزوجة، فتتمايَز البيئةُ التي تربَّى فيها كلٌّ منهما، وهذا ما يلعَب دورًا في عدم انسجامهما وتفاهُمِهما وتناغمهما، كما أن المستوى التعليمي والثقافي له تأثيرٌ في دوام واستمرار هذه العلاقة.
• يحدُث الطلاق لعدم تَهيُّؤ الرجلِ أو المرأة لدخول عش الزوجية؛ لأن مرحلة الزواج تختلف عن مرحلة العزوبة؛ من حيث المسؤوليةُ والراحة النفسية، والاستعداد الروحي للتعايش مع الطرف الآخر، وتقاسُم أعباء الحياة معه، فمراعاة هذا الجانب ضرورية لصيانة العلاقة.
• يحدُث الطلاق لبطالة الزوج، فعملُه وجلبُه للقمة العيش لأسرته، يُسهم في تعزيز مكانته بوصفه قائدًا للأسرة، ومصدرَ أمانها واطمئنانها في كنَفه، وتحت سقف البيت الذي يجمَعهم.
• يحدث الطلاقُ لعدم استقلال الزوج والزوجة ببيتهما؛ لأن الأسرة تحتاج إلى الاستقلالية نظرًا لخصوصيَّتها، فأن يكون لها بيتٌ ومساحة للحرية، يُيسِّر سُبلَ التناغم والعيش بهناء.
• يحدث الطلاق لعدم احتفاظ الأسرة بأسرارها الداخلية، وتَدخُّل الغير، وبالأخص أهل الزوج والزوجة، فبدلًا من أن يكون الإشكال يسيرًا، ويتم إخماده بين الطرفين، يكبر لينتقل إلى الأهل، فيَصعُب السيطرة عليه.
• يحدث الطلاق نتيجة رغبة الزوج أو الزوجة في فرض رأيه، وبَسْط سيطرته على الآخر؛ لأن الحياة الزوجية تشارُكيَّة بالأساس، فللزوج رأي وللزوجة رأي أيضًا، ويُحتكَم إلى الرأي الذي يكون فيه مصلحةٌ للأسرة ككلٍّ، أما التعنُّت فلن يزيد الوضعَ إلا تأجُّجًا وتأزُّمًا، وتستحيل معه الحياةُ الزوجية.
• يحدث الطلاق بمجرد إنجاب الزوجة للأبناء، فتنتقل إلى مرحلة الأمومة، وتنسى الاهتمامَ بزوجها، والتجملَ له، واستقبالَه بوجهٍ بشوش حسنٍ، فيجب الحفاظُ على هذه الصبغة؛ لأنها مهمة جدًّا.
• يحدث الطلاق لضَعف الوازع الديني للزوج أو الزوجة؛ لأن الدين مرتبطٌ بالأخلاق، وعلاقتهما يجب أن تَحكمها ضوابطُ، وتكون لها معالِمُ، فإن تَصرُّف كل طرف على حريته قد يَهضِم حقوقَ الآخر، فتَتزَعْزَع الأرضية المتينة لبيت الزوجية الذي من المفترض الحفاظ عليه.
• يحدُث الطلاق لعدم فَهم الزوج أو الزوجة للغاية من الزواج، فهو ليس فقط لقضاء المتعة الجنسية والفطرة المغروسة في الإنسان، بل معناه أعمقُ، بتكوين أسرة وعمارة الأرض، وتجسيد الإنسانية في أجمل وأبهى حُلَّةٍ.
إذًا للطلاق آثار وخيمةٌ على الزوج والزوجة، والأثر يكون أعمقَ إن كان لهما أولاد، فيمتد إلى المجتمع كله، وحتى لا تَستفحل الأمور وتتعقَّد، يجب علاجُ هذه الأسباب، فلا تتفكك الأسرة ويُهتَك سترُها.
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك