وعنه أيضًا أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخالطنا حتى يقول لأخ لي صغير: "يا أبا عمير، ما فعل النغير؟"[2]. قال أبو عيسى: وفِقْه هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمازح. وفيه أنه كنى غلامًا صغيرًا فقال له: "يا أبا عمير". وفيه أنه لا بأس أن يُعطى الصبي الطير ليلعب به، وإنما قال له النبي صلى الله عليه وسلم: "يا أبا عمير، ما فعل النغير؟". لأنه كان له نغير يلعب به، فمات، فحزن الغلام عليه، فمازحه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "يا أبا عمير، ما فعل النغير؟"[3].
وعنه أيضًا أن رجلاً استحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال صلى الله عليه وسلم: "إني حاملك على ولد ناقة". فقال: يا رسول الله، ما أصنع بولد الناقة؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "وهل تلد الإبل إلا النوق؟"[4].
مزاحه صلى الله عليه وسلم مع زوجاته:
عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر وهي جارية، قالت: لم أحمل اللحم ولم أبدن. فقال لأصحابه: "تقدموا". فتقدموا، ثم قال: "تعالي أسابقك". فسابقته، فسبقته على رجلي، فلما كان بعد - وفي رواية: فسكت عني، حتى إذا حملت اللحم وبدنت ونسيت - خرجت معه في سفر، فقال لأصحابه: "تقدموا". فتقدموا، ثم قال: "تعالي أسابقك". ونسيت الذي كان وقد حملت اللحم، فقلت: كيف أسابقك يا رسول الله، وأنا على هذا الحال؟! فقال: "لتفعلن". فسابقته فسبقني، فجعل يضحك ويقول: "هذه بتلك السبقة"[6].
مزاحه صلى الله عليه وسلم مع امرأة عجوز:
عن الحسن قال: أتت عجوز إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، ادع الله أن يدخلني الجنة. فقال: "يا أم فلان، إن الجنة لا تدخلها عجوز". قال: فولت تبكي. فقال: "أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز، إن الله تعالى يقول: ﴿ إنا أنشأناهن إنشاء * فجعلناهن أبكارًا * عربًا أترابًا ﴾ [الواقعة: 35 - 37][7].
مزاحه صلى الله عليه وسلم مع الأطفال:
روي عن عبد الله بن الحارث قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصفُّ عبد الله، وعبيد الله، وكثير بن العباس، ثم يقول: "مَن سبق إليَّ فله كذا وكذا". قال: فيستبقون إليه، فيقعون على ظهره وصدره، فيقبلهم ويلتزمهم"[8].
[1] رواه الترمذي في الشمائل، وقال الألباني: صحيح.
[2] رواه البخاري ومسلم والترمذي في الشمائل.
[3] انظر: الشمائل المحمدية، لأبي عيسى الترمذي.
[4] رواه الترمذي في الشمائل، وقال الألباني: صحيح.
[5] رواه الترمذي في الشمائل، وقال الألباني: صحيح.
[6] رواه البيهقي في سننه الكبرى، وقال الألباني: صحيح.
[7] رواه الترمذي في الشمائل، وقال الألباني: حسن.
[8] رواه أحمد في المسند.
الالوكة
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك