تعرض 3 أطفال أشقاء لتعنيف من قبل والدهم بمكة المكرمة، وألقى بهم في الشارع عند منزل أسرة والدتهم المتوفاة بسبب السرطان، بحجة أنه لا يستطيع رعايتهم، فيما يرقد أحد الأطفال، ويبلغ من العمر 6 سنوات، في مستشفى الولادة والأطفال بمكة المكرمة، لتلقي العلاج بعد تعرضه لأمراض مزمنة من سوء العناية والإهمال بالإضافة إلى آثار التعنيف.
وأوضح أحد أقارب الأطفال أن المعنف -سعودي الجنسية- متزوج وأنجب ثلاثة أطفال وبعد سنوات تعرضت والدتهم لمرض السرطان وطلقها حتى لا يقوم بعلاجها والعناية بها، ثم توفيت تاركة أطفالها مع أبيهم والذي لم يحضر عزاءها، وطيلة بقاء زوجته في بيت أرحامه لم ينفق على أطفاله.
وبيّن أن الأطفال هم ثلاثة: طفلة في عمر 12 عاماً، والأخرى في عمر 9 سنوات والطفل في عمر 6 سنوات وجميعهم متأخرون دراسياً.
وأضاف: خالة الأطفال طلبت من الأب المعنّف السماح للأطفال بالمكوث عندها في المنزل، علماً أنها أرضعتهم خلال فترة مرض والدتهم ولكنه رفض، وبعد ذلك لم نعلم أين موقعهم ومكثوا سنة وخمسة شهور لا نراهم.
وقال: في الثاني من شهر رمضان أفادت خالتهم أن الأب حضر ومعه الأطفال عند أحد المحلات التجارية في حيهم ووضع الأطفال عند بقالة وأخبرها ثم ذهب تاركاً أطفاله في الشارع دون الخوف عليهم لتدخلهم خالتهم في منزلها، وقد بدت حالتهم الصحية متدهورة، بفعل ما تعرضوا له من تعنيف وأذى.
وتقول خالتهم إنه عند سؤال الأطفال أفادوا أن أباهم وضعهم عند أناس غرباء لا يعلمون من هم لمدة شهر، وخلال تلك الفترة كانوا يقومون بضرب الطفل (6 سنوات) وأحياناً يربطونه بالحبال.
وأفادوا كذلك بأنهم رجعوا بعد ذلك للمنزل الذي تسكن فيه زوجة أبيهم، وتعرضوا كذلك للتعنيف منها، وتُركوا في المنزل دون مكان مناسب للنوم ودون فراش ودون تكييف، وفي كل يوم كان يجلب لهم بعض الفول وقطعة خبز فقط.
وبحسب قريب الأطفال، فإنه اتضح أن الطفل يعاني من تضخم في الكبد والسكر مرتفع إلى ٢٩٠ ونزول عام في الوزن وارتفاع في كريات الدم البيضاء ولا يزال يتلقى العلاج.
وقال أن فرع وزارة الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكة المكرمة وقف على حالة الأطفال وأخذ أقوال الطفل، ثم أقوال البنتين ويجري تحقيقاً مع الأب، وطالب وزارة الشؤون الاجتماعية بالتحقيق مع والد الأطفال المعنفين وتوفير حياة كريمة لهم.
في غضون ذلك بيّن مصدر أن أسرة والدة الأطفال اصطحبتهم إلى الشرطة حيث ذكروا في التحقيق أنهم تعرضوا لاعتداءات نفسية وجسدية من قبل زوجة أبيهم مؤكدين أنها لا تطعمهم، وتتعامل معهم بشكل قاسٍ طوال المدة التي كانوا يقضونها معها.
وأشار المصدر إلى أن الشرطة أرسلت خطاباً إلى مستشفى الولادة والأطفال للتعرف على حالة الطفل الجسدية، فأثبت التقرير الطبي تعرضه للعنف، وتقرر الإبقاء عليه في المستشفى تحت الحماية.
ومن جانبه أوضح مدير مستشفى الولادة والأطفال في مكة المكرمة الدكتور أنس سدايو، أن المستشفى استقبل طفلاً سعودياً معتدياً عليه ومعنفاً أسرياً، لافتاً إلى أن حالته مستقرة.
وأكد سدايو أن المستشفى لن يسلم الطفل إلا بتوجيه وخطاب رسمي ينص على تسليمه لجهة معينة، وفق الأنظمة واللوائح، التي يتم العمل بها في مثل هذه الحالات.
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
09-06-2017
