إعداد:عبدالمجيد عبدالعزيز- هدى ممدوح- محمد زقدان- محمد العبدالله- ماجد المفرجي- إنفوجراف: نجم متولي
حادثة وقف التاريخ أمامها مشدوهًا، وتحيرت أفئدة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها إزاءها، وتوقفت عقارب الساعة ودقات القلوب فزعة من هول ما تم، إنها حادثة اقتحام مجموعة مسلحة يقودها جندي سابق بالحرس الوطني يدعى "جهيمان العتيبي" ساحات وباحات المسجد الحرام.
فقبل 35 عامًا، وبالتحديد في الساعات الأولى من صباح اليوم الأول من شهر الله المحرم من عام 1400 للهجرة، وفي اللحظة التي بلغت فيها عقارب الساعة الخامسة وعشرين دقيقة، وفي لحظات إيمانية تملأ جموع المصلين الذين تهيأوا لأداء الفجر كانت العقول المريضة والأفئدة الآسنة من الشبان المُغرر بهم تتهيأ لعمل غادر توقف التاريخ أمامه طويلا،إذ تلاعب الشيطان بعقولهم، فدفعهم إلى اقتحام الحرم المكي تحت تهديد السلاح، ليروعوا الآمنين، ويدنسوا أقدس بقاع الأرض، بدعوى مبايعة أحدهم بوصفه "المهدي المنتظر" بين الركن والمقام.
تلك المجموعة التي كان يقودها "جهيمان العتيبي"، ارتكبت داخل الحرم، وخلال 15 يومًا متواصلة، أبشع الجرائم التي لم يخطر على بال أحد أن تقع داخل أروقة بيت الله الحرام، والتي كان أقلها القتل والترويع، وظلت الكعبة المشرفة خلال تلك الفترة العصيبة، أسيرة بين أيديهم، حزينة تبكي حرمة المكان والزمان.
إنها جريمة القرن الهجري، الحادثة التي هزت العالم الإسلامي، وأضحت خطًّا فاصلا في تاريخ مكة المكرمة، جريمة اقتحام الحرم المكي الشريف.
ورغم خطورة الحادثة وأهميتها بالنظر إلى التاريخ الإسلامي؛ فإن كثيرًا من تفاصيلها تغيب عن أبناء الجيل الحالي خاصة، والعديد من المسلمين عامة، في ظل قلة الكتب والدراسات التي تناولتها بالفحص والدرس، كما أن ضعف وسائل الاتصال في تلك الفترة ومحدوديتها، ساهم في نسيان الواقعة، حتى أن بعض المتأخرين يسمونها "الجريمة المنسية".
وتحاول "عاجل" اليوم، وفي ذكرى مرور 35 عامًا على هذه الحادثة النكراء، أن تفتح الملف من جديد، وتسبر أغوار التاريخ، لترسم صورة كاملة لتفاصيل للواقعة، وتقدم للقارئ وثيقة نادرة، قلما يجدها في مكان آخر.
ويتضمن الملف التالي، مجموعة من التقارير الهامة، منها الوصف الكامل للأحداث بالترتيب الزمني، منذ لحظة اقتحام الحرم وحتى تنفيذ القصاص في الجناة، بخلاف حوار نادر مع مساعد رئيس جهاز الاستخبارات حينها الفريق محمد العتيبي، وعدد من الفيديوهات التي رصدت الواقعة وأبقتها في ذاكرة المسلمين، بالإضافة إلى عرض للكتاب القيم "حصار مكة" للكاتب الأوكراني يارسولاف تروفيموف الذي يكشف من خلاله المؤلف عن تفاصيل جديدة لم تُذكر من قبل.