سُبحـانَ اللهِ الّذِي عزَّ فتعالى ، لهُ نزولٌ إلى السّمـاء الدّنيـا .. سُبحانهُ ويتجلّى ؛ يعطِي من سألهُ ، ويمنعُ من تولّى .. يرحمُ من يشـاءُ برحمتهِ
- يقولُ اللهُ تعالى : " فلا تَعلَمُ نفسٌ مَـا أُخفِيَ لهم من قُرّةِ أعيُنٍ جزَاءً بما كانوا يعمَلونَ " قالَ الإمامُ ابنُ قيّم الجوزيّـة : " تأمّـل كيفَ قابلَ ما أخفوهُ منْ قيـامِ الّليلِ بالجزاء الّذي أخفاهُ لهم ، ممّـا لا تعلمهُ الأنفسُ ، وكيفَ قابلَ قلقَهم وخوفَهم واضطرابَهم على مضاجِعِهم ، حينَ يقومونَ إلى صلاةِ الّليل ، بقرّة الأعينِ في الجنّـة " حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح
- قال قاسم الجوعيّ : " أصلُ الدّين الورَعُ ، وأفضلُ العبادةِ مكابدةُ الّليل ، وأفضلُ طريقِ الجنّـة سلامةُ الصّدر " صيد القلم / خالد سيّد عليّ
سكونُ الدّنيـا ، ثمّ سكونُ النّفسِ ، حينمـا يأوي جميعُ النّـاسِ إلى سباتٍ طويلٍ ! وتأتي أنتَ في هدوء هذا الليل ، تناجي ربّـكَ .. فتشكو إليهِ ما يهمّك ويغمّك ، ترجو منهُ ما تريدُ .. وتلجأ إليهِ وإلى لطفهِ وكرمهِ ، حينَ يقولُ : " هل من سائلٍ فأعطيه ؟ ، هل من مستغفرٍ فأغفرَ له ؟ " ، إي نعم ، يا ربّ .. أنا هوَ ! فاغفر لي مغفرةً من عندكَ ، وارزقنِي فضلاً وعطاءً من عندكَ يجعلني في غنىً عن كلّ شيء ، كلّ شيء ! لستُ أريدُ أن أطيلَ ، لكنّي أحملُ في قلبي حادثًا صادقًا ، وذا شجون ! حينما قرأتُ بأنّ قتادة قال : " مَا سهر الّليل منافقٌ ! " .. أحسستُ حينهَـا فعلاً بوخزةٍ في قلبي :""(
وَبتُّ أتسـاءلُ كثيرًا كثيرًا .. لماذا لا نقوم الّليل ؟
وقد أنعمَ الله علينـا بكلّ شيءٍ ، نعم ,, بكلٍّ شيءٍ .. أعطانا " الصحّة " و " القوّة " حينَ فقدهـا غيرنا .. أعضاؤنـا كلّها صحيحة ٌ، وعقولنـا سليمةٌ ! وغيرنـا لديهِ الكثيرُ والكثيرُ من المشـاكل الصحيّـة والعقليّـة التّي تعيقه عن ذلك !
كثيرٌ من وقتنا يمضي ، أعمـارنا تمضي .. أيّـامنا تمضي .. ونحن يومًا مّـا سنمضي أيضًا .. لكنّنـا لا نفكّر أبدًا ؛ لماذا لا نقومُ ذاتَ ليلةٍ ، لنتوضّأ ونصلّي ؟
يسّر لنـا أمورنـا كلّهـا ، فنحنُ حينما نريد أن نتوضّأ بالماء السّـاخنِ في شتاء قارصٍ شديد البرودة ، فإنّنـا نستطيعُ ذلكَ ! وحينَ نريدُ أن نضعَ منبّهًا يوقظنـا لنقومَ الليلَ بالهاتف وغيره ، فإنّنـا نستطيعُ ذلكَ أيضًا ! ، لكنّ غيرنـا لا يملكُ هذه الأشياءِ ! .. لنسأل أنفسنـا إذًا ، " لماذا لا نقومُ الّليلَ ؟ " ..
لن أعدّد فضائلها وعظمَ أجرهـا فأنتمُ بذلك أدرى وأعلمُ ، ولكن .. حسبنـا هنـا قول النبّي صلى الله عليه وسلّم : " أفضلُ الصّـلاة بعدَ الصّـلاةِ المفروضـةِ صلاة الليلِ ! " ..
لنكن ... كمَا قالَ الله تعالى : " تَتَجَافَى جُنُوبهم عَنِ المَـضاجعِ يدعونَ ربّهم خوفًا وطمعًا ومّمـا رزقناهم ينفِقونَ " ولنجعلها البدايةَ .. ولنبدأ من اليومِ فصاعدًا ، كلٌ حسب استطاعته وقدرته .. بنيّـةٍ صادقةٍ مقرونةٍ بالدّعواتِ الخالصَـة .. " يا ربّ ، أعنّـا على قيـام الليلِ .. وقوّنـا على طاعتكَ ! ، "
إن لم تكنِ الليالي كلّهـا ، فعلى الأقلّ ليلةً كلّ أسبوعٍ ، أو ليلةً كلّ شهر .. دعونـا لا ننقطع عنهـا بالكليّـة ،. دعونا لا نتوانى في وصلها فإنها " جنّة " - منقول للفائدة -
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك