عدد الضغطات : 9,164عدد الضغطات : 6,669عدد الضغطات : 6,387عدد الضغطات : 5,599
التميز خلال 24 ساعة
العضو المميز المراقب المميز المشرف المميز الموضوع المميز القسم المميز
قريبا
قريبا
قريبا

بقلم :
المنتدى الاسلامي العام

العودة   منتديات الحقلة > المنتدى الاسلامي > منتدى الحديث والسنة النبوية الشريفة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: ضع بصمتك .. واترك أثراً ..~ (آخر رد :عميد القوم)       :: اللهم ... (آخر رد :السموه)       :: لـ نهتف : (يَآرَبْ )مساحة خاصه لكم لتناجون البارئ بماشئتم (آخر رد :السموه)       :: وقع ولو بكلمه (آخر رد :السموه)       :: ثرثرة الواو (آخر رد :السموه)       :: دعاء اليوم ((متجدد بإذن الله)) (آخر رد :ابو يحيى)       :: تهنئة بحلول عيد الفطر المبارك (آخر رد :ابو يحيى)       :: أبي ... (آخر رد :السموه)       :: لِ .. أَحَدُهُم ‘ ..| (آخر رد :السموه)       :: الوجه الاخر لرجل الأعمال سعد التميمي (آخر رد :محمد الجابر)      


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 03-09-2018   #38401
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ أسبوع واحد (01:21 AM)
 المشاركات : 210,290 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: كل يوم حديث (( الموضوع متجدد ))



حدثنا ‏ ‏قتيبة بن سعيد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏ليث ‏ ‏عن ‏ ‏نافع ‏ ‏عن ‏ ‏ابن عمر ‏ ‏رضي الله عنهما ‏
‏عن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال
‏إنما أجلكم في أجل من خلا من الأمم ما بين صلاة العصر إلى مغرب الشمس وإنما مثلكم ومثل ‏ ‏اليهود ‏ ‏والنصارى ‏ ‏كرجل استعمل عمالا فقال من يعمل لي إلى نصف النهار على ‏ ‏قيراط ‏ ‏قيراط ‏ ‏فعملت ‏ ‏اليهود ‏ ‏إلى نصف النهار على ‏ ‏قيراط ‏ ‏قيراط ‏ ‏ثم قال من يعمل لي من نصف النهار إلى صلاة العصر على ‏ ‏قيراط ‏ ‏قيراط ‏ ‏فعملت ‏ ‏النصارى ‏ ‏من نصف النهار إلى صلاة العصر على ‏ ‏قيراط ‏ ‏قيراط ‏ ‏ثم قال من يعمل لي من صلاة العصر إلى مغرب الشمس على ‏ ‏قيراطين ‏ ‏قيراطين ‏ ‏ألا فأنتم الذين يعملون من صلاة العصر إلى مغرب الشمس على ‏ ‏قيراطين ‏ ‏قيراطين ‏ ‏ألا لكم الأجر مرتين فغضبت ‏ ‏اليهود ‏ ‏والنصارى ‏ ‏فقالوا نحن أكثر عملا وأقل عطاء قال الله هل ظلمتكم من حقكم شيئا قالوا لا قال فإنه فضلي أعطيه من شئت ‏



 

رد مع اقتباس
قديم 03-09-2018   #38402
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ أسبوع واحد (01:21 AM)
 المشاركات : 210,290 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: كل يوم حديث (( الموضوع متجدد ))



بن أبي عمرة ‏ ‏أن ‏ ‏أبا هريرة ‏ ‏حدثه أنه سمع النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ح ‏ ‏و حدثني ‏ ‏محمد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبد الله بن رجاء ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏همام ‏ ‏عن ‏ ‏إسحاق بن عبد الله ‏ ‏قال أخبرني ‏ ‏عبد الرحمن بن أبي عمرة ‏ ‏أن ‏ ‏أبا هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏حدثه أنه ‏
‏سمع رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول ‏ ‏إن ثلاثة في ‏ ‏بني إسرائيل ‏ ‏أبرص وأقرع وأعمى بدا لله عز وجل أن يبتليهم فبعث إليهم ملكا فأتى الأبرص فقال أي شيء أحب إليك قال لون حسن وجلد حسن قد قذرني الناس قال فمسحه فذهب عنه فأعطي لونا حسنا وجلدا حسنا فقال أي المال أحب إليك قال الإبل ‏ ‏أو قال البقر هو شك في ذلك إن الأبرص والأقرع قال أحدهما الإبل وقال الآخر البقر ‏ ‏فأعطي ناقة عشراء فقال يبارك لك فيها وأتى الأقرع فقال أي شيء أحب إليك قال شعر حسن ويذهب عني هذا قد قذرني الناس قال فمسحه فذهب وأعطي شعرا حسنا قال فأي المال أحب إليك قال البقر قال فأعطاه بقرة حاملا وقال يبارك لك فيها وأتى الأعمى فقال أي شيء أحب إليك قال يرد الله إلي بصري فأبصر به الناس قال فمسحه فرد الله إليه بصره قال فأي المال أحب إليك قال الغنم فأعطاه شاة والدا فأنتج هذان وولد هذا فكان لهذا واد من إبل ولهذا واد من بقر ولهذا واد من غنم ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته فقال رجل مسكين تقطعت ‏ ‏بي الحبال في سفري فلا بلاغ اليوم إلا بالله ثم بك أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال بعيرا أتبلغ عليه في سفري فقال له إن الحقوق كثيرة فقال له كأني أعرفك ألم تكن أبرص يقذرك الناس فقيرا فأعطاك الله فقال لقد ورثت لكابر عن كابر فقال إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت وأتى الأقرع في صورته وهيئته فقال له مثل ما قال لهذا فرد عليه مثل ما رد عليه هذا فقال إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت وأتى الأعمى في صورته فقال رجل مسكين وابن سبيل وتقطعت ‏ ‏بي الحبال في سفري فلا بلاغ اليوم إلا بالله ثم بك أسألك بالذي رد عليك بصرك شاة أتبلغ بها في سفري فقال قد كنت أعمى فرد الله بصري وفقيرا فقد أغناني فخذ ما شئت فوالله لا أجهدك اليوم بشيء أخذته لله فقال أمسك مالك فإنما ابتليتم فقد رضي الله عنك وسخط على صاحبيك ‏

فتح الباري بشرح صحيح البخاري

‏قوله : ( حدثنا أحمد بن إسحاق ) ‏
‏هو السرماري بفتح المهملة ويجوز كسرها وبعدها راء ساكنة نسبة إلى سرمارة من قرى بخارى , الزاهد المجاهد وهو من أقران البخاري , مات سنة اثنتين وأربعين ومائتين . ‏

‏قوله في السند الثاني ( وحدثني محمد حدثنا عبد الله بن رجاء ) ‏
‏يقال إن محمدا هذا هو الذهلي , ويقال إنه المصنف نفسه كما قيل في الحديث الذي قبله , ويؤيد ذلك أنه روي عن عبد الله بن رجاء في اللقطة وعدة مواضع بغير واسطة , لكن جزم أبو ذر بأنه عند المصنف عن محمد غير منسوب عن عبد الله بن رجاء وجوز أنه الذهلي وساقه عن الجوزقي عن مكي بن عبدان عن الذهلي بطوله , وكذلك جزم أبو نعيم وساقه من طريق موسى بن العباس عن محمد بن يحيى , وسيأتي في التوحيد حديث آخر أخرجه البخاري بهذين السندين سواء إلى أبي هريرة , وليس في البخاري لإسحاق بن أبي طلحة عن عبد الرحمن بن أبي عمرة سوى هذين الحديثين . ‏

‏قوله : ( عن إسحاق بن عبد الله ) ‏
‏هو ابن أبي طلحة صرح به شيبان في روايته عن همام عند مسلم والإسماعيلي . ‏

‏قوله : ( بدا لله ) ‏
‏بتخفيف الدال المهملة بغير همز أي سبق في علم الله فأراد إظهاره , وليس المراد أنه ظهر له بعد أن كان خافيا لأن ذلك محال في حق الله تعالى , وقد أخرجه مسلم عن شيبان بن فروخ عن همام بهذا الإسناد بلفظ " أراد الله أن يبتليهم " , فلعل التغيير فيه من الرواة , مع أن في الرواية أيضا نظرا ; لأنه لم يزل مريدا والمعنى أظهر الله ذلك فيهم . وقيل : معنى أراد قضى . وقال صاحب " المطالع " ضبطناه على متقني شيوخنا بالهمز أي ابتدأ الله أن يبتليهم , قال : ورواه كثير من الشيوخ بغير همز وهو خطأ انتهى . وسبق إلى التخطئة أيضا الخطابي , وليس كما قال لأنه موجه كما ترى , وأولى ما يحمل عليه أن المراد قضى الله أن يبتليهم , وأما البدء الذي يراد به تغير الأمر عما كان عليه فلا . ‏

‏قوله : ( قذرني الناس ) ‏
‏بفتح القاف والذال المعجمة المكسورة أي اشمأزوا من رؤيتي , وفي رواية حكاها الكرماني " قذروني الناس " وهي على لغة أكلوني البراغيث . ‏

‏قوله : ( فمسحه ) ‏
‏أي مسح على جسمه . ‏

‏قوله : ( فقال وأي المال ) ‏
‏في رواية الكشميهني بحذف الواو . ‏

‏قوله : ( الإبل , أو قال البقر , هو شك في ذلك أن الأبرص والأقرع قال أحدهما الإبل وقال الآخر البقر ) ‏
‏وقع عند مسلم عن شيبان بن فروخ عن همام التصريح بأن الذي شك في ذلك هو إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة راوي الحديث . ‏

‏قوله : ( فأعطي ناقة عشراء ) ‏
‏أي الذي تمنى الإبل , والعشراء بضم العين المهملة وفتح الشين المعجمة مع المد هي الحامل التي أتى عليها في حملها عشرة أشهر من يوم طرقها الفحل , وقيل : يقال لها ذلك إلى أن تلد وبعدما تضع , وهي من أنفس المال . ‏

‏قوله : ( يبارك لك فيها ) ‏
‏كذا وقع " يبارك " بضم أوله . وفي رواية شيبان " بارك الله " بلفظ الفعل الماضي وإبراز الفاعل . ‏

‏قوله : ( فمسحه ) ‏
‏أي مسح على عينيه . ‏

‏قوله : ( شاة والدا ) ‏
‏أي ذات ولد ويقال حامل . ‏

‏قوله : ( فأنتج هذان ) ‏
‏أي صاحب الإبل والبقر ‏
‏( وولد هذا ) ‏
‏أي صاحب الشاة , وهو بتشديد اللام , وأنتج في مثل هذا شاذ والمشهور في اللغة نتجت الناقة بضم النون ونتج الرجل الناقة أي حمل عليها الفحل , وقد سمع أنتجت الفرس إذا ولدت فهي نتوج . ‏

‏قوله : ( ثم إنه أتى الأبرص في صورته ) ‏
‏أي في الصورة التي كان عليها لما اجتمع به وهو أبرص ليكون ذلك أبلغ في إقامة الحجة عليه . ‏

‏قوله : ( رجل مسكين ) ‏
‏زاد شيبان وابن سبيل ‏
‏( تقطعت به الحبال في سفره ) ‏
‏في رواية الكشميهني " بي الحبال في سفري " والحبال بكسر المهملة بعدها موحدة خفيفة جمع حبل أي الأسباب التي يقطعها في طلب الرزق , وقيل العقبات , وقيل الحبل هو المستطيل من الرمل . ولبعض رواة مسلم " الحيال " بالمهملة والتحتانية جمع حيلة , أي لم يبق لي حيلة , ولبعض رواة البخاري " الجبال " بالجيم والموحدة وهو تصحيف . قال ابن التين قول الملك له " رجل مسكين إلخ " أراد أنك كنت هكذا , وهو من المعاريض والمراد به ضرب المثل ليتيقظ المخاطب . ‏

‏قوله : ( أتبلغ عليه ) ‏
‏في رواية الكشميهني " أتبلغ به " وأتبلغ بالغين المعجمة من البلغة وهي الكفاية والمعنى أتوصل به إلى مرادي . ‏

‏قوله : ( لقد ورثت لكابر عن كابر ) ‏
‏في رواية الكشميهني " كابرا عن كابر " وفي رواية شيبان " إنما ورثت هذا المال كابرا عن كابر " أي كبير عن كبير في العز والشرف . ‏

‏قوله : ( فقال إن كنت كاذبا فصيرك الله ) ‏
‏أورده بلفظ الفعل الماضي لأنه أراد المبالغة في الدعاء عليه . ‏

‏قوله : ( فخذ ما شئت ) ‏
‏زاد شيبان " ودع ما شئت " . ‏

‏قوله : ( لا أجهدك اليوم بشيء أخذته لله ) ‏
‏كذا في البخاري بالمهملة والميم , كذا قال عياض إن رواة البخاري لم تختلف في ذلك , وليس كما قال , والمعنى لا أحمدك على ترك شيء تحتاج إليه من مالي , كما قال الشاعر ‏ ‏وليس على طول الحياة تندم ‏ ‏أي فوت طول الحياة , وفي رواية كريمة وأكثر روايات مسلم " لا أجهدك " بالجيم والهاء أي لا أشق عليك في رد شيء تطلبه مني أو تأخذه , قال عياض : لم يتضح هذا المعنى لبعض الناس فقال لعله " لا أحدك " بمهملة وتشديد الدال بغير ميم أي لا أمنعك , قال : وهذا تكلف انتهى . ويحتمل أن يكون قوله : " أحمدك " بتشديد الميم أي لا أطلب منك الحمد , من قولهم فلان يتحمد على فلان أي يمتن عليه , أي لا أمتن عليك . ‏

‏قوله : ( فإنما ابتليتم ) ‏
‏أي امتحنتم . ‏

‏قوله : ( فقد رضي عنك ) ‏
‏بضم أوله على البناء للمجهول في رضي وسخط , قال الكرماني ما محصله : كان مزاج الأعمى أصح من مزاج رفيقيه , لأن البرص مرض يحصل من فساد المزاج وخلل الطبيعة وكذلك القرع , بخلاف العمى فإنه لا يستلزم ذلك بل قد يكون من أمر خارج فلهذا حسنت طباع الأعمى وساءت طباع الآخرين . وفي الحديث جواز ذكر ما اتفق لمن مضى ليتعظ به من سمعه ولا يكون ذلك غيبة فيهم , ولعل هذا هو السر في ترك تسميتهم , ولم يفصح بما اتفق لهم بعد ذلك , والذي يظهر أن الأمر فيهم وقع كما قال الملك . وفيه التحذير من كفران النعم والترغيب في شكرها والاعتراف بها وحمد الله عليها , وفيه فضل الصدقة والحث على الرفق بالضعفاء وإكرامهم وتبليغهم مآربهم , وفيه الزجر عن البخل , لأنه حمل صاحبه على الكذب , وعلى جحد نعمة الله تعالى .



 

رد مع اقتباس
قديم 03-09-2018   #38403
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ أسبوع واحد (01:21 AM)
 المشاركات : 210,290 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: كل يوم حديث (( الموضوع متجدد ))



بن أبي عمرة ‏ ‏أن ‏ ‏أبا هريرة ‏ ‏حدثه أنه سمع النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ح ‏ ‏و حدثني ‏ ‏محمد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبد الله بن رجاء ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏همام ‏ ‏عن ‏ ‏إسحاق بن عبد الله ‏ ‏قال أخبرني ‏ ‏عبد الرحمن بن أبي عمرة ‏ ‏أن ‏ ‏أبا هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏حدثه أنه ‏
‏سمع رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول ‏ ‏إن ثلاثة في ‏ ‏بني إسرائيل ‏ ‏أبرص وأقرع وأعمى بدا لله عز وجل أن يبتليهم فبعث إليهم ملكا فأتى الأبرص فقال أي شيء أحب إليك قال لون حسن وجلد حسن قد قذرني الناس قال فمسحه فذهب عنه فأعطي لونا حسنا وجلدا حسنا فقال أي المال أحب إليك قال الإبل ‏ ‏أو قال البقر هو شك في ذلك إن الأبرص والأقرع قال أحدهما الإبل وقال الآخر البقر ‏ ‏فأعطي ناقة عشراء فقال يبارك لك فيها وأتى الأقرع فقال أي شيء أحب إليك قال شعر حسن ويذهب عني هذا قد قذرني الناس قال فمسحه فذهب وأعطي شعرا حسنا قال فأي المال أحب إليك قال البقر قال فأعطاه بقرة حاملا وقال يبارك لك فيها وأتى الأعمى فقال أي شيء أحب إليك قال يرد الله إلي بصري فأبصر به الناس قال فمسحه فرد الله إليه بصره قال فأي المال أحب إليك قال الغنم فأعطاه شاة والدا فأنتج هذان وولد هذا فكان لهذا واد من إبل ولهذا واد من بقر ولهذا واد من غنم ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته فقال رجل مسكين تقطعت ‏ ‏بي الحبال في سفري فلا بلاغ اليوم إلا بالله ثم بك أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال بعيرا أتبلغ عليه في سفري فقال له إن الحقوق كثيرة فقال له كأني أعرفك ألم تكن أبرص يقذرك الناس فقيرا فأعطاك الله فقال لقد ورثت لكابر عن كابر فقال إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت وأتى الأقرع في صورته وهيئته فقال له مثل ما قال لهذا فرد عليه مثل ما رد عليه هذا فقال إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت وأتى الأعمى في صورته فقال رجل مسكين وابن سبيل وتقطعت ‏ ‏بي الحبال في سفري فلا بلاغ اليوم إلا بالله ثم بك أسألك بالذي رد عليك بصرك شاة أتبلغ بها في سفري فقال قد كنت أعمى فرد الله بصري وفقيرا فقد أغناني فخذ ما شئت فوالله لا أجهدك اليوم بشيء أخذته لله فقال أمسك مالك فإنما ابتليتم فقد رضي الله عنك وسخط على صاحبيك ‏

فتح الباري بشرح صحيح البخاري

‏قوله : ( حدثنا أحمد بن إسحاق ) ‏
‏هو السرماري بفتح المهملة ويجوز كسرها وبعدها راء ساكنة نسبة إلى سرمارة من قرى بخارى , الزاهد المجاهد وهو من أقران البخاري , مات سنة اثنتين وأربعين ومائتين . ‏

‏قوله في السند الثاني ( وحدثني محمد حدثنا عبد الله بن رجاء ) ‏
‏يقال إن محمدا هذا هو الذهلي , ويقال إنه المصنف نفسه كما قيل في الحديث الذي قبله , ويؤيد ذلك أنه روي عن عبد الله بن رجاء في اللقطة وعدة مواضع بغير واسطة , لكن جزم أبو ذر بأنه عند المصنف عن محمد غير منسوب عن عبد الله بن رجاء وجوز أنه الذهلي وساقه عن الجوزقي عن مكي بن عبدان عن الذهلي بطوله , وكذلك جزم أبو نعيم وساقه من طريق موسى بن العباس عن محمد بن يحيى , وسيأتي في التوحيد حديث آخر أخرجه البخاري بهذين السندين سواء إلى أبي هريرة , وليس في البخاري لإسحاق بن أبي طلحة عن عبد الرحمن بن أبي عمرة سوى هذين الحديثين . ‏

‏قوله : ( عن إسحاق بن عبد الله ) ‏
‏هو ابن أبي طلحة صرح به شيبان في روايته عن همام عند مسلم والإسماعيلي . ‏

‏قوله : ( بدا لله ) ‏
‏بتخفيف الدال المهملة بغير همز أي سبق في علم الله فأراد إظهاره , وليس المراد أنه ظهر له بعد أن كان خافيا لأن ذلك محال في حق الله تعالى , وقد أخرجه مسلم عن شيبان بن فروخ عن همام بهذا الإسناد بلفظ " أراد الله أن يبتليهم " , فلعل التغيير فيه من الرواة , مع أن في الرواية أيضا نظرا ; لأنه لم يزل مريدا والمعنى أظهر الله ذلك فيهم . وقيل : معنى أراد قضى . وقال صاحب " المطالع " ضبطناه على متقني شيوخنا بالهمز أي ابتدأ الله أن يبتليهم , قال : ورواه كثير من الشيوخ بغير همز وهو خطأ انتهى . وسبق إلى التخطئة أيضا الخطابي , وليس كما قال لأنه موجه كما ترى , وأولى ما يحمل عليه أن المراد قضى الله أن يبتليهم , وأما البدء الذي يراد به تغير الأمر عما كان عليه فلا . ‏

‏قوله : ( قذرني الناس ) ‏
‏بفتح القاف والذال المعجمة المكسورة أي اشمأزوا من رؤيتي , وفي رواية حكاها الكرماني " قذروني الناس " وهي على لغة أكلوني البراغيث . ‏

‏قوله : ( فمسحه ) ‏
‏أي مسح على جسمه . ‏

‏قوله : ( فقال وأي المال ) ‏
‏في رواية الكشميهني بحذف الواو . ‏

‏قوله : ( الإبل , أو قال البقر , هو شك في ذلك أن الأبرص والأقرع قال أحدهما الإبل وقال الآخر البقر ) ‏
‏وقع عند مسلم عن شيبان بن فروخ عن همام التصريح بأن الذي شك في ذلك هو إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة راوي الحديث . ‏

‏قوله : ( فأعطي ناقة عشراء ) ‏
‏أي الذي تمنى الإبل , والعشراء بضم العين المهملة وفتح الشين المعجمة مع المد هي الحامل التي أتى عليها في حملها عشرة أشهر من يوم طرقها الفحل , وقيل : يقال لها ذلك إلى أن تلد وبعدما تضع , وهي من أنفس المال . ‏

‏قوله : ( يبارك لك فيها ) ‏
‏كذا وقع " يبارك " بضم أوله . وفي رواية شيبان " بارك الله " بلفظ الفعل الماضي وإبراز الفاعل . ‏

‏قوله : ( فمسحه ) ‏
‏أي مسح على عينيه . ‏

‏قوله : ( شاة والدا ) ‏
‏أي ذات ولد ويقال حامل . ‏

‏قوله : ( فأنتج هذان ) ‏
‏أي صاحب الإبل والبقر ‏
‏( وولد هذا ) ‏
‏أي صاحب الشاة , وهو بتشديد اللام , وأنتج في مثل هذا شاذ والمشهور في اللغة نتجت الناقة بضم النون ونتج الرجل الناقة أي حمل عليها الفحل , وقد سمع أنتجت الفرس إذا ولدت فهي نتوج . ‏

‏قوله : ( ثم إنه أتى الأبرص في صورته ) ‏
‏أي في الصورة التي كان عليها لما اجتمع به وهو أبرص ليكون ذلك أبلغ في إقامة الحجة عليه . ‏

‏قوله : ( رجل مسكين ) ‏
‏زاد شيبان وابن سبيل ‏
‏( تقطعت به الحبال في سفره ) ‏
‏في رواية الكشميهني " بي الحبال في سفري " والحبال بكسر المهملة بعدها موحدة خفيفة جمع حبل أي الأسباب التي يقطعها في طلب الرزق , وقيل العقبات , وقيل الحبل هو المستطيل من الرمل . ولبعض رواة مسلم " الحيال " بالمهملة والتحتانية جمع حيلة , أي لم يبق لي حيلة , ولبعض رواة البخاري " الجبال " بالجيم والموحدة وهو تصحيف . قال ابن التين قول الملك له " رجل مسكين إلخ " أراد أنك كنت هكذا , وهو من المعاريض والمراد به ضرب المثل ليتيقظ المخاطب . ‏

‏قوله : ( أتبلغ عليه ) ‏
‏في رواية الكشميهني " أتبلغ به " وأتبلغ بالغين المعجمة من البلغة وهي الكفاية والمعنى أتوصل به إلى مرادي . ‏

‏قوله : ( لقد ورثت لكابر عن كابر ) ‏
‏في رواية الكشميهني " كابرا عن كابر " وفي رواية شيبان " إنما ورثت هذا المال كابرا عن كابر " أي كبير عن كبير في العز والشرف . ‏

‏قوله : ( فقال إن كنت كاذبا فصيرك الله ) ‏
‏أورده بلفظ الفعل الماضي لأنه أراد المبالغة في الدعاء عليه . ‏

‏قوله : ( فخذ ما شئت ) ‏
‏زاد شيبان " ودع ما شئت " . ‏

‏قوله : ( لا أجهدك اليوم بشيء أخذته لله ) ‏
‏كذا في البخاري بالمهملة والميم , كذا قال عياض إن رواة البخاري لم تختلف في ذلك , وليس كما قال , والمعنى لا أحمدك على ترك شيء تحتاج إليه من مالي , كما قال الشاعر ‏ ‏وليس على طول الحياة تندم ‏ ‏أي فوت طول الحياة , وفي رواية كريمة وأكثر روايات مسلم " لا أجهدك " بالجيم والهاء أي لا أشق عليك في رد شيء تطلبه مني أو تأخذه , قال عياض : لم يتضح هذا المعنى لبعض الناس فقال لعله " لا أحدك " بمهملة وتشديد الدال بغير ميم أي لا أمنعك , قال : وهذا تكلف انتهى . ويحتمل أن يكون قوله : " أحمدك " بتشديد الميم أي لا أطلب منك الحمد , من قولهم فلان يتحمد على فلان أي يمتن عليه , أي لا أمتن عليك . ‏

‏قوله : ( فإنما ابتليتم ) ‏
‏أي امتحنتم . ‏

‏قوله : ( فقد رضي عنك ) ‏
‏بضم أوله على البناء للمجهول في رضي وسخط , قال الكرماني ما محصله : كان مزاج الأعمى أصح من مزاج رفيقيه , لأن البرص مرض يحصل من فساد المزاج وخلل الطبيعة وكذلك القرع , بخلاف العمى فإنه لا يستلزم ذلك بل قد يكون من أمر خارج فلهذا حسنت طباع الأعمى وساءت طباع الآخرين . وفي الحديث جواز ذكر ما اتفق لمن مضى ليتعظ به من سمعه ولا يكون ذلك غيبة فيهم , ولعل هذا هو السر في ترك تسميتهم , ولم يفصح بما اتفق لهم بعد ذلك , والذي يظهر أن الأمر فيهم وقع كما قال الملك . وفيه التحذير من كفران النعم والترغيب في شكرها والاعتراف بها وحمد الله عليها , وفيه فضل الصدقة والحث على الرفق بالضعفاء وإكرامهم وتبليغهم مآربهم , وفيه الزجر عن البخل , لأنه حمل صاحبه على الكذب , وعلى جحد نعمة الله تعالى .



 

رد مع اقتباس
قديم 03-09-2018   #38404
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ أسبوع واحد (01:21 AM)
 المشاركات : 210,290 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: كل يوم حديث (( الموضوع متجدد ))



حدثنا ‏ ‏إسماعيل بن خليل ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏علي بن مسهر ‏ ‏عن ‏ ‏عبيد الله بن عمر ‏ ‏عن ‏ ‏نافع ‏ ‏عن ‏ ‏ابن عمر ‏ ‏رضي الله عنهما ‏

‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏بينما ثلاثة نفر ممن كان قبلكم يمشون إذ أصابهم مطر ‏ ‏فأووا ‏ ‏إلى غار فانطبق عليهم فقال بعضهم لبعض إنه والله يا هؤلاء لا ينجيكم إلا الصدق فليدع كل رجل منكم بما يعلم أنه قد صدق فيه فقال واحد منهم اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي أجير عمل لي على فرق من أرز فذهب وتركه وأني عمدت إلى ذلك الفرق فزرعته فصار من أمره أني اشتريت منه بقرا وأنه أتاني يطلب أجره فقلت له اعمد إلى تلك البقر فسقها فقال لي إنما لي عندك فرق من أرز فقلت له اعمد إلى تلك البقر فإنها من ذلك ‏ ‏الفرق ‏ ‏فساقها فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك ففرج عنا فانساحت عنهم الصخرة فقال الآخر اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي أبوان شيخان كبيران فكنت آتيهما كل ليلة بلبن غنم لي فأبطأت عليهما ليلة فجئت وقد رقدا وأهلي وعيالي ‏ ‏يتضاغون ‏ ‏من الجوع فكنت لا أسقيهم حتى يشرب أبواي فكرهت أن أوقظهما وكرهت أن أدعهما فيستكنا لشربتهما فلم أزل أنتظر حتى طلع الفجر فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك ففرج عنا فانساحت عنهم الصخرة حتى نظروا إلى السماء فقال الآخر اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي ابنة عم من أحب الناس إلي وأني راودتها عن نفسها فأبت إلا أن آتيها بمائة دينار فطلبتها حتى قدرت فأتيتها بها فدفعتها إليها فأمكنتني من نفسها فلما قعدت بين رجليها فقالت اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه فقمت وتركت المائة دينار فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك ففرج عنا ففرج الله عنهم فخرجوا


فتح الباري بشرح صحيح البخاري

‏قوله : ( بينما ثلاثة نفر ممن كان قبلكم ) ‏
‏لم أقف على اسم واحد منهم , وفي حديث عقبة بن عامر عند الطبراني في الدعاء أن ثلاثة نفر من بني إسرائيل . ‏

‏قوله : ( يمشون ) ‏
‏في حديث عقبة وكذا في حديث أبي هريرة عند ابن حبان والبزار أنهم خرجوا يرتادون لأهليهم . ‏

‏قوله : ( فأووا إلى غار ) ‏
‏يجوز قصر ألف " أووا " ومدها . وفي حديث أنس عند أحمد وأبي يعلى والبزار والطبراني " فدخلوا غارا فسقط عليهم حجر متجاف حتى ما يرون منه حصاصة " وفي رواية سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه " حتى أووا المبيت إلى غار " كذا للمصنف , ولمسلم من هذا الوجه " حتى أواهم المبيت " وهو أشهر في الاستعمال , والمبيت في هذه الرواية منصوب على المفعولية , وتوجيهه أن دخول الغار من فعلهم فحسن أن ينسب الإيواء إليهم . ‏

‏قوله : ( فانطبق عليهم ) ‏
‏أي باب الغار , وفي رواية موسى بن عقبة عن نافع في المزارعة فانحطت على فم غارهم صخرة من الجبل فانطبقت عليهم ويأتي في الأدب بلفظ " فانطبقت عليهم " وفيه حذف المفعول والتقدير نفسها أو المنفذ , ويؤيده أن في رواية سالم " فدخلوه فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار , زاد الطبراني في حديث النعمان بن بشير من وجه آخر " إذ وقع حجر من الجبل مما يهبط من خشية الله حتى سد فم الغار " . ‏

‏قوله : ( فليدع كل رجل منكم بما يعلم أنه قد صدق فيه ) ‏
‏في رواية موسى بن عقبة المذكورة " انظروا أعمالا عملتموها صالحة لله " ومثله لمسلم , وفي رواية الكشميهني " خالصة ادعوا الله بها " ومن طريقه في البيوع " ادعوا الله بأفضل عمل عملتموه " وفي رواية سالم " إنه لا ينجيكم إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم " وفي حديث أبي هريرة وأنس جميعا " فقال بعضهم لبعض عفا الأثر ووقع الحجر ولا يعلم بمكانكم إلا الله , ادعوا الله بأوثق أعمالكم " وفي حديث علي عند البزار " تفكروا في أحسن أعمالكم فادعوا الله بها لعل الله يفرج عنكم " . وفي حديث النعمان بن بشير " إنكم لن تجدوا شيئا خيرا من أن يدعو كل امرئ منكم بخير عمل عمله قط " . ‏

‏قوله : ( فقال : اللهم إن كنت تعلم ) ‏
‏كذا لأبي ذر والنسفي وأبي الوقت لم يذكر القائل , وللباقين " فقال واحد منهم " . ‏

‏قوله : ( اللهم إن كنت تعلم ) ‏
‏فيه إشكال لأن المؤمن يعلم قطعا أن الله يعلم ذلك , وأجيب بأنه تردد في عمله ذلك هل له اعتبار عند الله أم لا , وكأنه قال : إن كان عملي ذلك مقبولا فأجب دعائي , وبهذا التقرير يظهر أن قوله " اللهم " على بابها في النداء , وقد تردد بمعنى تحقق الجواب كمن سأل آخر عن شيء كأن يقول رأيت زيدا فيقول اللهم نعم , وقد ترد أيضا لندرة المستثنى كأن يقول شيئا ثم يستثني منه فيقول اللهم إلا إن كان كذا . ‏

‏قوله : ( على فرق ) ‏
‏بفتح الفاء والراء بعدها قاف وقد تسكن الراء . وهو مكيال يسع ثلاثة آصع ‏

‏قوله : ( من أرز ) ‏
‏فيه ست لغات فتح الألف وضمها مع ضم الراء وبضم الألف مع سكون الراء وتشديد الزاي وتخفيفها , وقد تقدم في المزارعة أنه فرق ذرة , وتقدم هناك بيان الجمع بين الروايتين , ويحتمل أنه استأجر أكثر من واحد , وكان بعضهم بفرق ذرة وبعضهم بفرق أرز . ويؤيد ذلك أنه وقع في رواية سالم " استأجرت أجراء فأعطيتهم أجرهم غير رجل واحد ترك الذي له وذهب " وفي حديث النعمان بن بشير نحوه كما سأذكره , ووقع في حديث عبد الله بن أبي أوفى عند الطبراني في الدعاء " استأجرت قوما كل واحد منهم بنصف درهم , فلما فرغوا أعطيتهم أجورهم , فقال أحدهم : والله لقد عملت عمل اثنين , والله لا آخذ إلا درهما , فذهب وتركه , فبذرت من ذلك النصف درهم إلخ " ويجمع بينهما بأن الفرق المذكور كانت قيمته نصف درهم إذ ذاك . ‏

‏قوله : ( فذهب وتركه ) ‏
‏في رواية موسى بن عقبة " فأعطيته فأبى ذاك أن يأخذ " وفي روايته في المزارعة " فلما قضى عمله قال : أعطني حقي , فعرضت عليه حقه فرغب عنه " وفي حديث أبي هريرة " فعمل لي نصف النهار فأعطيته أجرا فسخطه ولم يأخذه " ووقع في حديث النعمان بن بشير بيان السبب في ترك الرجل أجرته ولفظه " كان لي أجراء يعملون فجاءني عمال فاستأجرت كل رجل منهم بأجر معلوم , فجاء رجل ذات يوم نصف النهار فاستأجرته بشرط أصحابه فعمل في نصف نهاره كما عمل رجل منهم في نهاره كله فرأيت علي في الذمام أن لا أنقصه مما استأجرت به أصحابه لما جهد في عمله , فقال رجل منهم تعطي هذا مثل ما أعطيتني ؟ فقلت يا عبد الله لم أبخسك شيئا من شرطك , وإنما هو مالي أحكم فيه بما شئت , قال فغضب وذهب وترك أجره " وأما ما وقع في حديث أنس " فأتاني يطلب أجره وأنا غضبان فزبرته فانطلق وترك أجره " فلا ينافي ذلك , وطريق الجمع أن الأجير لما حسد الذي عمل نصف النهار وعاتب المستأجر غضب منه وقال له : لم أبخسك شيئا إلخ وزبره فغضب الأجير وذهب , ووقع في حديث علي " وترك واحد منهم أجره وزعم أن أجره أكثر من أجور أصحابه " . ‏

‏قوله : ( وإني عمدت إلى ذلك الفرق فزرعته فصار من أمره أني اشتريت ) ‏
‏وفي رواية الكشميهني " أن اشتريت " ‏
‏( منه بقرا وأنه أتاني يطلب أجره فقلت له اعمد إلى تلك البقر فسقها ) ‏
‏وفي رواية موسى بن عقبة " فزرعته حتى اشتريت منه بقرا وراعيها " وفيه فقال : " أتستهزئ بي ؟ فقلت : لا " وفي رواية أبي ضمرة " فأخذها " وفي رواية سالم " فثمرت أجره حتى كثرت منه الأموال " وفيه " فقلت له كل ما ترى من الإبل والبقر والغنم والرقيق من أجرك " وفي رواية الكشميهني " من أجلك " وفيه " فاستاقه فلم يترك منه شيئا " ودلت هذه الرواية على أن قوله في رواية نافع " اشتريت بقرا " أنه لم يرد أنه لم يشتر غيرها وإنما كان الأكثر الأغلب البقر فلذلك اقتصر عليها , وفي حديث أنس وأبي هريرة جميعا " فجمعته وثمرته حتى كان منه كل المال " وقال فيه : " فأعطيته ذلك كله , ولو شئت لم أعطه إلا الأجر الأول " ووقع في حديث عبد الله بن أبي أوفى أنه دفع إليه عشرة آلاف درهم , وهو محمول على أنها كانت قيمة الأشياء المذكورة , وفي حديث النعمان بن بشير " فبذرته على حدة فأضعف , ثم بذرته فأضعف , حتى كثر الطعام " وفيه : " فقال أتظلمني وتسخر بي " وفي رواية له " ثم مرت بي بقر فاشتريت منها فصيلة فبلغت ما شاء الله " والجمع بينهما ممكن بأن يكون زرع أولا ثم اشترى من بعضه بقرة ثم نتجت . ‏

‏قوله : ( فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك ) ‏
‏وفي رواية موسى بن عقبة : " ابتغاء وجهك " وكذا في رواية سالم , والجمع بينهما ممكن , وقد وقع في حديث علي عند الطبراني " من مخافتك وابتغاء مرضاتك " وفي حديث النعمان " رجاء رحمتك ومخافة عذابك " . ‏

‏قوله : ( ففرج عنا ) ‏
‏في رواية موسى بن عقبة " فافرج " بوصل وضم الراء من الثلاثي , وضبطه بعضهم بهمزة وكسر الراء من الرباعي وزاد في روايته " فأفرج عنا فرجة نرى منها السماء " وفيه تقييد لإطلاق قوله في رواية سالم " ففرج عنا ما نحن فيه " وقوله : " قال ففرج عنهم " وفي رواية أبي ضمرة " ففرج الله فرأوا السماء " ولمسلم من هذا الوجه " ففرج الله منها فرجة فرأوا منها السماء " . ‏

‏قوله : ( فانساخت عنهم الصخرة ) ‏
‏أي انشقت , وأنكره الخطابي لأن معنى انساخ بالمعجمة غاب في الأرض , ويقال انصاخ بالصاد المهملة بدل السين أي انشق من قبل نفسه , قال : والصواب انساحت بالحاء المهملة أي اتسعت ومنه ساحة الدار , قال وانصاح بالصاد المهملة بدل السين أي تصدع , يقال ذلك للبرق . قلت : الرواية بالخاء المعجمة صحيحة وهي بمعنى انشقت , وإن كان أصله بالصاد فالصاد قد تقلب سينا ولا سيما مع الخاء المعجمة كالصخر والسخر . ووقع في حديث سالم " فانفرجت شيئا لا يستطيعون الخروج " وفي حديث النعمان بن بشير " فانصدع الجبل حتى رأوا الضوء " وفي حديث علي " فانصدع الجبل حتى طمعوا في الخروج ولم يستطيعوا " وفي حديث أبي هريرة وأنس فزال ثلث الحجر . ‏

‏قوله : ( فقال الآخر : اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي ) ‏
‏كذا للأكثر , ولأبي ذر بحذف " أنه " . ‏

‏قوله : ( أبوان ) ‏
‏هو من التغليب والمراد الأب والأم , وصرح بذلك في حديث ابن أبي أوفى . ‏

‏قوله : ( شيخان كبيران ) ‏
‏زاد في رواية أبي ضمرة عن موسى " ولي صبية صغار فكنت أرعى عليهم " وفي حديث علي " أبوان ضعيفان فقيران ليس لهما خادم ولا راع ولا ولي غيري فكنت أرعى لهما بالنهار وآوي إليهما بالليل " . ‏

‏قوله : ( فأبطأت عنهما ليلة ) ‏
‏وفي رواية سالم " فنأى بي طلب شيء يوما فلم أرح عليهما حتى ناما " وقد تقدم شرح قوله : " نأى " و " الشيء " لم يفسر ما هو في هذه الرواية , وقد بين في رواية مسلم من طريق أبي ضمرة ولفظه " وإني نأى بي ذات يوم الشجر " والمراد أنه استطرد مع غنمه في الرعي إلى أن بعد عن مكانه زيادة على العادة فلذلك أبطأ , وفي حديث علي " فإن الكلأ تنادى علي " أي تباعد , والكلأ المرعى . ‏

‏قوله : ( وأهلي وعيالي ) ‏
‏قال الداودي : يريد بذلك الزوجة والأولاد والرقيق والدواب , وتعقبه ابن التين بأن الدواب لا معنى لها هنا . قلت : إنما قال الداودي ذلك في رواية سالم " وكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالا " وهو متجه فإنه إذا كان لا يقدم عليهما أولاده فكذلك لا يقدم عليهما دوابه من باب الأولى . ‏

‏قوله : ( يتضاغون ) ‏
‏بالمعجمتين والضغاء بالمد الصياح ببكاء , وقوله : " من الجوع " أي بسبب الجوع , وفيه رد على من قال لعل الصياح كان بسبب غير الجوع , وفي رواية موسى بن عقبة " والصبية يتضاغون " . ‏

‏قوله : ( وكنت لا أسقيهم حتى يشرب أبواي , فكرهت أن أوقظهما , وكرهت أن أدعهما فيستكنا لشربتهما ) ‏
‏أما كراهته لإيقاظهما فظاهر لأن الإنسان يكره أن يوقظ من نومه , ووقع في حديث علي " ثم جلست عند رءوسهما بإنائي كراهية أن أزرقهما أو أوذيهما " وفي حديث أنس " كراهية أن أرد وسنهما " وفي حديث ابن أبي أوفى " وكرهت أن أوقظهما من نومهما فيشق ذلك عليهما " وأما كراهته أن يدعهما فقد فسره بقوله : " فيستكنا لشربتهما " أي يضعفا لأنه عشاؤهما وترك العشاء يهرم , وقوله : " يستكنا " من الاستكانة , وقوله : " لشربتهما " أي لعدم شربتهما فيصيران ضعيفين مسكينين والمسكين الذي لا شيء له . ‏

‏قوله : ( من أحب الناس إلي ) ‏
‏هو مقيد لإطلاق رواية سالم حيث قال فيها : " كانت أحب الناس إلي " وفي رواية موسى بن عقبة كأشد ما يحب الرجل النساء , والكاف زائدة , أو أراد تشبيه محبته بأشد المحبات . ‏

‏قوله : ( راودتها عن نفسها ) ‏
‏أي بسبب نفسها أو من جهة نفسها , وفي رواية سالم " فأردتها على نفسها " أي ليستعلي عليها . ‏

‏قوله : ( فأبت ) ‏
‏في رواية موسى بن عقبة " فقالت لا ينال ذلك منها حتى " . ‏

‏قوله : ( إلا أن آتيها بمائة دينار ) ‏
‏وفي رواية سالم " فأعطيتها عشرين ومائة دينار " ويحمل على أنها طلبت منه المائة فزادها هو من قبل نفسه عشرين , أو ألغى غير سالم الكسر , ووقع في حديث النعمان وعقبة بن عامر " مائة دينار " وأبهم ذلك في حديث علي وأنس وأبي هريرة , وقال في حديث ابن أبي أوفى " مالا ضخما " . ‏

‏قوله : ( فلما قعدت بين رجليها ) ‏
‏في رواية سالم " حتى إذا قدرت عليها " زاد في حديث ابن أبي أوفى " وجلست منها مجلس الرجل من المرأة " وفي حديث النعمان بن بشير " فلما كشفتها " وبين في رواية سالم سبب إجابتها بعد امتناعها فقال : " فامتنعت مني حتى ألمت بها سنة - أي سنة قحط - فجاءتني فأعطيتها " ويجمع بينه وبين رواية نافع بأنها امتنعت أولا عفة ودافعت بطلب المال فلما احتاجت أجابت . ‏

‏قوله : ( ولا تفض ) ‏
‏بالفاء والمعجمة أي لا تكسر , والخاتم كناية عن عذرتها , وكأنها كانت بكرا وكنت عن الإفضاء بالكسر , وعن الفرج بالخاتم لأن في حديث النعمان ما يدل على أنها لم تكن بكرا , ووقع في رواية أبي ضمرة " ولا تفتح الخاتم " والألف واللام بدل من الضمير أي خاتمي , ووقع كذلك في حديث أبي العالية عن أبي هريرة عند الطبراني في الدعاء بلفظ " إنه لا يحل لك أن تفض خاتمي إلا بحقه " وقولها " بحقه " أرادت به الحلال , أي لا أحل لك أن تقربني إلا بتزويج صحيح , ووقع في حديث علي " فقالت أذكرك الله أن تركب مني ما حرم الله عليك قال : فقلت أنا أحق أن أخاف ربي " وفي حديث النعمان بن بشير فلما أمكنتني من نفسها بكت , فقلت ما يبكيك ؟ قالت : فعلت هذا من الحاجة , فقلت انطلقي " وفي رواية أخرى عن النعمان أنها ترددت إليه ثلاث مرات تطلب منه شيئا من معروفه ويأبى عليها إلا أن تمكنه من نفسها , فأجابت في الثالثة بعد أن استأذنت زوجها فأذن لها وقال لها أغني عيالك , قال : فرجعت فناشدتني بالله فأبيت عليها , فأسلمت إلي نفسها , فلما كشفتها ارتعدت من تحتي , فقلت ما لك ؟ قالت أخاف الله رب العالمين , فقلت خفتيه في الشدة ولم أخفه في الرخاء فتركتها , وفي حديث ابن أبي أوفى " فلما جلست منها مجلس الرجل من المرأة ذكرت النار فقمت عنها " والجمع بين هذه الروايات ممكن , والحديث يفسر بعضه بعضا . وفي هذا الحديث استحباب الدعاء في الكرب , والتقرب إلى الله تعالى بذكر صالح العمل , واستنجاز وعده بسؤاله . واستنبط منه بعض الفقهاء استحباب ذكر ذلك في الاستسقاء , واستشكله المحب الطبري لما فيه من رؤية العمل , والاحتقار عند السؤال في الاستسقاء أولى لأنه مقام التضرع , وأجاب عن قصة أصحاب الغار بأنهم لم يستشفعوا بأعمالهم وإنما سألوا الله إن كانت أعمالهم خالصة وقبلت أن يجعل جزاءها الفرج عنهم , فتضمن جوابه تسليم السؤال لكن بهذا القيد وهو حسن , وقد تعرض النووي لهذا فقال في كتاب الأذكار " باب دعاء الإنسان وتوسله بصالح عمله إلى الله " وذكر هذا الحديث , ونقل عن القاضي حسين وغيره استحباب ذلك في الاستسقاء ثم قال : وقد يقال إن فيه نوعا من ترك الافتقار المطلق , ولكن النبي صلى الله عليه وسلم أثنى عليهم بفعلهم فدل على تصويب فعلهم . وقال السبكي الكبير : ظهر لي أن الضرورة قد تلجئ إلى تعجيل جزاء بعض الأعمال في الدنيا وأن هذا منه , ثم ظهر لي أنه ليس في الحديث رؤية عمل بالكلية لقول كل منهم " إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك " فلم يعتقد أحد منهم في عمله الإخلاص بل أحال أمره إلى الله , فإذا لم يجزموا بالإخلاص فيه مع كونه أحسن أعمالهم فغيره أولى , فيستفاد منه أن الذي يصلح في مثل هذا أن يعتقد الشخص تقصيره في نفسه ويسيء الظن بها ويبحث على كل واحد من عمله يظن أنه أخلص فيه فيفوض أمره إلى الله ويعلق الدعاء على علم الله به , فحينئذ يكون إذا دعا راجيا للإجابة خائفا من الرد فإن لم يغلب على ظنه إخلاصه ولو في عمل واحد فليقف عند حده ويستحي أن يسأل بعمل ليس بخالص , قال وإنما قالوا : " ادعوا الله بصالح أعمالكم " في أول الأمر ثم عند الدعاء لم يطلقوا ذلك ولا قال واحد منهم أدعوك بعملي , وإنما قال : " إن كنت تعلم , ثم ذكر عمله انتهى ملخصا . وكأنه لم يقف على كلام المحب الطبري الذي ذكرته فهو السابق إلى التنبيه على ما ذكره , والله أعلم . وفيه فضل الإخلاص في العمل , وفضل بر الوالدين وخدمتهما وإيثارهما على الولد والأهل وتحمل المشقة لأجلهما . وقد استشكل تركه أولاده الصغار يبكون من الجوع طول ليلتهما مع قدرته على تسكين جوعهم فقيل : كان في شرعهم تقديم نفقة الأصل على غيرهم , وقيل : يحتمل أن بكاءهم ليس عن الجوع , وقد تقدم ما يرده . وقيل : لعلهم كانوا يطلبون زيادة على سد الرمق وهذا أولى . وفيه فضل العفة والانكفاف عن الحرام مع القدرة , وأن ترك المعصية يمحو مقدمات طلبها , وأن التوبة تجب ما قبلها . وفيه جواز الإجارة بالطعام المعلوم بين المتآجرين , وفضل أداء الأمانة , وإثبات الكرامة للصالحين . واستدل به على جواز بيع الفضولي , وقد تقدم البحث فيه في البيوع . وفيه أن المستودع إذا اتجر في مال الوديعة كان الربح لصاحب الوديعة . قاله أحمد , وقال الخطابي : خالفه الأكثر فقالوا : إذا ترتب المال في ذمة الوديع وكذا المضارب كأن تصرف فيه بغير ما أذن له فيلزم ذمته أنه إن اتجر فيه كان الربح له . وعن أبي حنيفة الغرامة عليه , وأما الربح فهو له لكن يتصدق به . وفصل الشافعي فقال : إن اشترى في ذمته ثم نقد الثمن من مال الغير فالعقد له والربح له , وإن اشترى بالعين فالربح للمالك , وقد تقدم نقل الخلاف فيه في البيوع أيضا . وفيه الإخبار عما جرى للأمم الماضية ليعتبر السامعون بأعمالهم فيعمل بحسنها ويترك قبيحها , والله أعلم . ‏
‏( تنبيه ) : ‏
‏لم يخرج الشيخان هذا الحديث إلا من رواية ابن عمر , وجاء بإسناد صحيح عن أنس أخرجه الطبراني في الدعاء من وجه آخر حسن , وبإسناد حسن عن أبي هريرة , وهو في صحيح ابن حبان . وأخرجه الطبراني من وجه آخر عن أبي هريرة وعن النعمان بن بشير من ثلاثة أوجه حسان أحدها عند أحمد والبزار وكلها عند الطبراني , وعن علي وعقبة بن عامر وعبد الله بن عمرو بن العاص وابن أبي أوفى بأسانيد ضعيفة , وقد استوعب طرقه أبو عوانة في صحيحه والطبراني في الدعاء , واتفقت الروايات كلها على أن القصص الثلاثة في الأجير والمرأة والأبوين إلا حديث عقبة بن عامر ففيه بدل الأجير أن الثالث قال : " كنت في غنم أرعاها فحضرت الصلاة فقمت أصلي فجاء الذئب فدخل الغنم فكرهت أن أقطع صلاتي فصبرت حتى فرغت " فلو كان إسناده قويا لحمل على تعدد القصة , ووقع في رواية الباب من طريق عبيد الله العمري عن نافع تقديم الأجير ثم الأبوين ثم المرأة , وخالفه موسى بن عقبة من الوجهين فقدم الأبوين ثم المرأة ثم الأجير , ووافقته رواية سالم , وفي حديث أبي هريرة المرأة ثم الأبوين ثم الأجير , وفي حديث أنس الأبوين ثم الأجير ثم المرأة , وفي حديث النعمان الأجير ثم المرأة ثم الأبوين , وفي حديث علي وابن أبي أوفى معا المرأة ثم الأجير ثم الأبوين وفي اختلافهم دلالة على أن الرواية بالمعنى عندهم سائغة شائعة , وأن لا أثر للتقديم والتأخير في مثل ذلك , وأرجحها في نظري رواية موسى بن عقبة لموافقة سالم لها فهي أصح طرق هذا الحديث وهذا من حيث الإسناد , وأما من حيث المعنى فينظر أي الثلاثة كان أنفع لأصحابه , والذي يظهر أنه الثالث لأنه هو الذي أمكنهم أن يخرجوا بدعائه , وإلا فالأول أفاد إخراجهم من الظلمة , والثاني أفاد الزيادة في ذلك وإمكان التوسل إلى الخروج بأن يمر مثلا هناك من يعالج لهم , والثالث هو الذي تهيأ لهم الخروج بسببه فهو أنفعهم لهم فينبغي أن يكون عمل الثالث أكثر فضلا من عمل الآخرين . ويظهر ذلك من الأعمال الثلاثة : فصاحب الأبوين فضيلته مقصورة على نفسه لأنه أفاد أنه كان بارا بأبويه , وصاحب الأجير نفعه متعد وأفاد بأنه كان عظيم الأمانة , وصاحب المرأة أفضلهم لأنه أفاد أنه كان في قلبه خشية ربه , قد شهد الله لمن كان كذلك بأن له الجنة حيث قال : ( وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى ) وقد أضاف هذا الرجل إلى ذلك ترك الذهب الذي أعطاه للمرأة فأضاف إلى النفع القاصر النفع المتعدي , ولا سيما وقد قال إنها كانت بنت عمه , فتكون فيه صلة رحم أيضا , وقد تقدم أن ذلك كان في سنة قحط فتكون الحاجة إلى ذلك أحرى , فيترجح على هذا رواية عبيد الله عن نافع . وقد جاءت قصة المرأة أيضا أخيرة في حديث أنس . والله أعلم .



 

رد مع اقتباس
قديم 03-09-2018   #38405
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ أسبوع واحد (01:21 AM)
 المشاركات : 210,290 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: كل يوم حديث (( الموضوع متجدد ))



من السنن المتروكة في هذه الأيام الدعاء بين الظهر والعصر يوم الأربعاء: عَنْ ‏جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْهُ،‏ أَنَّ النَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏دَعَا فِي مَسْجِدِ الْفَتْحِ ثَلَاثًا يَوْمَ ‏ ‏الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الثُّلَاثَاءِ وَيَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ فَاسْتُجِيبَ لَهُ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ فَعُرِفَ الْبِشْرُ فِي وَجْهِهِ، ‏ قَالَ ‏ ‏جَابِرٌ: ‏ "‏فَلَمْ يَنْزِلْ بِي أَمْرٌ مُهِمٌّ غَلِيظٌ إِلَّا ‏ ‏تَوَخَّيْتُ ‏ ‏تِلْكَ السَّاعَةَ ‏ ‏فَأَدْعُو فِيهَا فَأَعْرِفُ الْإِجَابَةَ". رواه البخاري في الأدب المفرد وأحمد والبزار وغيرهم وحسنه الألباني في "صحيح الأدب المفرد" (1/246) رقم: ( 704). قال الشيخ حسين العوايشة حفظه الله في "شرح صحيح الأدب المفرد" (2/380-381):: (فاستُجيب له بين الصلاتين مِنْ يوم الأربعاء): قال شيخنا (أي: الألباني) حفظه الله مجيباً سؤالي عن ذلك: لولا أَنَّ الصحابي رضي الله عنه أفادنا أَنَّ دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك الوقت من يوم الأربعاء كان مقصوداً، والشاهد يرى ما لا يرى الغائب وليس الخبر كالمعاينة، لولا أَنَّ الصحابيّ أخبَرنا بهذا الخبر؛ لكنّا قُلْنا هذا قد اتفق لرسول الله صلى الله عليه وسلم أَّنه دعا فاستجيب له، في ذلك الوقت من ذلك اليوم. لكن أَخذ هذا الصحابي يعمل بما رآه من رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً ووقتاً ويستجاب له. إِذاً هذا أمرٌ فهمناه بواسطة هذا الصحابي وأَنّه سنّةٌ تعبدية لا عفوية. انتهى كلامه حفظه الله. قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "اقتضاء الصراط" ( 1 / 433): وهذا الحديث يعمل به طائفة من أصحابنا وغيرهم فيتحرون الدعاء في هذا كما نقل عن جابر ولم يُنقل عن جابر رضي الله عنه أنه تحرى الدعاء في المكان بل في الزمان. وقال البيهقي في "شعب الإيمان" ( 2 / 46): ويتحرى للدعاء الأوقات والأحوال والمواطن التي يرجى فها الإجابة تماما فأما الأوقات فمنها ما بين الظهر والعصر من يوم الأربعاء.



 

رد مع اقتباس
قديم 03-09-2018   #38406
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ أسبوع واحد (01:21 AM)
 المشاركات : 210,290 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: كل يوم حديث (( الموضوع متجدد ))



عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"لَيَشْرَبَنَّ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي الْخَمْرَ يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا يُعْزَفُ عَلَى رُءُوسِهِمْ بِالْمَعَازِفِ وَالْمُغَنِّيَاتِ يَخْسِفُ اللَّهُ بِهِمْ الْأَرْضَ وَيَجْعَلُ مِنْهُمْ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ". أخرجه ابن ماجه (2/1333 ، رقم 4020) ، وابن حبان (15/160 ، رقم 6758) ، والطبرانى (3/283 ، رقم 3419) ، والبيهقي(10/221 ، رقم 20778) وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (90،91).



 

رد مع اقتباس
قديم 03-09-2018   #38407
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ أسبوع واحد (01:21 AM)
 المشاركات : 210,290 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: كل يوم حديث (( الموضوع متجدد ))



حدثنا ‏ ‏عياش بن الوليد ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏عبد الأعلى ‏ ‏حدثنا ‏ ‏معمر ‏ ‏عن ‏ ‏الزهري ‏ ‏عن ‏ ‏سعيد ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏
‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏يتقارب الزمان وينقص العمل ويلقى ‏ ‏الشح ‏ ‏وتظهر الفتن ويكثر الهرج قالوا يا رسول الله ‏ ‏أيم هو قال القتل القتل ‏
‏وقال ‏ ‏شعيب ‏ ‏ويونس ‏ ‏والليث ‏ ‏وابن أخي الزهري ‏ ‏عن ‏ ‏الزهري ‏ ‏عن ‏ ‏حميد ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم


فتح الباري بشرح صحيح البخاري
حديث أبي هريرة , ‏
‏قوله ( حدثنا عياش ) ‏
‏بتحتانية ثقيلة ومعجمة , وشيخه عبد الأعلى هو ابن عبد الأعلى السامي بالمهملة البصري , وسعيد هو ابن المسيب ونسبه أبو بكر بن أبي شيبة في روايته له عن عبد الأعلى المذكور أخرجه ابن ماجه , وكذا عند الإسماعيلي من رواية عبد الأعلى وعبد الواحد وعبد المجيد بن أبي رواد كلهم عن معمر , وهو عند مسلم عن أبي بكر لكن لم يسق لفظه . ‏

‏قوله ( يتقارب الزمان ) ‏
‏كذا للأكثر , وفي رواية السرخسي " الزمن " وهي لغة فيه . ‏

‏قوله ( وينقص العلم ) ‏
‏كذا للأكثر , وفي رواية المستملي والسرخسي " العمل " , ومثله في رواية شعيب عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة عند مسلم , وعنده من رواية يونس عن الزهري في هذه الطريق " ويقبض العلم " ووقع مثله في رواية الأعرج عن أبي هريرة سيأتي في أواخر كتاب الفتن وهي تؤيد رواية من رواه بلفظ " وينقص العمل " ويؤيده أيضا الحديث الذي بعده بلفظ " ينزل الجهل ويرفع العلم " . ‏

‏قوله ( ويكثر الهرج , قالوا يا رسول الله أيما هو ) ‏
‏بفتح الهمزة وتشديد الياء الأخيرة بعدها ميم خفيفة وأصله أي شيء هو , ووقعت للأكثر بغير ألف بعد الميم , وضبطه بعضهم بتخفيف الياء كما قالوا إيش ؟ في موضع أي شيء , وفي رواية الإسماعيلي " وما هو ؟ " وفي رواية أبي بكر بن أبي شيبة " قالوا يا رسول الله وما الهرج ؟ " وهذه رواية أكثر أصحاب الزهري , وفي رواية عنبسة بن خالد عن يونس عند أبي داود " قيل يا رسول الله إيش هو ؟ قال : القتل القتل " وفي رواية للطبراني عن ابن مسعود " القتل والكذب " . ‏

‏قوله ( قال القتل القتل ) ‏
‏صريح في أن تفسير الهرج مرفوع , ولا يعارض ذلك مجيئه في غير هذه الرواية موقوفا ولا كونه بلسان الحبشة , وقد تقدم في كتاب العلم من طريق سالم بن عبد الله بن عمر " سمعت أبا هريرة " فذكر نحو حديث الباب دون قوله " يتقارب الزمان " ودون قوله " ويلقى الشح " وزاد فيه " ويظهر الجهل " وقال في آخره " قيل يا رسول الله وما الهرج ؟ فقال هكذا بيده فحرفها كأنه يريد القتل " فيجمع بأنه جمع بين الإشارة والنطق فحفظ بعض الرواة ما لم يحفظ بعض كما وقع لهم في الأمور المذكورة , وجاء تفسير أيام الهرج فيما أخرجه أحمد والطبراني بسند حسن من حديث خالد بن الوليد " أن رجلا قال له : يا أبا سليمان اتق الله , فإن الفتن ظهرت , فقال : أما وابن الخطاب حي فلا , إنما تكون بعده , فينظر الرجل فيفكر هل يجد مكانا لم ينزل به مثل ما نزل بمكانه الذي هو به من الفتنة والشر فلا يجد , فتلك الأيام التي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يدي الساعة أيام الهرج " . ‏

‏قوله ( وقال يونس ) ‏
‏يعني ابن يزيد ‏
‏( وشعيب ) ‏
‏يعني ابن أبي حمزة والليث وابن أخي الزهري عن الزهري عن حميد يعني ابن عبد الرحمن بن عوف عن أبي هريرة , يعني أن هؤلاء الأربعة خالفوا معمرا في قوله " عن الزهري عن سعيد " فجعلوا شيخ الزهري حميدا لا سعيدا , وصنيع البخاري يقتضي أن الطريقين صحيحان , فإنه وصل طريق معمر هنا ووصل طريق شعيب في كتاب الأدب , وكأنه رأى أن ذلك لا يقدح , لأن الزهري صاحب حديث فيكون الحديث عنده عن شيخين , ولا يلزم من ذلك اطراده في كل من اختلف عليه في شيخه إلا أن يكون مثل الزهري في كثرة الحديث والشيوخ , ولولا ذلك لكانت رواية يونس ومن تابعه أرجح , وليست رواية معمر مدفوعة عن الصحة لما ذكرته , فأما رواية يونس فوصلها مسلم كما ذكرت من طريق ابن وهب عنه ولفظه " ويقبض العلم " وقدم " وتظهر الفتن " على " ويلقى الشح " وقال " قالوا وما الهرج ؟ قال : القتل " ولم يكرر لفظ القتل . ومثله له من رواية سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رفعه " لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج " فذكره مقتصرا عليه , وأخرجه أبو داود من رواية عنبسة بن خالد عن يونس بن يزيد بلفظ " وينقص العلم " وأما رواية شعيب فوصلها المصنف في كتاب الأدب عن أبي اليمان عنه وقال في روايته " يتقارب الزمان وينقص العمل " وفي رواية الكشميهني " العلم " والباقي مثل لفظ معمر , وقال في روايتي يونس وشعيب عن الزهري " حدثني حميد بن عبد الرحمن " وأما رواية الليث فوصلها الطبراني في " الأوسط " من رواية عبد الله بن صالح عنه به مثل رواية ابن وهب , وأما رواية ابن أخي الزهري فوصلها الطبراني أيضا في " الأوسط " من طريق صدقة بن خالد عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن ابن أخي الزهري واسمه محمد بن عبد الله بن مسلم وقال في روايته " سمعت أبا هريرة " ولفظه مثل لفظ ابن وهب إلا أنه قال " قلنا وما الهرج يا رسول الله ؟ " وأخرجه مسلم من رواية عبد الرحمن بن يعقوب وهمام بن منبه وأبي يونس مولى أبي هريرة ثلاثتهم عن أبي هريرة قال بمثل حديث حميد بن عبد الرحمن غير أنهم لم يذكروا " ويلقى الشح " . قلت : وساق أحمد لفظ همام وأوله " يقبض العلم ويقترب الزمن " وقد جاء عن أبي هريرة من طريق أخرى زيادة في الأمور المذكورة , فأخرج الطبراني في " الأوسط " من طريق سعيد بن جبير عنه رفعه " لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والبخل ويخون الأمين ويؤتمن الخائن وتهلك الوعول وتظهر التحوت , قالوا يا رسول الله وما التحوت والوعول ؟ قال الوعول وجوه الناس وأشرافهم والتحوت الذين كانوا تحت أقدام الناس ليس يعلم بهم " وله من طريق أبي علقمة " سمعت أبا هريرة يقول إن من أشراط الساعة " نحوه وزاد كذلك " أنبأنا عبد الله بن مسعود سمعته من حبي ؟ قال نعم , قلنا وما التحوت ؟ قال : فسول الرجال وأهل البيوت الغامضة قلنا وما الوعول قال أهل البيوت الصالحة " قال ابن بطال : ليس في هذا الحديث ما يحتاج إلى تفسير غير قوله يتقارب الزمان ومعناه والله أعلم تقارب أحوال أهله في قلة الدين حتى لا يكون فيهم من يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر لغلبة الفسق وظهور أهله , وقد جاء في الحديث لا يزال الناس بخير ما تفاضلوا فإذا تساووا هلكوا يعني لا يزالون بخير ما كان فيهم أهل فضل وصلاح وخوف من الله يلجأ إليهم عند الشدائد ويستشفى بآرائهم ويتبرك بدعائهم ويؤخذ بتقويمهم وآثارهم . وقال الطحاوي : قد يكون معناه في ترك طلب العلم خاصة والرضا بالجهل , وذلك لأن الناس لا يتساوون في العلم لأن درج العلم تتفاوت قال تعالى ( وفوق كل ذي علم عليم ) وإنما يتساوون إذا كانوا جهالا , وكأنه يريد غلبة الجهل وكثرته بحيث يفقد العلم بفقد العلماء قال ابن بطال : وجميع ما تضمنه هذا الحديث من الأشراط قد رأيناها عيانا فقد نقص العلم وظهر الجهل وألقي الشح في القلوب وعمت الفتن وكثر القتل قلت : الذي يظهر أن الذي شاهده كان منه الكثير مع وجود مقابله , والمراد من الحديث استحكام ذلك حتى لا يبقى مما يقابله إلا النادر , وإليه الإشارة بالتعبير بقبض العلم فلا يبقى إلا الجهل الصرف , ولا يمنع من ذلك وجود طائفة من أهل العلم لأنهم يكونون حينئذ مغمورين في أولئك , ويؤيد ذلك ما أخرجه ابن ماجه بسند قوي عن حذيفة قال " يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب حتى لا يدري ما صيام ولا صلاة ولا نسك ولا صدقة ويسرى على الكتاب في ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية " الحديث وسأذكر مزيدا لذلك في أواخر كتاب الفتن , وعند الطبراني عن عبد الله بن مسعود قال " ولينزعن القرآن من بين أظهركم يسرى عليه ليلا فيذهب من أجواف الرجال فلا يبقى في الأرض منه شيء " وسنده صحيح لكنه موقوف وسيأتي بيان معارضه ظاهرا في كتاب الأحكام والجمع بينهما , وكذا القول في باقي الصفات , والواقع أن الصفات المذكورة وجدت مباديها من عهد الصحابة ثم صارت تكثر في بعض الأماكن دون بعض , والذي يعقبه قيام الساعة استحكام ذلك كما قررته , وقد مضى من الوقت الذي قال فيه ابن بطال ما قال نحو ثلثمائة وخمسين سنة والصفات المذكورة في ازدياد في جميع البلاد لكن يقل بعضها في بعض ويكثر بعضها في بعض , وكلما مضت طبقة ظهر النقص الكثير في التي تليها , وإلى ذلك الإشارة بقوله في حديث الباب الذي بعده " لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه " ثم نقل ابن بطال عن الخطابي في معنى تقارب الزمان المذكور في الحديث الآخر يعني الذي أخرجه الترمذي من حديث أنس وأحمد من حديث أبي هريرة مرفوعا " لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان فتكون السنة كالشهر والشهر كالجمعة والجمعة كاليوم ويكون اليوم كالساعة وتكون الساعة كاحتراق السعفة " قال الخطابي هو من استلذاذ العيش , يريد والله أعلم أنه يقع عند خروج المهدي ووقوع الأمنة في الأرض وغلبة العدل فيها فيستلذ العيش عند ذلك وتستقصر مدته , وما زال الناس يستقصرون مدة أيام الرخاء وإن طالت ويستطيلون مدة المكروه وإن قصرت , وتعقبه الكرماني بأنه لا يناسب أخواته من ظهور الفتن وكثرة الهرج وغيرهما . وأقول : إنما احتاج الخطابي إلى تأويله بما ذكر لأنه لم يقع النقص في زمانه , وإلا فالذي تضمنه الحديث قد وجد في زماننا هذا فإنا نجد من سرعة مر الأيام ما لم نكن نجده في العصر الذي قبل عصرنا هذا وإن لم يكن هناك عيش مستلذ , والحق أن المراد نزع البركة من كل شيء حتى من الزمان وذلك من علامات قرب الساعة . وقال بعضهم : معنى تقارب الزمان استواء الليل والنهار , قلت وهذا مما قالوه في قوله " إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب " كما تقدم بيانه فيما مضى . ونقل ابن التين عن الداودي أن معنى حديث الباب أن ساعات النهار تقصر قرب قيام الساعة ويقرب النهار من الليل انتهى , وتخصيصه ذلك بالنهار لا معنى له بل المراد نزع البركة من الزمان ليله ونهاره كما تقدم . قال النووي تبعا لعياض وغيره : المراد بقصره عدم البركة فيه وأن اليوم مثلا يصير الانتفاع به بقدر الانتفاع بالساعة الواحدة , قالوا وهذا أظهر وأكثر فائدة وأوفق لبقية الأحاديث , وقد قيل في تفسير قوله " يتقارب الزمان " قصر الأعمار بالنسبة إلى كل طبقة فالطبقة الأخيرة أقصر أعمارا من الطبقة التي قبلها , وقيل تقارب أحوالهم في الشر والفساد والجهل , وهذا اختيار الطحاوي , واحتج بأن الناس لا يتساوون في العلم والفهم , فالذي جنح إليه لا يناسب ما ذكر معه , إلا أن نقول إن الواو لا ترتب فيكون ظهور الفتن أولا ينشأ عنها الهرج " ثم يخرج المهدي فيحصل الأمن " . قال ابن أبي جمرة : يحتمل أن يكون المراد بتقارب الزمان قصره على ما وقع في حديث " لا تقوم الساعة حتى تكون السنة كالشهر " وعلى هذا فالقصر يحتمل أن يكون حسيا ويحتمل أن يكون معنويا , أما الحسي فلم يظهر بعد ولعله من الأمور التي تكون قرب قيام الساعة , وأما المعنوي فله مدة منذ ظهر يعرف ذلك أهل العلم الديني ومن له فطنة من أهل السبب الدنيوي فإنهم يجدون أنفسهم لا يقدر أحدهم أن يبلغ من العمل قدر ما كانوا يعملونه قبل ذلك ويشكون ذلك ولا يدرون العلة فيه , ولعل ذلك بسبب ما وقع من ضعف الإيمان لظهور الأمور المخالفة للشرع من عدة أوجه , وأشد ذلك الأقوات ففيها من الحرام المحض ومن الشبه ما لا يخفى حتى إن كثيرا من الناس لا يتوقف في شيء ومهما قدر على تحصيل شيء هجم عليه ولا يبالي , والواقع أن البركة في الزمان وفي الرزق وفي النبت إنما يكون من طريق قوة الإيمان واتباع الأمر واجتناب النهي , والشاهد لذلك قوله تعالى ( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ) انتهى ملخصا . وقال البيضاوي : يحتمل أن يكون المراد بتقارب الزمان تسارع الدول إلى الانقضاء والقرون إلى الانقراض فيتقارب زمانهم وتتدانى أيامهم , وأما قول ابن بطال إن بقية الحديث لا تحتاج إلى تفسير فليس كما قال , فقد اختلف أيضا في المراد بقوله " ينقص العلم " فقيل المراد نقص علم كل عالم بأن يطرأ عليه النسيان مثلا , وقيل نقص العلم بموت أهله فكلما مات عالم في بلد ولم يخلفه غيره نقص العلم من تلك البلد , وأما نقص العمل فيحتمل أن يكون بالنسبة لكل فرد فرد , فإن العامل إذا دهمته الخطوب ألهته عن أوراده وعبادته , ويحتمل أن يراد به ظهور الخيانة في الأمانات والصناعات . قال ابن أبي جمرة : نقص العمل الحسي ينشأ عن نقص الدين ضرورة , وأما المعنوي فبحسب ما يدخل من الخلل بسبب سوء المطعم وقلة المساعد على العمل , والنفس ميالة إلى الراحة وتحن إلى جنسها , ولكثرة شياطين الإنس الذين هم أضر من شياطين الجن . وأما قبض العلم فسيأتي بسط القول فيه في كتاب الاعتصام إن شاء الله تعالى . وأما قوله " ويلقى الشح " فالمراد إلقاؤه في قلوب الناس على اختلاف أحوالهم حتى يبخل العالم بعلمه فيترك التعليم والفتوى , ويبخل الصانع بصناعته حتى يترك تعليم غيره , ويبخل الغني بماله حتى يهلك الفقير , وليس المراد وجود أصل الشح لأنه لم يزل موجودا . والمحفوظ في الروايات " يلقى " بضم أوله من الرباعي , وقال الحميدي لم تضبط الرواة هذا الحرف , ويحتمل أن يكون بفتح اللام وتشديد القاف أي يتلقى ويتعلم ويتواصى به كما في قوله ( ولا يلقاها إلا الصابرون ) قال : والرواية بسكون اللام مخففا تفسد المعنى لأن الإلقاء بمعنى الترك ولو ترك لم يكن موجودا وكان مدحا والحديث ينبئ بالذم . قلت : وليس المراد بالإلقاء هنا أن الناس يلقونه , وإنما المراد أنه يلقى إليهم أي يوقع في قلوبهم ومنه ( إني ألقي إلي كتاب كريم ) قال الحميدي ولو قيل بالفاء مع التخفيف لم يستقم لأنه لم يزل موجودا . قلت : لو ثبتت الرواية بالفاء لكان مستقيما , والمعنى أنه يوجد كثيرا مستفيضا عند كل أحد كما تقدمت الإشارة إليه . وقال القرطبي في التذكرة : يجوز أن يكون " يلقى " بتخفيف اللام والفاء أي يترك لأجل كثرة المال وإفاضته حتى يهم ذا المال من يقبل صدقته فلا يجد , ولا يجوز أن يكون بمعنى يوجد لأنه ما زال موجودا , كذا جزم به , وقد تقدم ما يرد عليه , وأما قوله " وتظهر الفتن " فالمراد كثرتها واشتهارها وعدم التكاتم بها والله المستعان . قال ابن أبي جمرة : يحتمل أن يكون إلقاء الشح عاما في الأشخاص , والمحذور من ذلك ما يترتب عليه مفسدة , والشحيح شرعا هو من يمنع ما وجب عليه وإمساك ذلك ممحق للمال مذهب لبركته , ويؤيده " ما نقص مال من صدقة " فإن أهل المعرفة فهموا منه أن المال الذي يخرج منه الحق الشرعي لا يلحقه آفة ولا عاهة بل يحصل له النماء , ومن ثم سميت الزكاة لأن المال ينمو بها ويحصل فيه البركة انتهى ملخصا . قال : وأما ظهور الفتن فالمراد بها ما يؤثر في أمر الدين , وأما كثرة القتل فالمراد بها ما لا يكون على وجه الحق كإقامة الحد والقصاص



 

رد مع اقتباس
قديم 03-09-2018   #38408
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ أسبوع واحد (01:21 AM)
 المشاركات : 210,290 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: كل يوم حديث (( الموضوع متجدد ))



حدثنا ‏ ‏مسدد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبيد الله بن موسى ‏ ‏عن ‏ ‏الأعمش ‏ ‏عن ‏ ‏شقيق ‏ ‏قال كنت مع ‏ ‏عبد الله ‏ ‏وأبي موسى ‏ ‏فقالا ‏
‏قال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إن بين يدي الساعة لأياما ينزل فيها الجهل ويرفع فيها العلم ويكثر فيها الهرج والهرج القتل


فتح الباري بشرح صحيح البخاري

‏قوله ( حدثنا مسدد حدثنا عبيد الله بن موسى ) ‏
‏كذا وقع عند أبي ذر عن شيوخه في نسخة معتمدة وسقط في غيرها , وقال عياض : ثبت للقابسي عن أبي زيد المروزي وسقط مسدد للباقين وهو الصواب . قلت : وعليه اقتصر أصحاب الأطراف . ‏

‏قوله ( كنت مع عبد الله ) ‏
‏هو ابن مسعود , وأبو موسى هو الأشعري . ‏

‏قوله ( فقالا ) ‏
‏يظهر من الروايتين اللتين بعدها أن الذي تلفظ بذلك هو أبو موسى لقوله في روايته " فقال أبو موسى " فذكره , ولا يعارض ذلك الرواية الثالثة من طريق واصل عن أبي وائل عن عبد الله وأحسبه رفعه قال " بين يدي الساعة " فذكره لاحتمال أن يكون أبو وائل سمعه من عبد الله أيضا لدخوله في قوله في رواية الأعمش " قالا " وقد اتفق أكثر الرواة عن الأعمش على أنه عن عبد الله وأبي موسى معا , ورواه أبو معاوية عن الأعمش فقال " عن أبي موسى " ولم يذكر عبد الله أخرجه مسلم , وأشار ابن أبي خيثمة إلى ترجيح قول الجماعة وأما رواية عاصم المعلقة التي ختم بها الباب فلولا أنه دون الأعمش وواصل في الحفظ لكانت روايته هي المعتمدة لأنه جعل لكل من أبي موسى وعبد الله لفظ متن غير الآخر , لكن يحتمل أن يكون المتن الآخر كان عند عبد الله ابن مسعود مع المتن الأول . ‏

‏قوله ( ينزل فيها الجهل ويرفع فيها العلم ) ‏
‏معناه أن العلم يرتفع بموت العلماء فكلما مات عالم ينقص العلم بالنسبة إلى فقد حامله , وينشأ عن ذلك الجهل بما كان ذلك العالم ينفرد به عن بقية العلماء . ‏



 

رد مع اقتباس
قديم 03-09-2018   #38409
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ أسبوع واحد (01:21 AM)
 المشاركات : 210,290 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: كل يوم حديث (( الموضوع متجدد ))



حدثنا ‏ ‏علي بن عبد الله ‏ ‏حدثنا ‏ ‏يحيى بن سعيد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏سفيان ‏ ‏قال حدثني ‏ ‏منصور ‏ ‏عن ‏ ‏مجاهد ‏ ‏عن ‏ طاوس ‏ ‏عن ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏رضي الله عنهما ‏ ‏قال ‏ ‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم

‏ ‏لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية وإذا ‏ ‏استنفرتم ‏ ‏فانفروا ‏



 

رد مع اقتباس
قديم 03-09-2018   #38410
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ أسبوع واحد (01:21 AM)
 المشاركات : 210,290 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: كل يوم حديث (( الموضوع متجدد ))



حدثنا ‏ ‏إسحاق بن منصور ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏عفان ‏ ‏حدثنا ‏ ‏همام ‏ ‏حدثنا ‏ ‏محمد بن جحادة ‏ ‏قال أخبرني ‏ ‏أبو حصين ‏ ‏أن ‏ ‏ذكوان ‏ ‏حدثه أن ‏ ‏أبا هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏حدثه قال ‏
‏جاء رجل إلى رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقال دلني على عمل ‏ ‏يعدل ‏ ‏الجهاد قال ‏ ‏لا أجده قال هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك فتقوم ولا ‏ ‏تفتر ‏ ‏وتصوم ولا تفطر قال ومن يستطيع ذلك ‏
‏قال ‏ ‏أبو هريرة ‏ ‏إن فرس المجاهد ليستن في طوله فيكتب له حسنات ‏


فتح الباري بشرح صحيح البخاري

‏قوله : ( حدثنا إسحاق ) ‏
‏كذا للأكثر غير منسوب , وللأصيلي وابن عساكر " حدثنا إسحاق بن منصور " وأما أبو علي الجياني فقال : لم أره منسوبا لأحد , وهو إما ابن راهويه أو ابن منصور . ‏

‏قوله : ( جاء رجل ) ‏
‏لم أقف على اسمه . ‏

‏قوله : ( قال لا أجده ) ‏
‏هو جواب النبي صلى الله عليه وسلم . وقوله : " قال هل تستطيع " كلام مستأنف . ولمسلم من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه بلفظ " قيل : ما يعدل الجهاد ؟ قال : لا تستطيعونه : فأعادوا عليه مرتين أو ثلاثة كل ذلك يقول : لا تستطيعونه . وقال في الثالثة : مثل الجهاد في سبيل الله " الحديث . وأخرج الطبراني نحو هذا الحديث من حديث سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه وقال في آخره " لم يبلغ العشر من عمله " وسيأتي بقية الكلام عليه في الباب الذي يليه . ‏

‏قوله : ( قال ومن يستطيع ذلك ) ‏
‏في رواية أبي بكر بن أبي شيبة عن سفيان " قال لا أستطيع ذلك " وهذه فضيلة ظاهرة للمجاهد في سبيل الله تقتضي أن لا يعدل الجهاد شيء من الأعمال , وأما ما تقدم في كتاب العيدين من حديث ابن عباس مرفوعا " ما العمل في أيام أفضل منه في هذه - يعني أيام العشر - قالوا : ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال : ولا الجهاد " فيحتمل أن يكون عموم حديث الباب خص بما دل عليه حديث ابن عباس , ويحتمل أن يكون الفضل الذي في حديث الباب مخصوصا بمن خرج قاصدا المخاطرة بنفسه وماله فأصيب كما في بقية حديث ابن عباس " خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء " فمفهومه أن من رجع بذلك لا ينال الفضيلة المذكورة . لكن يشكل عليه ما وقع في آخر حديث الباب " وتوكل الله للمجاهد إلخ " ويمكن أن يجاب بأن الفضل المذكور أولا خاص بمن لم يرجع , ولا يلزم من ذلك أن لا يكون لمن يرجع أجر في الجملة كما سيأتي البحث فيه في الذي بعده . وأشد مما تقدم في الإشكال ما أخرجه الترمذي وابن ماجه وأحمد وصححه الحاكم من حديث أبي الدرداء مرفوعا " ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟ قالوا بلى . قال : ذكر الله " فإنه ظاهر في أن الذكر بمجرده أفضل من أبلغ ما يقع للمجاهد وأفضل من الإنفاق مع ما في الجهاد والنفقة من النفع المتعدي . قال عياض : اشتمل حديث الباب على تعظيم أمر الجهاد , لأن الصيام وغيره مما ذكر من فضائل الأعمال قد عدلها كلها الجهاد حتى صارت جميع حالات المجاهد وتصرفاته المباحة معادلة لأجر المواظب على الصلاة وغيرها , ولهذا قال صلى الله عليه وسلم " لا تستطيع ذلك " وفيه أن الفضائل لا تدرك بالقياس وإنما هي إحسان من الله تعالى لمن شاء , واستدل به على أن الجهاد أفضل الأعمال مطلقا لما تقدم تقريره . وقال ابن دقيق العيد : القياس يقتضي أن يكون الجهاد أفضل الأعمال التي هي وسائل لأن الجهاد وسيلة إلى إعلان الدين ونشره وإخماد الكفر ودحضه , ففضيلته بحسب فضيلة ذلك والله أعلم . ‏

‏قوله : ( قال أبو هريرة إن فرس المجاهد ليستن ) ‏
‏أي يمرح بنشاط , وقال الجوهري هو أن يرفع يديه ويطرحهما معا , وقال غيره أن يلج في عدوه مقبلا أو مدبرا . وفي المثل " استنت الفصال حتى القرعى " يضرب لمن يتشبه بمن هو فوقه , وقوله ‏
‏" في طوله " ‏
‏بكسر المهملة وفتح الواو وهو الحبل الذي يشد به الدابة ويمسك طرفه ويرسل في المرعى , وقوله ‏
‏" فيكتب له حسنات " ‏
‏بالنصب على أنه مفعول ثان أي يكتب له الاستنان حسنات



 

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
متجدد, الموضوع, يحدث


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ارجو متابعة هذا الموضوع @حاول تفتكرني@ استراحة وملتقى الاعضاء 4 17-11-2012 07:47 AM
ناقش في الموضوع بكل صراحة أبو رامز منتدى الحوار والنقاشات 2 23-07-2012 03:45 AM
ثبت علمياً .... (((متجدد))) Ghupir JR منتدى الصحة 35 20-12-2011 01:41 PM
رد على الموضوع اذا كنت مسامحني مجموعة إنســـان المنتدى العام 1 13-10-2011 09:56 AM
هل الموضوع المنقول عيب ؟؟؟؟ عاشق الصمت منتدى الحوار والنقاشات 7 07-06-2011 07:54 AM

Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 06:09 PM

أقسام المنتدى

الاقسام العامة | المنتدى الاسلامي العام | المنتدى العام | منتدى الترحيب والتهاني | الاقسام الرياضية والترفيهية | العاب ومسابقات | الافلام ومقاطع الفيديو | منتدى الرياضة المتنوعة | الاقسام التقنية | الكمبيوتر وبرامجه | الجوالات والاتصالات | الفلاش والفوتوشوب والتصميم | منتدى التربية والتعليم | قسم خدمات الطالب | تعليم البنين والبنات | ملتقــــى الأعضـــــاء (خاص باعضاء المنتدى) | المرحله المتوسطه | منتدى الحقلة الخاص (حقلاويات) | منتدى الاخبار المحلية والعالمية | اخبار وشـؤون قرى الحقلة | اخبار منطقة جازان | الاقسام الأدبية والثقافية | الخواطر وعذب الكلام | منتدى الشعر | عالم القصة والروايات | اخبار الوظائف | منتديات الصحة والمجتمع | منتدى الصحة | منتدى الأسرة | منتدى السيارات | منتدى اللغة الانجليزية | منتدى الحوار والنقاشات | منتدى التراث والشعبيات والحكم والامثال | منتدى التعليم العام | منتدى السفر والسياحة | الثقافه العامه | منتدى تطوير الذات | كرسي الإعتراف | منتدى عالم المرأة | عالم الطفل | المطبخ الشامل | منتدى التصاميم والديكور المنزلي | المكتبة الثقافية العامة | شعراء وشاعرات المنتدى | مول الحقلة للمنتجات | الخيمة الرمضانية | المـرحلـة الابتدائيـة | استراحة وملتقى الاعضاء | المرحله الثانويه | الصور المتنوعة والغرائب والعجائب | المنتدى الاسلامي | منتدى القرآن الكريم والتفسير | سير نبي الرحمة واهم الشخصيات الإسلامية | قصص الرسل والانبياء | قسم الصوتيات والفلاشات الاسلاميه | اخبار مركز القفل | منتدى الابحاث والاستشارات التربوية والفكرية | افلام الانمي | صور ومقاطع فيديو حقلاويات | البلاك بيري / الآيفون / الجالكسي | بوح المشاعر وسطوة القلم(يمنع المنقول ) | مناسك الحج والعمرة | منتدى | ارشيف مسابقات المنتدى | منتدى الحديث والسنة النبوية الشريفة | المنتدى الاقتصادي | منتدى عالم الرجل | اعلانات الزواج ومناسبات منتديات الحقلة | تراث منطقـة جــــازان | كرة القدم السعوديه | منتدى الرياضة | كرة القدم العربيه والعالمية | ديـوان الشـاعـر عمـرين محمـد عريشي | ديـــوان الشــاعـر عـبدة حكمـي | يوميات اعضاء منتديات الحقلة | تصاميم الاعضاء | دروس الفوتوشوب | ارشيف الخيمة الرمضانية ومناسك الحج والعمرة الاعوام السابقة | منتدى الاخبار | نبض اقلام المنتدى | ديـــوان الشــاعـر علـي الـدحيمــي | الاستشارات الطبية | الترحيب بالاعضاء الجدد | قسم الاشغال الايدويه | قسم الاشغال اليدويه | مجلة الحقله الالكترونيه | حصريات مطبخ الحقله | ديوان الشاعر ابوطراد |



Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

Ramdan √ BY: ! Omani ! © 2012
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
Forum Modifications Developed By Marco Mamdouh
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

جميع المواضيع والمُشاركات المطروحه في منتديات الحقلة تُعبّر عن ثقافة كاتبها ووجهة نظره , ولا تُمثل وجهة نظر الإدارة , حيث أن إدارة المنتدى لا تتحمل أدنى مسؤولية عن أي طرح يتم نشره في المنتدى

This Forum used Arshfny Mod by islam servant