الأطعمة حولنا كثيرة ومتنوّعة، وفي مجمل الأوضاع، فإن لكل بيئةٍ طعامها الخاص بها، والذي تعتز به، على الرغم من بساطته في أغلب الأوقات، فمثلاً لو نظرنا إلى بلاد الشام، لوجدنا أن طعامهم المفضل هو في الحقيقة طعامٌ بسيطٌ جداً، مقارنةً مع الأطعمة التي يتناولها أهل الخليج مثلاً، فهذه ثقافة ضمن مجموعة كبيرة من الثقافات، التي يجب التوقف عندها، والبحث في سبيل التوصل إليها بصفةٍ عامةٍ، ويبقى الطعام هو سيد هذه العادات. فوائد الزعتر يعدّ الزعتر -كما أسلفنا الذكر- من الأعشاب التي لها حق الأولوية عن غيرها، فهي لا تستخدم في الطعام فحسب، بل وتستخدم أيضاً في العديد من الأمور العادية، فمن الممكن أن يخلط الزعتر البري مع العديد من الأعشاب كالبابونج والمرمية وغيرها، ليكون لنا مخلوطاً مفيداً، يخلصنا من الأمراض الصدرية، وأمراض الشتاء المزمنة كالإنفلونزا والرشح. يساعدنا الزعتر في الحفاظ على صحةٍ جيدةٍ خاليةٍ من الأمراض، كما أنه مفيدٌ جداً للحوامل فترة الولادة؛ حيث يسهل على المرأة الولادة، ويخفف عنها أوجاع المخاض المؤلمة، والمعروف أيضاً أن الزعتر -وخاصة البري- يساعد في التخلص من آلام الرأس، ويحسن من الحالة النفسية للإنسان المريض، ورائحته القوية تعمل على فتح الأنف في حال الانسداد في فترات البرد القارص، وعليه، فإن تناول كوب أو كوبين من الزعتر بشكل يومي يساعدك في الوصول إلى الصحة التي تحلم بها، وأيضاً هو أفضل من الشاي والقهوة، والمشروبات التي تحتوي على نسبة كبيرة من الكافيين. مناقيش الزعتر الزعتر من الأعشاب التي تم اكتشافها منذ القدم، واستخدمت على أكثر من صعيد، ووصلتنا بعدة أشكالٍ وألوانٍ، ومن أهمها: الزعتر البري، والزعتر المخروط، والزعتر بالسمسم وغيرها، ولكل منها استخداماتها الخاصة وطعمها المختلف عن الآخر، وحديثنا اليوم سيدور عن مناقيش الزعتر. من منّا لم يتناول هذه المناقيش من الطفولة وحتى يومنا هذا، فالزعتر من الأطعمة المتداولة بشكلٍ كبيرٍ، والذي يفضله الصغار قبل الكبار، والمعروف عن الزعتر أنه يحتوي على نسبة كبيرة من العناصر اللذيذة والمغذية، والتي يجب أن يؤخذ بالحسبان ضرورة تناولها من فترة لأخرى، وإطعامها للأطفال. إعداد مناقيش الزعتر هي طريقةٌ سهلةُ جداً، حيث تقومين بإحضار الزعتر، وتقومين بتذويبه مع الزيت والجبن والزبدة، وتتركينها قليلا بشكل جانبي، ثم تقومين بتحضير العجينة، وهي عجينة دسمة نوعاً ما. المكوّنات: أربعة أكواب من الدقيق. كوبان من الزعتر المخروط. قالب زبدة كامل. ملعقتان من زيت الزيتون. جبنة صفراء . طريقة التحضير: حضّري الخليط الذي ستضعينه على العجينة، ثم قومي بتحضير العجينة نفسها، بأن تقومي بوضع الزبدة والزيت فيها أثناء العجن، مع كوب كبير من الحليب السائل، ومن الممكن أن تستخدمي الحليب البودرة، فهو يعطيها الطعم والهشاشة التي تحتاجين لقوامها. بعد أن تجهزي العجينة اتركيها قليلاً حتى تتخمّر، ثم أحضريها على الطاولة، وقومي بدهن الوجه منها بالزبدة مع الجبن الأصفر، ستلاحظين وقتها أن وجه العجينة أصبح سائلاً. رشّي الزعتر على الوجه، وحاولي أن تكثري من الكمية حتى تحصلي على المذاق اللذيذ، والبعض يستخدم الجبنة البيضاء، ولكن لا نحبذها نظراً لملوحتها في الطعام عن غيرها من الأنواع. رشّي السمسم عليها، ومن الممكن أن ترشي القليل من حبة البركة أيضاً لتمنحيها الطعم اللذيذ، ثم أدخليها الفرن على درجة حرارة متوسطة، ويفضل أن تبقي بالقرب لتراقبيها. بعد أن تنضج اتركيها قليلاً لتبرد، ثمّ قطّعيها لمثلثات، ستلاحظين أنها أصبحت كالبيتزا؛ نظراً لأن الجبنة قد ذابت على جوانبها، وهذا ما تريدين الوصول إليه، ثم ضعيها في طبق التقديم. إعداد مناقيش الزعتر اللبناني تعتمد هذه الطريقة على استخدام الزعتر العشبي، لا الزعتر العادي، ولتحضير مناقيش الزعتر اللبنانية، يجب أن تتوافر العديد من العناصر، أهمها ما يلي : المكوّنات: كيلو دقيق. ربع كيلو زعتر أخضر. ربع معلقة خميرة. ملح. زيت الزيتون. زيت الذرة. كوب ماء دافئ.
طريقة التحضير: ضعي الدقيق في وعاءٍ عميقٍ، ثم ضعي عليه الملح والزعتر الأخضر، بعد أن تقومي بهرسه في حال كان جافاً، أو تقطيعه في حال كان أوراقاً. صبي الزيت بنوعيه على العجينة، وحركيه بيديك يميناً ويساراً، حتى تشعري أن الزيت قد وصل إلى كل الكمية الموجودة من الدقيق، وبعدها أضيفي إليه الماء، وقومي بعجنه بالطريقة التقليدية، ستلاحظين أن العجينة قد مالت إلى اللون الأسود، فلا تجزعي لأن لون الزعتر في هذه المرحلة يكون قد طغى على لون الدقيق الأبيض. اتركي العجينة حتى تتخمّر لمدة لا تقل عن الساعة على الأقل، ثم أحضري قليلاً من الدقيق، وقومي بفرده على الطاولة. سخني الفرن وابدئي بخبز العجينة، وستلاحظين أنها أصبحت طرية من الداخل والخارج، ومن الممكن أن تحمصيها، فهذا يعتمد على الرغبة العامة لديك، وعندها لفّيها وقدّميها مع كوب من الشاي الدافئ. إعداد مناقيش الزعتر الفلسطيني هي طريقة اعتمدتها المرأة الفلسطينية في تحضير مناقيش الزعتر، وقد ساهمت هذه الطريقة في توفير الطعام في الوقت المناسب، وأيضاً مشاركة الأصدقاء في الأطعمة التي تحضر في المنزل،
ولا أخفيكم أن مناقيش الزعتر أشبه بالمعجنات التي تحضر في البيت، والتي من الممكن أيضاً أن تحتوي على الزعتر، ولكنها محشوة من الداخل. عمدت المرأة الفلسطينية أثناء تجهيزها للعجين على ترك العجينة جانباً، وبعد أن تنتهي من الخبز، تقوم بدهن هذه العجينة من الخارج بالزيت، وتقوم بفردها بيديها، ثم تأتي بالزعتر وتقوم برشه على خارج العجينة، وتفرده أكثر، ثم تصب عليه القليل من الزيت قبل أن تدخله في فرن الطين أو في الفرن العادي حسب المتوفر، وقديماً كانت المناقيش تحضر في أفران الطين، حيث تكسبها الطعم اللذيذ والمذاق الغني، وبعدها تقدم للطفل قبل الذهاب للمدرسة أو اللعب مع الأصدقاء. طرق عربية لتحضير مناقيش الزعتر نذكر هنا بعض الطرق التقليديّة المتبعة في تحضير مناقيش الزعتر، وهي مشابهة للطرق السابقة
ولكن بدلاً من أن يكون الزعتر على الوجه، فإن المرأة تفضل أن تقوم بفرد العجينة، وتحشوها بالزعتر والجبن الأبيض مع ورقات من النعنع، كما يحدث في بعض الدول، ثم تقوم بتحميرها، حيث تنفش العجينة لتكون على شكل نوع من أنواع المعجنات التي تفضلينها. بعض الأشخاص يستخدمون الزعتر دون زيت، ولكن الأفضل لو استخدم زيت الزيتون؛ لأن الزيت والزعتر مكونان أساسيان في مناقيش الزعتر، ولا يمكن الاستعانة بأي نوعٍ آخرٍ من الزيت، وعليه، فإنه يفضل اتباع الطرق المعروفة في تحضير المناقيش؛ لتضمني الوصول إلى الطعم الألذ في المذاق.
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك