بدايتي مع عشق الميكرفون كانت مبكرة وأثناء دراستي في الصف الرابع الابتدائي أحس معلم الفصل وكان أيضا مسئول الإذاعة والنشاط أن لدي ميول أدبية في حفظ بعض القصائد والأناشيد والقدرة الجيدة على حسن إلقائها – وكان مدرسا مصريا كبيرا في السن –فسجل اسمي في نشاط الإذاعة ومنذ ذلك الزمن القديم والحبيب إلى نفسي انطلقت علاقة عشق لا تنفصل ومازالت وقد كان لأبي الشيخ خليل أبو دية معافا ( رحمة الله عليه) دور مؤثر في كل ما تحقق لي إعلاميا منذ تلك اللحظة وحتى اليوم , فله ولمعلمي الشكر والعرفان .
و لا يخلو الأمر من صعوبات فقد تلبسني حب الأدب وذهبت مصاريفي المبكرة في شراء الكتب وبعض المجموعات الشعرية والقصصية وبدأت من الصف الثالث ثانوي أكتب لبعض الصحف المحلية بعض محاولاتي الشعرية والقصصية وكان أساتذتي المشرفون بالأمس على الثقافة وأصدقائي اليوم يباشرون بالرد على محاولاتي تلك ببعض السخرية المحبطة وبعض الشتائم أحيانا ولم أتراجع ولم أيأس وحصدت تقريبا في أول سنة جامعية أدرسها في مدينة جدة على جائزة رمزية من القسم الثقافي في جريدة عكاظ نتيجة فوز إحدى قصصي القصيرة بمركز من المراكز الثلاثة الأولى – لست أذكر بالتحديد – وحينذاك قررت تحقيق طموحي الحقيقي بالحديث إلى الناس الذين أحبهم في كل مكان أستطيع الوصول إليهم فيه وقررت تحقيق أمنية أبي في أن أكون مثل ( عبدالله راجح) الصوت الإذاعي السعودي العظيم الذي كان أبي يرحمه الله يحبه ويتابعه في إذاعة نداء الإسلام , وتقدمت لإذاعة جدة ورفضت . .وتقدمت مرة أخرى عبر مسابقة للاختيار المذيعين وتقدم معي من مناطق المملكة كلها آنذاك ما يزيد على (400) من محبي العمل الإعلامي وظللنا في دورة في كل من الرياض وجدة وتجرى لنا اختبارات دورية وتصفيات حتى نجح منا في نهاية السنة مجموعة لا تتجاوز (10) فقط تقريبا في كل من الرياض وجدة وللأسف لم يبقى من زملائي المذيعين الذين قاسموني تلك المعاناة وذلك النجاح إلا عدد محدود أذكر منهم في إذاعة جدة الأستاذ عبده قزان الأستاذ عبدالله المالكي و الأستاذ عبد العزيز قدسي الذي يقال إنه اعتزل العمل الإعلامي نهائيا )
وبحمد الله تحقق حلمي على يدي أساتذتي الذين تعلمت منهم العمل الإذاعي بكل مهنيته وتعلمت منهم أيضا الخلق الرفيع في احترام المستمع وأهمية الثقافة الموسوعية بالنسبة للمذيع ولهم الشكر ( محمد الشعلان يرحمه الله – حسين نجار الله يمتعه بالصحة – متولي درويش من مصر الشقيقة الله يمتعه بالصحة – محمد أبو الوفا من مصر الشقيقة الله يمتعه بالصحة – وسيد عبد الكريم مصر الشقيقة الله يمتعه بالصحة – وعبد الله الشايع الله يمتعه بالصحة والعافية ), والغريب أن يتحقق حلم أبي بالعمل مع الأستاذ المذيع المميز متعه الله بمزيد الصحة ( عبد الله راجح ) وهكذا أصبح ابن القرية الجنوبية الموغلة في الريف المتخمة بالثقافة منذ زمن مبكر من التاريخ (ضمد )صوتا مسموعا ويبعثر أخبار الدنيا والناس على الهواء نهارا وليلا . .
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
أصرار وصبر وتصميم لايأس ولا تراجع مع بصيص أمل ومن هنا يتحقق الأمل ويفوز بالرهان انه المتألق (جبريل أبو ديه) سلمت وسلم ابداعك ولا حرمنا الله من جهدك أبو راكان
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
04-09-2011
