عدد الضغطات : 9,172عدد الضغطات : 6,678عدد الضغطات : 6,397عدد الضغطات : 5,605
التميز خلال 24 ساعة
العضو المميز المراقب المميز المشرف المميز الموضوع المميز القسم المميز
قريبا
قريبا
قريبا

بقلم :
المنتدى الاسلامي العام

العودة   منتديات الحقلة > المنتدى الاسلامي > منتدى القرآن الكريم والتفسير

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: ضع بصمتك .. واترك أثراً ..~ (آخر رد :السموه)       :: مؤلم ... (آخر رد :السموه)       :: وقع ولو بكلمه (آخر رد :السموه)       :: ذات مساء مساحه خاصه لكم (آخر رد :السموه)       :: اللهم ... (آخر رد :السموه)       :: لـ نهتف : (يَآرَبْ )مساحة خاصه لكم لتناجون البارئ بماشئتم (آخر رد :السموه)       :: ثرثرة الواو (آخر رد :السموه)       :: دعاء اليوم ((متجدد بإذن الله)) (آخر رد :ابو يحيى)       :: تهنئة بحلول عيد الفطر المبارك (آخر رد :ابو يحيى)       :: أبي ... (آخر رد :السموه)      


موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
قديم 10-05-2023   #1


طالبة العلم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1561
 تاريخ التسجيل :  20 - 06 - 2014
 أخر زيارة : 15-06-2023 (11:13 AM)
 المشاركات : 24,997 [ + ]
 التقييم :  17
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 اوسمتي
وسام العطاء وسام صاحب الحضور الدائم العطاء الذهبي المسابقه الرمضانيه عطاء بلاحدود 
لوني المفضل : Green
وقفات مع سورة البروج



مع, التروي, صورة, وقفات

مع, التروي, صورة, وقفات

وقفات مع سورة البروج


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد:
قال تعالى: ﴿ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ * وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ * وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ * قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ * وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ * إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ * إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ * وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ * ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ * فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ * هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ * فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ * بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ * وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ * بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ ﴾ [البروج: 1 - 22].


روى الإمام أحمد في مسنده من حديث جابر بن سمرة: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الظهر والعصر ﴿ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ، والسماء والطارق وشبهها»[1].


قوله تعالى: ﴿ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ، هذا قسم من الله تعالى بالسماء ذات البروج، والبروج جمع برج وهي المجموعة العظيمة من النجوم، وسميت بروجًا لعلوها وارتفاعها وظهورها وبيانها، وقد تمدح الله بخلقه للبروج فقال تعالى: ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا [الفرقان: 61].


والبروج عند الفلكيين اثنا عشر وهي: الحمل، والثور، والجوزاء، والسرطان، والأسد، والسنبلة، والميزان، والعقرب، والقوس، والجدي، والدلو، والحوت، جمعها الناظم في قوله:
حَمَلَ الثَّوْرُ جَوْزَةَ السَّرَطَانِ وقفات سورة البروج   وقفات سورة البروج وقفات سورة
وَرَعَى اللَّيْثُ سُنْبُلَ الميزَانِ وقفات سورة البروج   وقفات سورة البروج وقفات سورة
وَرَمَى عَقْرَبٌ بِقَوْسٍ لِجَدْيٍ وقفات سورة البروج   وقفات سورة البروج وقفات سورة
نَزَحَ الدَّلْوَ بِرْكَةَ الحِيتَانِ وقفات سورة البروج   وقفات سورة البروج وقفات سورة



فهي اثنا عشر برجًا؛ ثلاثة منها للربيع، وثلاثة للصيف، وثلاثة للخريف، وثلاثة للشتاء.


قوله تعالى: ﴿ وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ، أي: وأقسم باليوم الموعود، وهو يوم القيامة باتفاق المفسرين، قال تعالى: ﴿ خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ [المعارج: 44].


قوله تعالى: ﴿ وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ، ذكر علماء التفسير في الشاهد والمشهود عدة أقوال يجمعها: أن الله أقسم بكل شاهد وبكل مشهود، والشهود كثيرون منهم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم شهيدًا علينا كما قال تعالى: ﴿ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا [النساء: 41].


ومنهم هذه الأمة شهداء على الناس: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ [البقرة: 143]، وأعضاء الإنسان يوم القيامة تشهد عليه بما عمل من خير وشر كما قال تعالى: ﴿ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [النور: 24]، ومنهم الملائكة يشهدون يوم القيامة، فكل من شهد بحق فهو داخل في قوله: شاهد، وأعظم شاهد هو الله الشهيد على كل شيء كما ذكر في هذه السورة: ﴿ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ، ويدخل في قوله: ومشهود؛ المشهود عليهم من العباد، كما يدخل في ذلك كل يوم مشهود كيوم الجمعة ويوم عرفة ويوم القيامة، قال تعالى: ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ [هود: 103] [2].


واختلف في جواب القسم فقيل: محذوف تقديره: لتبعثن، والصحيح أن هذا القسم لا يحتاج إلى جواب؛ لأن المقسم به هو نفسه المقسم عليه، أي: إن هذه الأشياء لعظيمة؛ لأن المراد التنبيه إلى عظمها، وما فيها من الدلالة على قدرته تعالى، وسعة علمه، وصدق وعده ووعيده، ذكر ذلك الإمام ابن القيم رحمه الله واختاره، ونظيره القسم بالقرآن، وأن القسم به وعليه؛ كما في قوله تعالى: ﴿ ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ [ص: 1]، وقوله تعالى: ﴿ ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ [ق: 1].


قوله تعالى: ﴿ قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ يعني: أُهلك، وقيل: القتل هنا بمعنى اللعن، وهو الطرد والإبعاد من رحمة الله، وهم قوم كفار أحرقوا المؤمنين بالنار، وكانوا بنجران في الفترة ما بين عيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم، وقد اختلفت الرواية في حديثهم، والمعنى متقارب، وقد وردت القصة مفصلة في السنة في الحديث الذي رواه مسلم في خبر الملك، والغلام، والساحر، والراهب [3].


والأخدود هو الشق العظيم المستطيل في الأرض كالخندق وجمعه أخاديد.


والمقصود أن هؤلاء الكفار حاولوا بالمؤمنين أن يرتدوا عن دينهم، ولكنهم عجزوا، فحفروا أخدودًا حفرًا ممدودة في الأرض وجمعوا الحطب الكثير وأحرقوا المؤمنين بها والعياذ بالله، قال تعالى: ﴿ النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ؛ أي الحطب الكثير المتأجج، قوله تعالى: ﴿ إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ جمع قاعد مثل شاهد وشهود؛ أي لعنوا حين كانوا قاعدين على شفير النار مشرفين على إلقاء المؤمنين فيها، وقد كانوا يخيرون الناس، فمن أجابهم إلى الكفر خلَّوْا سبيله، ومن أصر على الإيمان قذفوه فيها.


قوله تعالى: ﴿ وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ، وهذا أعظم ما يكون من التجبر وقساوة القلب؛ لأنهم جمعوا بين الكفر بآيات الله ومعاندتها ومحاربة أهلها، وتعذيبهم بهذا العذاب الذي تنفطر منه القلوب، وحضورهم إياهم عند إلقائهم فيها فلا تأخذهم بهم رأفة، فهم قساة قلوب غلاظ أكباد.


قوله تعالى: ﴿ وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ؛ أي ما كرهوا منهم ولا أنكروا عليهم سوى الإيمان بالله، وهذا من تأكيد المدح بما يشبه الذم، فهي كقوله تعالى: ﴿ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ [الحج: 40].


وكقول القائل:
ولا عَيْبَ فيهِمْ غيْرَ أنّ سُيوفَهمْ وقفات سورة البروج   وقفات سورة البروج وقفات سورة
بِهنّ فلولٌ مِنْ قراعِ الكتائبِ وقفات سورة البروج   وقفات سورة البروج وقفات سورة

وقفات سورة البروج   وقفات سورة البروج وقفات سورة
وقفات سورة البروج   وقفات سورة البروج وقفات سورة

وقوله تعالى: ﴿ يُؤْمِنُوا بلفظ المستقبل، مع أن الإيمان وُجد منهم في الماضي، لأن انتقامهم على استمرار المؤمنين على الإيمان وثباتهم عليه، لا على الإيمان الماضي، فكأنه قيل: «إلا أن يدوموا على الإيمان»، وقوله العزيز: أي: القوي الذي لا يغالب، الحميد: أي المحمود على أفعاله وأقواله، والمحمود على كل حال، وقدم العزيز على الحميد لأن المقام مقام إنذار.


قوله تعالى: ﴿ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ؛ أي خلقًا وملكًا وحكمًا، وله ک القدرة التامة على أهل السماوات والأرض، ولا مفر لأحد من سلطانه وملكوته، ولذلك آمن به هؤلاء المؤمنون وهانت عليهم أرواحهم في سبيله، لما ينتظرونه عنده من الثواب العظيم والنعيم المقيم.


قوله تعالى: ﴿ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ؛ أي لا يخفى عليه شيء، وفي هذا وعد للمؤمنين الصابرين، ووعيد للكافرين الظالمين.


قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ؛ أي عذبوهم بالإحراق وبسائر صنوف الأذى ليردوهم عن دينهم، ويشمل هذا أصحاب الأخدود وغيرهم من مشركي قريش ومن بعدهم، وذكر المؤمنات للتنويه بشأنهن، ﴿ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا؛ أي: من كفرهم وعما فعلوا بأولياء الله.


﴿ فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ؛ أي: النار في الآخرة.


﴿ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ ؛ أي: العذاب الشديد الإحراق، وذلك أن الجزاء من جنس العمل؛ قال الحسن البصري: انظروا إلى هذا الكرم والجود قتلوا أولياءه وهو يدعوهم إلى التوبة والمغفرة.


قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ؛ أي: جمعوا بين الإيمان والعمل الصالح المصدق لإيمانهم، ولا يكون العمل صالحًا إلا بأن يكون خالصًا لله تعالى، وصوابًا أي على وفق ما جاءت به الشريعة.


﴿ لَهُمْ جَنَّاتٌ أي: بساتين عظيمة فضلًا من الله.


﴿ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ؛ أي: من تحت قصورها وأشجارها، وأنهار الجنة كثيرة فمنها ما أخبر الله: أنهار من لبن لم يتغير طعمه، وأنهار من خمر لذة للشاربين، وأنهار من عسل مصفى، فإذا رأى أهل الجنة الجنة، وما فيها مما يسر القلب ويلذ البصر، زال عنهم ما مسهم في الدنيا من التعب والأحزان، روى مسلم في صحيحه من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يُؤْتَى بِأَنْعَمِ أَهْلِ الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُصْبَغُ فِي النَّارِ صَبْغَةً، ثُمَّ يُقَالُ: يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ خَيْرًا قَطُّ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ نَعِيمٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لَا، وَاللَّهِ يَا رَبِّ، وَيُؤْتَى بِأَشَدِّ النَّاسِ بُؤْسًا فِي الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيُصْبَغُ صَبْغَةً فِي الْجَنَّةِ، فَيُقَالُ لَهُ: يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ بُؤْسًا قَطُّ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ شِدَّةٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لَا، وَاللَّهِ يَا رَبِّ مَا مَرَّ بِي بُؤْسٌ قَطُّ، وَلَا رَأَيْتُ شِدَّةً قَطُّ»[4].


﴿ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ؛ أي: العظيم الذي لا فوز يدانيه؛ لأن فيه النـجاة من كل مرهوب وحصول كل مطلوب، والجنة فيها كل مطلوب، وقد زال عنها كل مرهوب، فلا يذوقون فيها الموت ولا المرض، ولا السقم، ولا الهم، ولا النصب.


قوله تعالى: ﴿ إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ؛ أي: إن بطشه وانتقامه من أعدائه الذين كذبوا رسله وخالفوا أمره لشديد عظيم قوي، فإنه تعالى ذو القوة المتين، الذي ما شاء كان كما يشاء في مثل لمح البصر أو هو أقرب.


قوله تعالى: ﴿ إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ؛ أي: من قوته وقدرته التامة يبدي الخلق ثم يعيده بعد العدم، ثم يعيده يوم القيامة بعد فنائه، كما قال تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ [الروم: 27].


قوله تعالى: ﴿ وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ؛ أي: كثير المغفرة لذنوب عباده فيسترها ويتجاوز عنها.


﴿ الودود: أي عظيم المحبة لأوليائه، فيحبهم ويحبونه، فالودود هو المحب المحبوب، بمعنى واد ومودود، والود خالص المحبة.


قوله تعالى: ﴿ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ؛ أي: صاحب العرش الذي هو سقف المخلوقات وأعظمها وأوسعها وأحسنها، ولذا خصه بالذكر وأضافه إليه تعالى وهو فوق السماوات كالقبة، وعليه استوى الرب استواءً يليق بجلاله وعظمته وسلطانه.


والمجيد فيه قراءتان: الرفع على أنه صفة للرب تعالى، والمجيد هو المتضمن لكثرة صفات كماله وسعتها، وعدم إحصاء الخلق لها، وسعة أفعاله وكثرة خيره ودوامه.


ومن قرأ المجيد بالكسر، فهو صفة لعرشه تعالى، وإذا كان عرشه مجيد فهو عز وجل أحق بالمجد، وكلاهما معنى صحيح[5].


قوله تعالى: ﴿ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ؛ أي: مهما أراد فعله لا معقب لحكمه ولا يسأل عما يفعل لعظمته، وقهره، وحكمته، وعدله.


قوله تعالى: ﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ * فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ ؛ أي: خبرهما وقصتهما، أنهما قصتان عظيمتان لأمتين كافرتين أهلكهما الله شر إهلاك، وأحل الله بهم بأسه، وأنزل عليهم النقمة التي لم يردها عنهم أحد؟ وهذا تقرير لقوله: ﴿ إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ؛ أي: إذا أخذ الظالم أخذه أخذًا أليمًا شديدًا أخذ عزيز مقتدر.


قوله تعالى: ﴿ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ ؛ أي: هم في شك وريب وكفر وعناد.


قوله تعالى: ﴿ وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ؛ أي: هو قادر عليهم، قاهر لا يفوتونه ولا يعجزونه.


قوله تعالى: ﴿ بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ؛ أي: عظيم كريم، كثير الخير والبركة.


قوله تعالى: ﴿ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ؛ أي: هو في الملأ الأعلى محفوظ من الزيادة والنقص والتحريف والتبديل.


والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

[1] (34/ 497) برقم (20982)، وقال محققوه: صحيح لغيره.

[2] انظر: بدائع التفسير، ابن القيم رحمه الله (5/ 173).

[3] صحيح مسلم برقم (3005) عن صهيب رضي الله عنه.

[4] برقم (2807).

[5] تفسير جزء عم للشيخ البراك (ص127 – 142)، تفسير جزء عم للشيخ ابن عثيمين رحمه الله (ص124- 149)، تفسير الشيخ السعدي رحمه الله (ص 918)، تفسير ابن كثير رحمه الله (14/ 301/ 314)، بدائع التفسير لابن القيم رحمه الله (5/ 169- 177).




الألوكة

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك


الموضوع الأصلي: وقفات مع سورة البروج || الكاتب: طالبة العلم || المصدر: منتديات الحقلة

منتديات الحقلة

منتديات الحقلة: منتديات عامة اسلامية ثقافية ادبية شعر خواطر اخبارية رياضية ترفيهية صحية اسرية كل مايتعلق بالمرأة والرجل والطفل وتهتم باخبار قرى الحقلة والقرى المجاوره لها





,rthj lu s,vm hgfv,[ hgjv,d w,vm




,rthj lu s,vm hgfv,[ hgjv,d w,vm ,rthj lu s,vm hgfv,[ hgjv,d w,vm



 

قديم 11-05-2023   #2
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ أسبوع واحد (01:21 AM)
 المشاركات : 210,290 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: وقفات مع سورة البروج



جزاك الله خير الجزاء
ونفع بك وبعلمك



 

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مع, التروي, صورة, وقفات


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
وقفات مع سورة النمل طالبة العلم منتدى القرآن الكريم والتفسير 1 12-12-2022 06:35 AM
وقفات مع سورة القصص طالبة العلم منتدى القرآن الكريم والتفسير 1 03-06-2022 01:03 PM
وقفات مع سورة الحجر طالبة العلم منتدى القرآن الكريم والتفسير 11 11-10-2015 11:27 AM
وقفات مع سورة الحجر طالبة العلم منتدى القرآن الكريم والتفسير 4 20-08-2015 09:25 PM
وقفات مع سورة الفاتحة حقلاوي منتدى القرآن الكريم والتفسير 4 10-06-2012 01:08 PM

Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 05:53 PM

أقسام المنتدى

الاقسام العامة | المنتدى الاسلامي العام | المنتدى العام | منتدى الترحيب والتهاني | الاقسام الرياضية والترفيهية | العاب ومسابقات | الافلام ومقاطع الفيديو | منتدى الرياضة المتنوعة | الاقسام التقنية | الكمبيوتر وبرامجه | الجوالات والاتصالات | الفلاش والفوتوشوب والتصميم | منتدى التربية والتعليم | قسم خدمات الطالب | تعليم البنين والبنات | ملتقــــى الأعضـــــاء (خاص باعضاء المنتدى) | المرحله المتوسطه | منتدى الحقلة الخاص (حقلاويات) | منتدى الاخبار المحلية والعالمية | اخبار وشـؤون قرى الحقلة | اخبار منطقة جازان | الاقسام الأدبية والثقافية | الخواطر وعذب الكلام | منتدى الشعر | عالم القصة والروايات | اخبار الوظائف | منتديات الصحة والمجتمع | منتدى الصحة | منتدى الأسرة | منتدى السيارات | منتدى اللغة الانجليزية | منتدى الحوار والنقاشات | منتدى التراث والشعبيات والحكم والامثال | منتدى التعليم العام | منتدى السفر والسياحة | الثقافه العامه | منتدى تطوير الذات | كرسي الإعتراف | منتدى عالم المرأة | عالم الطفل | المطبخ الشامل | منتدى التصاميم والديكور المنزلي | المكتبة الثقافية العامة | شعراء وشاعرات المنتدى | مول الحقلة للمنتجات | الخيمة الرمضانية | المـرحلـة الابتدائيـة | استراحة وملتقى الاعضاء | المرحله الثانويه | الصور المتنوعة والغرائب والعجائب | المنتدى الاسلامي | منتدى القرآن الكريم والتفسير | سير نبي الرحمة واهم الشخصيات الإسلامية | قصص الرسل والانبياء | قسم الصوتيات والفلاشات الاسلاميه | اخبار مركز القفل | منتدى الابحاث والاستشارات التربوية والفكرية | افلام الانمي | صور ومقاطع فيديو حقلاويات | البلاك بيري / الآيفون / الجالكسي | بوح المشاعر وسطوة القلم(يمنع المنقول ) | مناسك الحج والعمرة | منتدى | ارشيف مسابقات المنتدى | منتدى الحديث والسنة النبوية الشريفة | المنتدى الاقتصادي | منتدى عالم الرجل | اعلانات الزواج ومناسبات منتديات الحقلة | تراث منطقـة جــــازان | كرة القدم السعوديه | منتدى الرياضة | كرة القدم العربيه والعالمية | ديـوان الشـاعـر عمـرين محمـد عريشي | ديـــوان الشــاعـر عـبدة حكمـي | يوميات اعضاء منتديات الحقلة | تصاميم الاعضاء | دروس الفوتوشوب | ارشيف الخيمة الرمضانية ومناسك الحج والعمرة الاعوام السابقة | منتدى الاخبار | نبض اقلام المنتدى | ديـــوان الشــاعـر علـي الـدحيمــي | الاستشارات الطبية | الترحيب بالاعضاء الجدد | قسم الاشغال الايدويه | قسم الاشغال اليدويه | مجلة الحقله الالكترونيه | حصريات مطبخ الحقله | ديوان الشاعر ابوطراد |



Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

Ramdan √ BY: ! Omani ! © 2012
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
Forum Modifications Developed By Marco Mamdouh
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

جميع المواضيع والمُشاركات المطروحه في منتديات الحقلة تُعبّر عن ثقافة كاتبها ووجهة نظره , ولا تُمثل وجهة نظر الإدارة , حيث أن إدارة المنتدى لا تتحمل أدنى مسؤولية عن أي طرح يتم نشره في المنتدى

This Forum used Arshfny Mod by islam servant