ألا فليحذر المسلم من تبرج نسائه ومحارمه وبناته، ومن له عليهنَّ ولاية وسلطة، وليقيهن من النار، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم:6]. وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه يقول: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته، الإمام راع ومسؤول عن رعيته، وَالرجلُ راع في أَهله وهو مسْؤول عن رعيته، والمرأَة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والخادمُ راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته .. رواه البخارى أيها المسلمون:
ألا فلنحذر من تبرج النساء فإن في ذلك مفاسد عظيمة، وأخطار جسيمة؛ فإن التبرج معصية لله ولرسوله؛ لأن الله ورسوله أمرا بالحجاب والحشمة والعفة والحياء: {وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا} [الأحزاب:36].وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله ) رواه البخاري . إن التبرج معصيةٌ لله ورسوله: كما جاء في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى) قيل: ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبَىَ ( رواه البخاري ) أختي المسلمة: إذا تأملت دلالة الحجاب من حيث اللغة والشرع تبين لك أن غاية الحجاب هو الستر عن أنظار الرجال الأجانب، وأن المقصود من ذلك هو صيانة المرأة المسلمة والحفاظ على عفافها وطهارتها، ومن أجل تحقيق هذه الغاية فقد جعل الإسلام للحجاب شروطاً واضحة تميزه وتحدد مواصفاته الشرعية، فإذا تخلف شرط واحد متفق على وجوبه لم يعد الحجاب شرعياً بل هو تبرج وسفو . والشروط الواجب توفّرها مجتمعةً حتى يكون الحجاب شرعياً : الأول : ستر جميع بدن المرأة على الراجح الثاني: أن لا يكون الحجاب في نفسه زينة الثالث: أن يكون صفيقاً ثخيناً لا يشف الرابع: أن يكون فضفاضاً واسعاً غير ضيق الخامس: أن لا يكون مبخراً مطيباً السادس : أن لا يشبه ملابس الكافرات السابع : أن لا يشبه ملابس الرجال الثامن : أن لا يقصد به الشهرة بين الناس . أن المرأة عورة، ومأمورة بالاحتجاب والستر، ومنهية عن التبرج وإظهار زينتها ومحاسنها ومفاتنها. قال الله تعالى: {يَأَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأَّزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ} (2) الآية. وقال تعالى: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فَرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ} (3) الآية، وقال تعالى: {وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ} (4)، وهذا اللباس مع ما فيه من التشبه ليس بساتر للمرأة، بل هو مبرز لمفاتنها، ومغرٍ لها، ومغر بها من رآها وشاهدها، وهي بذلك داخلة في الحديث الصحيح، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( صنفان من أهل النار لم أرهما رجال بأيديهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ) رواه مسلم أيها المؤمنات:
إنَّ للحجاب فضائل عديدة، وحكم سديدة؛ من أهمها وأعظمها؛ امتثال أمر الله وأمر رسوله،، قال الله -مبيناً أنه إذا قضى أمراً فإن على المؤمنين والمؤمنات التسليم والتطبيق-: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا} [الأحزاب:36]. إن الحجاب عفة، إن الحجاب مكرمة، إن الحجاب شرف، إن الحجاب مروءة، إن الحجاب إيمان، إن الحجاب طاعة، إن الحجاب امتثالٌ لأمر الله ولأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيا أيتها اللؤلؤة المكنونة المسلمة! يا أيتها الدرة المصونة الغالية! والله ما نريد لك إلا العفة، ووالله ما أراد الإسلام لك إلا الكرامة وأن يحميك من عبث العابثين، ومجون الماجنين، والله لا نريد لك إلا الخير في الدنيا والآخرة: الله سبحانه يحب الحجاب . فاحتسبي أن يحصل لك حب الله ورضاه لأنك تفعلين محابه.قال تعالى في الحديث القدسي: وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه.[ رواه البخاري 6021] فَهَيَّا إلى استقامةٍ لا اعوجاجَ فيها , وهدايةٍ لا ضلالةَ فيها , وهيا إلى توبةٍ نصوحٍ لا معصيةَ فيها : {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (31) سورة النور.
جزى الله خيرا كل من ساهمت أوساهم في نشر العلم وجعله الله في ميزان حسناتكم — مع ام احمد رشدى وبيبو الامل وانا مسلمة معتزة بدينى و36 من الأشخاص الآخرين.
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك