تسمية حلب: بعض المصادر تشير إلى أن ذكرها باسمها الحالي ورد قبل أكثر من /54/قرناً وهناك مصادر اخرى تقول بأن اسم حلب استند الى معطيات اسطورية وأخرى أثرية ومن هذه المعطيات الاسطورية قول/الزجاجي الوارد في معجم البلدان لياقوت الحموي/ «سميت حلب لأن ابراهيم عليه السلام كان يحلب غنمه في الجمعات ويتصدق به فيقول الفقراء حلب.. حلب» .
أما بالنسبة الى الشهباء فيقال بأن ابراهيم عليه السلام كان له بقرة شهباء اللون وكلما حلبها تنادى الناس وقالوا: حلب الشهباء.. ومنهم من يعزو كلمة الشهباء الى حجارة حلب البيضاء. وهناك رواية أخرى تنسب اسم حلب الى أحد أبناء العماليق الذي كان اسمه حلب وتقول الرواية، إن حلب وبرذعة وحمص كانوا اخوة من بني/ عمليق/ فبنى كل واحد منهم مدينة سميت باسمه اما المعطيات الأثرية فتقول إن اسم حلب تطور عبر العصور فكان/ يارموتي/ في حملة سرجون الأكادي و/أرمان / أيام الملك« فرام سن»و/حلابو/ عندما كانت عاصمة لمملكة يمحاض و/حالاب/ في نصوص مملكة الآلاخ و/حلبا-حلباس/ ايام الملك الحثي تلبينوس و/حلبا/ في الوثائق المصرية و/حلبا - خالمان/ في النصوص الآشورية وأقوى الأصل ما ذهب إليه العلامةو خير الدين الأسدي بقوله إن حلب هي/ حل-لب/ والمعنى حل المكان ولب الشجاعة وبذلك يكون المعنى مكان الشجاعة أو مكان التجمع للحرب.
البيت الحلبي القديم روعة في البناء والهندسة يتألف البيت الحلبي عادة من طابقين الارضي ويضم عدداً من الغرف التي تواجه مساحة الدار بكاملها والعلوي الذي يحتوي على غرف أخرى تسمى« المربعات» ويصعد إليها عن طريق سلم حجري مشكل من لبنات ضخمة وعدد من الغرف والمربعات يكون طبقاً لمساحة الدار واتساعها،وقد يصل عددها في الدورالواسعة الى اثنتي عشرة غرفة هذا عدا عن الأقبية التي تستخدم لتخزين المؤن.. وتعود أقدم البيوت الحلبية الموجودة حالياً الى أواخر القرن الخامس عشر الميلادي وتتمركز معظمها في الأحياء القديمة ووراء البوابات الضيقة المغلقة..وفي منتصف القرن السابع عشر انتشرت في حي« الجديدة» في حلب العديد من البيوت الحلبية التي استغلها أصحابها مؤخراً وحولوها الى مطاعم وفنادق حديثة مع الحفاظ على طابعها التاريخي الأثري القديم كمثل بيت/ أجقباش/ الذي تحول الى متحف للتقاليد الشعبية ومطاعم« السي سي والياسمين وزمريا وبيت وكيل وكان زمان..الخ
لمحة عن تاريخ حلب : يعود أول ذكر لحلب الى ماقبل القرن الخامس والعشرين ق.م في عهد/ ريموش بن سارغون الاكادي/ مؤسس الامبراطورية العربية وكانت حلب آنذاك مدينة مزدهرة قوية.. وتشير أغلب المصادر الى أن باني حلب الاول هو / بلوكوش الموصللي/ أحد ملوك آشور.. وثمة آراء أخرى تعيد بناء حلب الى الحثيين .
ومع أن المدينة أصابها الخراب على فترات متلاحقة إلا أن/سلوقس/ اليوناني/ 213 ق.م/ جدد بناءها وله ينسب بناء قلعتها الشامخة وقبل ذلك كانت حلب قد بلغت أوج قوتها وازدهارها في عهد الملك/يارليم ليم ملك مملكة يمحاض/ وهو أول السلالة العمورية وكان معاصراً لحمورابي البابللي صاحب الشريعة .
الرقص العربي في حلب عندما يدور الحديث عن حلب.. فإن اول ما يتبادر الى الذهن قلعتها الشامخة ومدرستها العريقة في الفن والطرب الاصيل وفرقتها الشعبية للرقص العربي..والتي تتطلب ارتداء اللباس العربي بالكامل/ العرقية والوشاح والصدرية وقميص الملس الابيض والسروال والشالة العجمية والجاكيت العربي والحذاء الضيق المدبب/ وتضم الرقصات والدبكات العربية الى/ القبا/ وكانت تسمى قديماً (السبعة أبه) وتتمحور حول ضرب الايقاع سبع دقات( وأس) وهي رقصة صلبية اصيلة يعود تاريخها الى مئات السنين.. هناك/ الشيخاني/ وهي أيضاً رقصة قديمة جداًوذات حركة بطيئة رباعية العدد أخف من إيقاع القبا وتبدأ بالرجل اليمنى مع اليد اليسرى وتنتهي بالعكس وقد سميت بالشيخاني لأنها كانت للشيوخ والزعماء فكانوا ينسجمون مع الرقصة الى حد التمايل يميناًوشمالاً.. وقد قال في وصف هذه الرقصة أحد الشعراء (موالاً) في حلب.. لاتحسبهم سكارى برؤوسهم خمرة بل قضيب ريحان ما مال الهوى مالوا وتوجد الرقصة العربيةالخفيفة وسميت بالخفيفة لأنها مأخوذة من رقصة/ القبا/ وتبدأ بعد الموال مباشرة ولكن بحركة أسرع..وهي تتلاءم مع الأغاني القديمة إضافة الى رقصة لعبة السيف والترس وتقوم في الأعراس والأعياد بشكل ارتجالي ورقصة لعبة ( البنود) وهي نموذج لفن تقليدي شعبي يستخدم العصا بطول مترين وهي معروفة منذ عصر الجاهلية..كما يوجد رقصة ( الغزاوية ) سريعة الحركة وثلاثية العدد و/الأوصر/ و(الولدة) (واللوحة) وهناك دبكات شعبية عريقة جاءت معظمها من ريف حلبا ودخلت الرقص العربي مثل/ الصوصانية / و/المندلي/ و/الأوثر/.. وشعراء آخرون كثيرون تغنوا بحلب ومن ناحية أخرى كما زار مدينة حلب عام /7781/ الشاعر الرحالة والمستشرق الانكليزي /بلانت/ هو وزوجته /آن/ فأعجب بمدينة حلب وكرم أهلها.
وأخيراً وصف أحد خبراء اليونسكو مدينة حلب في تقرير قدمه الى المنظمة قائلاً فيه: « نظراً لجمال مدينة حلب المعمارية الذي حافظت عليه عبر العصور فإنها تستحق الاعتبار الذي منح لمدن البندقية وفلورنسة وجعلها جزءاً من التراث الثقافي العالمي الذي يجب أن يصان وإثر ذلك سجلت منظمة اليونسكو عام / 6891/ مدينة حلب في قائمة المعالم التاريخية العالمية الواجب الحفاظ عليها. بعض الصحف التي صدرت بحلب في الماضي في عام/7681/ صدرت في حلب جريدة / الفرات/ وكانت الجريدة الرسمية لحلب وصدرت باللغتين التركية والعربية وفي عام /8681/ صدرت الفرات الاسبوعية بثلاث لغات التركية والعربية والأرمنية من العدد/05/ وحتى العدد/001/ ثم عادت لتعاود الصدور باللغتين التركية والعربية فقط ثم صدرت بعد جريدة الفرات جريدة/ حلب/ وكان يتولى تحريرها الأديب محمد منير المدور البيروتي وفي عام/0781/ صدرت مجلة/ الزهرة/ الاسبوعية التي كانت تعنى بكتابة النوادر والنكات الادبية لصاحبها /يوسف الشلفون/ وفي عام/6781/ احدث عبد الرحمن الكواكبي اول جريدة سياسية اسماها/ الشهباء/ حيث لم يصدر منها إلا/ 51/ عدداً فقط. وفي عام /9781/ صدرت صحيفة الاعتدال السياسية المتنوعة باللغتين العربية والتركية لصاحبها /سعيد بك الشريف/ ولكنها لم تدم طويلاً لنهجها غير الموالي للحكومة وفي عام/7981/ صدرت في حلب مجلة/ الشذور/ لصاحبها عبد المسيح بن فتح الله انطاكي. آثار حلب وأوابدها التاريخية احتضنت حلب عبر التاريخ العديد من الأبنية والعمارات ذوات الاهداف والاختصاصات المتنوعة كالأسواق والأسوار والخانات والأبواب والقيساريات والمساجد والكنائيس والمدارس والمكتبات والتكايا والزوايا والقساطل والسبلان والبيمارستانات والحمامات.. .
الجامع الاموي: هو أكبر الجوامع التي اقيمت في حلب وأول المساجد الجامعة وأوسعها يقع في قلب المدينة القديمة في حي السويقة تعتبر كل ناحية فيه معلمة حضارية تتحدث عن تاريخ عريق وتروي قصة أحداثها المتنوعة التي شهدتها عبر مختلف العصور.
قلعة حلب: تمثل قلعة حلب طرازاً معمارياً متميزاً خاصاً بالعمارة العسكرية وهي المثال الذي يجمع بين التحصينات العسكرية الدفاعية وبين المنشآت الخاصة بالحياة العامة وهي محمية بأسوارها العالية القوية المحيطة بها بشكل كامل ومزوده بـ /44/ برجاً مختلفة الأحجام وتذكر المصادر أن أول من بنى القلعة هو /سلوقوس نيكاتور/ مؤسس السلالة السورية السلوقية وقد بناها على تل مشرف على المدينة وقد أضاف عليها كسرى ملك فارس بعض المواضع ورمم أسوارها وعندما أخذها سيف الدولة الحمداني /449-769/ رمم أسوارها وحصنها وكذلك فعل ابنه سعد الدولة وسكنها وجعلها دار ا قامة له وعندما آلت القلعة الى بنى مرداس فعلوا الشيء نفسه الذي فعله الحمدانيون حيث رمموا القلعة وأصبحت في عهدهم مسكناً للأمراء بعد ذلك آلت القلعة الى نور الدين بن عماد الدين زنكي فأشاد فيها الابنية الى أن ملكتها الاسرة الايوبية ثم عادت القلعة الى الملك/ الظاهر غازي/ الذي حصنها وحسنها وبنى فيها مستودعاً للمياه ومخازن للغلال وأعلى بابها وعمل له جسراً ممتداً الى المدينة وبنى على الباب برجين وفي العصر المملوكي اصبحت القلعة مركزاً عسكرياً ومكاناً لإقامة نوابها ورمز سلطة المدينة .
الأسواق في حلب نظراً لمكانة حلب التجارية، وكونها على طريق الحرير، فلقد اشتهرت بأسواقها القديم، وأغلبها موجود في سوق المدينة الكبير والذي تتفرع منه أسواق عدة، لها تاريخها ومسمياتها.. وتبلغ قرابة المئة سوق مابين قديم وحديث: - سوق استانبول: وهو سوقان، القديم وهو الداخلي من باب الجامع الكبير حتى القنطرة، والخارجي المطل على منطقة وراء الجامع، وكانت تباع فيهما بضائع استانبول سابقاً. -سوق أصلان دده: وفيه جامع ارسلان دده، مكتوب اسمه في داخله. -سوق باطيه: يقع بين سوق العطارين وسوق الصرماياتيه وفيه تباع الخيطان والماركيزيت. -سوق الحبال: يباع في القنب والحبال. - سوق الحمّام: ينزل اليه من منتصف سوق القطن، وهو سوق تباع فيه ألبسة البدو. - سوق الخابية: قرب حمام القاضي، كانت تباع فيه الخوابي وسائر الخزفيات. - سوق الدراع: بين سوق العطارين وسوق الطرابيشية يباع فيه النسيج بالذراع. -سوق الزرب:من بيع الزرابي، ويمكن أن يكون محرفاً عن الضرب، من بيع مضارب البدو، وفيه جامع الشيخ معروف وهو المدرسة الشاذبختية.. - سوق السقطية: وهو من أعمر أسواق حلب حالياً. - سوق الصرماياتية: تصنع فيه وتباع الأحذية الحلبية التقليدية والمعروفة باسم الصرماية.. -سوق الصياغ: سوقان احدهما غربي سوق بالستان والثاني غربي سوق الطيبية..كلاهما لصنع الحلي وهنالك اسواق كثيرة اخرى.
أبواب حلب -باب الفرج: هو الباب الصغير، سمي بهذا الاسم تفاؤلاً لما وجد من التفريج بفتحه، فتحه الملك الظاهر غازي، وكان في محله باب يسمى باب العبارة أو باب الثعابين، وباب الفرج لم يبق له أثر.. يقع باب الفرج بين باب الجنان وباب الفراديس. -باب الحديد: سمي بباب الحديد لأن الحوانيت التي تجاوره كان يصنع فيها الحديد ولايزال حتى يومنا هذا حدادون قربه. - باب الجنان: يلفظه العامة باب جنين، سمي بذلك لأنه يفضي الى جنان حلب حيث يجري نهر قويق.. - باب انطاكية: كان يفضي منه الى انطاكية، وحينما فتح المسلمون حلب دخلوها من باب انطاكية، وفي باب انطاكية جامع الشعيبية..
الحمامات في حلب 1- حمام حمدان في ساحة بزة ويعود الى عهد سيف الدولة سنة 753هـ. 2- حمام البزدار في العقبة ويعود الى/ 285 هـ/ 3- حمام السلطان بجوار قلعة حلب / 806 هـ/ 4- حمام الشقتمر في حي القصيلة/ 177هـ/ 5- حمام الجواهري في باب قنسرين/ 977هـ/ 6- حمام البياضة في حي البياضة/ 458هـ/ وحمامات اخرى كثيرة.. ولعل من أجمل الحمامات وأروعها بحلب حمام/ يلبغا الناصري/ الذي قال عنه احد السلاطين «لو خيرت بين هدم القلعة أو الحمام لهدمت القلعة وأبقيت الحمام». وللحمام عند أهالي حلب طقوس وأدبيات ومظاهر اجتماعية و متنوعة اضافة الى بعض التقاليد والاعراف التي لابد من اتباعها حين ارتياد الحمام
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
موضوع قمة الروعه والجمال
أسعدني جداً قراءته
الله يعطيك العافيه
اكثروا من الحمد
.. استغفر الله الحمد لله ..
يأتي على الناس زمان تكون العافية فيه عشرة أجزاء :
تسعة منها في اعتزال الناس وواحدة في الصمت 🤐
- الإمام علي بن أبي طالب
_ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ _