عدد الضغطات : 9,071عدد الضغطات : 6,569عدد الضغطات : 6,293عدد الضغطات : 5,512
التميز خلال 24 ساعة
العضو المميز المراقب المميز المشرف المميز الموضوع المميز القسم المميز
قريبا
قريبا
قريبا

بقلم :
المنتدى الاسلامي العام

العودة   منتديات الحقلة > المنتدى الاسلامي > المنتدى الاسلامي العام > ارشيف الخيمة الرمضانية ومناسك الحج والعمرة الاعوام السابقة

ارشيف الخيمة الرمضانية ومناسك الحج والعمرة الاعوام السابقة مواضيع رمضان ومناسك الحج والعمرة الاعوام السابقة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: الوجه الاخر لرجل الأعمال سعد التميمي (آخر رد :السموه)       :: احذروا سوء الظن (آخر رد :ابو طراد)       :: من فوائد وفضائل الذكر (آخر رد :فاطمة صلاح)       :: هل تريد نخلة في الجنة (آخر رد :فاطمة صلاح)       :: وانت في مفترق الطرق تذكر... (آخر رد :فاطمة صلاح)       :: غلط يقع فيه بعض المصلين (آخر رد :فاطمة صلاح)       :: علماء الأزهر (آخر رد :فاطمة صلاح)       :: رائعة جداً (آخر رد :فاطمة صلاح)       :: ايمانيات (آخر رد :فاطمة صلاح)       :: رحله العمر (آخر رد :فاطمة صلاح)      


 
 
أدوات الموضوع
قديم 17-05-2018   #1


مصراوي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1899
 تاريخ التسجيل :  27 - 04 - 2015
 العمر : 70
 أخر زيارة : 02-09-2020 (09:50 AM)
 المشاركات : 87,984 [ + ]
 التقييم :  246
 MMS ~
MMS ~
 اوسمتي
الإتقان وسام ادارة المنتدى وسام صاحب الحضور الدائم العطاء الذهبي المسابقه الرمضانيه 2 
لوني المفضل : Cadetblue
قنوات تسرق منا رمضان



أنا, تشرق, رمضان, قنوات

أنا, تشرق, رمضان, قنوات




بسم الله الرحمن الرحيم

الخطبة الأولى


أما بعد: فيا عباد الله، اتقوا الله -تعالى- واحمدوه واشكروه على أن بلغكم شهر رمضان، رمضان النور والذكر والخير والطهر، فيه ليلة القدر والذكريات الكثر، فيه عزّ الفتح وفيه نصر بدر، وفي ختامه بهجة العيد وفرحة الفطر.

أيها المسلمون، نسمع عن سرقة الجواهر والأثاث والدنانير وعن الاعتداء وقطع الطريق، لكن كيف يُسرق من الناس رمضان؟! نعم إخوتي، من أولئك الذين يسرقون من المسلمين رمضان ثم يعلنون على صحف الجرائد سرقاتهم هذه لتلك اللحظات المباركة في هذا الشهر العظيم؟! وكيف واتَتهم الجراءَة ليسرقوا هذا الشهر الكريم بعد أن مثّلوا وخرّبوا أوقاتِ الشهور الأخرى التي لم يكفِهم الفساد فيها فجلبوه إلى رمضان؟! لعلّكم إذًا عرفتم هؤلاء السارقين، إنهم من اعتدى على الأمّة قبل وبعد وأثناء رمضان، فانبروا بقنواتهم الفضائية المهترئة وباسم الترفيه عن الصائمين بطرح برامج ومسلسلات لهم تتنافس فيما بينها لسرقة رمضان وجوِّه الروحي من عباد الرحمن الذين رضوا بها فشاهدوها مضيِّعين معنى الصوم الحقيقي وهو التقوى، فمن لم يدع قول الزور والعملَ به فليس لله حاجةٌ في أن يدع طعامه وشرابه.

أيها الإخوة، في رمضان يعطى السائل ويغفَر للتائب، تتّصل القلوب ببارئها، تمتلئ المساجد؛ هذا مصلٍّ، وهذا ذاكر، وآخر يتلو كتاب ربّه، كلهم يرجون الأجر والتخلّص من أوزار الذنوب. ترى هؤلاء وتحمَد الله، لكنك تحزن وأنت ترى بالمقابل فئامًا من الناس يستقبلون رمضان انتظارًا لأن تتسلّط عليهم هذه القنوات ببرامجها التافهة التي تحمل شرًا وفسقًا ورقصًا وعريًا، والأعظم استهزاء بدين الله وشرائعه وتشويهًا للتاريخ ومراجعه. فما الذي دهى القوم؟! قد يكون هدف هذه القنوات ماديًا لجلب المال، ولكن بالمقابل كيف بمن أضاع فرصة رمضان العظيمة بالمغفرة والرحمة والعتق من النار ليشتري بدلاً منها وزرًا وإثمًا؟! ثم ألم يكف هذه القنوات ورجالها ما أفسدوه خلال العام في بيوت المسلمين ليعتدوا على هذه الشهر الكريم بهذا الفسق والفجور بالبرامج الرمضانية كما يسمونها؟! ما الذي دهى القوم؟! وأيّ قناعات تسرّبت إليهم ليجعَلوا من شهر التقى والعفاف موسم حياة لاهية وسمر عابث؟! أين هم من النداء الرمضاني «يا با غي الخير أقبل، ويا با غي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة» [صححه الألباني]؟! فلا حول ولا قوة إلا بالله.

أيها المسلمون الصائمون، إن البرامج الفضائية كما هو مشاهد أنها تنشط في رمضان بشكل عجيب، ويتضاعف جهود المحطات وقنوات البث، وهذا لا يتعارض مع حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- المتفق عليه أن رسول الله -صلى الله عليه و سلم- قال: «إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين» [رواه البخاري]، وفي رواية مسلم: «وصفدت الشياطين» لأنّ الذي يسلسل هو الشياطين من الجن كما جاء في رواية الترمذي وابن ماجه: «ومردة الجن» [صححه الألباني]، لكن الذين وراء هذه البرامج هم مردة شياطين الإنس ممن يتسمّى بأسماء إسلامية، وبعضهم من هذه البلاد، لكنه مع الأسف يتنكّر لدينها وأهلها، بل وعاداتها وتقاليدها المرعيّة بهذه البرامج ودعمها المادي وهي التي لا هدف لها إلا إزالة الأجر والثواب الذي حصل عليه العبد في نهار رمضان، فتأتي هذه البرامج وتقضي عليه بالليل. لكن هؤلاء الشياطين لم يدَعوا الصائمين من جمع الحسنات حتى في النهار، هي تعمل طوال ساعات الليل والنهار، فانشغل الكثيرون حتى في نهار رمضان عن الذكر والاستغفار وقراءة القرآن، وجلسوا أمام هذه القنوات، واكتفوا من الصيام بالإمساك عن الطعام فقط.

قد يتهمني البعض -إخوتي- بالمبالغة والتهويل، لكن تعالوا إلى حديث صريح نناقش إخواننا فيه المتابعين لتلك البرامج هدانا الله وإياهم.

أيها المسلمون، هل ينكر أحدٌ منا أن الله حرم علينا -معاشر الرجال- النظر إلى المرأة الأجنبية؟! ولا أتكلم عن الخلاف المعروف بين الفقهاء في وجه المرأة لأن الذي يعرض على التلفاز وجه المرأة وشعرها وصدرها وذراعاها وساقاها، وربما أعظم من هذا، هل ينكر أحدٌ منا أن الإسلام قد حرّم علينا الاستماع إلى الغناء وآلات الطرب واللهو؟! ولا يمكن أن تخلو برامج هذه القنوات من أصوات الموسيقى المحرمة. كل هذا -أيها الأحبة- لو سلّمنا بأن ما يعرض على الناس هو النساء والموسيقى، ولكن الواقع أن الأمر أعظم من هذا، واعذروني أن أخدش سمع أولئك الذين عافاهم الله من هذا البلاء، ولكن الوعي له تبعاته.

إن الذي يعرض على الناس الآن في رمضان الشرك والكفر بالله -تعالى-، يعرض على الناس السحر والشعوذة والزندقة، ويعرض على الناس تمثيليات الجنس ومسلسلات العشق والغرام والكذب والسيئ من الأخلاق، يعرض على الناس الزنا الصريح، يعرض على الناس صور الجريمة وأساليب النصب والاحتيال، يعرض على الناس التهوين بحجاب المرأة والاستهزاء بعباءتها ونقابها وعادات المجتمع وتقاليده، يعرض على الناس برامج منتجة في بلاد عربية مسلمة وأغلب القائمين على إنتاجها وتمثيلها نصارى يحاربون الله ورسوله، يعرض على الناس الخمر والمخدرات. قنوات غنائية تبثّ على مدار الساعة أغاني يستحي الإنسان من وصفها فكيف بصوَرها وكلامها ورقصها؟! وهي لا تستحي أن تتوقّف حتى في رمضان تُرى هل تبلّدت أحاسيس الناس؟! وهل ماتت الكثير من الفضائل الإسلامية في نفوسهم حتى صاروا يتقبلون أن ينظروا في الشاشة رجلاً يحتضن بنتًا شابّة على أنه أبوها؟! ونحن مطالبون أن نأخذ الأمر بعفويّة وطبيعية يدعوننا إليها.

وصرنا لا ننكر وجود رجلٍ وامرأة في وضع الزوجين، ونصِف الرجل بأنه ممثل محترم وأنها ممثلة قديرة، وصرنا لا ننكِر أن تظهر المرأة حاسِرة الرأس كاشفةَ الشعر والرقبة والذراعين والساقين، ثم تهريج وإضحاك غير منضبط واستهزاءٌ بالشعوب واللهجات وانتقادٌ واستهزاءٌ لما حسن من العادات.

برامج تجعل من العادة مناظر احتساء الخمور والتدخين والاغتصاب والسرقات والقتل والسباب بأقذع الألفاظ، وتقبَّلنَا كلَّ هذا على أساس أنه تمثيل، وكل هذا متّفقون جمعيًا على أنه حرام مضادّ لأمر الله عز وجل، فهم يستهزئون بدين الله حين يظهرون رجال الدّين على أنهم من كلّ شرّ قريب، ويظهرون أنفسهم بهيئاتهم المزرية على أنهم المصلِحون المجدِّدون.

أيها الصائمون، أسألكم وأنتم تعرفون الجواب: هل يتناسب كل ما ذكر مع رمضان شهر جمع الحسنات وشهر نزول الرحمات والبركات؟! كيف تنزل الرحمات على البيوت؟! ما هذه التناقضات التي نعيشها؟! نمسك عن الطعام والشراب ولا نمسك عن النظر والاستمتاع، هل الصيام فقط الامتناع عن الأكل والشرب؟! من كان لا يعرف الصيام إلا بهذه الصورة مخطئ وجاهل، الصيام هو صيام الجوارح كلها لكي يخرج في النهاية {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183].

فهل مشاهدة هذه البرامج تكسب التقوى؟! إنها تقضي على البقية الباقية من إيمان العبد. كيف نرضى لأنفسنا أن نرتكب المحرم ونحن صائمون؟! كيف نرضى أن نخالف ونطيع في نفس الوقت؟! إنها لمن المتناقضات العجيبة.

وإذا كان لا بد من هذه البرامج في حياتك -أخي المسلم- ووصلتَ إلى قناعة أنه لا يمكنك الاستغناء عنها وهي في حياتك بمثابة الهواء والماء كما هو حال البعض هدانا الله وإياهم وعافاهم فلا أقلّ من أن تتركه في رمضان لكي لا تجرح صيامك وتنقص الأجر.

فاتقوا الله أيها الصائمون. يا من ابتلي بمشاهدة هذه المحرمات، إننا نخاطب الإيمان الذي في قلوبكم ونخاطب الصيام الذي تصومون أن تتقوا الله -جل وتعالى- وأن يستحي الواحد منا من ربه فلا يعصيه ويخالفه وهو صائم أو مفطر، ولا يعصيه بنعَمِه التي أنعمها عليه، فهل هذا شكرٌ لله أن بلّغك رمضان حين حال الموت بين البعض وبين بلوغهم رمضان فماتوا قبل رمضان فلم يدركوه؟!

يا عبد الله، يا من أيام عمره في حياته معدودة، يا من عمره يقضى في الساعة والساعة فيما لا فائدة منه، يا كثير التفريط في قليل البضاعة، يا شديد الإسراف، يا قوي الإضاعة، كأني بك عن قليل ترمى في جوف قاعة مسلوبًا لباس القدرة وبأس الاستطاعة، وجاء منكر ونكير في أفظع الفظاعة، كأنهما أخوان من الفظاظة من لبان الرضاعة، وأمسيت تجني ثمار هذه الزراعة، وتمنيت لو قدرت على لحظةٍ لطاعة، وقلت: {رَبِّ ارْجِعُونِ} [المؤمنون: 99] وما لك كلمةٌ مطاعة، يا متخلّفًا عن أقرانه قد آن تلحق الجماعة، وتعلن التوبة عن تلك الآثام هذه الساعة.

أيها المسلمون الصائمون، إننا نخاطب الإيمان الذي في قلوبكم أن تحفظوا نعمة البصر ولا تطلقوها في النظر إلى ما حرم الله، فإن النظر سهمٌ من سهام إبليس. إن النظر بمنزلة الشرارة في النار، ترمَى في الحطب اليابس، فإن لم تحرقه كله أحرقت بعضه.

كل الحوادث مبدؤها من النظر *** ومعظم النار من مستصغر الشرر

كم نظرةٍ فعلت في قلب صاحبها *** فعل السهام بلا قوسٍ ولا وتر!

والمرءُ ما دام ذا عينٍ يقلبها *** في أعين الغيد موقوفٌ على الخطر

يسرُّ مقلتَه ما ضرّ مهجتَه *** لا مرحبًا بسرورِ عاد بالضرر


إن من غضّ بصره عما حرم الله عليه عوضه الله -تعالى- من جنسه ما هو خيرٌ منه، فكما أمسك نور بصره عن المحرمات أطلق الله نور بصيرته وقلبه، فرأى به ما لم يره من أطلق بصره في محارم الله، وهذا أمرٌ يحسه الإنسان من نفسه، فإن القلب كالمرآة والذنوب كالصدأ فيها، فإذا خلصت المرآة من الصدأ انطبعت فيها صور الحقائق كما هي، وإذا صدأت لم تنطبع فيها صور المعلومات، فيكون علمه وكلامه من باب الخوض والظنون.

ثم بعد هذا كله أيها الآباء، ما ذنب الأولاد أن نربيهم منذ الصغر والنساء المحصنات في البيوت على مسلسلات الخلاعة والمجون ويكبرون على التناقضات، فيتربى الطفل منذ الصغر والمرأة في المنزل وعندهم أن لا مانع من النظر إلى النساء والاختلاط بين الشاب والبنت، ولا ما نع من رؤية الفواحش، ولا مانع من رؤية مناظر الخمور والدعارة، ومع هذا كله نعلمه أن لا مانع من أن يصوم ويسمك عن الطعام والشراب، ولكنه لا يطلق بقية جوارحه والله المستعان. ما ذنب الأبناء والنساء؟! ثم يشتكي الواحد منا بعد ذلك من ولده أنه وقع في هذه البلوى أو تلك أو من أذية امرأته أو خطئها.

أيها المسلمون، هذه القنوات في حياة الناس تدخلت في كل شيء، وغيرت ترتيب وجبات الطعام عند بعض الناس، فصارت الوجبات ملتزمة بمواعيد البرامج، وأحيانًا يأتي موعد الوجبة الغذائية ويمضي والمشاهدون مشدودون للتلفاز دون اهتمام بحاجة الجسم للطعام ودون شعور بالجوع في بعض الأحيان، وذلك عندما يبلغ السكر منتهاه.

لقد غير التلفاز طريقة تجمُّع الناس، لقد كان هناك تزاورٌ بين الجيران في السابق وكانت هناك أحاديث جميلة وتسامر نظيف واهتمام بمشاكل البعض، أما الآن فكلَّ ليلٍ الأسَرُ مشغولةٌ بمتابعة الأفلام، وتعدّى الأمر حتى إلى العجائز وكبار السن والله المستعان.

بل إن الأسرة الواحدة واسألوا أنفسكم يا بعض الآباء يا من غفلوا عن بيوتهم وأولادهم: أفراد البيت على كم مرة تلتقي في الأسبوع بكامل أفراد البيت غير أوقات الطعام والتلفاز لتتحدثوا عن موضوعٍ معين، أو على الأقل تجلس معهم -أيها الأب- لكي يكتسبوا من أخلاقك؟ ومتى سوف يتعلمون منك التعقل والحكمة والاتزان؟! ومتى يقتبسون من أفكارك وآرائك أيها الوالد؟!

إذا كنت الآن وفي هذا السن لا تجلس معهم فمتى يكون إذًن؟! فبعد أن يكبر الأولاد الالتقاء معهم يكون في المناسبات، فالتلفاز لم يترك وقتًا للالتقاء الأسريّ ولا للتجمع العائلي، وليس هناك مجال لتبادل الخبرات والتجارب، والجواب أتركه لكل والد.

أين هذا الحال الرمضاني الذي نتكلم عنه عن حال سلفنا وقدواتنا في رمضان حين كانوا يقيمون ليله بالقرآن ويصومون النهار ويجرّدون فيه السيوف ويبعثون الجيوش لنصرة الإسلام؟! بل أين هدوء ليالي رمضان التي كنا نعرفها قديمًا، حين كان لليل رمضان جوّه الخاص وشفافيته الفياضة وروحانيته الخاصة، بين قارئ لكتاب الله ومستغفر بالأسحار وقائم يصلي لصدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء؟! الكلُّ في هدوءٍ وسكينةٍ، فجاءت هذه القنوات في رمضان وحرمتِ الناسَ تلك السكينة وذاك الهدوء بأفلام رعاة البقر ومسلسلات العنف والجريمة الدرامية وجولات المصارعة الحرة والمشاهد الفكاهية المستهزئة والأغاني المائعة، والأدهى من ذلك كله أن يخدع الناس في رمضان ببعض الأفلام التي يسمونها الإسلامية أو المسلسلات الدينية، فالفاسقون من الممثلين الذين كانوا في شعبان يمثلون أفلام الخلاعة والتفاهة إذا جاء رمضان مثّلوا أدوار الصحابة في تمثيلياتهم، فهذا خالد بن الوليد وعمر بن عبد العزيز وآخرها هارون الرشيد، وقد مثلوا قبل ذلك أدوارَ الفِسق والفجور، والممثّلة الساقطة التي كانت في شعبان تُقبّل على شاشات التلفاز ويمارس معها الفساد والفجور تخرج في رمضان بحجابٍ وجلباب طويل لتمثّل دور الصحابيات أو زوجة أحد الشخصيات الإسلامية بلغةٍ ركيكة، وكأنهم يستهزئون بنا، أيّ مغالطةٍ أعظم من هذا؟! بل أيّ منكر أعظم من هذا؟! وكثير منا ينظر ويتقبل الأمر بشكل طبيعي، فهل ماتت الغيرة عندنا حتى على أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟! وإذا كان هناك برامج وأخبار صادقة وتحاليل وحوار فإنها مع الأسف ضاعت وسط هذا الركام النتن لتلك البرامج التي يتبعها كثرةٌ من الناس في غفلةٍ عظيمة.

فلنتّق الله أيها المسلمون، ولنعرف لرمضان حقه وحرمته ولنترك المعاصي والذنوب، ونتوب إلى الله توبة صادقة في هذا الشهر، فإنها والله فرصة، والمحروم من حرم ذلك، وإنها مسؤولية عظمى على عاتق الأنظمة والشعوب في نبذ هذه البرامج ومحاسبة أهلها والتضييق عليهم بدلاً من أن تفتح لهم قنواتنا ليبثوا فسادهم ونترك لهم جرائدنا ليعلنوا بها فاحشتهم، بل الأدهى والأمرّ حين يكرَّمون وتصرَف لهم الأوسمة وأثرهم في الأمة أعظم ممن يفسد الأمن ويسرق المال، فكيف يكرَّمون وهم أفسدوا الأمن الأخلاقي والأمن الفكري؟! لماذا يكرمون؟ ألأنهم أفسدوا الأمة؟! لماذا يقدَّمون وتفتح لهم الأبواب المغلقة على غيرهم من الجادين؟! ألأنهم ألهو الشعوب عن قضاياهم الكبرى المصيرية؟! لماذا يبرزون؟! ألأنهم بذلوا الأموال الطائلة لهذا الإفساد في وقت تذبح فيه كرامة الأمة وتراق دماؤها وتدنّس مقدساتها وجثث أبنائها وأعراض نسائها على الطرقات ومسلسلات رمضان هذا العام تكلّف أصحابها أكثر من مائة مليون دولار ينفقونها ثم تكون عليهم حسرة وسببًا لإفساد الناس ولا حول ولا قوة إلا بالله.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {الم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (2) هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ (3) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (5) وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (6) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (7) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ (قنوات تسرق رمضان   قنوات تسرق رمضان قنوات تسرق خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [لقمان:1- 9].

بارك الله لي ولكم في الفرقان العظيم، ونفعنا وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.

أما بعد: فيا عباد الله، اتقوا الله -تعالى- وتوبوا إليه، واعلموا أن ربكم بفضله ومنّه قد جعل شهر رمضان مضمارًا لخلقه، يستبقون فيه بطاعته، فبادروا -وفقكم الله- إلى الخيرات، وأصلحوا من أحوالكم، فالمسؤولية عظمى والمحاسبة دقيقة.

أوصى أبو ذر -رضي الله عنه- أصحابه يومًا فقال: "إن سفر القيامة طويل، فخذوا ما يصلحكم، وصوموا يومًا شديد الحر لحرّ يوم النشور، وصلوا ركعتين في ظلمة الليل لظلمة القبور، وتصدقوا بصدقة السر ليوم العسر"، ولما قيل للأحنف بن قيس إنك شيخ كبير والصوم يضعفك قال: "إني أعدّ لسفر طويل، والصبر على طاعة الله أهون من الصبر على عذاب الله".

فانظر لآثارهم وأفعالهم يا عبد الله، واقتدِ بهؤلاء، واستكثروا من الطاعات والنوافل من بعد الفرائض استغلالًا لشهركم، واسعوا في قضاء حوائج المحتاجين، وتفقدوا أحوال المساكين، يقول الإمام الشافعي رحمه الله: "أحبّ للصائمين الزيادة في الجود في شهر رمضان اقتداءً برسول الله -صلى الله عليه و سلم-".

إنه شهر القرآن عباد الله، فيه تصفو القلوب، وتزكو النفوس بالإقبال على الصلاة وقراءة آي القرآن الكريم، من صامه إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قامه إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه.



ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك


الموضوع الأصلي: قنوات تسرق منا رمضان || الكاتب: مصراوي || المصدر: منتديات الحقلة

منتديات الحقلة

منتديات الحقلة: منتديات عامة اسلامية ثقافية ادبية شعر خواطر اخبارية رياضية ترفيهية صحية اسرية كل مايتعلق بالمرأة والرجل والطفل وتهتم باخبار قرى الحقلة والقرى المجاوره لها





rk,hj jsvr lkh vlqhk Hkh javr vlqhk rk,hj




rk,hj jsvr lkh vlqhk Hkh javr vlqhk rk,hj rk,hj jsvr lkh vlqhk Hkh javr vlqhk rk,hj



 

قديم 17-05-2018   #2


ッ ѕмιℓє غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3599
 تاريخ التسجيل :  07 - 05 - 2018
 أخر زيارة : 13-04-2021 (12:36 PM)
 المشاركات : 3,346 [ + ]
 التقييم :  53
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Deeppink
رد: قنوات تسرق منا رمضان



شكري وتقديري
كل الود لسموك



 

قديم 18-05-2018   #3


هدوء الليل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2062
 تاريخ التسجيل :  25 - 08 - 2015
 أخر زيارة : 26-08-2019 (06:17 PM)
 المشاركات : 17,147 [ + ]
 التقييم :  159
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: قنوات تسرق منا رمضان



مع خالص الشكر وكل عام وانتم بخير



 

قديم 18-05-2018   #4


mimi غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2448
 تاريخ التسجيل :  16 - 04 - 2016
 أخر زيارة : 24-04-2019 (04:15 PM)
 المشاركات : 1,902 [ + ]
 التقييم :  170
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: قنوات تسرق منا رمضان



مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه أخي مصراوي



 

 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أنا, تشرق, رمضان, قنوات


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
شاهد قنوات البين سبورت ببرنامج قوي جدا ريماء الكمبيوتر وبرامجه 3 30-05-2017 03:04 AM
Tv 3l pc برنامج تشغيل قنوات التلفزيون على الكمبيوتر thisoft الكمبيوتر وبرامجه 7 01-06-2016 06:32 PM
برنامج اندرويد لمشاهدة اخر قنوات iptv سمير كمال البلاك بيري / الآيفون / الجالكسي 2 28-10-2015 09:53 PM
لمشاهدة قنوات التلفاز على الأيفون مجانا SPB TV 3.0 Mhmom البلاك بيري / الآيفون / الجالكسي 3 18-05-2013 10:36 AM
قنوات حصن نفسك ابو يحيى قسم الصوتيات والفلاشات الاسلاميه 6 20-12-2012 02:56 PM

Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 06:30 AM

أقسام المنتدى

الاقسام العامة | المنتدى الاسلامي العام | المنتدى العام | منتدى الترحيب والتهاني | الاقسام الرياضية والترفيهية | العاب ومسابقات | الافلام ومقاطع الفيديو | منتدى الرياضة المتنوعة | الاقسام التقنية | الكمبيوتر وبرامجه | الجوالات والاتصالات | الفلاش والفوتوشوب والتصميم | منتدى التربية والتعليم | قسم خدمات الطالب | تعليم البنين والبنات | ملتقــــى الأعضـــــاء (خاص باعضاء المنتدى) | المرحله المتوسطه | منتدى الحقلة الخاص (حقلاويات) | منتدى الاخبار المحلية والعالمية | اخبار وشـؤون قرى الحقلة | اخبار منطقة جازان | الاقسام الأدبية والثقافية | الخواطر وعذب الكلام | منتدى الشعر | عالم القصة والروايات | اخبار الوظائف | منتديات الصحة والمجتمع | منتدى الصحة | منتدى الأسرة | منتدى السيارات | منتدى اللغة الانجليزية | منتدى الحوار والنقاشات | منتدى التراث والشعبيات والحكم والامثال | منتدى التعليم العام | منتدى السفر والسياحة | الثقافه العامه | منتدى تطوير الذات | كرسي الإعتراف | منتدى عالم المرأة | عالم الطفل | المطبخ الشامل | منتدى التصاميم والديكور المنزلي | المكتبة الثقافية العامة | شعراء وشاعرات المنتدى | مول الحقلة للمنتجات | الخيمة الرمضانية | المـرحلـة الابتدائيـة | استراحة وملتقى الاعضاء | المرحله الثانويه | الصور المتنوعة والغرائب والعجائب | المنتدى الاسلامي | منتدى القرآن الكريم والتفسير | سير نبي الرحمة واهم الشخصيات الإسلامية | قصص الرسل والانبياء | قسم الصوتيات والفلاشات الاسلاميه | اخبار مركز القفل | منتدى الابحاث والاستشارات التربوية والفكرية | افلام الانمي | صور ومقاطع فيديو حقلاويات | البلاك بيري / الآيفون / الجالكسي | بوح المشاعر وسطوة القلم(يمنع المنقول ) | مناسك الحج والعمرة | منتدى | ارشيف مسابقات المنتدى | منتدى الحديث والسنة النبوية الشريفة | المنتدى الاقتصادي | منتدى عالم الرجل | اعلانات الزواج ومناسبات منتديات الحقلة | تراث منطقـة جــــازان | كرة القدم السعوديه | منتدى الرياضة | كرة القدم العربيه والعالمية | ديـوان الشـاعـر عمـرين محمـد عريشي | ديـــوان الشــاعـر عـبدة حكمـي | يوميات اعضاء منتديات الحقلة | تصاميم الاعضاء | دروس الفوتوشوب | ارشيف الخيمة الرمضانية ومناسك الحج والعمرة الاعوام السابقة | منتدى الاخبار | نبض اقلام المنتدى | ديـــوان الشــاعـر علـي الـدحيمــي | الاستشارات الطبية | الترحيب بالاعضاء الجدد | قسم الاشغال الايدويه | قسم الاشغال اليدويه | مجلة الحقله الالكترونيه | حصريات مطبخ الحقله | ديوان الشاعر ابوطراد |



Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

Ramdan √ BY: ! Omani ! © 2012
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
Forum Modifications Developed By Marco Mamdouh
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

جميع المواضيع والمُشاركات المطروحه في منتديات الحقلة تُعبّر عن ثقافة كاتبها ووجهة نظره , ولا تُمثل وجهة نظر الإدارة , حيث أن إدارة المنتدى لا تتحمل أدنى مسؤولية عن أي طرح يتم نشره في المنتدى

This Forum used Arshfny Mod by islam servant