عدد الضغطات : 9,176عدد الضغطات : 6,681عدد الضغطات : 6,399عدد الضغطات : 5,609
التميز خلال 24 ساعة
العضو المميز المراقب المميز المشرف المميز الموضوع المميز القسم المميز
قريبا
قريبا
قريبا

بقلم :
المنتدى الاسلامي العام

العودة   منتديات الحقلة > المنتدى الاسلامي > منتدى القرآن الكريم والتفسير

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: ذات مساء مساحه خاصه لكم (آخر رد :محمد الجابر)       :: مؤلم ... (آخر رد :محمد الجابر)       :: ...بم‘ـــآآآذآ تفــكــــر الآن ... (آخر رد :محمد الجابر)       :: لِ .. أَحَدُهُم ‘ ..| (آخر رد :محمد الجابر)       :: ضع بصمتك .. واترك أثراً ..~ (آخر رد :السموه)       :: وقع ولو بكلمه (آخر رد :السموه)       :: اللهم ... (آخر رد :السموه)       :: لـ نهتف : (يَآرَبْ )مساحة خاصه لكم لتناجون البارئ بماشئتم (آخر رد :السموه)       :: ثرثرة الواو (آخر رد :السموه)       :: دعاء اليوم ((متجدد بإذن الله)) (آخر رد :ابو يحيى)      


موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
قديم 26-02-2023   #1


طالبة العلم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1561
 تاريخ التسجيل :  20 - 06 - 2014
 أخر زيارة : 15-06-2023 (11:13 AM)
 المشاركات : 24,997 [ + ]
 التقييم :  17
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 اوسمتي
وسام العطاء وسام صاحب الحضور الدائم العطاء الذهبي المسابقه الرمضانيه عطاء بلاحدود 
لوني المفضل : Green
تفسير قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ... ﴾



﴾, ﴿, لَكُمْ..., الْقِتَالُ, تعالى:, تفسير, عَلَيْكُمُ, وَهُوَ, قومه, كُتِبَ, كُرْهٌ

﴾, ﴿, لَكُمْ..., الْقِتَالُ, تعالى:, تفسير, عَلَيْكُمُ, وَهُوَ, قومه, كُتِبَ, كُرْهٌ

تفسير قوله تعالى:﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ...



قال الله تعالى: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ [البقرة: 216].

قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ ﴾؛ أي: فرض وأوجب عليكم أيها المؤمنون القتال في سبيل الله؛ لإعلاء كلمة الله، ونشر دينه، والدفاع عن حوزة الإسلام، وعن حرمات المسلمين، وهو فرض كفاية، وقد يتعين في بعض الأحوال.

وبني الفعل «كتب» لما لم يسم فاعله؛ لأن الذي كتب ذلك وأوجبه وفرضه معلوم، وهو الله عز وجل.

قال صلى الله عليه وسلم: «من مات، ولم يغز، ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق»[1].

وقال صلى الله عليه وسلم: «لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية، وإذا استنفرتم فانفروا»[2].

﴿ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ ﴾ الواو: للحال، والجملة في محل نصب على الحال، أي: ﴿ وَهُوَ﴾ أي: القتال ﴿ كُرْهٌ لَكُمْ ﴾ «كُرْه» مصدر بمعنى اسم المفعول، أي: وهو مكروه لكم، تكرهه النفوس البشرية من حيث طبيعتها، لما فيه من التعرض للقتل، ومجالدة الأعداء، والمشقة والنصب، والجراح، وبذل المال، وغير ذلك.

والنفوس- بطبيعتها البشرية- قد تكره ما هو دون القتال من التكاليف، وفي الحديث: «حفت الجنة بالمكاره»[3].

لكن المؤمن لا يكره ما أوجبه الله وأمر به، من القتال وغيره، بل يحبه- لما فيه من مرضاة الله، وحسن العاقبة في الدنيا والآخرة- حتى وإن كرهته النفس بطبعها- قال تعالى: ﴿ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ [الحجرات: 7].

والمؤمن في هذا، في جهاد مع نفسه، وهواه وشيطانه، قبل جهاد الكفار. وقد قيل:
إني بليت بأربع ما سلطت تفسير قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ تفسير قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ
إلا لأجل شقاوتي وعنائي تفسير قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ تفسير قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ
إبليس والدنيا ونفسي والهوى تفسير قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ تفسير قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ
كيف الخلاص وكلهم أعدائي تفسير قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ تفسير قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ
إبليس يسلك في طريق مهالكي تفسير قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ تفسير قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ
والنفس تأمرني بكل بلائي تفسير قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ تفسير قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ
وارى الهوى تدعو إليه خواطري تفسير قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ تفسير قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ
في ظلمة الشبهات والآراء تفسير قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ تفسير قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ
وزخارف الدنيا تقول أما ترى تفسير قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ تفسير قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ
حسني وفخر ملابسي وبهائي[4] تفسير قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ تفسير قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ


وقال ابن دريد[5]:
وآفة العقل الهوى فمن علا تفسير قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ تفسير قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ
على هواه عقله فقد نجا تفسير قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ تفسير قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ

تفسير قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ تفسير قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ
تفسير قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ تفسير قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ

﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ﴾.
«عسى» للترجي في المحبوب، والإشفاق من المكروه، أي: الطمع في حصول المطلوب والسلامة من المرهوب أو زواله- مع كون ذلك ممكنًا. قال الشاعر:
عسى وعسى من قبل يوم التفرق تفسير قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ تفسير قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ
بما نرتجي يومًا من الخير نلتقي[6] تفسير قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ تفسير قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ
تفسير قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ تفسير قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ
تفسير قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ تفسير قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ



وقال الآخر:
عسى الكرب الذي أمسيت فيه تفسير قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ تفسير قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ
يكون وراءه فرج قريب[7] تفسير قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ تفسير قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ
تفسير قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ تفسير قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ
تفسير قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ تفسير قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ


وقال الآخر:
عسى فرج يأتي به الله إنه تفسير قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ تفسير قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ
له كل يوم في خليقته أمر[8] تفسير قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ تفسير قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ

تفسير قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ تفسير قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ
تفسير قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ تفسير قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ




كما تأتي «عسى» للتوقع، وهو المراد- والله أعلم- في قوله تعالى: ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا ﴾ الآية.

والترجي والإشفاق والتوقع إنما هو بالنسبة للمخلوق، ولهذا قال ابن عباس رضي الله عنهما: «عسى من الله واجبة»[9].

وقوله: ﴿ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ ﴾، هذا عام في الأشياء كلها من أمور الدين والدنيا، فقد يكره المرء الشيء كالقتال أو غيره، وهو خير له؛ لما يعقبه من العز والنصر والتمكين للمسلمين في الدنيا، ودخول الجنة في الآخرة، كما قال تعالى: ﴿ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا [النساء: 19].

وقد يحب المرء الشيء، كالقعود عن القتال، وهو شر له؛ لما يعقبه من ضعف المسلمين، وتسلط الأعداء عليهم، ومن التعرض لعذاب الله الذي توعد به القاعدين عن القتال، كما قال تعالى: ﴿ إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [التوبة: 39].

وقال تعالى: ﴿ فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ * فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [التوبة: 81، 82].

والخير كل الخير في محبة أوامر الله- عز وجل- وامتثالها من القتال في سبيل الله وغير ذلك، وكراهية ما نهى الله عنه واجتنابه، والتسليم لأمره، والخيرة فيما يختاره الله للعبد، مما يوجب التسليم لأمره وقد أحسن القائل:
رب أمر تتقيه تفسير قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ تفسير قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ
جرَّ أمرًا ترتضيه تفسير قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ تفسير قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ

خفي المحبوب منه تفسير قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ تفسير قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ
وبدا المكروه فيه[10] تفسير قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ تفسير قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ



﴿ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ هذه الجملة كالتعليل لما قبلها، وحذف مفعول «يعلم» ليعم كل شيء، أي: والله يعلم كل شيء سبحانه وتعالى، كما قال تعالى: ﴿ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا [طه: 98]، وقال تعالى: ﴿ وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا [الأنعام: 80]، ومن ذلك ما هو خير لكم، وما هو شر لكم، وما يصلح العباد في دينهم ودنياهم وأخراهم من الأحكام الشرعية والكونية والجزائية وغير ذلك.

﴿ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ الواو: عاطفة، أي: وأنتم لا تعلمون ما هو خير لكم، وما هو شر لكم، فقد تكرهون ما هو خير لكم، وقد تحبون ما هو شر لكم بسبب عدم علمكم.

والأصل في الإنسان الجهل وعدم العلم إلا ما علمه الله- عز وجل- كما قال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [النحل: 78]، وقال تعالى: ﴿ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ [العلق: 5]، وقال تعالى مخاطبًا نبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ [النساء: 113].

فهو عز وجل عندما فرض القتال وأوجبه يعلم أن ذلك خير للعباد في دينهم ودنياهم وأخراهم، وهم قد يكرهون ذلك؛ لأنهم لا يعلمون وجه المصلحة في ذلك، مما يوجب التسليم لله في ذلك كله، والاستجابة له، والانقياد لأمره.

وفي هذا حض على القتال في سبيل الله، وترغيب فيه، كما أن فيه ما يسلي المؤمن ويطمئنه، فلا يكره شيئًا مما قضاه الله، شرعًا أو قدرًا، ويصبر على ما ناله في ذات الله، ولا يأسى على ما فاته من محبوبات الدنيا، أو يُلحف في طلبه، أو يفرح بحصوله، فرح بطر واختيال، قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ [التغابن: 11] وقال تعالى: ﴿ لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ [الحديد: 23].

قال ابن القيم[11]: «في هذه الآية عدة حكم وأسرار، ومصالح للعبد، فإن العبد إذا علم أن المكروه قد يأتي بالمحبوب، والمحبوب قد يأتي بالمكروه، لم يأمن أن توافيه المضرة من جانب المسرة، ولم ييأس أن تأتيه المسرة من جانب المضرة؛ لعدم علمه بالعواقب، فإن الله يعلم منها ما لا يعلمه العبد- أوجب له ذلك أمورًا:
منها: أنه لا أنفع له من امتثال أمر ربه، وإن شق عليه في الابتداء؛ لأن عواقبه كلها خيرات ومسرات، ولذات وأفراح، وإن كرهته نفسه، فهو خير لها وأنفع، وكذلك لا شيء أضر عليه من ارتكاب المنهي، وإن هويته نفسه، ومالت إليه، وأن عواقبه كلها آلام وأحزان، وشرور ومصائب، وخاصية العاقل تحمّل الألم اليسير، لما يعقبه من اللذة العظيمة، والخير الكثير، واجتناب اللذة اليسيرة، لما يعقبها من الألم العظيم، والشر الطويل.

فنظر الجاهل لا يجاوز المبادئ إلى غايتها، والعاقل الكيس دائمًا ينظر إلى الغايات، من وراء ستور مباديها؛ فيرى ما وراء تلك الستور، من الغايات المحمودة والمذمومة، فيرى المناهي، كطعام لذيذ، قد خلط فيه سم قاتل، فكلما دعته لذته إلى تناوله، نهاه عنه ما فيه من السم، ويرى الأوامر كدواء مر المذاق، مفض إلى العافية والشفاء، وكلما نهاه مرارة مذاقه عن تناوله، أمره نفعه بالتناول.

ولكن هذا يحتاج إلى فضل علم، تدرك به الغايات من مبادئها، وقوة صبر يوطن به نفسه على تحمّل مشقة الطريق، لما يؤمل عند الغاية، فإذا فقد اليقين والصبر، تعذر عليه ذلك، وإذا قوي يقينه وصبره، هان عليه كل مشقة، يتحملها في طلب الخير الدائم، واللذة الدائمة.

ومن أسرار هذه الآية: أنها تقتضي من العبد التفويض إلى من يعلم عواقب الأمور، والرضا بما يختاره له، ويقتضيه له لما يرجو من حسن العاقبة.

ومنها: أنه لا يقترح على ربه، ولا يختار عليه، ولا يسأله ما ليس له به علم، فلعل مضرته وهلاكه فيه، وهو لا يعلم، فلا يختار على ربه شيئًا، بل يسأله حسن الاختيار له، وأن يرضيه بما يختاره، فلا أنفع له من ذلك.

ومنها: أنه إذا فوض إلى ربه، ورضي بما يختاره له، أمره فيما يختاره له بالقوة عليه، والعزيمة والصبر، وصرف عنه الآفات، التي هي عرضة اختيار العبد لنفسه، وأراه من حسن عواقب اختياره ما لم يكن ليصل إلى بعضه، بما يختاره هو لنفسه.

ومنها: أن يريحه من الأفكار المتعبة، من أنواع الاختيارات، ويفرغ قلبه من التقديرات والتدبيرات، التي يصعد منها في عقبة، وينزل في أخرى، ومع هذا فلا خروج له عما قدر عليه، فلو رضي باختيار الله، أصابه القدر، وهو محمود مشكور، ملطوف به فيه، وإلا جرى عليه القدر، وهو مذموم عنده، غير ملطوف به فيه، مع اختياره لنفسه. ومتى صح تفويضه ورضاه، اكتنفه في المقدور العطف عليه، واللطف به، فيصير بين عطفه ولطفه، فعطفه يقيه ما يحذره، ولطفه يهون عليه ما قدره.

إذا نفذ القدر في العبد كان من أعظم أسباب نفوذه: تحيله في رده، فلا أنفع له من الاستسلام، وإلقاء نفسه بين يدي القدر طريحًا كالميت، فإن السبع لا يرضى أن يأكل الجيف».

وقال أيضًا: «فهذه الآية تضمنت الحض على التزام أمر الله، وإن شق على النفوس، وعلى الرضا بقضائه وإن كرهته النفوس»[12].

[1] أخرجه مسلم في الإمارة (1910)، وأبو داود في الجهاد (3097)، والنسائي في الجهاد (2502)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

[2] أخرجه البخاري في الحج (1834)، ومسلم في الحج (1353)، وأبو داود في الجهاد (2480)، والنسائي في مناسك الحج (2875)، والترمذي في السير (1590)، وابن ماجه في الجهاد (2773)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.

[3] أخرجه مسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها (2823)، والترمذي في صفة الجنة (2559)، من حديث أنس رضي الله عنه.

[4] الأبيات مجهولة النسبة. انظر: «كشف الخفاء» للعجلوني (1/ 40)، و«مجاني الأدب» (3/ 188).

[5] انظر: «العقد الفريد» (2/ 113).

[6] البيت لمحمد بن إسماعيل، كما في حاشية «شذرات الذهب» ص(351)، وهو بلا نسبة في «الدرر» (2/ 157).

[7] البيت لهدبة بن خشرم وهو في «ديوانه» ص(54).

[8] البيت لمحمد بن إسماعيل. انظر: «الصاحبي في فقه اللغة» (ص157).

[9] أخرجه البيهقي في سننه ـ فيما ذكره الزركشي في «البرهان» (4/ 288)، وانظر: «السنن الكبرى» (9/ 13)، «معاني القرآن وإعرابه» للزجاج (2/ 103).

[10] البيتان لابن المعتز؛ انظر: «ديوانه» (ص749).

[11] انظر: «بدائع التفسير» (1/ 391- 392).

[12] انظر: «بدائع التفسير» (1/ 392- 393.





الألوكة

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك



منتديات الحقلة

منتديات الحقلة: منتديات عامة اسلامية ثقافية ادبية شعر خواطر اخبارية رياضية ترفيهية صحية اسرية كل مايتعلق بالمرأة والرجل والطفل وتهتم باخبار قرى الحقلة والقرى المجاوره لها





jtsdv r,gi juhgn: ﴿ ;EjAfQ uQgQdX;ElE hgXrAjQhgE ,QiE,Q ;EvXiR gQ;ElX>>> ﴿ gQ;ElX>>> hgXrAjQhgE juhgn: jtsdv uQgQdX;ElE ,QiE,Q r,li ;EjAfQ




jtsdv r,gi juhgn: ﴿ ;EjAfQ uQgQdX;ElE hgXrAjQhgE ,QiE,Q ;EvXiR gQ;ElX>>> ﴾ ﴿ gQ;ElX>>> hgXrAjQhgE juhgn: jtsdv uQgQdX;ElE ,QiE,Q r,li ;EjAfQ jtsdv r,gi juhgn: ﴿ ;EjAfQ uQgQdX;ElE hgXrAjQhgE ,QiE,Q ;EvXiR gQ;ElX>>> ﴾ ﴿ gQ;ElX>>> hgXrAjQhgE juhgn: jtsdv uQgQdX;ElE ,QiE,Q r,li ;EjAfQ



 

قديم 27-02-2023   #2
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ 2 أسابيع (01:21 AM)
 المشاركات : 210,290 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: تفسير قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ... ﴾



جزاك الله خير الجزاء ونفع بك



 

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
, ﴿, لَكُمْ..., الْقِتَالُ, تعالى:, تفسير, عَلَيْكُمُ, وَهُوَ, قومه, كُتِبَ, كُرْهٌ


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تفسير قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا طالبة العلم منتدى القرآن الكريم والتفسير 1 24-12-2022 01:57 PM
تفسير قوله تعالى: ﴿ أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ... ﴾ طالبة العلم منتدى القرآن الكريم والتفسير 1 19-12-2021 01:43 PM
تفسير قوله تعالى: ﴿ أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ... ﴾ طالبة العلم منتدى القرآن الكريم والتفسير 1 18-12-2021 01:03 PM
تفسير قوله تعالى: ﴿ وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ ... ﴾ [البقرة: 57] طالبة العلم منتدى القرآن الكريم والتفسير 1 24-09-2021 01:01 PM
تفسير قوله تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا... ﴾ طالبة العلم منتدى القرآن الكريم والتفسير 2 11-07-2021 03:33 AM

Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 10:11 AM

أقسام المنتدى

الاقسام العامة | المنتدى الاسلامي العام | المنتدى العام | منتدى الترحيب والتهاني | الاقسام الرياضية والترفيهية | العاب ومسابقات | الافلام ومقاطع الفيديو | منتدى الرياضة المتنوعة | الاقسام التقنية | الكمبيوتر وبرامجه | الجوالات والاتصالات | الفلاش والفوتوشوب والتصميم | منتدى التربية والتعليم | قسم خدمات الطالب | تعليم البنين والبنات | ملتقــــى الأعضـــــاء (خاص باعضاء المنتدى) | المرحله المتوسطه | منتدى الحقلة الخاص (حقلاويات) | منتدى الاخبار المحلية والعالمية | اخبار وشـؤون قرى الحقلة | اخبار منطقة جازان | الاقسام الأدبية والثقافية | الخواطر وعذب الكلام | منتدى الشعر | عالم القصة والروايات | اخبار الوظائف | منتديات الصحة والمجتمع | منتدى الصحة | منتدى الأسرة | منتدى السيارات | منتدى اللغة الانجليزية | منتدى الحوار والنقاشات | منتدى التراث والشعبيات والحكم والامثال | منتدى التعليم العام | منتدى السفر والسياحة | الثقافه العامه | منتدى تطوير الذات | كرسي الإعتراف | منتدى عالم المرأة | عالم الطفل | المطبخ الشامل | منتدى التصاميم والديكور المنزلي | المكتبة الثقافية العامة | شعراء وشاعرات المنتدى | مول الحقلة للمنتجات | الخيمة الرمضانية | المـرحلـة الابتدائيـة | استراحة وملتقى الاعضاء | المرحله الثانويه | الصور المتنوعة والغرائب والعجائب | المنتدى الاسلامي | منتدى القرآن الكريم والتفسير | سير نبي الرحمة واهم الشخصيات الإسلامية | قصص الرسل والانبياء | قسم الصوتيات والفلاشات الاسلاميه | اخبار مركز القفل | منتدى الابحاث والاستشارات التربوية والفكرية | افلام الانمي | صور ومقاطع فيديو حقلاويات | البلاك بيري / الآيفون / الجالكسي | بوح المشاعر وسطوة القلم(يمنع المنقول ) | مناسك الحج والعمرة | منتدى | ارشيف مسابقات المنتدى | منتدى الحديث والسنة النبوية الشريفة | المنتدى الاقتصادي | منتدى عالم الرجل | اعلانات الزواج ومناسبات منتديات الحقلة | تراث منطقـة جــــازان | كرة القدم السعوديه | منتدى الرياضة | كرة القدم العربيه والعالمية | ديـوان الشـاعـر عمـرين محمـد عريشي | ديـــوان الشــاعـر عـبدة حكمـي | يوميات اعضاء منتديات الحقلة | تصاميم الاعضاء | دروس الفوتوشوب | ارشيف الخيمة الرمضانية ومناسك الحج والعمرة الاعوام السابقة | منتدى الاخبار | نبض اقلام المنتدى | ديـــوان الشــاعـر علـي الـدحيمــي | الاستشارات الطبية | الترحيب بالاعضاء الجدد | قسم الاشغال الايدويه | قسم الاشغال اليدويه | مجلة الحقله الالكترونيه | حصريات مطبخ الحقله | ديوان الشاعر ابوطراد |



Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

Ramdan √ BY: ! Omani ! © 2012
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
Forum Modifications Developed By Marco Mamdouh
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

جميع المواضيع والمُشاركات المطروحه في منتديات الحقلة تُعبّر عن ثقافة كاتبها ووجهة نظره , ولا تُمثل وجهة نظر الإدارة , حيث أن إدارة المنتدى لا تتحمل أدنى مسؤولية عن أي طرح يتم نشره في المنتدى

This Forum used Arshfny Mod by islam servant