[ سِـلْـسِلَـــةُ دَعْــوَةُ الـتَّوْحِـيـدِ وَسِـهَـامُ المُـغْـرِضِيـنَ ]

*[ سِـلْـسِلَـــةُ دَعْــوَةُ الـتَّوْحِـيـدِ وَسِـهَـامُ المُـغْـرِضِيـنَ ] لِـشَيْـخِـنَـا الـعَـلَّامَـةِ: صَالِـحِ بْنِ فَــوْزَانَ الـفَـوْزَان - حَفِـظَـهُ اللهُ وَمَتَّعَـهُ بِالـعَـافِـيَـةِ - آمِـيـن - الــعَــدَدُ:[ 11 ]*
*------------------------------------*
*وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ الـرَّحْمَـٰنُ:*

كَيْفَ تَقُولُ: لَا إِلَـٰهَ إِلَّا اللهُ، وَتَدْعُو غَيْرَ اللهِ؟! تَذْبَحُ لِغَيْرِ اللهِ! تَنْذُرُ لِغَيْرِ اللهِ! هَـذَا تَنَاقُضٌ!!.

فَالمُشْرِكُونَ أَبَـوْا أَنْ يَقُولُوا: لَا إِلَـٰهَ إِلَّا اللهُ خَشْيَةَ التَّنَاقُضِ، وَهَـؤُلَاءِ مَا أَنِفُـوا مِنَ التَّنَاقُضِ، فَهُمْ يَقُولُونَ: لَا إِلَـٰهَ إِلَّا اللهُ بِكَـثْـرَةٍ، وَيُشْرِكُونَ بِكَثْرَةٍ، وَالعِيَاذُ بِاللهِ.

وَلِهَذَا يَقُولُ شَيْخُ الإِسْلَامِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الوَهَّابِ رَحِمَهُ اللهُ لَمَّا ذَكَـرَ هَـذِهِ المَسْأَلَـة، قَالَ:(لَا خَيْرَ فِي رَجُلٍ كُفَّارُ قُرَيْشٍ أَعْلَمُ مِنْهُ بِمَعْنَىٰ: لَا إِلَـٰهَ إِلَّا اللهُ) فَكُفَّارُ قُرَيْشٍ عَـرَفُـوا مَعْنَىٰ: لَا إِلَـٰهَ إِلَّا اللهُ وَأَبَوْا أنْ يَلْتَزِمُوهُ.

وَهَـؤُلَاءِ مَا عَرَفُوا مَعْنَىٰ: لَا إِلَـٰهَ إِلَّا اللهُ، وَلِـذَلِـكَ يَـدْعُـونَ غَيْرَ اللهِ، وَيَذْبَحُونَ لِغَيْرِ اللهِ، وَلَا يُسَمُّونَ هَـذَا شِـركًـا؛ بل يُسَمُّونَـهُ بِالتَّوَسُّلِ، وَقَالُوا: اللهُ تَعَالَىٰ يَقُولُ:﴿يَـٰۤأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللهَ وَٱبۡتَغُوۤا۟ إِلَيۡهِ ٱلۡوَسِيلَةَ وَجَـٰهِدُوا۟ فِي سَبِيلِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ۝﴾ وَقَالَ:﴿أُو۟لَـٰۤئِـكَ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ يَبۡتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلۡوَسِيلَةَ﴾ فَمَا هِيَ ٱلۡوَسِيلَـةُ؟.

قَالُوا: هِيَ الوَاسِطَةُ، فَنَجْعَلُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ اللهِ وَاسِطَـةً، هَـذِهِ هِيَ ٱلۡوَسِيلَـةُ، *فَفَسَّرُوا الآيَةَ بِغَيْرِ تَفْسِيرِهَا، وَبِغَيْرِ مُـرَادِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ مِنْهَا، وَهَـذَا لَـمْ يَقُـلْ بِهِ أَحَـدٌ مِنَ المُفَسِّرِينَ أَبَـدًا.*

*فٱلۡوَسِيلَةُ عِنْدَ المُفَسِّرِينَ: هِيَ مَا يُـقَــرِّبُ إِلَى اللهِ، وَالَّـذِي يُـقِـرِّبُ إِلَى اللهِ مَـا هُــوَ؟ التَّوْحِيدُ وَالعَمَلُ الصَّالِح.*

*هَـذَا هُـوَ الَّـذِي يُقَــرِّبُ إِلَى اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ، وَهَذِهِ هِيَ ٱلۡوَسِيلَةُ الصَّحِيحَةُ، وَهِيَ عِبَادَةُ اللهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ؛ هِي ٱلۡوَسِيلَةُ.*

وَالتَّوَسُّلُ إِلَى الشَّيْءِ: هُـوَ مَا يُتَوَصَّلُ بِهِ إلى الشَّيْءِ، وَالحَبْلُ يُسَمَّىٰ وَسِيلَـةٌ؛ لِأَنَّهُ يُسْتَخْـرَجُ بِهِ المَاءُ مِنَ البِئْـرِ فَهُوَ وَسِيلَـةٌ.

*فَـهَـلِ الَّـذِي يُـقَـــرِّبُ إِلَى اللهِ الشِّــركُ أَمِ التَّوْحِـيـدُ؟...*

*- نَكْتَفِي بِهَذَا القَدْرِ وَنُكْمِلُ فِي العَدَدِ القَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَـبَـارَكَ وَتَـعَـالَـىٰ -*
*--------------------------------------*
*[ الـمَـصْــدَرُ: مَـجْـمُـوعَـةُ رَسَـائِـل دَعَـوِيَّـة وَمَـنْـهَـجِـيَّـة: صــــ: 18 - 19 ]*
*---------------------------------------*
*خِــدْمَــةُ الـسَّـلَاسِــلِ الْـعِـلْـمِـــيَّـــةِ:*
*لِـلِاشْــتِــرَاكِ: +966553178173*

*[ سِـلْـسِلَـــةُ دَعْــوَةُ الـتَّوْحِـيـدِ وَسِـهَـامُ المُـغْـرِضِيـنَ ] لِـشَيْـخِـنَـا الـعَـلَّامَـةِ: صَالِـحِ بْنِ فَــوْزَانَ الـفَـوْزَان - حَفِـظَـهُ اللهُ وَمَتَّعَـهُ بِالـعَـافِـيَـةِ - آمِـيـن - الــعَــدَدُ:[ 12 ]*
*------------------------------------*
*وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ الـرَّحْمَـٰنُ:*

*فَـهَـلِ الَّـذِي يُـقَـــرِّبُ إِلَى اللهِ الشِّــركُ أَمِ التَّوْحِـيـدُ؟ فَـالَّـذِي يُقَرِّبُ إِلَى اللهِ تَعَالَىٰ هُـوَ التَّوْحِيدُ، وَعِبَادَتُهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَـهُ.*

*ومَعْنَىٰ:﴿وَٱبۡتَغُوۤا۟ إِلَيۡهِ ٱلۡوَسِيلَةَ﴾ أَي: تَقَرَّبُوا إِلَيْهِ بِالعِبَادَةِ:﴿أُو۟لَـٰۤئِـكَ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ يَبۡتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلۡوَسِيلَةَ﴾ أَي: التَّقَـرُّبَ إِلَيْهِ سُبْحَانَهُ بِالعِبَادَةِ، هَذَا مَعْنَىٰ ٱلۡوَسِيلَة، وليسَ مَعْنَىٰ ٱلۡوَسِيلَـةِ مَا فَسَّرَهَا بِهِ القُبُورِيُّونَ بِجَعْلِ وَاسِطَةٍ بَيْنَكَ وَبَيْنَ اللهِ.*

*وَالتَّوَسُّلُ: ذَكَـرَ العُلَمَاءُ أنَّهُ أَنْـوَاعٌ، فَالتَّوَسُّلُ عَلَىٰ قِسْمَيْنِ: تَـوَسُّلٌ مَشْرُوعٌ، وَتَـوَسُّلٌ مَمْنُوعٌ.*

*1 - فَالتَّوَسُّلُ المَشْرُوعُ: أَنْ تَتَوَسَّلَ إِلَى اللهِ - سُبْحَانَهُ - بِأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ، قَالَ تَعَالَىٰ:﴿وَلِلهِ ٱلۡأَسۡمَاۤءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ فَٱدۡعُوهُ بِهَاۖ﴾ فَتَقُولُ: يَا رَحْمَـٰنُ ارْحَمْنِـي، يَا غَفُورُ اغْفِرْ لِي، يَا رَزَّاقُ ارْزُقْنِي، اشْفِنِي أَنْتَ الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ.*

*تَتَوَسَّلُ إِلَيْهِ بِأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ، وَتَتَوَسَّلُ إِلَيْهِ بِالأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ الَّتِي تُقَرِّبُكَ إِلَيْهِ، بِدَلِيلِ حَدِيثِ الثَّلَاثَةِ فِيمَنْ قَبْلَنَا الَّـذِينَ أَوَوْا إِلَىٰ غَـارٍ، كَمَا حَدَّثَ بِذَلِكَ النَّبِيُّ ﷺ.*

فَقَدْ رَوَى الإِمَامُ البُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ [ 2215 ] عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ:«خَرَجَ ثَلَاثَةٌ يَمْشُونَ فَأَصَابَهُمُ الْمَطَرُ، فَدَخَلُوا فِي غَارٍ فِي جَبَلٍ،...

*- نَكْتَفِي بِهَذَا القَدْرِ وَنُكْمِلُ فِي العَدَدِ القَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَـبَـارَكَ وَتَـعَـالَـىٰ -*
*--------------------------------------*
*[ الـمَـصْــدَرُ: مَـجْـمُـوعَـةُ رَسَـائِـل دَعَـوِيَّـة وَمَـنْـهَـجِـيَّـة: صــــ: 19 - 20 ]*
*---------------------------------------*
*خِــدْمَــةُ الـسَّـلَاسِــلِ الْـعِـلْـمِـــيَّـــةِ:*
*لِـلِاشْــتِــرَاكِ: +966553178173*

*[ سِـلْـسِلَـــةُ دَعْــوَةُ الـتَّوْحِـيـدِ وَسِـهَـامُ المُـغْـرِضِيـنَ ] لِـشَيْـخِـنَـا الـعَـلَّامَـةِ: صَالِـحِ بْنِ فَــوْزَانَ الـفَـوْزَان - حَفِـظَـهُ اللهُ وَمَتَّعَـهُ بِالـعَـافِـيَـةِ - آمِـيـن - الــعَــدَدُ:[ 13 ]*
*------------------------------------*
*وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ الـرَّحْمَـٰنُ:*

فَقَدْ رَوَى الإِمَامُ البُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ [ 2215 ] عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ:«خَرَجَ ثَلَاثَةٌ يَمْشُونَ فَأَصَابَهُمُ الْمَطَرُ، فَدَخَلُوا فِي غَارٍ فِي جَبَلٍ، فَانْحَطَّتْ عَلَيْهِمْ صَخْرَةٌ، قَالَ: فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: ادْعُوا اللهَ بِأَفْضَلِ عَمَلٍ عَمِلْتُمُوهُ.

فَقَالَ أَحَدُهُمُ: اللَّهُمَّ إِنِّي كَانَ لِي أَبَوَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ، فَكُنْتُ أَخْرُجُ فَأَرْعَىٰ، ثُمَّ أَجِيءُ فَأَحْلُبُ، فَأَجِيءُ بِالْحِلَابِ، فَآتِي بِهِ أَبَوَيَّ فَيَشْرَبَانِ، ثُمَّ أَسْقِي الصِّبْيَةَ وَأَهْلِي وَامْرَأَتِي، فَاحْتَبَسْتُ لَيْلَةً فَجِئْتُ فَإِذَا هُمَا نَائِمَانِ، قَالَ: فَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَهُمَا، وَالصِّبْيَةُ يَتَضَاغَوْنَ عِنْدَ رِجْلَيَّ، فَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ دَأْبِي وَدَأْبَهُمَا حَتَّىٰ طَلَعَ الْفَجْرُ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ، فَافْرُجْ عَنَّا فُرْجَةً نَرَىٰ مِنْهَا السَّمَاءَ، قَالَ: فَفُرِجَ عَنْهُمْ.

وَقَالَ الْآخَرُ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ أُحِبُّ امْرَأَةً مِنْ بَنَاتِ عَمِّي كَأَشَدِّ مَا يُحِبُّ الرَّجُلُ النِّسَاءَ، فَقَالَتْ: لَا تَنَالُ ذَلِكَ مِنْهَا حَتَّىٰ تُعْطِيَهَا مِائَةَ دِينَارٍ، فَسَعَيْتُ فِيهَا حَتَّىٰ جَمَعْتُهَا، فَلَمَّا قَعَدْتُ بَيْنَ رِجْلَيْهَا قَالَتِ: اتَّقِ اللهَ وَلَا تَفُضَّ الْخَاتَمَ إِلَّا بِحَقِّهِ؛ فَقُمْتُ وَتَرَكْتُهَا، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ، فَافْرُجْ عَنَّا فُرْجَةً، قَالَ: فَفَرَجَ عَنْهُمُ الثُّلُثَيْنِ.

وَقَالَ الْآخَرُ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي اسْتَأْجَرْتُ أَجِيرًا بِفَرَقٍ مِنْ ذُرَةٍ فَأَعْطَيْتُهُ، وَأَبَىٰ ذَاكَ أَنْ يَأْخُذَ، فَعَمَدْتُ إِلَىٰ ذَلِكَ الْفَرَقِ فَزَرَعْتُهُ، حَتَّى اشْتَرَيْتُ مِنْهُ بَقَرًا وَرَاعِيهَا، ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللهِ، أَعْطِنِي حَقِّي، فَقُلْتُ: انْطَلِقْ إِلَىٰ تِلْكَ الْبَقَرِ وَرَاعِيهَا فَإِنَّهَا لَكَ، فَقَالَ: أَتَسْتَهْزِئُ بِي؟ قَالَ: فَقُلْتُ: مَا أَسْتَهْزِئُ بِكَ، وَلَكِنَّهَا لَكَ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ، فَافْرُجْ عَنَّا، فَكُشِفَ عَنْهُمْ».

فَهَذَا مِنَ التَّوَسُّلِ إِلَى اللهِ بِالأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ، تَتَوَسَّلُ إِلَىٰ رَبِّـكَ بِأَعْمَالِكَ الصَّالِحَةِ الخَالِصِةِ، وَاللهُ - جَـلَّ وَعَـلَا - يَقُولُ:﴿ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ۚ كَذَ ٰلِكَ حَقًّا عَلَيۡنَا نُنجِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ۝﴾ فَاللهُ يُنْجِي ٱلۡمُؤۡمِنِينَ بِعِبَادَتِهِمْ وَإِيمَانِهِمْ وَطَاعَتِهِمْ لِلهِ عَـزَّ وَجَـلَّ،...

*- نَكْتَفِي بِهَذَا القَدْرِ وَنُكْمِلُ فِي العَدَدِ القَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَـبَـارَكَ وَتَـعَـالَـىٰ -*
*--------------------------------------*
*[ الـمَـصْــدَرُ: مَـجْـمُـوعَـةُ رَسَـائِـل دَعَـوِيَّـة وَمَـنْـهَـجِـيَّـة: صــــ: 20 - 21 ]*
*---------------------------------------*
*خِــدْمَــةُ الـسَّـلَاسِــلِ الْـعِـلْـمِـــيَّـــةِ:*
*لِـلِاشْــتِــرَاكِ: +966553178173*

*[ سِـلْـسِلَـــةُ دَعْــوَةُ الـتَّوْحِـيـدِ وَسِـهَـامُ المُـغْـرِضِيـنَ ] لِـشَيْـخِـنَـا الـعَـلَّامَـةِ: صَالِـحِ بْنِ فَــوْزَانَ الـفَـوْزَان - حَفِـظَـهُ اللهُ وَمَتَّعَـهُ بِالـعَـافِـيَـةِ - آمِـيـن - الــعَــدَدُ:[ 14 ]*
*------------------------------------*
*وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ الـرَّحْمَـٰنُ:*

فَاللهُ يُنْجِي ٱلۡمُؤۡمِنِينَ بِعِبَادَتِهِمْ وَإِيمَانِهِمْ وَطَاعَتِهِمْ لِلهِ عَـزَّ وَجَـلَّ، قَالَ تَعَالَىٰ:﴿فَلَوۡلَاۤ أَنَّهُۥ كَانَ مِنَ ٱلۡمُسَبِّحِينَ۝ لَلَبِثَ فِي بَطۡنِهِۦۤ إِلَىٰ يَوۡمِ يُبۡعَثُونَ۝﴾ هَـذِهِ فِي قِصَّةِ يُونُسَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمَّا ابْتَلَعَهُ الحُوتُ، وَصَارَ فِي ٱلظُّلُمَاتِ، وَنَـادَىٰ رَبَّـهُ سُبْحَانَهُ:﴿أَن لَّاۤ إِلَـٰهَ إِلَّاۤ أَنتَ سُبۡحَـٰنَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ۝﴾ فَتَوَسَّلَ إِلَى اللهِ بِالتَّوْحِيدِ:﴿أَن لَّاۤ إِلَـٰهَ إِلَّاۤ أَنتَ﴾ وَتَوَسَّلَ بِاعْتِرَافِهِ بِظُلْمِهِ وَذَنْبِهِ، فَنَجَّاهُ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ.

وَفِي الآيَةِ الأُخْـرَىٰ:﴿فَلَوۡلَاۤ أَنَّهُۥ كَانَ مِنَ ٱلۡمُسَبِّحِينَ۝﴾ أَي: مِنَ المُصَلِّينَ، فَقَدْ كَانَ يُونُسُ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَثِيرُ الصَّلَاةِ ﴿لَلَبِثَ فِي بَطۡنِهِۦۤ إِلَىٰ يَوۡمِ يُبۡعَثُونَ۝﴾ فَأَنْجَاهُ اللهُ بِسَبَبِ أَنَّهُ كَانَ مِنَ ٱلۡمُسَبِّحِينَ.

*فَهَذَا دَلِيلٌ عَلَىٰ أَنَّ العَمَلَ الصَّالِحَ يُنْجِي اللهُ صَاحِبَهُ إِذَا وَقَعَ فِي شِـدَّةٍ، وَهَذَا فِي قَوْلِ الرَّسُولِ ﷺ:«تَعَرَّفْ إِلَى اللهِ فِي الـرَّخَـاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ».*

فَالتَّوَسُّلُ إِلَى اللهِ بِالأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ هَذَا هُوَ المَطْلُوبُ، وَهَذَا مَشْرُوعٌ؛ قَالَ تَعَالَىٰ عَنْ عِبَادِهِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ:﴿رَبَّنَاۤ ءَامَنَّا بِمَاۤ أَنزَلۡتَ وَٱتَّبَعۡنَا ٱلرَّسُولَ فَٱكۡتُبۡنَا مَعَ ٱلشَّـٰهِدِينَ۝﴾ وَقَالَ:﴿رَّبَّنَاۤ إِنَّنَا سَمِعۡنَا مُنَادِيࣰا يُنَادِي لِلۡإِيمَـٰنِ أَنۡ ءَامِنُوا۟ بِرَبِّكُمۡ فَـَٔامَنَّاۚ رَبَّنَا فَٱغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرۡ عَنَّا سَيِّـَٔاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ ٱلۡأَبۡرَارِ۝﴾ فَتَوَسَّلُوا إِلَى اللهِ بِإِيمَانِهِمْ بِالرَّسُولِ ﷺ:﴿فَٱسۡتَجَابَ لَهُمۡ رَبُّهُمۡ أَنِّي لَاۤ أُضِيعُ عَمَلَ عَـٰمِلࣲ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰۖ بَعۡضُكُم مِّنۢ بَعۡضࣲۖ﴾.

*فَالتَّوَسُّلُ إِلَى اللهِ بِالأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ يَنْفَـعُ صَاحِبَهُ إِذَا وَقَـعَ فِي شِـدَّةٍ، فَـإِنَّ اللهَ يُفَرِّجُ عَنْـهُ شِـدَّتَـهُ،...*

*- نَكْتَفِي بِهَذَا القَدْرِ وَنُكْمِلُ فِي العَدَدِ القَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَـبَـارَكَ وَتَـعَـالَـىٰ -*
*--------------------------------------*
*[ الـمَـصْــدَرُ: مَـجْـمُـوعَـةُ رَسَـائِـل دَعَـوِيَّـة وَمَـنْـهَـجِـيَّـة: صــــ: 21 - 22 ]*
*---------------------------------------*
*خِــدْمَــةُ الـسَّـلَاسِــلِ الْـعِـلْـمِـــيَّـــةِ:*
*لِـلِاشْــتِــرَاكِ: +966553178173*

*[ سِـلْـسِلَـــةُ دَعْــوَةُ الـتَّوْحِـيـدِ وَسِـهَـامُ المُـغْـرِضِيـنَ ] لِـشَيْـخِـنَـا الـعَـلَّامَـةِ: صَالِـحِ بْنِ فَــوْزَانَ الـفَـوْزَان - حَفِـظَـهُ اللهُ وَمَتَّعَـهُ بِالـعَـافِـيَـةِ - آمِـيـن - الــعَــدَدُ:[ 15 ]*
*------------------------------------*
*وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ الـرَّحْمَـٰنُ:*

*فَالتَّوَسُّلُ إِلَى اللهِ بِالأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ يَنْفَـعُ صَاحِبَهُ إِذَا وَقَـعَ فِي شِـدَّةٍ، فَـإِنَّ اللهَ يُفَرِّجُ عَنْـهُ شِـدَّتَـهُ.*

*وَلَيْسَ النَّجَاةُ بِالهُتَافِ بِالأَمْوَاتِ، أَوْ بِالشَّيَاطِينِ، أَوِ الجِنِّ، كَمَا عَلَيْهِ كَثِيرٌ مِنَ المُسْلِمِينَ اليوم، الَّـذِينَ يَـدَّعُـونَ الإِسْلَامَ - مَـعَ الأَسَف - إِذَا أَصَابَتهُمْ شِـدَّةٌ لَا يَقُولُونَ: يَـا اللهُ، بلْ يقولونَ: يا عبد القَادِر، يا فُـلَان، يا حُسين، يا عَلِيّ، وَيَنْسَوْنَ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ.*

مَـعَ أَنَّ المُشْرِكِينَ عَلَىٰ شِركِهِمْ فِي الجَاهِلِيَّةِ إِذَا وَقَعُوا فِي شِـدَّةٍ أَفْـرَدُوا اللهَ بِـالــدُّعَـــاءِ، قَالَ تَعَالَىٰ:﴿وَإِذَا مَسَّكُمُ ٱلضُّرُّ فِي ٱلۡبَحۡرِ ضَلَّ مَن تَدۡعُونَ إِلَّاۤ إِيَّاهُۖ فَلَمَّا نَجَّـٰكُمۡ إِلَى ٱلۡبَرِّ أَعۡرَضۡتُمۡۚ وَكَانَ ٱلۡإِنسَـٰنُ كَفُورًا۝﴾ فَـإِذَا وَقَعُوا فِي الشِّـدَّةِ عَـرَفُـوا أنَّهُ لا يُخَلِّصُ مِنَ الشِّدَّةِ إِلَّا اللهُ، فَـأَخْـلَـصُـوا الـدُّعَـاءَ لِلهِ، قَالَ تَعَالَىٰ:﴿قُلۡ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَـٰتِ ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ تَدۡعُونَهُۥ تَضَرُّعࣰا وَخُفۡيَةࣰ لَّئِنْ أَنجَـٰـنَا مِنۡ هَـٰذِهِۦ لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّـٰكِرِينَ۝﴾.

فَالمُشْرِكُونَ كَانُوا يُخْلِصُونَ الـدُّعَـاءَ للهِ فِي الشِّدَّةِ، أَمَّا الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ مُسْلِمُونَ مِنَ القُبُورِيِّينَ وَغُـلَاةِ الصُّوفِيَّةِ، فَإِنَّهُمْ إِذَا وَقَعُوا فِي شِـدَّةٍ يَـدْعُـونَ غَيْرَ اللهِ، وَيَهْتِفُونَ بِأَسْمَاءِ الجِنِّ وَالشَّيَاطِينِ والأَمْـواتِ: يَا علِيّ، يا حسين، يا عبد القادر، وَهَـذَا شَيْءٌ مَعْرُوفٌ لَا يُنْكِـرُونَهُ.

*وَلِـهَـذَا يَقُولُ الشَّيْخُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ رَحِمَهُ اللهُ:(شِـركُ هَـؤُلَاءِ أَغْلَظُ مِنْ شِـركِ الأَوَّلِينَ؛ لِأَنَّ الأَوَّلِينَ يُشْرِكُونَ فِي الرَّخَاءِ وَيُخْلِصُونَ فِي الشِّدَّةِ، وَهَـؤُلَاءِ شِركُهُمْ دَائِمٌ فِي الرَّخَاءِ وَالشِّدَّةِ) بَلْ إِنَّ شِركَهُمْ يَزِيدُ فِي الشِّدَّةِ - وَالعِيَاذُ بِاللهِ - وَيَنْسَوْنَ اللهَ تَعَالَىٰ، وَلَا يَأْتِي ذِكْـرُ اللهِ عَلَىٰ أَلْسِنَتِهِمْ؛ وَإِنَّمَا يَجْرِي ذِكْـرُ مَعْبُودَاتِهِمْ مِنْ دُونِ اللهِ عَـزَّ وَجَـلَّ.*

*فَالأَمْـرُ خَـطِيرٌ جِـدًّا، فَالتَّوْحِيدُ الآنَ خَفِيٌّ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ،...*

*- نَكْتَفِي بِهَذَا القَدْرِ وَنُكْمِلُ فِي العَدَدِ القَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَـبَـارَكَ وَتَـعَـالَـىٰ -*
*--------------------------------------*
*[ الـمَـصْــدَرُ: مَـجْـمُـوعَـةُ رَسَـائِـل دَعَـوِيَّـة وَمَـنْـهَـجِـيَّـة: صــــ: 22 - 23 ]*
*---------------------------------------*
*خِــدْمَــةُ الـسَّـلَاسِــلِ الْـعِـلْـمِـــيَّـــةِ:*
*لِـلِاشْــتِــرَاكِ: +966553178173*

*[ سِـلْـسِلَـــةُ دَعْــوَةُ الـتَّوْحِـيـدِ وَسِـهَـامُ المُـغْـرِضِيـنَ ] لِـشَيْـخِـنَـا الـعَـلَّامَـةِ: صَالِـحِ بْنِ فَــوْزَانَ الـفَـوْزَان - حَفِـظَـهُ اللهُ وَمَتَّعَـهُ بِالـعَـافِـيَـةِ - آمِـيـن - الــعَــدَدُ:[ 16 ]*
*------------------------------------*
*وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ الـرَّحْمَـٰنُ:*

*فَالتَّوْحِيدُ الآنَ خَفِيٌّ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ، وَالَّـذِي يَدْعُو إِلَيْهِ يُنْبَذُ وَيُتَّهَمُ، وَيُرمَىٰ بِأَنَّهُ مِنَ الخَوَارِجِ؛ لِأَنَّ التَّوْحِيدَ عِنْدَهُمْ: هُـوَ عِـبَـادَةُ القُـبُـورِ، وَالَّـذِي يُنْـكِــرُ عَلَيْهِـمْ يُـعَـدُّ مِـنَ الخَوَارِجِ، هَـكَـذَا يَقُولُونَ.*

*فالخَوَارِجُ هُـمُ الَّـذِينَ يَخْرُجُونَ عَلَىٰ وَلِيِّ الأَمْـرِ، وَيُكَـفِّـرُونَ المُسْلِمِينَ، أَمَّا الَّـذِي يَدْعُو إِلَى التَّوْحِيدِ فَهُمْ خُلَاصَةُ عِبَادِ اللهِ وَأَوْلِيَاءِ اللهِ، وَهُمُ النَّاصِحُونَ، وَحَمَلَهُمْ عَلَىٰ هَذَا: الإِخْلَاصُ وَالمَحَبَّةُ لِلْخَيْرِ، وَالحِرصُ عَلَىٰ إِنْقَاذِ النَّاسِ مِنَ الهَلَاكِ، يَتَحَمَّلُونَ المَشَاقَّ، وَيَتَعَرَّضُونَ لِلْأَخْطَارِ، وَيَصْبِرُونَ عَلَى اللَّوْمِ وَالتَّوْبِيخِ وَالتَّهْدِيدِ، مِنْ أَجْلِ إِنْقَاذِ النَّاسِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ.*

فَهَلْ هَـؤُلَاءِ يُقَالُ عَنْهُمْ خَوَارِج؟! بَلْ هُـمُ النَّاصِحُونَ أَتبَاعُ الرُّسُلِ - عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ -، قَالَ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ -:«وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ، وَإِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، وَإِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ» [ أبو داود: 3641، التِّرمِذِي: 2683 ].

*كَذَلِكَ مِنَ التَّوَسُّلِ المَشْرُوعِ: أَنْ تَـذْكُـرَ حَالَتَكَ وَفَقْرَكَ إِلَى اللهِ عَـزَّ وَجَـلَّ،* كَمَا قَالَ أَيُّوبُ فِيمَا قَالَ اللهُ عَنْـهُ:﴿وَأَيُّوبَ إِذۡ نَادَىٰ رَبَّهُۥۤ أَنِّي مَسَّنِيَ ٱلضُّرُّ وَأَنتَ أَرۡحَمُ ٱلرَّ ٰحِمِينَ۝﴾

فَتَوَسَّلَ إِلَى اللهِ بِحَالَتِهِ، وَأَنَّهُ مَسَّهُ ٱلضُّرُّ الشَّدِيدُ وَأَعْـرَضَ عَنْـهُ النَّاسُ؛ لِأَنَّهُ أَصْبَـحَ لَوْنُـهُ وَجِسْمُـهُ مُنَفِّـرًا مِنْ شِـدَّةِ المَرَضِ، فَعِـنْـدَ ذَلِكَ نَـادَىٰ رَبَّـهُ:﴿أَنِّي مَسَّنِيَ ٱلضُّرُّ وَأَنتَ أَرۡحَمُ ٱلرَّ ٰحِمِينَ۝﴾

*فَتَوَسَّلَ إِلَى اللهِ بِشَيْئَـيْـنِ:*
*1 - بِـأَنَّـهُ أَرۡحَمُ ٱلرَّ ٰحِمِينَ.*
*2 - وَبِحَالَتِهِ الَّتِي بَلَغَتْ إِلَىٰ هَذَا الحَدِّ.*

*كَذَلِكَ مِنَ التَّوَسُّلِ المَشْرُوع: طَلَبُ الـدُّعَـاءِ مِنَ الصَّالِحِينَ الحَاضِرِينَ،...*

*- نَكْتَفِي بِهَذَا القَدْرِ وَنُكْمِلُ فِي العَدَدِ القَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَـبَـارَكَ وَتَـعَـالَـىٰ -*
*--------------------------------------*
*[ الـمَـصْــدَرُ: مَـجْـمُـوعَـةُ رَسَـائِـل دَعَـوِيَّـة وَمَـنْـهَـجِـيَّـة: صــــ: 23 - 25 ]*
*---------------------------------------*
*خِــدْمَــةُ الـسَّـلَاسِــلِ الْـعِـلْـمِـــيَّـــةِ:*
*لِـلِاشْــتِــرَاكِ: +966553178173*

*[ سِـلْـسِلَـــةُ دَعْــوَةُ الـتَّوْحِـيـدِ وَسِـهَـامُ المُـغْـرِضِيـنَ ] لِـشَيْـخِـنَـا الـعَـلَّامَـةِ: صَالِـحِ بْنِ فَــوْزَانَ الـفَـوْزَان - حَفِـظَـهُ اللهُ وَمَتَّعَـهُ بِالـعَـافِـيَـةِ - آمِـيـن - الــعَــدَدُ:[ 17 ]*
*------------------------------------*
*وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ الـرَّحْمَـٰنُ:*

*كَذَلِكَ مِنَ التَّوَسُّلِ المَشْرُوع: طَلَبُ الـدُّعَـاءِ مِنَ الصَّالِحِينَ الحَاضِرِينَ، أَنْ تَطْلُبَ مِنْ عَـبْـدٍ صَالِحٍ حَيٍّ حَاضِرٍ أَنْ يَـدْعُـوَ لَكَ، أَوْ يَـدْعُـوَ اللهَ لِلْمُسْلِمِينَ، فَـإِنَّ هَذَا مِـنَ التَّوَسُّلِ المَشْرُوع.*

وَالدَّلِيلُ عَلَىٰ ذَلِكَ: أَنَّ الصَّحَابَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، كَانُوا إِذَا أَجْدَبُوا - يَعنِي: انْحَبَسَ المَطَرُ -، طَلَبُوا مِنَ النَّبِيِّ ﷺ أَنْ يَسْتَسْقِيَ لَهُمْ، وَأَنْ يَدْعُوَ اللهَ لَهُمْ فَيُسْقَـوْن، وَلَمَّا مَاتَ النَّبِيُّ ﷺ وَأَجْـدَبُـوا؛ ذَهَبُـوا إِلَى العَبَّاسِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ عَـمِّ النَّبِيِّ ﷺ، وَقَالَ لَـهُ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَـنْـهُ:(اللَّهُمَّ إِنَّا كُنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّنَا ﷺ فَتَسْقِينَا، وَإِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّنَا، فَاسْقِنَا) فَيَقُومُ العَبَّاسُ فَيَدْعُـو اللهَ وَهُـمْ يُؤَمِّنُونَ، فَيُنْزِلُ اللهُ المَطَرَ عَلَيْهِمْ.

*هَـذَا تَوَسُّلٌ بِـدُعَـاءِ الصَّالِحِينَ، إِذَا كَانَ عَبْدًا صَالِحًا حَيًّا حَاضِرًا عِنْدَكَ يَدْعُو لَكَ، هَـذَا تَوَسُّلٌ مَشْرُوعٌ لَا بَـأْسَ بِهِ، فَهَذِهِ أَنْوَاعُ التَّوَسُّلِ المَشْرُوعِ.*

*2- أَمَّا التَّوَسُّلُ المَمْنُوعُ: فَهُوَ جَعْلُ الوَاسِطَةِ بَيْنَ الدَّاعِي وَبَيْنَ اللهِ فِي قَضَاءِ حَاجَتِهِ، هَذَا مَمْنُوعٌ، وَهَذَا يَنْقَسِمُ إِلَىٰ قِسْمَيْنِ:*

*القِسْمُ الأَوَّلُ:* إِذَا كَانَ يَتَقَرَّبُ إِلَىٰ هَذِهِ الوَاسِطَةِ، وَيَذْبَحُ لَهَا، وَيَنْذُرُ لَهَا؛ فَهَذَا شِـركٌ أَكْبَرُ يُخْرِجُ مِنَ المِلَّةِ، كَالَّذِينَ يَذْبَحُونَ لِلْقُبُورِ، وَيَنْذُرُونَ لَهَا، وَيَقُولُونَ: هَـؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللهِ، كَحَالِ المُشْرِكِينَ الأَوَّلِينَ.

*القِسْمُ الثَّانِي:* إِنْ كَانَ لَا يَتَقَرَّبُ إِلَى الوَاسِطَةِ بِشَيْءٍ مِنَ العِبَادَةِ؛ وَإِنَّمَا يَدْعُو اللهَ وَيَـزْعُـمُ أَنَّ هَـذِهِ الوَاسِطَةَ تَتَوَسَّطُ لَـهُ عِـنْـدَ اللهِ؛ فَـهَـذَا بِـدْعَـةٌ وَوَسِيلَـةٌ إِلَى الـشِّـركِ، فَـلَا بُـدَّ مِنْ هَـذَا التَّفْـصِيـل.

*فَالتَّوَسُّلُ لَيْسَ كُلُّهُ شِـركًـا، وَلَيْسَ كُلُّهُ مُبَاحًا،...*

*- نَكْتَفِي بِهَذَا القَدْرِ وَنُكْمِلُ فِي العَدَدِ القَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَـبَـارَكَ وَتَـعَـالَـىٰ -*
*--------------------------------------*
*[ الـمَـصْــدَرُ: مَـجْـمُـوعَـةُ رَسَـائِـل دَعَـوِيَّـة وَمَـنْـهَـجِـيَّـة: صــــ: 25 - 26 ]*
*---------------------------------------*
*خِــدْمَــةُ الـسَّـلَاسِــلِ الْـعِـلْـمِـــيَّـــةِ:*
*لِـلِاشْــتِــرَاكِ: +966553178173*

*[ سِـلْـسِلَـــةُ دَعْــوَةُ الـتَّوْحِـيـدِ وَسِـهَـامُ المُـغْـرِضِيـنَ ] لِـشَيْـخِـنَـا الـعَـلَّامَـةِ: صَالِحِ بْنِ فَـوْزَانَ الـفَـوْزَان - حَفِـظَـهُ اللهُ وَمَتَّعَـهُ بِالـعَـافِـيَـةِ - آمِين - الـعَـدَدُ:[ 18 وَالْأَخِير ]*
*------------------------------------*
*وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ الـرَّحْمَـٰنُ:*

*فَالتَّوَسُّلُ لَيْسَ كُلُّهُ شِـركًـا، وَلَيْسَ كُلُّهُ مُبَاحًا، فَـلَا بُـدَّ مِنْ هَـذَا التَّفْـصِيـل.*

لِأَنَّ كَثِيرًا مِنَ المُغْرِضِينَ يُلَبِّسُون الأَمْـرَ، وَيَقُولُونَ: أَنْتُمْ مُتَشَدِّدُونَ، أَنْتُمْ خَوَارِج، أَنْتُم تُشَدِّدُونَ عَلَى النَّاسِ، وَيَقُولُونَ: هَـذَا مِنَ التَّوَسُّلِ، وَاللهُ أَمَـرَ بِهِ بِقَوْلِهِ:﴿وَٱبۡتَغُوۤا۟ إِلَيۡهِ ٱلۡوَسِيلَةَ﴾.

*فَيَنْبَغِي أَنْ يُعْرَفَ هَـذَا، وَأَنَّ العُلَمَاءَ يُبَيِّنُونَ لِلنَّاسِ هَـذِهِ الأُمُـور، وَلَا يَترُكُونَ المُغْرِضِينَ يُلَبِّسُونَ عَلَى النَّاسِ.*

*وَأََخِيــرًا: نَسْأَلُ اللهَ أَنْ يُرِيَنَا الحَقَّ حَقًّا وَيَرْزُقَنَا اتِّبَاعَهُ، وَيُرِيَنَا البَاطِلَ بَاطِلًا وَيَرْزُقَنَا اجْتِنَابَهُ، وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَىٰ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآلِـهِ وَصَحْبِـهِ.*
*--------------------------------------*
*[ الـمَـصْــدَرُ: مَـجْـمُـوعَـةُ رَسَـائِـل دَعَـوِيَّـة وَمَـنْـهَـجِـيَّـة: صــــ: 26 ]*
*--------------------------------------*
*تَمَّتْ هَــذِهِ السِّلْسِلَـةُ بِفَضْلِ اللهِ وَتَوْفِيقِهِ، وَالحَمْدُ لِلهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَىٰ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآلِـهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.*
*--------------------------------------*
أَخُوكُمْ: عَبْدُ الرَّافِعِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَد رُوزِي
غَفَرَ اللهُ لَهُ وَلِوَالِدَيْهِ وَلَكُمْ وَلِلْمُسْلِمِينَ. آمِين.
*----------------------------------------*
*خِــدْمَــةُ الـسَّـلَاسِــلِ الْـعِـلْـمِـــيَّـــةِ:*
*----------------------------------------*
*الجمعة 17\1\1445 هـــ .*