عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قال (لاتظلموا فتدعُوا فلا يُستجاب لكم وتستسقوا فلا تُسقوا وتستنصروا فلا تُنصروا ) رواه الطبراني
يبين رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام في هذا الحديث الشريف إن
الظلم لايأتي بخير فصاحبه ممقوت به في الدنيا وهو في الآخرة
ظلمات عليه فلا يهتدي يوم القيامة سبيلاّ
إن الله سبحانه وتعالي أمر بالعدل في القول والعمل والنية والاعتقاد وحذر عباده من مغبة ظلم النفس أو ظلم الخلق أو
الظلم في المأمورات والمنهيات الشرعية التي نظم الله بها حياة العباد لذا نجد إن أمة القران في حقيقتها أمة عدل وسلام وأمن وإيمان وتشريع وتبيان وما يخرجها من هذه الدائرة المباركة في الحياة إلا الشر والبطر وكفر النعمة وجحودها وتلك مسميات
الظلم في شتي أنواعه وصوره ومراتب
الظلم كثيرة ومتنوعة منها ظلم المسلم أخاه المسلم في مال أو عرض أو قول أو فعل وظلم المسلم أهله وإخوانه وزوجاته وأولاده وأرحامه وظلم المسلم نفسه وجوارحه وقلبه وحياته
وقد ورد في بيان عقوبة الظالمين آيات قرانيه وأحاديث نبوية كثيرة منها قوله تعالي (ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الإبصار )سورة إبراهيم 42 وقوله صلي الله عليه وسلم (إن الله ليملي للظالم حتي إذا أخذه لم يفلته)
ربما كان
الظلم من صغائر الإعمال مما لايظنه المرء ظلما ولا خطيئة ولا ذنبا كالغيبة والنميمة وإحداث الوقيعة بين الأقارب والجيران وكفي بها ذنوبا توثق صاحبها في لهيب الشرور والآثام في الحياتين والمتمادي فيها عبدا ظالم مغروراخذ الشيطان بمجامع قلبه وبصره وبصيرته
والظلم يفضي إلي الإفلاس في رصيد العمل الصالح يوم لاينفع مال ولابنون إلا من أتي الله بقلب سليم
قال عليه الصلاة والسلام(أتدرون من المفلس قالوا المفلس فينا من لأ درهم ولا متاع قال عليه الصلاة والسلام إن المفلس في أمتي الذي يأتي يوم
القيامه بصلاة وصيام وزكاة ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وضرب هذا فيعطي من هذا حسناته ومن هذا حسناته فان فنيت حسناته قبل إن يقضي ماعليه اخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار
قال صلي الله عليه وسلم (اتقوا الله ما استطعتم فان العبد يجئ بالحسنات يوم
القيامه يري أنها ستنجيه فمازال عبد يقول يارب ظلمني عبدك مظلمة فيقول الله امحوا حسناته فما يزال كذلك حتي لايبقي له حسنه من الذنوب ) رواه البخاري
كان أصحاب الرسول صلي الله عليه وسلم يفزعون إليه عليه الصلاة والسلام يسألونه أسباب الأمان
روي ابن حبان في صحيحة عن أبي ذر رضي الله عنه قال قلت يارسول الله ماكانت صحف موسي عليه السلام؟ قال كانت عبرا كلها عجبت لمن أيقن الموت كيف يفرح عجبت لمن أيقن بالنار كيف يضحك عجبت لمن أيقن بالقدر كيف ينصب عجبت لم يري الدنيا كلها وتقلبها بأهلها كيف اطمأن لها عجبت لمن أيقن الحساب غدا ثم لايعمل قال قلت أوصيني يارسول الله قال أوصيك بتقوى الله فإنها رأس الأمر كله قال قلت زدني قال عليك بتلاوة القران وذكر الله تعالي فإنها نور لك في الأرض وذكرلك في السماء قال قلت زدني قال إياك وكثرة الضحك فانه يميت القلب ويذهب نور الوجه قال قلت زدني يارسول الله قال انظر إلي من هو تحتك ولانتظر إلي من هو فوقك فانه أجدر بك إن لاتزدري نعمة الله قال قلت زدني يارسول الله قال قل لحق ولو كان مراً قال قلت زدني يارسول الله قال ليردك عن الناس ماتعلمه من نفسك ولاتجد عليهم في ما تأتي وكفي بك عيبا إن تعرف من الناس ماتجهله في نفسك وتحد عليهم في ماتأتي ثم ضرب رسول الله صلي الله عليه وسلم علي صدري وقال يا أبا ذر لا عقل كالتدبير ولاورع كالكف ولا حسناً كحسن الخلق )رواه الحاكم
ولكن أبشر أيها الظالم قال عليه الصلاة والسلام (أن الله يبسط يديه بالليل ليتوب مسئ النهار ويبسط يديه بالنهار ليتوب مسئ الليل حتي تطلع الشمس من مغربها)رواه مسلم