♦ الآية: ﴿ لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ ﴾.
♦ السورة ورقم الآية: الأنبياء (3).
♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ لَاهِيَةً ﴾ غافلةً ﴿ قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى ﴾ قالوا سرًّا فيما بينهم ﴿ الَّذِينَ ظَلَمُوا ﴾ أشركوا وهو أنهم قالوا: ﴿ هَلْ هَذَا ﴾ يعنون: محمدًا ﴿ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ ﴾ لحم ودم ﴿ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ ﴾ يريدون: إن القرآن سحر ﴿ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ ﴾ أنه سحر، فلما أطلع الله سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم على هذا السر الذي قالوه أخبر أنه يعلم القول في السماء والأرض.
♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ لَاهِيَةً ﴾ ساهيةً غافلةً ﴿ قُلُوبُهُمْ ﴾ معرضةً عن ذكر الله، وقوله: ﴿ لَاهِيَةً ﴾ نعت تقدَّم الاسم، ومن حق النعت أن يتبع الاسم في الإعراب، وإذا تقدَّم النعت الاسم فله حالتان: فصل، ووصل، فحالته في الفصل النصب؛ كقوله تعالى: ﴿ خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ ﴾ [القمر: 7]، ﴿ وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا ﴾ [الإنسان: 14]، ﴿ لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ ﴾، وفي الوصل حالة ما قبله من الإعراب كقوله: ﴿ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا ﴾ [النساء: 75].
﴿ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا ﴾؛ يعني: أشركوا، قوله: ﴿ وَأَسَرُّوا ﴾ فعل تقدَّم الجمع، وكان حقه وأسر؛ قال الكسائي: فيه تقديم وتأخير، أراد: الذين ظلموا أسروا النجوى، وقيل: محل "الذين" رفع على الابتداء، معناه: وأسروا النجوى، ثم قال: وهم الذين ظلموا، وقيل: رفع على البدل من الضمير في أسروا؛ قال المبرِّد: هذا كقولك: إن الذين في الدار انطلقوا بنو عبدالله، على البدل مما في انطلقوا، ثم بين سرهم الذي تناجَوا به، فقال: ﴿ هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ ﴾ أنكروا إرسال البشر، وطلبوا إرسال الملائكة، ﴿ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ ﴾؛ يعني: أتحضرون السحر وتقبلونه، ﴿ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ ﴾ تعلمون أنه سحر.
تفسير القرآن الكريم
الألوكة
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك