عدد الضغطات : 9,099عدد الضغطات : 6,597عدد الضغطات : 6,318عدد الضغطات : 5,539
التميز خلال 24 ساعة
العضو المميز المراقب المميز المشرف المميز الموضوع المميز القسم المميز
قريبا
قريبا
قريبا

بقلم :
المنتدى الاسلامي العام

العودة   منتديات الحقلة > المنتدى الاسلامي > منتدى الحديث والسنة النبوية الشريفة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: الوجه الاخر لرجل الأعمال سعد التميمي (آخر رد :عميد القوم)       :: احذروا سوء الظن (آخر رد :ابو طراد)       :: من فوائد وفضائل الذكر (آخر رد :فاطمة صلاح)       :: هل تريد نخلة في الجنة (آخر رد :فاطمة صلاح)       :: وانت في مفترق الطرق تذكر... (آخر رد :فاطمة صلاح)       :: غلط يقع فيه بعض المصلين (آخر رد :فاطمة صلاح)       :: علماء الأزهر (آخر رد :فاطمة صلاح)       :: رائعة جداً (آخر رد :فاطمة صلاح)       :: ايمانيات (آخر رد :فاطمة صلاح)       :: رحله العمر (آخر رد :فاطمة صلاح)      


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 20-04-2018   #1


طالبة العلم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1561
 تاريخ التسجيل :  20 - 06 - 2014
 أخر زيارة : 15-06-2023 (11:13 AM)
 المشاركات : 24,997 [ + ]
 التقييم :  17
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 اوسمتي
وسام العطاء وسام صاحب الحضور الدائم العطاء الذهبي المسابقه الرمضانيه عطاء بلاحدود 
لوني المفضل : Green
شرح حديث: اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ، والاستفتاح



اللَّهُمَّ, بَاعِدْ, بَيْنِي, حديث:, خَطَايَايَ،, شرح, والاستفتاح, وَبَيْنَ

اللَّهُمَّ, بَاعِدْ, بَيْنِي, حديث:, خَطَايَايَ،, شرح, والاستفتاح, وَبَيْنَ

شرح حديث: اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ، والاستفتاح

رقم: (86) من كتاب عمدة الأحكام

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ، فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ، فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَمَّا بَعْدُ؛
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ما زلنا في شرح أحاديث هذه السلسلة المباركة من كتاب (عمدة الأحكام)، لعبد الغني المقدسي، المتوفى سنة: (600هـ) رحمه الله تعالى.

ومن (كتاب الصلاة) (باب صفةِ صلاةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم)، نتناول بالشرح هذا الحديث المرقوم بــ: (86): عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذَا كَبَّرَ فِي الصَّلاةِ سَكَتَ هُنَيْهَةً قَبْلَ أَنْ يَقْرَأَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، أَرَأَيْتَ سُكُوتَكَ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَةِ: مَا تَقُولُ؟!) قَالَ: ("أَقُولُ: اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنْ خَطَايَايَ كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنْ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْنِي مِنْ خَطَايَايَ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ").

والكلام على هذا الحديث من وجوه:
أولاً: التخريج:
(خ) (744)، (م) 147- (598)، وغيرهما.
ولفظ البخاري عن أَبي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْكُتُ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَبَيْنَ القِرَاءَةِ إِسْكَاتَةً -قَالَ أَحْسِبُهُ قَالَ: هُنَيَّةً- فَقُلْتُ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِسْكَاتُكَ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالقِرَاءَةِ مَا تَقُولُ؟ قَالَ: "أَقُولُ: اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ، كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ الخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالبَرَدِ". (خ) (744)

ورواية مسلم: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا كَبَّرَ فِي الصَّلَاةِ، سَكَتَ هُنَيَّةً قَبْلَ أَنْ يَقْرَأَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي أَرَأَيْتَ سُكُوتَكَ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَةِ، مَا تَقُولُ؟ قَالَ: "أَقُولُ: اللهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ، كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللهُمَّ نَقِّنِي مِنْ خَطَايَايَ كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللهُمَّ اغْسِلْنِي مِنْ خَطَايَايَ بِالثَّلْجِ وَالْمَاءِ وَالْبَرَدِ". (م) 147- (598)

ولفظة (سَكَتَ هُنَيْهَةً)؛ لم ترد في الكتب الستة في هذا الحديث إلا عند النسائي وردت مرتين في هذا الحديث: (س) (60)، كِتَابُ الطَّهَارَةِ بَابُ الْوُضُوءِ بِالثَّلْجِ، (س) (895)، كِتَابُ (11) الِافْتِتَاحِ بَابُ الدُّعَاءِ بَيْنَ التَّكْبِيرَةِ وَالْقِرَاءَةِ. والله أعلم.

ثانياً: الشرح:
(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه)، عبدِ الرحمن بنِ صخرٍ على المشهور عند الجمهور، (قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم) إذا وقف للصلاة وقبل أن يقرأ الفاتحة.
فـ(إذَا كَبَّرَ فِي الصَّلاةِ) تكبيرة الإحرام، وهي ركن من أركان الصلاة.

(سَكَتَ هُنَيْهَةً)، أي قليلا، وهُنَيَّة؛ هي تصغير هَنَةٍ، أصلها هَنَوَة، فلما صُغِّرَت صارت هُنَيوَة، فاجتمعت واوٌ وياء، وسبقت إحداهما بالسكون، فوجب قلب الواو ياءً، فاجتمعت ياءان فأدغمت إحداهما في الأخرى، فصارت هُنَيَّة؛ أي قليلا من الزمان. (قَبْلَ أَنْ يَقْرَأَ) الفاتحة والسورة التي بعدها، قال أبو هريرة رضي الله عنه:

(فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ!) الملاحظُ أنّ الصحابةَ رضي اللهُ عنهم غالبا ما يخاطبون نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم وينادونه بـ (يا رسول الله)، أكثر من مخاطبتهم وندائهم له بـ (يا نبيَّ الله) لأنَّ الرسالة شملت النبوة، فكلُّ رسولٍ نبيٌّ، وليس كلُّ نبيٍّ رسولا.

(بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي)، المعنى أفديك بأبي وأمي، والباء هنا ليس للقسم، فلا محذور.
قال النووي: [مَعْنَاهُ أَنْتَ مُفَدًّى أَوْ أفْدِيكَ بِأَبِي وَأُمِّي]. شرح النووي (1/ 239)
(أَرَأَيْتَ) [أَي اعلمني، وأخبرني]. انظر فتح الباري (1/ 77، 120)
(سُكُوتَكَ)، وفي رواية: (إِسْكَاتُكَ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالقِرَاءَةِ مَا تَقُولُ؟) (خ) (744)، وفي أخرى: (سَكَتَاتِكَ). (حب) (1775)، وفي ثالثة: (أَرَأَيْتَ سُكَاتَكَ). (خز) (1579).
[وَالْمُرَادُ بِالسَّكْتَةِ هَاهُنَا؛ السُّكُوتُ عَنْ الْجَهْرِ، لَا عَنْ مُطْلَقِ الْقَوْلِ، أَوْ عَنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ، لَا عَنْ الذِّكْرِ].

(بَيْنَ التَّكْبِيرِ) تكبيرة الإحرام للصلاة، (وَالْقِرَاءَةِ) قراءة الفاتحة، في هذا السكوت (مَا تَقُولُ؟!) (قَالَ) رسول الله صلى الله عليه وسلم:
("أَقُولُ: اللَّهُمَّ") أي يا الله، فالميم عوض عن أداة النداء، يا الله ("بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ") وسيئاتي وذنوبي وآثامي الماضية، ("كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ")، والمعنى اغفرها لي وامح عني ما مضى منها، واعصمني منها في المستقبل.
و[التَّشْبِيهُ بِالْمُبَاعَدَةِ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ؛ الْمَقْصُودُ مِنْهَا: تَرْكُ الْمُؤَاخَذَةِ أَوْ الْعِصْمَةُ].
("اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنْ خَطَايَايَ")؛ أي من ذنوبي وآثامي، وطهِّرني منها، ("كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنْ الدَّنَسِ")، وفي رواية: ("اللَّهُمَّ نَقِّ قَلْبِي مِنَ الخَطَايَا كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأَبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ"). (ت) (3547)، (س) (61).

[وَقَوْلُهُ: ("اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنْ خَطَايَايَ -إلَى قَوْلِهِ- مِنْ الدَّنَسِ")؛ مَجَازٌ -كَمَا تَقَدَّمَ- عَنْ زَوَالِ الذُّنُوبِ وَأَثَرِهَا. وَلَمَّا كَانَ ذَلِكَ أَظْهَرَ فِي الثَّوْبِ الْأَبْيَضِ مِنْ غَيْرِهِ مِنْ الْأَلْوَانِ، وَقَعَ التَّشْبِيهُ بِهِ].

("اللَّهُمَّ اغْسِلْنِي مِنْ خَطَايَايَ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ"). [يَحْتَمِلُ أَمْرَيْنِ -بَعْدَ كَوْنِهِ مَجَازًا عَمَّا ذَكَرْنَاهُ- أَحَدُهُمَا: أَنْ يُرَادَ بِذَلِكَ التَّعْبِير عَنْ غَايَةِ الْمَحْوِ، أَعْنِي بِالْمَجْمُوعِ، فَإِنَّ الثَّوْبَ الَّذِي تَتَكَرَّرُ عَلَيْهِ التَّنْقِيَةُ بِثَلَاثَةِ أَشْيَاءَ مُنَقِّيَةٍ، يَكُونُ فِي غَايَةِ النَّقَاءِ.

الْوَجْهُ الثَّانِي: أَنْ يَكُونَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ مَجَازًا عَنْ صِفَةٍ يَقَعُ بِهَا التَّكْفِيرُ وَالْمَحْوُ. وَلَعَلَّ ذَلِكَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا}. (البقرة: 286)، فَكُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْ هَذِهِ الصِّفَاتِ؛ أَعْنِي: الْعَفْوَ وَالْمَغْفِرَةَ، وَالرَّحْمَةَ؛ لَهَا أَثَرٌ فِي مَحْوِ الذَّنْبِ...]. بتصرف من (إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام) لابن دقيق العيد (1/ 231).

قال العيني: [وجه التشبيه؛ أن الثوب الأبيض إذا نُظِّف من الدنس والوسخ لم يبقَ فيه أثرٌ مَّا من آثار الدنس، ويبقى مثلُ ما كان أوَّلاً، فكذلك البدن إذا نقي من الذنوب، بأن غُفِرت له ذنوبه، وتطهَّر من آثارها عاد إلى حالته الأولى، وهي أنه كان مثل الثوب الأبيض في عدم تلبُّسه بالآَثام والأوزار، وإنما شَبَّهَ ذلك بالثوب الأبيض دون غيره من الألوان؛ لأن ظهورَ النقاوةِ في الأبيضِ أشدّ وأكمَل؛ لصفاء البياض، بخلاف غيره من الألوان.
قوله: ("اللهم اغسلني بالثلج")؛ ذكر أنواع المطهرات المنزَّلة من السماء، التي لا يمكن حصول الطهارة الكاملة، والنظافةِ في شيء إلا بأحدها؛ تبيانا لأنواع المغفرة التي لا يخلص من الذنوب إلا بها، والمعنى: طهِّرني من الخطايا بأنواع مغفرتك؛ التي هي في تمحيصُ الذنوب بمثابة هذه الأصول الثلاثة في إزالة الأرجاس، ورفع الجنابة والأحداث.

ويحتمل أنه سأل الله؛ أن يغسل خطاياه بهذه الأصول، التي يستعملها المتطهرون؛ لرفع الأحداث، والمعنى: كما جعلتها سبباً لحصول الطهارة، فاجعلها سبباً لحصول المغفرة، وبيانُ ذلك في حديث أبي هريرة، -عند مسلم- عن النبي عليه السلام: "إذا توضأ العبد المسلم، أو المؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كلُّ خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء، أو مع آخر قطر الماء"... الحديث [1].

وقال بعضهم: معنى قوله: "بالثلج، والماء، والبرد" أنها أمثال، ولم يرد أعيانَ هذه المسميات، وإنما أراد التقيد في التطهير، ويقال: هذه استعارة للمبالغة في الطهارة من الذنوب،...]. شرح أبي داود للعيني (3/ 397)، والله تعالى أعلم.

ثالثاً: الفوائد والأحكام:
1) التكبيرة الأولى في الصلاة ركن من أركان الصلاة، لا تصحّ صلاة بدونها.

2) دعاء الاستفتاح يكون بعد الدخول في الصلاة بالتكبير وقبل قراءة الفاتحة، وهو من سنن الصلاة، وهو أنواع، سأذكر بعضَها فيما بعد.

3) والخطايا تشمل كلّ معصية وإثم وذنب وخطيئة... و[الْفرق بَين الْإِثْم والخطيئة؛ أَن الْخَطِيئَة قد تكون من غير تعمد، وَلَا يكون الْإِثْم إِلَّا تعمدا، ثمَّ كثر ذَلِك حَتَّى سميت الذُّنُوب كلُّها خَطَايَا، كَمَا سميت إسرافا، وأصل الإسراف مُجَاوزَة الْحَدِّ فِي الشَّيْء...
والْفرق بَين الْإِثْم والذنب؛ أَن الْإِثْم فِي أصل اللُّغَة التَّقْصِير؛ أَثم يَأْثَم إِذا قصر،...
والذَّنب؛ مَا يتبعهُ الذَّم أَو مَا يتبع عَلَيْهِ العَبْد من قَبِيح فعله]. الفروق اللغوية للعسكري (ص: 233).

4) تكررت كلمة خطاياي في كلِّ فقرة من فقرات هذا الدعاء:
ففي الفقرة الأولى؛ دعا بالمباعدة عنها، وفي الثانية؛ دعا بالتنقية منها، وفي الثالثة؛ دعا بغسله والتطهير منها، أو بغسلها منه.

5) المباعدة عن الخطايا كما بين المشرق والمغرب هذا على المجاز، والحقية إزالتها بالكلية، وزوال أثرها، وليس إبعادها مع الإبقاء عليها.

6) والتنقية والتطهير والغسل منها باعتبارها نجس ودنس معنوي.

7) وغسلها من الجسد يكون بالماء والثلج والبرد على المجاز والتشبيه، والحقيقة ذهابها ومحوها.

8) [وَفِيهِ جَوَازُ قَوْلِ الرَّجُلِ لِلْآخَرِ: (بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي)، قَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ رَحِمَهُ اللَّه:ُ وَقَدْ كَرِهَهُ بَعْضُ السَّلَفِ، وَقَالَ: لَا يُفْدَى بِمُسْلِمٍ، وَالْأَحَادِيثُ الصَّحِيحَةُ تَدُلُّ عَلَى جَوَازِهِ سَوَاءٌ كَانَ الْمُفَدَّى بِهِ مُسْلِمًا أَوْ كَافِرًا، حَيًّا كَانَ أَوْ مَيِّتًا،... وَاللَّهُ أَعْلَمُ]. شرح النووي (1/ 240).

وقال الزبير بن العوام: (جَمَعَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَوَيْهِ)، فَقَالَ: «فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي». (خ) (3720)، (م) 49- (2416).

وقالها لسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، فقد قال: نَثَلَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كِنَانَتَهُ يَوْمَ أُحُدٍ، فَقَالَ: «ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي». (خ) (4055).

وقد قالها عبدُ الله بنُ عباس لعليٍّ ابن أبي طالب رضي الله تعالى عنهما: (بَلَى، فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي). (حم) (625)، (حب) (1080).

وجاء في تحفة الأحوذي (10/ 168): [(أَيْ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي) وَفِي هَذِهِ التَّفْدِيَةِ؛ تَعْظِيمٌ لِقَدْرِهِ، وَاعْتِدَادٌ بِعَمَلِهِ، وَاعْتِبَارٌ بِأَمْرِهِ وَذَلِكَ؛ لِأَنَّ الْإِنْسَانَ لَا يَفْدِي إِلَّا مَنْ يُعَظِّمُهُ فَيَبْذُلُ نَفْسَهُ، أَوْ أَعَزَّ أَهْلِهِ لَهُ،...].

[تحفة الأحوذي (10/ 175): فِيهِ جَوَازُ التَّفْدِيَةِ بِالْأَبَوَيْنِ، وَبِهِ قَالَ جَمَاهِيرُ الْعُلَمَاءِ، وَكَرِهَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ، وَكَرِهَهُ بَعْضُهُمْ فِي التَّفْدِيَةِ بِالْمُسْلِمِ مِنْ أَبَوَيْهِ.

وَالصَّحِيحُ؛ الْجَوَازُ مُطْلَقًا؛ لِأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَقِيقَةُ فَدَاءٍ، وَإِنَّمَا هُوَ كَلَامٌ وَإِلْطَافٌ وَإِعْلَامٌ لِمَحَبَّتِهِ لَهُ، وَمَنْزِلَتِهِ، وَقَدْ وَرَدَتِ الْأَحَادِيثُ بِالتَّفْدِيَةِ مُطْلَقًا قَالَهُ النَّوَوِيُّ].

قال العيني: [قوله: "بأبي أنت وأمي"؛ قد ذكرنا... أنَّ "الباء" فيه متعلِّقة بمحذوف؛ قيل: هو اسم فيكون ما بعده مرفوعا تقديره: أنت مُفدَى بأبي وأمي.

وقيل: هو فعل، وما بعده منصوب. أي: فديتك بأبي وأمي، وحُذف هذا المقدر تخفيفا لكثرة الاستعمال]. شرح أبي داود للعيني (2/ 320، 321)

رابعاً: من أدعية الاستفتاح:
1) ثبت عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّم إِذَا اسْتَفْتَحَ الصَّلَاةَ كَبَّرَ، ثُمَّ قَالَ: ("وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لَا شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ").

وفي رواية: ("وَأَنَا مِنْ الْمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ، آمَنْتُ بِكَ، أَنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ، لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا، لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ، أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ، وَلَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، وَالْمَهْدِيُّ مَنْ هَدَيْتَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ"). (ثُمَّ يَقْرَأُ، فَإِذَا رَكَعَ)... فذكر أذكار الركوع والسجود إلخ... الحديث بزوائده: (م) (201، 202)- (771)، (ت) (3421- 3423)، (س) (897)، (د) (760)، (حب) (1771)، (قط) (ج1/ص297 ح2)، (هق) (2173)، (عب موقوفا) (2566)، انظر المشكاة (813)، التعليقات الحسان (1768)، وقال الأرناؤوط: إسناده صحيح.
وقال الألباني في (صفة الصلاة ص93)؛ أن النبي صلى اللهُ عليه وسلَّم كان يقول هذا الدعاء في الفرض والنفل.

2) (س)، وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّم إِذَا اسْتَفْتَحَ الصَّلَاةَ كَبَّرَ، ثُمَّ قَالَ: ("إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي، وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لَا شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنْ الْمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ اهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَعْمَالِ وَأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ، لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ، وَقِنِي سَيِّئَ الْأَعْمَالِ وَسَيِّئَ الْأَخْلَاقِ، لَا يَقِي سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ"). (س) (896)، (ن) (970)، (مسند الشاميين) (2974).

3) عَنْ عَائِشَة رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّم إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ، قَالَ: ("سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ، [2] وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ"). (ت) (243)، (د) (776)، (س) (899)، (جة) (804)، وصححه الألباني في الإرواء (341)، وصفة الصلاة (ص93).

4) (حب)، وَعَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: (رَأَيْتُ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّم حِينَ دَخَلَ الصَّلَاةَ)، قَالَ: ("اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، الْحَمْدُ للهِ كَثِيرًا، الْحَمْدُ للهِ كَثِيرًا، الْحَمْدُ للهِ كَثِيرًا، سُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا، سُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا، سُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا، اللهُمَ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ؛ مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْثِهِ وَنَفْخِهِ"). (حب) (2601)، (د) (764)، (جة) (807)، (حم) (16830)، انظر صحيح موارد الظمآن (375)، التعليقات الحسان (2592)، وقال الأرناؤوط: حسن لغيره.

5) (م س)، عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: (بَيْنَمَا نَحْنُ نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّم؛ إِذْ قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ للهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا)، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّم: ("مَنْ الْقَائِلُ كَلِمَةَ كَذَا وَكَذَا؟") قَالَ رَجُلٌ مِنِ الْقَوْمِ: (أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ!) قَالَ: ("عَجِبْتُ لَهَا؛ فُتِحَتْ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ").

وفي رواية: ("لَقَدْ ابْتَدَرَهَا اثْنَا عَشَرَ مَلَكًا"). قَالَ ابْنُ عُمَرَ: (فَمَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّم يَقُولُ ذَلِكَ). الحديث بزوائده: (م) 150- (601)، (ت) (3592)، (س) (885)، (886)، (ن) (959)، (حم) (4627).

6) (م د حم)، وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: (أُقِيمَتْ الصَّلَاةُ، فَجَاءَ رَجُلٌ يَسْعَى، فَانْتَهَى وَقَدْ حَفَزَهُ النَّفَسُ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى الصَّفِّ قَالَ: اللهُ أَكْبَرُ، الْحَمْدُ للهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّم صَلَاتَهُ) قَالَ: ("أَيُّكُمُ الْمُتَكَلِّمُ بِالْكَلِمَاتِ؟") (فَسَكَتَ الْقَوْمُ)، فَقَالَ: ("أَيُّكُمُ الْمُتَكَلِّمُ بِهَا؟ فَإِنَّهُ لَمْ يَقُلْ بَأسًا؟") فَقَالَ الرَّجُلُ: (أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ! أَسْرَعْتُ الْمَشْيَ، فَانْتَهَيْتُ إِلَى الصَّفِّ، وَقَدْ حَفَزَنِي النَّفَسُ، فَقُلْتُهَا)، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّم: ("لَقَدْ رَأَيْتُ اثْنَيْ عَشَرَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَ؛ أَيُّهُمْ يَرْفَعُهَا؟").

وفي رواية: ("لَقَدِ ابْتَدَرَهَا اثْنَا عَشَرَ مَلَكًا، فَمَا دَرَوْا كَيْفَ يَكْتُبُونَهَا؟ حَتَّى سَأَلُوا رَبَّهُمْ عزَّ وجل؟! فَقَالَ: اكْتُبُوهَا كَمَا قَالَ عَبْدِي")، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّم: ("إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَلْيَمْشِ عَلَى هِينَتِهِ").

وفي رواية: (فَلْيَمْشِ نَحْوَ مَا كَانَ يَمْشِي، فَلْيُصَلِّ مَا أَدْرَكَ، وَلْيَقْضِ مَا سَبَقَهُ"). الحديث بزوائده: (م) 149- (600)، (س) (901)، (د) (763)، (حم) (12053)، (12983)، (13011)، (خز) (466)، (يع) (3100)، (طل) (2001)، وصححه الألباني في (صفة الصلاة) (ص94)، والصحيحة (3452)، وقال الأرناؤوط: إسناده صحيح.

7) (ت د)، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّم إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ بِاللَّيْلِ كَبَّرَ)، ثُمَّ يَقُولُ: ("سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ"). (ت) (242)، (د) (775)، (يع) (1108)، (خز) (467).

ثُمَّ يَقُولُ: ("لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ") -ثَلَاثًا-، ثُمَّ يَقُولُ: ("اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا") -ثَلَاثًا- ("أَعُوذُ بِاللهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ؛ مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِهِ")، (ثُمَّ يَقْرَأُ). (د) (775)، (ت) (242)، (يع) (1108)، (خز) (467)، صححه الألباني في (صفة الصلاة) (ص94، 95).

8) (س)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ رضي الله عنه قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّم إِذَا قَامَ مِنْ اللَّيْلِ يُصَلِّي)، قَالَ: ("اللهُ أَكْبَرُ، وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا مُسْلِمًا، وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لَا شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ")، (ثُمَّ يَقْرَأُ). (س) (898)، (طب) (ج19/ ص231 ح515).

خامسا: مسألة وجوابها:
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: [وسألت شيخ الإسلام عن معنى دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: "الّلهُمَّ طَهِّرْنِى مِنْ خَطَايَاىَ بِالـمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ". [3]

كيف يطهَّر الخطايا بذلك؟ وما فائدة التخصيص بذلك؟ وقوله في لفظ آخر: "والماء البارد". ([4]) والحار أبلغ في الإنقاء؟
فقال: الخطايا توجب للقلب حرارةً ونجاسةً وضعفًا، فيرتخِى القلبُ، وتضطرم فيه نارُ الشهوةِ وتنجِّسُه، فإنّ الخطايا والذنوبَ له بمنزلةِ الحطبِ الذي يمُدُّ النارَ ويوقدُها، ولهذا كلمَّا كثرت الخطايا؛ اشتدَّت نارُ القلبِ وضعفُه، والماءُ يغسلُ الخَبَثَ ويطفئُ النار، فإن كان باردًا أورثَ الجسمَ صلابةً وقوّةً، فإن كان معه ثلجٌ وبَرَدٌ كان أقوى في التبريدِ وصلابةِ الجسمِ وشدَّتِه، فكان أذهبَ لأثر الخطايا. هذا معنى كلامِه، وهو محتاج إلى مزيد بيان وشرح.

فاعلم أنّ هاهنا أربعةَ أمور: أمران حسِّيان، وأمران معنويان؛ فالنَّجاسة التي تزولُ بالماء هي ومزيلُها حسِّيان، وأثرُ الخطايا التي تزول بالتوبة والاستغفار هي ومزيلها معنويان، وصلاحُ القلبِ وحياتُه ونعيمُه لا يتمُّ إلا بهذا وهذا.

فذكر النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم من كلِّ شطر قِسْمًا نَبَّهَ بِه على القسم الآخر، فتضمَّن كلامُه الأقسامَ الأربعةَ في غايةِ الاختصار، وحُسْنِ البيان]. إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان (1/ 57).
هذا والله تعالى أعلم

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


[1] (م) 32- (244).

[2] (تَعَالَى): تَفَاعَلَ مِنْ الْعُلُوِّ، أَيْ عَلَا وَرُفِعَ عَظَمَتُك عَلَى عَظَمَةِ غَيْرِك غَايَةَ الْعُلُوِّ وَالرَّفْعِ، وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: أَيْ تَعَالَى غِنَاؤُك عَنْ أَنْ يُنْقِصَهُ إِنْفَاقٌ، أَوْ يَحْتَاجَ إِلَى مُعِينٍ وَنَصِيرٍ. تحفة الأحوذي (1/ 275).-

[3] عند ابن حبان: "اللَّهُمَّ طَهِّرْنِي مِنَ الذُّنُوبِ بِالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ وَالْمَاءِ، اللَّهُمَّ طَهِّرْنِي مِنَ الذُّنُوبِ كَمَا يُطَهَّرُ الثَّوْبُ مِنَ الدَّنَسِ". (حب) (955)، (956)، وصححه الألباني في (الإرواء) (8)، (تمام المنة) (ص 192).

[4] وهذا ما ثبت في صحيح مسلم وغيره: "اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ مِلْءُ السَّمَاءِ، وَمِلْءُ الْأَرْضِ، وَمِلْءُ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ اللهُمَّ طَهِّرْنِي بِالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَالْمَاءِ الْبَارِدِ، اللهُمَّ طَهِّرْنِي مِنَ الذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا، كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْوَسَخِ". (م) 204- (476).





الألوكة

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك



منتديات الحقلة

منتديات الحقلة: منتديات عامة اسلامية ثقافية ادبية شعر خواطر اخبارية رياضية ترفيهية صحية اسرية كل مايتعلق بالمرأة والرجل والطفل وتهتم باخبار قرى الحقلة والقرى المجاوره لها





avp p]de: hgg~QiEl~Q fQhuA]X fQdXkAd ,QfQdXkQ oQ'QhdQhdQK ,hghsjtjhp fQhuA]X fQdXkAd p]de: oQ'QhdQhdQK avp ,hghsjtjhp




avp p]de: hgg~QiEl~Q fQhuA]X fQdXkAd ,QfQdXkQ oQ'QhdQhdQK ,hghsjtjhp fQhuA]X fQdXkAd p]de: oQ'QhdQhdQK avp ,hghsjtjhp avp p]de: hgg~QiEl~Q fQhuA]X fQdXkAd ,QfQdXkQ oQ'QhdQhdQK ,hghsjtjhp fQhuA]X fQdXkAd p]de: oQ'QhdQhdQK avp ,hghsjtjhp



 

رد مع اقتباس
قديم 20-04-2018   #2
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ أسبوع واحد (12:32 AM)
 المشاركات : 210,276 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: شرح حديث: اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ، والاستفتاح



جزاك الله خير الجزاء
وجعلها في موازين حسناتك
وأثابك الله الجنة


 

رد مع اقتباس
قديم 21-04-2018   #3
انثى يغلب على طابعها الهدوء


أنشودة الأمل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2530
 تاريخ التسجيل :  18 - 05 - 2016
 أخر زيارة : 25-07-2019 (10:07 AM)
 المشاركات : 20,829 [ + ]
 التقييم :  510
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 مزاجي
لوني المفضل : Crimson
رد: شرح حديث: اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ، والاستفتاح













اشكرك على طرحك القيم
لاحرمنا ربي من عطائك

كنت هنا وراق لي موضوعك وجاز لي مضمونه
بوركت جهودك المميزة
لك مني ارق التحايا والاعجاب بما قدمت


تقـديري وآحترآمي لشخصك
أنشــودة الأمــل ~










 

رد مع اقتباس
قديم 03-06-2018   #4


جريح الروح غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1538
 تاريخ التسجيل :  12 - 06 - 2014
 أخر زيارة : 05-06-2019 (11:51 AM)
 المشاركات : 2,462 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Cadetblue
رد: شرح حديث: اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ، والاستفتاح



موضوع في قمة الروعه
جزاك الله خير على موضوعك الرائع
لاعدمنا التميز و روعة الاختيار
دمت لنا ودام تالقك الدائم
تحياتي لك



 

رد مع اقتباس
قديم 03-06-2018   #5


ッ ѕмιℓє غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3599
 تاريخ التسجيل :  07 - 05 - 2018
 أخر زيارة : 13-04-2021 (12:36 PM)
 المشاركات : 3,346 [ + ]
 التقييم :  53
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Deeppink
رد: شرح حديث: اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ، والاستفتاح



جزاك الله خيرا
يسلمووو اختي الكريمة
ودي لسموك



 

رد مع اقتباس
قديم 08-06-2018   #6


أسماء غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3587
 تاريخ التسجيل :  23 - 04 - 2018
 أخر زيارة : 08-11-2020 (04:55 PM)
 المشاركات : 3,513 [ + ]
 التقييم :  18
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 مزاجي
لوني المفضل : Cornflowerblue
رد: شرح حديث: اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ، والاستفتاح



جزاكِ الله خيراً



 

رد مع اقتباس
قديم 06-09-2018   #7


لحسه مخ غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3637
 تاريخ التسجيل :  06 - 09 - 2018
 أخر زيارة : 06-09-2018 (02:31 AM)
 المشاركات : 10 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
رد: شرح حديث: اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ، والاستفتاح





 

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
اللَّهُمَّ, بَاعِدْ, بَيْنِي, حديث:, خَطَايَايَ،, شرح, والاستفتاح, وَبَيْنَ


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
شرح حديث : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ طالبة العلم منتدى الحديث والسنة النبوية الشريفة 5 25-07-2017 02:03 AM
شرح حديث اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبَرَصِ هدوء الليل منتدى الحديث والسنة النبوية الشريفة 5 11-03-2017 10:18 PM
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ سَمْعِي هدوء الليل منتدى الحديث والسنة النبوية الشريفة 5 11-03-2017 10:17 PM
اللَّهُمَّ إنِّي أّعُوذُ بِكَ مِنْ جَارِ السُّوءِ هدوء الليل منتدى الحديث والسنة النبوية الشريفة 5 11-03-2017 10:17 PM
تفسير آية "قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ ... طالبة العلم منتدى القرآن الكريم والتفسير 2 22-09-2015 11:29 AM

Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 11:26 PM

أقسام المنتدى

الاقسام العامة | المنتدى الاسلامي العام | المنتدى العام | منتدى الترحيب والتهاني | الاقسام الرياضية والترفيهية | العاب ومسابقات | الافلام ومقاطع الفيديو | منتدى الرياضة المتنوعة | الاقسام التقنية | الكمبيوتر وبرامجه | الجوالات والاتصالات | الفلاش والفوتوشوب والتصميم | منتدى التربية والتعليم | قسم خدمات الطالب | تعليم البنين والبنات | ملتقــــى الأعضـــــاء (خاص باعضاء المنتدى) | المرحله المتوسطه | منتدى الحقلة الخاص (حقلاويات) | منتدى الاخبار المحلية والعالمية | اخبار وشـؤون قرى الحقلة | اخبار منطقة جازان | الاقسام الأدبية والثقافية | الخواطر وعذب الكلام | منتدى الشعر | عالم القصة والروايات | اخبار الوظائف | منتديات الصحة والمجتمع | منتدى الصحة | منتدى الأسرة | منتدى السيارات | منتدى اللغة الانجليزية | منتدى الحوار والنقاشات | منتدى التراث والشعبيات والحكم والامثال | منتدى التعليم العام | منتدى السفر والسياحة | الثقافه العامه | منتدى تطوير الذات | كرسي الإعتراف | منتدى عالم المرأة | عالم الطفل | المطبخ الشامل | منتدى التصاميم والديكور المنزلي | المكتبة الثقافية العامة | شعراء وشاعرات المنتدى | مول الحقلة للمنتجات | الخيمة الرمضانية | المـرحلـة الابتدائيـة | استراحة وملتقى الاعضاء | المرحله الثانويه | الصور المتنوعة والغرائب والعجائب | المنتدى الاسلامي | منتدى القرآن الكريم والتفسير | سير نبي الرحمة واهم الشخصيات الإسلامية | قصص الرسل والانبياء | قسم الصوتيات والفلاشات الاسلاميه | اخبار مركز القفل | منتدى الابحاث والاستشارات التربوية والفكرية | افلام الانمي | صور ومقاطع فيديو حقلاويات | البلاك بيري / الآيفون / الجالكسي | بوح المشاعر وسطوة القلم(يمنع المنقول ) | مناسك الحج والعمرة | منتدى | ارشيف مسابقات المنتدى | منتدى الحديث والسنة النبوية الشريفة | المنتدى الاقتصادي | منتدى عالم الرجل | اعلانات الزواج ومناسبات منتديات الحقلة | تراث منطقـة جــــازان | كرة القدم السعوديه | منتدى الرياضة | كرة القدم العربيه والعالمية | ديـوان الشـاعـر عمـرين محمـد عريشي | ديـــوان الشــاعـر عـبدة حكمـي | يوميات اعضاء منتديات الحقلة | تصاميم الاعضاء | دروس الفوتوشوب | ارشيف الخيمة الرمضانية ومناسك الحج والعمرة الاعوام السابقة | منتدى الاخبار | نبض اقلام المنتدى | ديـــوان الشــاعـر علـي الـدحيمــي | الاستشارات الطبية | الترحيب بالاعضاء الجدد | قسم الاشغال الايدويه | قسم الاشغال اليدويه | مجلة الحقله الالكترونيه | حصريات مطبخ الحقله | ديوان الشاعر ابوطراد |



Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

Ramdan √ BY: ! Omani ! © 2012
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
Forum Modifications Developed By Marco Mamdouh
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

جميع المواضيع والمُشاركات المطروحه في منتديات الحقلة تُعبّر عن ثقافة كاتبها ووجهة نظره , ولا تُمثل وجهة نظر الإدارة , حيث أن إدارة المنتدى لا تتحمل أدنى مسؤولية عن أي طرح يتم نشره في المنتدى

This Forum used Arshfny Mod by islam servant