عدد الضغطات : 9,099عدد الضغطات : 6,598عدد الضغطات : 6,318عدد الضغطات : 5,539
التميز خلال 24 ساعة
العضو المميز المراقب المميز المشرف المميز الموضوع المميز القسم المميز
قريبا
قريبا
قريبا

بقلم :
المنتدى الاسلامي العام

العودة   منتديات الحقلة > المنتدى الاسلامي > المنتدى الاسلامي العام > ارشيف الخيمة الرمضانية ومناسك الحج والعمرة الاعوام السابقة

ارشيف الخيمة الرمضانية ومناسك الحج والعمرة الاعوام السابقة مواضيع رمضان ومناسك الحج والعمرة الاعوام السابقة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: الوجه الاخر لرجل الأعمال سعد التميمي (آخر رد :عميد القوم)       :: احذروا سوء الظن (آخر رد :ابو طراد)       :: من فوائد وفضائل الذكر (آخر رد :فاطمة صلاح)       :: هل تريد نخلة في الجنة (آخر رد :فاطمة صلاح)       :: وانت في مفترق الطرق تذكر... (آخر رد :فاطمة صلاح)       :: غلط يقع فيه بعض المصلين (آخر رد :فاطمة صلاح)       :: علماء الأزهر (آخر رد :فاطمة صلاح)       :: رائعة جداً (آخر رد :فاطمة صلاح)       :: ايمانيات (آخر رد :فاطمة صلاح)       :: رحله العمر (آخر رد :فاطمة صلاح)      


 
 
أدوات الموضوع
قديم 22-09-2015   #11


طالبة العلم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1561
 تاريخ التسجيل :  20 - 06 - 2014
 أخر زيارة : 15-06-2023 (11:13 AM)
 المشاركات : 24,997 [ + ]
 التقييم :  17
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Green
رد: هكذا حج الصالحون والصالحات



(11) الصالحون... وتمني أن يكون ختام حياتهم حجا
- قال خيثمة بن عبد الرحمن: كان يعجبهم أن يموت الرجل عند خير يعمله إما حج، وإما عمرة، وإما غزوة، وإما صيام رمضان.
- وقال طلحة اليامي: كنا نتحدث أنه من ختم له بإحدى ثلاث إما قال: وجبت له الجنة وإما قال: برئ من النار: من صام شهر رمضان فإذا انقضى الشهر مات، ومن خرج حاجا فإذا قدم من حجته مات، ومن خرج معتمرا فإذا قدم من عمرته مات.
- وكتب محمد بن يوسف إلى الحكم بن بردة: يا أخي اتق الله الذي لا يطاق انتقامه، وكتب في آخر كتابه: إن استطعت أن تختم عمرك بحجة فافعل فإن أدنى ما يروى في الحاج أنه يرجع كيوم ولدته أمه.
- وقال ابن رجب: «كان السلف يرون أن من مات عقيب عمل صالح كصيام رمضان، أو عقيب حج أو عمرة، أنه يرجى له أن يدخل الجنة، وكانوا مع اجتهادهم في الصحة في الأعمال الصالحة يجددون التوبة والاستغفار عند الموت، ويختمون أعمالهم بالاستغفار وكلمة التوحيد».
التعليق: حسن الخاتمة هو أن يوفق العبد قبل موته فيعمل عملا صالحا ثم يكون موته بعد ذلك على هذه الحال الحسنة، وقد كان السلف الصالح يسألون الله حسن الخاتمة، ويستعيذون من سوء الخاتمة وهم بذلك يستشعرون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن العبد ليعمل عمل أهل النار وإنه من أهل الجنة، ويعمل عمل أهل الجنة وإنه من أهل النار، وإنما الأعمال بالخواتيم»، وفي روية: «إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وإنه لمن أهل النار، ويعمل بعمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة».
قال ابن رجب: «وقوله (فيما يبدو للناس) إشارة إلى أن باطن الأمر يكون بخلاف ذلك، وإن خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد، لا يطلع عليها الناس؛ إما من جهة عمل سيئ ونحو ذلك فتلك الخصلة الخفية توجب سوء الخاتمة عند الموت، وكذلك قد يعمل الرجل عمل أهل النار وفي باطنه خصلة خفية من خصال الخير فتغلب عليه تلك الخصلة في آخر عمره فتوجب له حسن الخاتمة، قال عبد العزيز بن أبي رواد: حضرت رجلا عند الموت يلقن الشهادة لا إله إلا الله، فقال في آخر ما قال: هو كافر بما تقول، ومات على ذلك، قال: فسألت عنه فإذا هو مدمن خمر، وكان عبد العزيز يقول: اتقوا الذنوب فإنها هي التي أوقعته، وفي الجملة فالخواتيم ميراث السوابق فكل ذلك سبق في الكتاب السابق، ومن هنا كان يشتد خوف السلف من سوء الخواتيم، ومنهم من كان يقلق من ذكر السوابق، وقد قيل: إن قلوب الأبرار معلقة بالخواتيم يقولون: بماذا يختم لنا، وقلوب المقربين معلقة بالسوابق يقولون: ماذا سبق لنا».
قال ابن القيم رحمه الله: «وإذا نظرت إلى حال كثير من المحتضرين وجدتهم يُحال بينهم وبين حسن الخاتمة عقوبة لهم على أعمال السيئة، قال الحافظ أبو محمد عبد الحق بن عبد الرحمن الأشبيلي رحمه الله: وأعلم أن لسوء الخاتمة – أعاذنا الله منها – أسبابا، ولها طرقا وأبوابا أعظمها الإنكباب على الدنيا وطلبها والحرص عليها، والإعراض عن الأخرى، والإقدام والجرأة على معاصي الله عز وجل، وربما غلب على الإنسان ضرب من الخطيئة، ونوع من المعصية، وجانب من الإعراض، ونصيب من الجرأة والإقدام، فملك قلبه وسبي عقله وأطفأ نوره وأرسل عليه حجبه فلم تنفع فيه تذكرة، ولا نجعت فيه موعظة، فربما جاءه الموت على ذلك فسمع النداء من مكان بعيد فلم يتبين له المراد، ولا علم ما أراد، وإن كرر عليه الداعي وأعاد!».
قلت: وأخبار حسن خاتمة الصالحين، وسوء خاتمة المعرضين كثيرة، ليس هذا موضوع ذكرها، وقد أفردت فيها مؤلفات، غير أنه مما يجب التنبه له والتنبيه عليه أنه ما سمع ولا علم – ولله الحمد – بأن صاحب السريرة الصالحة والقلب السليم قد ختم له بسوء؛ وإنما يكون ذلك لمن فسدت سريرته وباغته الموت قبل إصلاح الطوية كما تقدم في كلام ابن رجب.
فيا حجاج بيت الله حجوا كما حج الصالحون، وسلوا الله القبول وحسن الختام، وإياكم وذنوب الخلوات فهي سبب من أسباب الانتكاسات، وعليكم بطاعة الخلوات فهي طريق للثبات حتى الممات بإذن الله..



 

قديم 22-09-2015   #12


طالبة العلم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1561
 تاريخ التسجيل :  20 - 06 - 2014
 أخر زيارة : 15-06-2023 (11:13 AM)
 المشاركات : 24,997 [ + ]
 التقييم :  17
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Green
رد: هكذا حج الصالحون والصالحات



(12) الصالحون.. وتأمل حكم الحج وأسراره ولطائفه
أنقل في هذا الموضوع كلاما جميلا للشيخ عبد الرحمن السعدي قال فيه: «اتفق المسلمون على ما ثبت في الكتاب والسنة من وجوب الحج، وأنه أحد أركان الإسلام ومبانيه التي لا يتم إلا بها وعلى ما ورد في فضله وشرفه وكثرة ثوابه عند الله، وهذا معلوم بالضرورة من دين الإسلام.
وقد فرضه العليم الحكيم الحميد – في جميع ما شرعه وخلفه -، واختص هذا البيت الحرام وأضافه إلى نفسه وجعل فيه وفي عرصاته والمشاعر التابعة له من الحكم والأسرار ولطائف المعارف ما يضيق علم العبد عن معرفته، وحسبك أنه جعله قياما للناس، به تقوم أحوالهم ويقوم دينهم ودنياهم، فلولا وجود بيته في الأرض وعمارته بالحج والعمرة وأنواع التعبدات لآذن هذا العالم بالخراب، ولهذا من أمارات الساعة واقترابها هدمه بعد عمارته وتركه بعد زيارته، لأن الحج مبني على المحبة والتوحيد الذي هو أصل الأصول كلها، فمن حين يدخل فيه الإنسان يقول: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك، ولا يزال هذا الذكر وتوابعه حتى يفرغ، ولهذا قال جابر رضي الله عنه: فأهلّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتوحيد، لأن قول الملبي: لبيك اللهم لبيك، التزام لعبودية ربه وتكرير لهذا الالتزام لطمأنينة نفس وانشراح صدر، ثم إثبات جميع المحامد وأنواع الثناء والملك العظيم لله تعالى، ونفي الشريك عنه في ألوهيته وربوبيته وحمده وملكه، هذا حقيقة التوحيد وهو حقيقة المحبة؛ لأنه استزارة المحب لأحبابه وإيفادهم إليه ليحظوا بالوصول إلى بيته، ويتمتعوا بالتنوع في عبوديته والذل له والانكسار بين يديه وسؤالهم جميع مطالبهم وحاجاتهم الدينية والدنيوية في تلك المشاعر العظام والمواقف الكرام ليجزل لهم من قراه وكرمه ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
وليحط عنهم خطاياهم، ويرجعهم كما ولدتهم أمهاتهم، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة، ولتحقق محبتهم لربهم بإنفاق نفائس أموالهم، وبذل مهجهم بالوصول إلى بلد لم يكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس، فأفضل ما أنفقت فيه الأموال، وأعظمه عائدة وأكثر فوائد إنفاقها في الوصول إلى المحبوب وإلى ما يحبه المحبوب، ومع هذا فقد وعدهم بإخلاف النفقة والبركة في الرزق، قال تعالى: (وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ) [سبأ: 39]، وأعظم ما دخل في هذا الوعد من الكريم الصادق إنفاقها في هذا الطريق.
وأفضل ما ابتذل به العبد قوته واستفرغ له عمل بدنه هذه الأعمال التي هي حقيقة الأعمار، فحقيقة عمر العبد ما قضاه في طاعة سيده، وكل عمل وتعب ومشقة ليست بهذه السبيل فهي على العبد لا للعبد.
ثم ما في ذلك من تذكر حال العابدين وأصفيائه من الأنبياء والمرسلين قال تعالى (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى) [البقرة: 125] والصحيح أنه مفرد مضاف يشمل جميع مقاماته في الحج من الطواف والسعي والوقوف بالمشاعر والهدي وأصناف متعبدات الحج وقال النبي صلى الله عليه وسلم في كل موطن من مواطن الحج ومشاعره: «لتأخذوا عني مناسككم» فهو تذكير لحال الخليل إبراهيم صلى الله عليه وسلم وأهل بيته وتذكير لحال سيد المرسلين وإمامهم، وهذا أفضل وأكمل أنواع التذكيرات للعظماء تذكيرا بأحوالهم الجليلة ومآثرهم الجميلة، والمتذكر لذلك ذاكر الله تعالى كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنما جعل الطواف بالبيت، وبالصفا والمروة، ورمي الجمار لإقامة ذكر الله» ففي هذا من الإيمان بالله ورسله الكرام وذكر مناقبهم وفضائلهم ما يزداد به المؤمن إيمانا، والعارف إيقانا، ويحثه على الإقتداء بسيرهم الفاضلة، وصفاتهم الكاملة.
ثم ما في اجتماع المسلمين في تلك المشاعر واتفاقهم على عبادة واحدة ومقصود واحد، ووقوف بعضهم من بعض، واتصال أهل المشارق بالمغارب، في بقعة واحدة لعبادة واحدة ما يحقق الوحدة الإسلامية، والأخوة الإيمانية، ويربط أقصاهم بأدناهم، ويعلمون أن الدين شاملهم، وأن مصالحه مصالحهم وإن تناءت بهم الديار، وتباعدت منهم الأقطار.
فهذه إشارة يسيرة إلى بعض الحكم والأسرار المتعلقة بهذه العبادة العظيمة، فلله الحمد والثناء حيث أنعم بها عليهم، وأكمل لهم دينهم، وأتم عليهم نعمته، ورضي لهم الإسلام دينا.
وهذه الحكم من أقوى البراهين والأدلة على سعة رحمة الله، وعموم بره، وأن الدين الحق الذي لا دين سواه هو الدين المشتمل على مثل هذه الأمور، والله تعالى أعلم»



 

قديم 22-09-2015   #13


طالبة العلم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1561
 تاريخ التسجيل :  20 - 06 - 2014
 أخر زيارة : 15-06-2023 (11:13 AM)
 المشاركات : 24,997 [ + ]
 التقييم :  17
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Green
رد: هكذا حج الصالحون والصالحات



(13) الصالحات... والحج
- الصالحة... أفضل جهادها الحج المبرور:
لحديث عائشة المتقدم قالت: يا رسول الله نرى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد؟ قال: «لا، لكن أفضل الجهاد حج مبرور».
- الصالحة... تبادر للحج عند استطاعتها:
لقوله تعالى: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) [آل عمران: 97]، وقوله: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ) [آل عمران: 133]، والحج يجب على الفور لا على التراخي، للنصوص السابقة، ولأن الشرع واللغة والعقل كلها يدل على أن أوامر الله تجب على الفور.
- الصالحة... لا تسافر للحج إلا مع ذي محرم:
لحديث أبي معبد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يخلون رجل بامرأة، ولا تسافرن امرأة إلا ومعه محرم» فقام رجل فقال: يا رسول الله، اكتتبت في غزوة كذا وكذا، وخرجت امرأتي حاجة قال: «اذهب فحج مع امرأتك».
- الصالحة... لا تخلو بالرجل الأجنبي في الحج وغيره:
لحديث أبي معبد عن ابن عباس، وتقدم ذكره.
ولحديث جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا لا يبيتن رجل عند امرأة ثيب إلا أن يكون ناكحا أو ذا محرم». وحديث ابن عمر قال: خطبنا عمر بالجابية فقال: يا أيها الناس إني قمت فيكم كمقام رسول الله  فينا فقال: «أوصيكم بأصحابي... ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان».
قال النووي: «وفي هذا الحديث والأحاديث بعده تحريم الخلوة بالأجنبية وإباحة الخلوة بمحارمها، وهذان الأمران مجمع عليهما»، وحكى الإجماع أيضا ابن حجر وغيره.
- الصالحة... تشترط في الحج والعمرة إذا خافت الضرر على نفسها:
لحديث عائشة قالت: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على ضباعة بنت الزبير فقال لها: «لعلك أردت الحج؟» قالت: والله لا أجدني إلا وجعة. فقال لها: «حجي واشترطي وقولي: اللهم محلي حيث حبستني».
- الصالحة... لا تخالط الرجال في الحج قدر المستطاع:
قال ابن جريج: أخبرني عطاء إذ منع ابن هشام النساء الطواف مع الرجال قال: كيف يمنعهن وقد طاف نساء النبي صلى الله عليه وسلم مع الرجال؟ ! قلت: أبعد الحجاب أو قبل؟ قال: إي لعمري لقد أدركته بعد الحجاب، قلت: كيف يخالطن الرجال؟ قال: لم يكن يخالطهن كانت عائشة رضي الله عنها تطوف حجرة من الرجال لا تخالطهم، فقالت امرأة: انطلقي نستلم يا أم المؤمنين، قالت: انطلقي عنك! وأبت، يخرجن متنكرات بالليل فيطفن مع الرجال، ولكنهن كن إذا دخلن البيت قمن حتى يدخلن وأخرج الرجال.
قلت: ومعنى هذا الخبر أن ابن هشام أراد أن يجعل للرجال وقتا يطوفون فيه، وللنساء وقتا آخر يطفن منفردات، فبين عطاء بن أبي رباح أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم وهن أطهر النساء كن يطفن مع الرجال ولكن منفردات من غير اختلاط.
وهذا الأمر في هذا الزمان أصبح صعبا بسبب أحوال الناس – وإن كان ممكنا – فعلى المرأة أن تتقي الله ما استطاعت.
وفي الحديث عن أم سلمة قالت: شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أشتكي قال: «طوفي من وراء الناس وأنت راكبة» فطفت ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إلى جنب البيت يقرأ بالطور وكتاب مسطور.
قال النووي: «إنما أمرها صلى الله عليه وسلم بالطواف من وراء الناس لشيئين: أحدهما أن سنة النساء التباعد عن الرجال في الطواف. والثاني: أن قربها يخاف منه تأذي الناس بدابتها، وكذا إذا طاف الرجل راكبا، وإنما طافت في حال صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ليكون أستر لها وكانت هذه الصلاة صلاة الصبح».
- الصالحة... تسأل عن دينها في الحج: ففي الحديث عن عبد الله بن عباس قال: -جاءت امرأة من خثعم... فقالت: يا رسول الله، إن فريضة الله على عباده في الحج أدركت أبي شيخا كبيرا لا يثبت على الراحلة، أفأحج عنه؟ قال: «نعم» وذلك في حجة الوداع.
وفي الحديث عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم لقي ركبا بالروحاء فقال: «من القوم؟» قالوا: المسلمون. فقالوا: من أنت؟ قال: «رسول الله»، فرفعت إليه امرأة صبيا فقالت: ألهذا حج؟ قال: «نعم ولك أجر».
- الصالحة.. لا تنتقب ولا تلبس القفازين: لحديث ابن عمر وفيه: «ولا تنتقب المحرمة ولا تلبس القفازين».
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «البرقع أقوى من النقاب»، وقال ابن القيم: «فإن البرقع واللثام وإن لم يسميا نقابا فلا فرق بينهما وبينه، بل إذا نهيت عن النقاب فالبرقع واللثام أولى!، ولذلك منعتها أم المؤمنين من اللثام»، وقال ابن حزم: «وأما اللثام فإنه نقاب بلا شك فلا يحل لها».
ولكن إذا كان هناك رجال أجانب فإن المحرمة تغطي وجهها بغير النقاب والبرقع وما في معناهما مما هو مفصل للوجه كما في النقطة التالية:
- الصالحة... تستر وجهها في الحج وغيره عن الرجال الأجانب:
لعموم النصوص الواردة في وجوب الحجاب عن الرجال الأجانب، وللنصوص الخاصة الواردة في تغطية المحرمة وجهها عن الرجال الأجانب، من ذلك:
ما رواه الإمام في «الموطأ» عن هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر أنها قالت: كنا نخمر وجوهنا ونحن محرمات ونحن مع أسماء بنت أبي بكر الصديق.
قال ابن القيم: «ونساؤه صلى الله عليه وسلم أعلم الأمة بهذه المسألة وقد كن يسدلن على وجوههن إذا حاذاهن الركبان فإذا جاوزوهن كشفن وجوههن، وروى وكيع عن شعبة عن يزيد الرشك عن معاذة العدوية قالت: سألت عائشة ما تلبس المحرمة؟ فقالت: لا تنتقب ولا تتلثم وتسدل الثوب على وجهها، فجاوزت طائفة ذلك ومنعتها من تغطية وجهها جملة قالوا: وإذا سدلت على وجهها فلا تدع الثوب يمس وجهها فإن مسه افتدت!، ولا دليل على هذا ألبتة، وقياس قول هؤلاء أنها إذا غطت يدها افتدت، فإن النبي صلى الله عليه وسلم سوى بينهما في النهي وجعلهما كبدن المحرم فنهى عن لبس القميص والنقاب والقفازين، هذا للبدن، وهذا للوجه، وهذا لليدين، ولا يحرم ستر البدن فكيف يحرم ستر الوجه في حق المرأة مع أمر الله لها أن تدني عليها من جلبابها لئلا تعرف ويفتتن بصورتها!!».
ومما ينبغي التفطن له أنه لا يجب على المرأة إذا سدلت الجلباب على وجهها أنه ترفعه كما تفعل بعض النساء، بل هذا فيه مشقة شديدة، لا تأتي به الشريعة، فلا حرج أن يمس الحجاب بشرتها وتقدم التنبيه على هذا في كلام ابن القيم السابق، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «لو غطت المرأة وجهها بشيء لا يمس الوجه جاز بالاتفاق، وإن كان يمسه فالصحيح أنه يجوز أيضا، ولا تكلف المرأة أن تجافي سترتها عن الوجه، لا بعود ولا بيد ولا غير ذلك، فإن النبي صلى الله عليه وسلم سوى بين وجهها ويديها وكلاهما كبدن الرجل لا كرأسه. وأزواجه صلى الله عليه وسلم كن يسدلن على وجوههن من غير مراعاة المجافاة. ولم ينقل أحد من أهل العلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إحرام المرأة في وجهها، وإنما هذا قول بعض السلف، لكن النبي صلى الله عليه وسلم نهاها أن تنتقب أو تلبس القفازين، كما نهى المحرم أن يلبس القميص والخف مع أنه يجوز له أن يستر يديه ورجليه باتفاق الأئمة، والبرقع أقوى من النقاب فلهذا ينهى عنه باتفاقهم ولهذا كانت المحرمة لا تلبس ما يصنع لستر الوجه كالبرقع ونحوه فإنه كالنقاب».
- الصالحة.. تنفق وتبذل وتعطي في الحج: لحديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: يا رسول الله، يصدر الناس بنسكين وأصدر بنسك فقيل لها: انتظري فإذا طهرت فاخرجي إلى التنعيم فأهلي ثم ائتينا بمكان كذا، ولكنها على قدر نفقتك أو نصبك، وفي لفظ: «إنما أجرك في عمرتك على قدر نفقتك».
قال النووي: «هذا ظاهر في أن الثواب والفضل في العبادة يكثر بكثرة النصب والنفقة، والمراد النصب الذي لا يذمه الشرع وكذا النفقة».
- الصالحة.. تأخذ بالرخصة في الحج: من تأمل الحج وما فيه من مشقة وجهد خاصة للنساء – ولذا كان في حقهن جهاد -، رأى أن الشريعة خففت عن المرأة في مواضع عدة من أحكام الحج خشية الضرر والزحام، ومن النصوص الواردة في ذلك:
- حديث سالم بن عبد الله بن عمر وفيه: وكان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يقدم ضعفة أهله فيقفون عند المشعر الحرام بالمزدلفة بليل، فيذكرون الله ما بدا لهم، ثم يرجعون قبل أن يقف الإمام، وقبل أن يدفع، فمنهم من يقدم منى لصلاة الفجر، ومنهم من يقدم بعد ذلك، فإذا قدموا رموا الجمرة، وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول: أرخص في أولئك رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي حديث عبد الله مولى أسماء عن أسماء أنها نزلت ليلة جمع عند المزدلفة، فقامت تصلي فصلت ساعة، ثم قالت: يا بني هل غاب القمر؟ قلت: لا، فصلت ساعة، ثم قالت: هل غاب القمر؟ قلت: نعم، قالت: فارتحلوا، فارتحلنا ومضينا حتى رمت الجمرة، ثم رجعت فصلت الصبح في منزلها، فقلت لها: يا هنتاه، ما أرانا إلا قد غلسنا! قالت: يا بني، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن للظعن.
- الصالحة... لا تستلم الحجر الأسود خشية مزاحمة الرجال: لحديث عائشة المتقدم – وهو في «صحيح البخاري» - وفيه: فقالت امرأة: انطلقي نستلم يا أم المؤمنين، قالت: انطلقي عنك! وأبت.
وعن عطاء بن أبي رباح قال: طافت امرأة مع عائشة رضي الله عنها سماها فلما جاءت الركن قالت المرأة: يا أم المؤمنين، ألا تستلمين!، قالت عائشة: وما للنساء وما استلام الركن امض عنك.
قال ابن عبد البر: «الاستلام للرجال دون النساء عن عائشة وعطاء وغيرهما وعليه جماعة الفقهاء، فإذا وجدت المرأة الحجر خاليا واليماني استلمت إن شاءت، وكانت عائشة رضي الله عنها تقول للنساء: إذا وجدتن فرجة فاستلمن و إلا فكبرن وامضين».
قال ابن قدامة: «ولا يستحب لها مزاحمة الرجال لاستلام الحجر لكن تشير بيدها إليه كالذي لا يمكنه الوصول إليه».
قلت: وقد غفلت كثير من الصالحات عن هذا الهدي فزاحمن الرجال طلبا للأجر وفي الأثر عن عائشة رضي الله عنها أن مولاة لها قالت: يا أم المؤمنين طفت بالبيت سبعا واستلمت الركن مرتين أو ثلاثا فقالت لها عائشة رضي الله عنها: لا أجرك الله، لا أجرك الله، تدافعين الرجال؟ ! ألا كبرت ومررت؟ !.
- الصالحة.. تتعلم أحكام الحج وتعلم غيرها: وفي الحديث عن أم الفضل بنت الحارث أن ناسا اختلفوا عندها يوم عرفة في صوم النبي  فقال بعضهم: هو صائم، وقال بعضهم: ليس بصائم فأرسلت إليه بقدح لبن وهو واقف على بعيره فشربه.
فتأمل كيف قطعت هذه الصحابية الجليلة الخلاف في هذه المسألة بأسلوب لطيف حكيم!، فتعلمت وعلمت غيرها.
- الصالحة.. تحج بأولادها ما لم تخش الضرر: لحديث ابن عباس المتقدم وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم لقي ركبا بالروحاء فقال: «من القوم؟» قالوا: المسلمون. فقالوا: من أنت؟ قال: «رسول الله»، فرفعت إليه امرأة صبيا، فقالت: ألهذا حج؟ قال: «نعم ولك أجر».
قال أبو محمد ابن حزم: «ونستحب الحج بالصبي وإن كان صغيرا جدا أو كبيرا وله حج، وهو تطوع، وللذي يحج به أجر، ويجتنب ما يجتنب المحرم، ولا شيء عليه إن واقع من ذلك ما لا يحل له، ويطاف به، ويرمي عنه الجمار إن لم يطق ذلك، ويجزئ الطائف به طوافه ذلك عن نفسه، وكذلك ينبغي أن يدربوا ويعلموا الشرائع من الصلاة والصوم إذا أطاقوا ذلك، ويجنبوا الحرام كله والله تعالى يتفضل بأن يأجرهم ولا يكتب عليهم إثما حتى يبلغوا».
تنبيهات:
1- المرأة كالرجل في سائر الأحكام، إلا ما ورد الدليل على استثنائه.
2- يعجب المرء من حال بعض النسوة في هذه العبادة العظيمة حيث يظهرن الزينة والتجمل أمام الرجال خاصة يوم العيد، ويلبسن الضيق من الثياب والبنطال الذي يصف العورة بدون حياء ولا خجل ولا خوف، فلتحذر المسلمة من هذا العمل القبيح ولتنصح غيرها!.
3- بعض النسوة لا تتورع عن الغيبة والنميمة والقيل والقال في الحج خاصة مع فراغهن في المخيمات وعدم وجود ما يشغل، وهذا خطأ كبير ينبغي أن تتفطن له المسلمة، وأن تنشغل بقراءة القرآن والأدعية والأذكار، وقراءة كتب العلم النافعة، والاستماع للمحاضرات الطيبة.



 

قديم 22-09-2015   #14


طالبة العلم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1561
 تاريخ التسجيل :  20 - 06 - 2014
 أخر زيارة : 15-06-2023 (11:13 AM)
 المشاركات : 24,997 [ + ]
 التقييم :  17
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Green
رد: هكذا حج الصالحون والصالحات



(14) صفة الحج كاملة
قال الشيخ محمد العثيمين رحمه الله: «فإن أحسن ما يؤدي به المسلم مناسك الحج والعمرة أن يؤديها على الوجه الذي جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لينال بذلك محبة الله ومغفرته (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) [آل عمران: 31].
وأكمل صفة في ذلك التمتع لمن لم يسق الهدي؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر به أصحابه وأكده عليهم وقال: «لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي ولأحللت معكم».
* والتمتع: أن يأتي الحاج بالعمرة كاملة في أشهر الحج ويحل منها ثم يحرم بالحج في عامه.
العمرة
1- إذا وصلت إلى الميقات وأردت الإحرام بالعمرة فاغتسل كما تغتسل من الجنابة إن تيسر لك، ثم البس ثياب الإحرام إزارا ورداء (والمرأة تلبس ما شاءت من الثياب غير متبرجة بزينة) ثم قل: «لبيك عمرة، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك».
ومعنى «لبيك» أجبتك إلى ما دعوتني إليه من الحج أو العمرة.
2- فإذا وصلت إلى مكة فطف بالبيت سبعة أشواط طواف العمرة، تبتدئ من الحجر الأسود وتنتهي إليه، ثم صل ركعتين خلف مقام إبراهيم قريبا منه إن تيسر أو بعيدا.
3- فإذا صليت الركعتين فاخرج إلى الصفا واسع بين الصفا والمروة سبع مرات سعي العمرة تبتدئ بالصفا وتختم بالمروة.
4- فإذا أتممت السعي فقصر شعر رأسك.
وبذلك تمت العمرة ففك إحرامك والبس ثيابك.
الحج
1- إذا كان ضحى اليوم الثامن من ذي الحجة فاحرم بالحج من مكانك الذي أنت نازل فيه، فاغتسل إن تيسر لك والبس ثياب الإحرام، ثم قل: لبيك حجا، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك.
2- ثم اخرج إلى منى وصل بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر قصرا بلا جمع.
3- فإذا طلعت الشمس فسر إلى عرفة وصل بها الظهر والعصر جمع تقديم على ركعتين ركعتين، وامكث فيها إلى غروب الشمس، وأكثر من الذكر والدعاء هناك مستقبل القبلة.
4- إذا غربت الشمس فسر من عرفة إلى مزدلفة وصل بها المغرب والعشاء والفجر، ثم امكث فيها للدعاء والذكر إلى قرب طلوع الشمس.
5- وإن كنت ضعيفا لا تستطيع مزاحمة الناس عند الرمي فلا بأس أن تسير إلى منى آخر الليل لترمي الجمرة قبل زحمة الناس.
6- فإذا قرب طلوع الشمس فسر من مزدلفة إلى منى، فإذا وصلت إليها فاعمل ما يلي:
أ- ارم جمرة لعقبة، وهي أقرب الجمرات إلى مكة بسبع حصيات متعاقبات واحدة بعد الأخرى وكبر مع كل حصاة.
ب- اذبح الهدي وكل منه ووزع على الفقراء، والهدي واجب على المتمتع والقارن.
ج- احلق رأسك أو قصره، والحلق أفضل (المرأة تقصر منه بقدر أنملة).
7- تعمل هذه الثلاثة مبتدئا بالرمي ثم الذبح ثم الحلق إن تيسر، وإن قدمت بعضها على بعض فلا حرج.
8- وبعد أن ترمي وتحلق أو تقصر تحل التحلل الأول؛ فتلبس ثيابك ويحل لك جميع محظورات الإحرام إلا النساء.
9- ثم انزل إلى مكة وطف طواف الإفاضة (طواف الحج) واسع بين الصفا والمروة سعي الحج.
10- وبهذا تحل التحلل الثاني ويحل لك جميع محظورات الإحرام حتى النساء.
11- ثم اخرج بعد الطواف والسعي إلى منى فبت فيها ليلتي أحد عشر وأثني عشر.
12- ثم ارم الجمرات الثلاث في اليوم الحادي عشر والثاني عشر بعد الزوال، تبدئ بالأولى وهي أبعدهن عن مكة، ثم الوسطى، ثم جمرة العقبة، كل واحدة بسبع حصيات متعاقبات، تكبر مع كل حصاة، وتقف بعد الجمرة الأولى والوسطى تدعو الله مستقبل القبلة، ولا يجزئ الرمي قبل الزوال في هذين اليومين.
13- فإذا أتممت الرمي في اليوم الثاني عشر فإن شئت أن تتعجل فاخرج من منى قبل غروب الشمس، وإن شئت أن تتأخر – وهو أفضل – فبت في منى ليلة الثالث عشر وارم الجمرات الثلاث في يومها بعد الزوال كما رميتها في اليوم الثاني عشر.
14- فإذا أردت الرجوع إلى بلدك فطف عند سفرك بالكعبة طواف الوداع سبعة أشواط. والحائض والنفساء ليس عليهما طواف الوداع».



 

قديم 22-09-2015   #15


طالبة العلم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1561
 تاريخ التسجيل :  20 - 06 - 2014
 أخر زيارة : 15-06-2023 (11:13 AM)
 المشاركات : 24,997 [ + ]
 التقييم :  17
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Green
رد: هكذا حج الصالحون والصالحات



(15) الصالحون والصالحات.. وختام حجهم
بعد هذه الجولة الجميلة مع أخبار الصالحين والصالحات وسيرهم في الحج والتي رأينا فيها:
- فقها سليما لحقيقة الحج ومقصده وحكمته وغايته.
- وقوة في العبادة وصدقا في الالتجاء والانطراح بين يدي الرب سبحانه وتعالى.
- وصفا أرواح تستشعر قربها من الله في هذه الشعيرة العظيمة.
- ومن إخاء ومحبة وبذل وعطاء.....
إن هذه الآثار تصور لنا الحاج ذلكم المسلم التقي النقي، الخاشع الذليل، الذي يتحفظ في أقواله فلا يطلق لسانه في قبل وقال وفضول الكلام، ويتحفظ في فعاله، وينشط في عبادته فتراه تارة في صلاة، وتارة يقرأ القرآن، وتارة يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، كريم يبذل ماله وعلمه ووقته في خدمة المسلمين، حريص على لقاء العلماء والصالحين والفضلاء، لا يتوسع في المآكل والملابس والمراكب والمساكن، يستشعر حرمة الزمان والمكان، ويستشعر أنه خرج من بيته وأهله وماله وبلده للحصول على الأجر والصواب... فهذا هو حج الصالحين.
وفي ختام حج الصالحين نلحظ أمورا منها:
- الإكثار من ذكر الله والتوجه إليه بالدعاء وحده لا شريك له، عملا بقوله تعالى: (فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آَبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ * وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 200، 201]، هكذا أمر الله بذكره عند انقضاء المناسك، لأن أهل الجاهلية كانوا يقفون في الموسم فيقول الرجل منهم: كان أبي يطعم ويحمل الحمالات ويحمل الديات، ليس لهم ذكر غير فعال آبائهم، فأنزل الله على رسوله هذه الآية.
قال عطاء بن أبي رباح: ينبغي لكل من نفر أن يقول حين ينفر متوجها إلى أهله: ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
قال ابن رجب: «وفي الأمر بالذكر عند انقضاء النسك معنى، وهو أن سائر العبادات تنقضي ويفرغ منها، وذكر الله باق لا ينقضي ولا يفرغ منه، بل هو مستمر للمؤمنين في الدنيا والآخرة».
- ونلحظ أيضا في أخبار الصالحين: المداومة على العمل الصالح بعد الحج، وقد سئل الحسن البصري رحمه الله تعالى: ما الحج المبرور؟ قال: أن تعود زاهدا في الدنيا راغبا في الآخرة.
أخي الحاج: ليكن حجك حاجزا لك عن مواقع الهلكة، ومانعا لك من المزالق المتلفة، وباعثا لك إلى المزيد من الخيرات وفعل الصالحات، واعلم أن المؤمن ليس له منتهى من صالح العمل إلا حلول الأجل، فما أجمل أن تعود بعد الحج إلى أهلك ووطنك بالخلق الأكمل، والسجايا الكريمة، ما أجمل أن تعود حسن المعاملة، كريم المعاشرة، طاهر الفؤاد، إن من يعود بعد الحج بهذه الصفات الجميلة والسمات الجليلة فهو حقا من استفاد من الحج وأسراره ودروسه وآثاره.
اللهم تقبل من الحجاج حجهم وسعيهم، الله اجعل حجهم مبرورا، وسعيهم مشكورا، وذنبهم مغفورا، اللهم اجعل سفرهم سعيدا، وعودهم إلى بلادهم حميدا، اللهم هون عليهم الأسفار، وأمنهم من جميع الأخطار، اللهم احفظهم من بين أيديهم، ومن خلفهم، وعن أيمانهم، وعن شمائلهم، اللهم واجعل دربهم درب السلامة والأمان، والراحة والاطمئنان، اللهم وأعدهم إلى أوطانهم وأهليهم وذويهم ومحبيهم سالمين غانمين برحمتك يا أرحم الراحمين...
وصلى الله على عبده ورسوله خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه.



 

 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الصالحون, يد, هكذا, والصالحات


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هكذا أنا .... و أنت ؟! سمو الأميرة بوح المشاعر وسطوة القلم(يمنع المنقول ) 13 18-06-2015 03:21 AM
هم هكذا ابشر الخواطر وعذب الكلام 4 24-03-2015 06:03 PM
من هم الصالحون ؟ ابو يحيى المنتدى الاسلامي العام 4 18-02-2015 09:28 PM
لماذا نحن هكذا محمد الجابر المنتدى العام 4 29-04-2014 01:47 AM
الى متى تظل لاالمهور هكذا عاشق الاوهام منتدى الأسرة 12 24-02-2012 12:15 AM

Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 04:55 AM

أقسام المنتدى

الاقسام العامة | المنتدى الاسلامي العام | المنتدى العام | منتدى الترحيب والتهاني | الاقسام الرياضية والترفيهية | العاب ومسابقات | الافلام ومقاطع الفيديو | منتدى الرياضة المتنوعة | الاقسام التقنية | الكمبيوتر وبرامجه | الجوالات والاتصالات | الفلاش والفوتوشوب والتصميم | منتدى التربية والتعليم | قسم خدمات الطالب | تعليم البنين والبنات | ملتقــــى الأعضـــــاء (خاص باعضاء المنتدى) | المرحله المتوسطه | منتدى الحقلة الخاص (حقلاويات) | منتدى الاخبار المحلية والعالمية | اخبار وشـؤون قرى الحقلة | اخبار منطقة جازان | الاقسام الأدبية والثقافية | الخواطر وعذب الكلام | منتدى الشعر | عالم القصة والروايات | اخبار الوظائف | منتديات الصحة والمجتمع | منتدى الصحة | منتدى الأسرة | منتدى السيارات | منتدى اللغة الانجليزية | منتدى الحوار والنقاشات | منتدى التراث والشعبيات والحكم والامثال | منتدى التعليم العام | منتدى السفر والسياحة | الثقافه العامه | منتدى تطوير الذات | كرسي الإعتراف | منتدى عالم المرأة | عالم الطفل | المطبخ الشامل | منتدى التصاميم والديكور المنزلي | المكتبة الثقافية العامة | شعراء وشاعرات المنتدى | مول الحقلة للمنتجات | الخيمة الرمضانية | المـرحلـة الابتدائيـة | استراحة وملتقى الاعضاء | المرحله الثانويه | الصور المتنوعة والغرائب والعجائب | المنتدى الاسلامي | منتدى القرآن الكريم والتفسير | سير نبي الرحمة واهم الشخصيات الإسلامية | قصص الرسل والانبياء | قسم الصوتيات والفلاشات الاسلاميه | اخبار مركز القفل | منتدى الابحاث والاستشارات التربوية والفكرية | افلام الانمي | صور ومقاطع فيديو حقلاويات | البلاك بيري / الآيفون / الجالكسي | بوح المشاعر وسطوة القلم(يمنع المنقول ) | مناسك الحج والعمرة | منتدى | ارشيف مسابقات المنتدى | منتدى الحديث والسنة النبوية الشريفة | المنتدى الاقتصادي | منتدى عالم الرجل | اعلانات الزواج ومناسبات منتديات الحقلة | تراث منطقـة جــــازان | كرة القدم السعوديه | منتدى الرياضة | كرة القدم العربيه والعالمية | ديـوان الشـاعـر عمـرين محمـد عريشي | ديـــوان الشــاعـر عـبدة حكمـي | يوميات اعضاء منتديات الحقلة | تصاميم الاعضاء | دروس الفوتوشوب | ارشيف الخيمة الرمضانية ومناسك الحج والعمرة الاعوام السابقة | منتدى الاخبار | نبض اقلام المنتدى | ديـــوان الشــاعـر علـي الـدحيمــي | الاستشارات الطبية | الترحيب بالاعضاء الجدد | قسم الاشغال الايدويه | قسم الاشغال اليدويه | مجلة الحقله الالكترونيه | حصريات مطبخ الحقله | ديوان الشاعر ابوطراد |



Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

Ramdan √ BY: ! Omani ! © 2012
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
Forum Modifications Developed By Marco Mamdouh
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

جميع المواضيع والمُشاركات المطروحه في منتديات الحقلة تُعبّر عن ثقافة كاتبها ووجهة نظره , ولا تُمثل وجهة نظر الإدارة , حيث أن إدارة المنتدى لا تتحمل أدنى مسؤولية عن أي طرح يتم نشره في المنتدى

This Forum used Arshfny Mod by islam servant