بسم الله الرحمن الرحيم
في منطقة جازان قبل العهد السعودي شبه مفقود، إنما كان هناك بعض مدارس أهلية عادية تخرج فيها بعض الشباب، منها مدرسة علي بن
أحمد عيسى وكان يدرس فيها القرآن وتعليم الخط ومبادىء الحساب، ومدرسة الفقيه أحمد الصعدي وموقعها في مسجد السادة المعروف بجيزان
وكان يدرس فيها القرآن والخط وبعض مبادئ علم الفقه، ومدرسة محمد عبدالله الشماخي وموقعها حارة الحافة. كما كانت توجد في صبيا
مدرسة في مسجد العقارية على عدوة الوادي بصبيا، يدرس فيها القرآن ومعلمها من آل عبدالفتاح، والمدرسة الثانية مدرسة الفقيه أحمد
الزبيدي وموقعها شرق المقلبة في المركز الأسفل، والمدرسة الثالثة مدرسة الشيخ علي النعمي ويدرس فيها القرآن الكريم. وفي بلدة ضمد عدة
مدارس لبعض الحوازمة وآل معافا يدرس فيها القرآن الكريم والفقه، وفي أبي عريش عدة كتاتيب لتعليم القرآن ومدرسة للشيخ عبدالله
العمودي، عالم أبي عريش، ليقرأ عليه بعض الشباب الفقه والنحو والأدب. والحقيقة التي لا غبار عليها أنه لم يوجد تعليم نظامي إلا في العهد
السعودي فقد فتحت أول مدرسة ابتدائية في سنة ١٣٥٥هـ، ووصلت هيئة التدريس من الحجاز وانضم إليها من جيزان الشيخ محمد عقيل بن
أحمد وعلي بن أحمد عيسى، والتحق بها الكثير من أبناء المدينة ، وبذلك أصبح في جيزان مدرسة ابتدائية لها مستلزمات التعليم النظامي
والمنهجي والتربوي. وتم افتتاحها بالأمر السامي رقم ١٩٨٨ في ١٣\٥\١٣٥٥هـ. وكانت الدراسة في المدرسة على مرحلتين: تحضيري
وابتدائي، أي أن الطالب يدرس في التحضيري ثلاث سنوات ثم ينتقل إلى الابتدائي ويدرس أربع سنوات، وعلى ذلك يتخرج الطالب من الابتدائية
وعمره عشرون سنة تقريبا، بعدها يلتحق في الدوائر الحكومية.وكانت مدة الدراسة بالمدرسة ١١ شهرا ولا توجد عطلة إلا في عيدي الفطر
والحج. أما المناهج التي تدرس فتشمل: القرآن الكريم والتجويد والتوحيد والفقه والتهذيب والمحادثة والإنشاء والمطالعة والإملاء والقواعد
والمحفوظات والخط العربي والتاريخ والحساب والهندسة، ثم أضيفت إليها مبادىء اللغة الإنجليزية. في عام ١٣٦٣هـ تخرجت أول دفعة وهم
علي مهدي سروري وأحمد عبده حربي وحسن حوزان وعبده أحمد زيلعي وعلي أحمد عمر ومحمد عبدالقادر علاقي. في عام ١٣٦٤هـ تخرجت
الدفعة الثانية المكونة من يحيى طيب ومحمد علي حيدر وعبدالعزيز عطا وفهد خالد السديري وعبدالله معتق وحمزة سنان. وفي عام ١٣٦٥هـ
لم يتخرج أحد لعدم وجود طلبة في الصف السادس. وفي عام ١٣٦٦هـ تخرجت الدفعة الثالثة وهم حسن سهلي عمر وعبدالواحد مصطفى
وعلوان عريج وعبدالله الزامل وعلي قب وآخرون. وفي عام ١٣٦٧هـ تخرجت الدفعة الرابعة وهم محمد علي عايش وعبدالكريم زيلعي وزيد
محمد السديري وعبده علي أبوطالب بهكلي وإبراهيم حيدر، واستمر التخرج من الابتدائي فقط حيث لا توجد مدرسة متوسطة والتركيز في تلك
الفترة على : مادة الدين واللغة العربية والإنشاء والخط والحساب. وكان خريج الابتدائية يعادل خريج المتوسطة الآن. والشهادة الابتدائية
توضع من قبل مديرية المعارف العامة وتشرف على الاختبار لجنة مكونة من رئيس وأعضاء تحت رئاسة قاضي جيزان أو نائبه وعضوية
الشيخ عبدالقادر علاقي والأساتذة محمد بن أحمد العقيلي، ومحمد بن علي السنوسي، وغالبا ما يلتحق المتخرجون بالوظائف الحكومية. وقد
التحق من خريجي آخر دفعة محمد عبده علاقي وعبدالعزيز عطا بمدرسة البعثات بمكة ومنها إلى القاهرة، وفي سنة ١٣٦٥هـ ألغيت مادة
التهذيب ووضع بدلا عنها مادة الحديث. وتخرج محمد علي عيسى - عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود حاليا - والدكتور صالح العمير
وكيل وزارة المالية والدكتور هاشم عبده هاشم رئيس تحرير صحيفة عكاظ وعضو مجلس الشورى ومحمد أحمد راجح خريج كلية العلوم ويعمل
بمستشفى الملك فهد بجيزان والأستاذ علي عمر جابر مدير مكتب صحيفة الجزيرة بجدة والدكتور مدني علاقي عميد كلية التجارة والاقتصاد
بجامعة الملك سعود والدكتور عبدالرحمن السدحان أمين عام الخدمة المدنية حاليا والدكتور أحمد عبده مسلم طبيب وجراح بمستشفى الرياض
العام والدكتور عبدالرحيم عقيل مدير الشؤون الصحية بجازان حاليا والدكتور حسن باحكيم طبيب وجراح. وتتالت الدفعات وأصبح منهم رجال
يفتخر بهم ويتشرفون بخدمة وطنهم، ولا أغالي إن قلت إن الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في تعليم هؤلاء الخريجين وغيرهم في سائر المملكة
الواسعة الأرجاء يعود إلى موحد المملكة وباني أمجادها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه. ولا ننسى أن نشكر الأساتذة الذين
انضموا للتعليم في المدرسة وشاركوا الأستاذ محمد الهادي عقيل ثم تلاه الأستاذ أحمد عزب ثم الأستاذ عمر عادل ثم محمد سالم باعشن. ثم
فتحت المدرسة المتوسطة ثم الثانوية، وفي سنة ١٣٧٢هـ وصل الأساتذة المصريون وأول من عمل بالمدرسة المتوسطة الأستاذ محمود نور
الدين الحفناوي مدرس الرياضيات والعلوم والأستاذ خالد الكرداني مدرس المواد الاجتماعية، وفتحت المدارس في مدن المنطقة، وممن تخرجوا
بعد ذلك في مدارس المنطقة مدير التعليم بمنطقة جيزان الأستاذ محمد بن سالم العطاس الذي ابتعث إلى أمريكا للحصول على الماجستير في
الإدارة، والأستاذ علي محمد الرفاعي مدير الشؤون الفنية، ماجستير علوم، والأستاذ أبوبكر سالم العطاس عميد الكلية المتوسطة، ماجستير
علوم، وممن تخرجوا في تلك المدرسة الابتدائية وواصلوا دراستهم الثانوية ثم الجامعية الدكتور رشيد الصم والدكتور عبدالله يحيى باصهي
والدكتور منصورالحازمي، وهؤلاء أعضاء هيئة التدريس في جامعة الملك سعود ، وأحمد إبراهيم وكيل وزارة مساعد في وزارة التخطيط،
والدكتور يحيى ناصر خواجي، طبيب بشري، والدكتور محمد زيد خواجي، طبيب، والدكتور قاضي مقبول وكيل وزارة الصحة حاليا والأستاذ
إدريس طيري وغيرهم . وفي سنة ١٣٦٨هـ فتحت مدرسة في فرسان. وفي عام ١٣٧٠هـ فتحت مدرسة الملحا وفي عام ١٣٧٢هـ فتحت
المدارس الابتدائية في كل من بيش، صامطة، ضمد، العالية، والدرب وغيرها. وفي عام ١٣٧٤هـ زار المنطقة وكيل وزارة المعارف الشيخ
عبدالعزيز آل الشيخ يرافقه بعض المفتشين والموجهين، وفي عام ١٣٧٨هـ فتحت مدرسة فيفا وهي أول مدرسة فتحت في الجبال ومدرسة
ثانوية في جيزان. وفي عام ١٣٨٠هـ فتحت ثلاث مدارس ابتدائية ومدرسة متوسطة بصبيا. وكان مدير التعليم الأستاذ محمد سالم العطاس في
عامي ١٣٩١ - ١٣٩٢هـ صاحب النشاط البارز والعمل المشكور والإدارة الموفقة في رحلاته المتوالية في السهول والحزون والجبال لمسح
المنطقة والرفع لوزارة المعارف، مما أسفر عن افتتاح عدد كبير من مدارس التعليم العام. وتوالى فتح المدارس عاما بعد عام إلى أن قسمت
المنطقة إلى إدارتين للتعليم: إدارة التعليم في جيزان وإدارة التعليم في صبيا، أول كلية في المنطقة حرصت الحكومة أيدها الله في عهد مؤسسها
وبانيها وموحد أقطارها عبدالعزيز عبدالرحمن آل سعود على النهوض بالتعليم. فالتعليم بالنسبة إلى الشعوب هو القاعدة الأساسية للنهوض
بالأمم بعد مشيئة الله وقدرته، واستمر أبناؤه الغر الميامين في هذا الدفع التعليمي وبالأخص في عهد الفهد (حفظه الله) الذي كان أول وزير
للمعارف. فأنشئت في المنطقة أول كلية متوسطة في جازان، أسست عام ١٤٠١ - ١٤٠٢هـ وتقبل هذه الكلية المدرسين الحاصلين على الثانوية
ومعاهد المعلمين والحاصلين على الثانوية العامة ممن أمضوا عدة سنوات في التدريس مع قبول خريجي الثانوية العامة من غير المدرسين.
وحامل الثانوية العامة من غير المدرسين يسمى طالبا أما المدرس فيسمى دارسا. والكلية لها مبنى نموذجي أشبه بمبنى جامعة، من حيث
التصميم المعماري وغيره من قاعات للمحاضرات ومختبرات ومكتبة وصالات احتفالات وملاعب رياضية وسكن للطلاب. وبلغ عدد الخريجين ١٩٨٠
طالبا ودارسا وذلك في عامي ١٤٠٢ - ١٤٠٣هـ وعامي ١٤٠٤ - ١٤٠٥هـ، وعين فيها من المدرسين الأكفاء عدد من حملة الشهادات الرفيعة.
تعليم البنات في عهد الملك فيصل طيب الله ثراه فتحت أول مدارس للبنات فأتاحت الفرصة للنصف الآخر من المجتمع لطلب العلم الذي هو
فريضة على كل مسلم ومسلمة، وأنشئت إدارة عامة لتعليم البنات وفتحت المدارس في المدن والقرى وكان نصيب هذه المنطقة افتتاح أول
مدرسة في جيزان سنة ١٣٨٢هـ وهي المدرسة الأولى، وفتحت بعدها مدرستان الأولى في أبي عريش والثانية في صبيا ثم توالى بعد ذلك افتتاح
المدارس في عموم المدن الكبيرة، وفتح معهد المعلمات الابتدائي الذي يقبل في ذلك الوقت حاملات الشهادة الابتدائية للحاجة الماسة إلى
المدرسات. ولم تقف انطلاقة التعليم في السنين الماضية، بل مضى المشرفون على تعليم البنات وعملوا في إدارتهم جهودا كبيرة للحصول على
موافقة الإدارة العامة على التوسع في حركة التعليم في المنطقة، وذلك بفتح المدارس في المدن والقرى على اختلاف مراحل التعليم: ابتدائي
ومتوسط وثانوي ومعاهد معلمات ثانوية. بدأت تلك الإدارة بإشراف مندوبية ثم إدارة تعليم ثم إدارة عامة للتعليم . المعاهد العلمية في عام
١٣٧٤هـ تم افتتاح أول معهد علمي بمدينة صامطة وكان أول مدير له الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي. والجدير بالذكر أن أول من طالب بافتتاح
معهد هو فضيلة الشيخ عبدالله القرعاوي الذي خدم العلم في هذه المنطقة وكان قدوم الشيخ القرعاوي إلى هذه المنطقة في الخمسينيات وأقام في
مدينة صامطة وأخذ يعلم الطلبة القرآن الكريم والفقه والتوحيد والحديث وعلم الفرائض واللغة العربية، وقد درس على يديه من أبناء صامطة
وما حولها الكثير، وكان يبذل الجهد وما في وسعه لنشر التعليم، وقد تخرج على يديه من هذه المدارس القروية علماء وقضاة ومدرسون وأئمة
مساجد منهم من عمل في التعليم وكرس حياته كلها للعلم والتأليف والإرشاد، أمثال الشيخ حافظ الحكمي، وأخوه محمد أحمد الحكمي ومنهم من
عمل في القضاء والإرشاد وهيئات الأمر بالمعروف أمثال الشيخ حسن زيد والشيخ علي محمد العريشي والشيخ محمد القرني والشيخ جبريل
حملي والشيخ محمد جابر مدخلي والشيخ أحمد جابر مدخلي والشيخ أحمد النجمي والشيخ إبراهيم الكاشف وغيرهم كثيرون. ومن هذا المعهد
تخرج عدد كبير من أبناء المنطقة والتحقوا بكلية الشريعة واللغة ومنهم من يعمل في الوظائف الحكومية وسلك التدريس في المدارس الثانوية
والمتوسطة وإدارات التعليم، ومن هذا المعهد تطور فتح المعاهد العلمية في المنطقة حتى أصبحت فيها المعاهد التالية: ١- معهد جازان العلمي -
عدد طلابه ٣٢٠ طالبا. ٢- معهد صامطة العلمي - عدد طلابه ٧٠٠ طالب. ٣- معهد ضمد العلمي - عدد طلابه ٣٧٠ طالبا. ٤- معهد صبيا
العلمي - عدد طلابه ٤٣١ طالبا. ٥- معهد فيفا العلمي - عدد طلابه ٢٧٥ طالبا. نشر في مجلة (المعرفة) عدد (٤٣) بتاريخ (شوال ١٤١٩هـ -
فبراير ١٩٩٩م)
منقول
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
10-07-2011
