زوجـة أبي كــاملـة

الجزء الحادي عشر :

هديل في نفسها ( الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات يا ربي ما أعظمك .. كيف نجيتني من كيد هذا الكلب النجس .. الحمد لله الحمد لله

علي أن أصلي شكرا لله تعالى .. و لكن ماذا لو عاد إلي .. لن يفعل لي شيئا فكما حماني ربي في البداية فهو معي بإذن الله سبحانه)

مضت تلك الليلة و هديل تتألم ألما غير عادي مرة في رجلها و مرة صداع لا يطاق و مرة في المعدة .. فكانت تداوي نفسها بذكر المرض فقط .. حتى طلع النهار

أم شيماء : هوووف شيماء مازلت لم تتجهزي بعد ؟

شيماء أمام المرآة : لحظة أمي لحظة علي أن أضع الكحل بشكل متناسق لا تشوشي علي رجاء ، علي أن أبدو أجمل البنات على الأقل تخطبني خالتي لابنها ..

و في بيت الأستاذة

: آدم أرجوك دعنا نبحث عن المكان الذي تسكن فيه جدتها

آدم : هي هنيئة عندها كما قالت لك شيماء فلم تقلقين نفسك بهذه الوساوس

الأستاذة : لكنها مستحيل أن تترك امتحانين و تغيب بسبب جدتها ، الأمر غير طبيعي أكيد ..

فتحت أم شيماء الباب على هديل

هديل : أهلا عمتي .. هل من جديد ؟ هل رجعت إلى وعيكِ ؟ متى تخلصيني من هذا السجن ؟ و والدي ألن يأتي من سفره بعد ؟ و .. - اصمتي ! كفاكِ أسئلة !
أصلا الذي أتى بي إلى هنا هو أنني أريد أن أغلق فمكِ الذي قد تعبت منه فقد صار لسانك طويلا

هديل كانت ترى بيدي أم شيماء قماشا أبيض و لاصقا

- لأاا أرجوكِ .. إلا أن تربطيني !! كيف سأصلي ؟؟ ياااا حي يا قيوووم أغثني .. و انفجرت بالبكاء

أم شيماء : هشش اسكتي الآن .. تعالي شيماء ساعديني فيها الآن ، لا تقلقي لما نرجع الليلة من العرس ستجمعين صلواتك و تصلينها .. نامي الآن قليلا
و ربطوها من يديها و رجليها و أغلقوا لها فمها بلاصق .. حتى كادت أن تختنق

و في طريقهما إلى العرس جاءهما حسين من الخلف

أم شيماء : ايييي أرعبتني سامحك الله ..

حسين : اهلا اهلا .. إلى أين ؟

أم شيماء : عندنا عرس الآن ..

حسين : و متى ترجعان ؟

شيماء : خيرا إن شاء الله أظنك صرت والدي أو أخي لتسألنا ..

حسين : انت الزمي نفسكِ و إلا

أم شيماء : سنرجع ليلا ..

حسين : أريد أن أذهب الآن و في هذه اللحظة إلى هديل

أم شيماء : يا رجل .. اصبر بعد أن نأتي من العرس أو ربما غدا صباحا

حسين : لا أصبر .. و هل نظفت المكان من الجرذ ؟

أم شيماء بكذب : نعم فعلت ذلك

حسين : هيا إذن تعالي معي إلى البيت ..

الأستاذة : عادل يا ابني تعال أريدك بشيء

عادل : نعم جارتنا (عادل طفل صغير جار للأستاذة)

الأستاذة : تعرف بيت عاصم الذي عنوانه ....... ؟؟

عادل : نعم نعم أعرفه

الأستاذة : جيد إذن تعال أريدك في شيء .....


شيماء : هكذا سنتأخر

حسين : قلت لك انت اصمتي يا حيوانة .. تنتظرانني قليلا ثم تذهبان إلى عرسكما ..((( هديل كانت تسمع كلامهم لأنهم كانوا يفتحون الباب في هذه اللحظة

حسين : هههه ربطتها لكي تحفظيها في غيابي ؟ جيد يا أم شيماء

شيماء : هففف

و لما فتحت لها ..

هديل : عمتي انا عندي اقتراح يناسب حسين و يناسبكِ أنتِ أيضا

الكل باستغراب : ما هو ؟

هديل : أن أذهب معه في مكان خالٍ ، نقضي سويعاتنا ثم نتفق على موعد واحد لما انتم ترجعون من العرس نأتي نحن إلى البيت و هكذا تكون الأمور منسترة

الكل كانت نظراتهم متعجبة ..

(( ماذا تقول هديل الطائعة لربها .. هل كان كلامها جديا ؟ أم أنها تنوي أمرا ما ؟

الجزء الثاني عشر :

ذهبت هديل مع حسين ،،
و ذهبت أم شيماء مع ابنتها في الطريق الآخر إلى العرس و هما منصدمتين من كلام هديل

أم شيماء : لا تستغربي كثيرا فهي ابنة فاجرة مهما كان .. و حجابها ذاك كان تمثيلا مؤقتا لا غير

هديل في الطريق : سبحان الله الحمد لله لا إله إلا الله اله أكبر .. لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين .. أستغفر الله استغفر الله استغفر الله

...

حسين : هيا اسكتي قليلا مابك ؟

هديل : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت .. خلقتني و أنا عبدك ..

عادل : السلام عليكم

حسين : امشِ لا تلتفتي

هديل : و عليكم السلام .. من انت ؟ ..

حسين : يا حقيرة أنا في طريقي الحقي بي

عادل : أنا أبحث عن فتاة تدعى هديل

هديل : ماذا قلت ؟؟ نعم نعم أنا هي (بصوت خافت حتى لا يسمعها حسين)

تواصل كلامها : من أرسلك ؟

عادل : الأستاذة صباح .. أظن تدرسكِ .. هي تبحث عنك

هديل : أخبرها أنني مع وحش كاسر و سنذهب للعنوان التالي و قل لها أرجوك لا تتأخري لأنني سأفقد عذريتي

عادل : لكن لم افهم ما معنى هذا

حسين : هياااا .. ماذا تفعلين مع هذا الصبي الآن

هديل : حاضر أنا قادمة .. كما قلت لك يا فتى احفظ كلامي جيدا

أسرع عادل لإخبار الأستاذة ..

حسين : هل وصلنا لمكانكِ المفضل ؟ أين ستأخذينني أنتِ

هديل : مازال قليلا فقط و في نفسها (( يا رب أغثني تأخرت الأستاذة

حسين : اسمعي أنا لست كلبك لكي أستجيب لأوامرك فهمتِ .. هذا المكان مناسب هيا انزعي هذا الحجاب الآن هياا بسرعة

- لحظة لحظة .. : آدم

التفتت هديل و ركضت نحو أستاذتها : أستااااذتي و بكت

حضنتها الأستاذة : لا تخافي غاليتي أنتِ الآن بأمان معي

الجزء الثالث عشر :

أم شيماء : شكرا أختي حبيبة على الضيافة و مبارك لابنتكِ ، علي ان اذهب الآن إلى بيتي

حبيبة : لا يا غالية .. تذهبين في هذا الوقت المبكر ، هذا ليس عرس ابنتي انا بل هو عرس ابنتك انتِ ، أنت لست أجنبية عنا اجلسي اجلسي مازال العرس لم ينته بعد

شيماء : أمي .. على الاقل اتصلي بذاك الحيوان و انظري ربما لم ينهي مهمته بعد ، هكذا لا نأتي إلى البيت في وقت مبكر ثم نجلس في الشارع ننتظره حتى يأتينا بالمفتاح

أم شيماء : و هل تحسبينني غفلت عن هذا الامر ، منذ مدة و انا اتصل به و جواله مغلق

شيماء : يعني ماذا ؟؟ .. هل يكون قد خطفها و اخذ معه مفتاح بيتنا ؟؟ ..

هديل في طريقها مع الاستاذة إلى بيتها : لا تصدقي كم كنت أعاني من الابتلاءات و لكن سبحان الله في كل مرة ينجيني الله عز و جل فله الحمد كله

الأستاذة : الحمد لله هذا لأنكِ فتاة مستقيمة على الصراط بحمد الله ، و لا تتركين الصلاة و لا الأذكار رغم الإعاقات التي كانت تأتيكِ

هديل : آآآي ..

الأستاذة : خيرا يا غالية .. مم تشكين ؟

هديل : لا أدري منذ هذه الأيام صارت تأتيني آلام حادة جدا و لا تطاق

الأستاذة : اشرحيها لي
...

وصلت أم شيماء وابنتها البيت

شيماء : أمي انظري ، كأنه مفتاح بيتنا وسط ذاك الحشيش

أم شيماء : و أخيرا هكذا حتى لا نبقى ننتظر و يأتي الجيران و يسألوننا ماذا تفعلون في الشارع

دخلوا البيت و بعد لحظات

عاصم : هديييل ابنتي

أين هي يا قذرة و امسك زوجته من مرفقها

أين رميتها يا حقيرة ّ.. أين .؟


شيماء : أبي !! هل عدت من سفرك ؟!

أم شيماء مستغربة من وصول عاصم قبل وقته المتوافق عليه

أم شيماء : أهلا ابا عاصم ، ارتاح قليلا

عاصم : اتفووه عليك يا كاذبة ، تدعين أنها في بيت جدتها و أنا صدقتك ثم سجنتها

شيماء و أمها تنظران لبعضهما في جو من الرعب

صعد عاصم السطح .. هات المفتاح يا كلبة هاته

و لما فتحه وجد ما و بقايا طعام و سجادة

فجثا على ركبتيه و بكى

: أيعقل أن تفعلي بها كل هذا الفعل ؟!! أيعقل أنني طوال هذه السنوات كنت أثق بك و بعنايتك لها و أنتِ كنت تصورينها لي بأبشع الصور .. ثم ضرب رأسه و قال : آآآآخ ثم آآآخ لا حظ لي مع من تزوجتهما ..

تعبت من كل شيء .. تعبت

ثم جاءه اتصال من آدم

: - نعم ابني آدم ماذا هناك ؟

آدم : -الحق يا عاصم بابنتك فهي في المستفى في طابق ....

عاصم : الله المستعان

أم شيماء : ماذا هناك ؟

عاصم لم يرد عليها و خرج من بيته كالمجنون

الجزء الرابع عشر :

وفي المستشفى في قاعة الانتظار .. الأستاذة و زوجها ، عاصم ينتظرون النتيجة

خرج الطبيب : ابنتكم في حالة يرثى لها


عاصم : تكلم يا دكتور مابها

الطبيب : ابنتكم عندها سرطان ، حاليا يدور في رجلها ، و علينا بحل واحد حتى تنجو منه

الجميع : ما هو ؟

الطيب : أن نقطع لها رجلها الأيمن الذي فيه السرطان ، فمن الأحسن أن تعيش برجل واحدة على أن لا تعيش أصلا ، لأنكم كما تعرفون هذا الداء سريع الانفعال

عاصم يبكي بكاء مرا : كيف لم انتبه .. كيف غفلت عنهاااا

الأستاذة تبكي : آدم اظن أن الطبيب معه حق

الطبيب : لا تتأخروا في الإجابة رجاء فالداء سريع الانتقال من مكان لآخر

عاصم : لحظة .. سأستشير ابني وليدا .. ثم اتصل به و فجعه بالخبر

و بعد المكالمة كان وليد كالمجنون ، ثم أعاد الاتصال بوالده لكي يتأكد في أي مستشفى هم لكنه لم يقدر أن يمسكه بسبب ضعف الشبكة ، فاتصل بأمه

أم شيماء : ألو نعم وليد كيف حالك

وليد : أمي في أي مستشفى أنتم ؟

أم شيماء : ماذا تقول ؟؟ نحن لسنا في المستشفى نحن في البيت

شيماء : أمي ربما يقصد المستشفى الذي ذهب له ابي قبل قليلا

أم شيماء : لا ادري هل والدك الذي اتصل بك ؟

وليد : آآه يا أمي .. نعم هو .. و أعلمني بأمر هديل المكسينة و عن قطع رجلها الأيمن

أم شيماء : ماذا ؟؟!!!!!

وليد : السلام عليكم

الجميع : و عليكم السلام

عاصم : أهلا يا ابني و بدأ يبكي تعال إلى جانبي تؤنسني فحالتي صعبة

وليد : صبرا يا أبي صبرا .. كان الله معها .. ادع لها

جاءت أم شيماء و ابنتها سريعا : مابها هديل لم تقطع رجلها ؟

عاصم : جئت يا قذرة ؟!! .. من المفترض أنك لا تسأليننا عن شيء أنت سببه .. لقد أتعبتها أنت و ابنتك و أشبعتها هما و غما فكيف لا تصاب بالسرطان .. كيف !

آدم: هدئ من روعك يا عم .. و ادعو لها

أم شيماء و شيماء مرتبكتان و خائفتان

خرج الطبيب مجددا لهم : هااه ماذا قلتم

عاصم : قلنا بقطعه فأنتم أدرى بعملكم ..

أخبرني فقط كيف هي الآن

الطبيب : عملنا لها دواء مهدئا فهي غير واعية ..

عاصم : و هل أقدر أن أراها

الطبيب : عفوا يا سيدي ممنوع

الجزء الخامس عشر :

الطبيب : تستطيعون الذهاب الليلة .. و غدا إن شاء الله سنعمل لها العملية على السادسة صباحا ..

أم شيماء : عاصم خذ هذه ساعتك نسيتها في البيت ،، فأخذها عنها و رماها على الأرض حتى كسرت قطعة قطعة

عاصم : هذا وقت الساعة الآن ؟ اغربي عن وجهي لا اريد أن أراه

أم شيماء : عاصم سامحني لن أعيدها

عاصم : و هل بقيت لكِ أنت إعادة هنا ؟ أنتِ طالق

أم شيماء ببكاء حار : لاااا .. لا تقلها عاصم

عاصم : طااالق !!

شيماء : أرجوك أبي

عاصم : طااالق يا حقيرة بالثلاث .. اذهبي من دون رجعة

وليد : أبي غفر الله لك ..

عاصم : سأبقى أنفق عليكم و تبقون أولادي لكن هذه .. لا أريد أن أراه في حياتي مطلقا !

وليد : يا أبي استهدي بالله ربما لست في وعيك و طلقت أمي و أنت في هذه الحالة المأساوية

عاصم : بل أنا في كامل وعيي الآن .. أنت لا تدري ما كانت تفعله والدتك بهديل .. اقرأ فقط جريدة أمس التي نشرت ، و كانت قد وضعت قصتها كلها مع أمك و اختك .. و أنا اقول من حقها ان تشتكي لأهل الجرائد لأنها لم تجد معينا أو مؤنسا لها ، حتى أنا و انفجر بالبكاء

جاء أحد الممرضين : عفوا .. انتهت الزيارة

كان بيت عاصم في هذه اللحظات يعمه الصمت

فعاصم ينتظر نتيجة العملية بفارغ الصبر و أم شيماء تجهز أغراضها لكي ترحل من بيته

شيماء : أمي أين سنرحل الآن

: - إلى بيت أمي ، جدتك .. أين نذهب إذن

و في الغد ..

عاصم : دكتور هل قمتم بالعمل ؟ و كيف هي الآن ؟

الطبيب : نعم قمنا بذلك و هي للآن مخدرة .. أظن بعد خمس ساعات ستفيق ، تعالوا المساء لتزوروها

الأستاذة ببكاء حارق : أعانها الله

و بعد خمس ساعات

الممرض : تستطيعون الدخول الآن .. تفضلوا

دخل الجميع

الأستاذة : هديل حبيبتي كيف حالك

هديل (تتحدث بصعوبة) : أهلا أستاذة .. أين أنا و ماذافعلوا بي

عاصم : ابنتي هدييل .. كيف انتِ

هديل مستغربة : أبي ؟

عاصم : سامحيني يا ابنتي كنت مسافرا

هديل وعيناها تدمعان : أنا منذ ولدت و أنت مسافر ، آ الآن فقط انتبهت بأنك قد سافرت عني ؟

عاصم يشهق بالبكاء : أرجوكِ سامحيني .. أنا أعرف أنني مخطئ بحقكِ

هديل : لا عليك فأنت مسامح ، ما الفائدة لو لم أسامحك .. نحن يا أبي في دار فانية ، لن نجني منها شيئا

دخل الطبيب : لا تجعلوها تتكلم كثيرا فالجرح بليغ و النزيف مازال حادا

هديل : و ماذا تبقى لي أطرتم لي رجلا ، الحمد لله على كل حال (تبكي)

الأستاذة : لكن غاليتي ليذهب عنك السرطان بالكلية

هديل : و من قال لهم أنه قد ذهب ؟

عاصم : نعم يا ابنتي هو قد ذهب مع رجلك المنقطعة فالحمد لله

طلبت الاستاذة من الطبيب أن تبقى معها تبيت في المستشفى فوافق هو و زوجها

و في إحدى الليالي

هديل : آآآه أستاذة

الأستاذة كانت نائمة في الكرسي فاستيقظت مفزعة : نعم حبيبتي مابك فوجدت وجهها أزرقا فقد كانت تتألم كثيرا

هديل : نادي للطبيب عندي ألأم لا يطاق

فجاء الطبيب مسرعا و اخرجوا الاستاذة

و لما خرج لطبيب من القاعة و سألته الأستاذة قال لها

: مع الأسف رأينا أن السرطان انتقل من رجلها و هو يسري الآن في جسدها و الله المستعان

الأستاذة : لكن .. ماذا قلتم لنا من قبل يا دكتور ، هذا ليس عملا

الطبيب : صدقيني لما كنا سنقطع رجلها كان ذلك يظهر لنا من الاسفل لكن لا ادري كيف انتقل

علينا ان نستشير والدها لكي نرسلها إلى مستشفى باريس ، لعلهم يجدون لها حلا أمثل

الأستاذة بحسرة : قطعتم لها رجلها بدون فائدة ! تحسبون ان الإنسان هذا عبارة عن آلة تتحكمون فيها كما تشاؤون أو هو عبارة عن تجارب في حياتكم العلمية !

و في صباح ذلك اليوم سافر عاصم مع ابنته في طائرة خاصة إلى باريس لكي تتداوى من هذا المرض الذي قدره الله عز و جل لها

الجزء السادس عشر :

رن جوال الأستاذة : السلام عليكم نعم

شيماء : ألو أستاذة هذه أمي تكلمك

أم شيماء : السلام عليك يا أستاذة .. طمئنيني عن هديل كيف حالها الآن ، أنا لا أستطيع أن آتي لزيارتها في المستشفى فأنا في بيت أهلي الآن ، طلقني عاصم يوم أمس في المحكمة

الأستاذة : هديل سافرت إلى باريس لعلهم يجدون لها حلا

أم شيماء : ماذا ؟ .. ألم يقولوا أنهم قد قضوا على السرطان ؟

الأستاذة : بل هو يتجول في جسدها الآن .. هكذا أطباؤنا

أم شيماء : و هل سترجع ؟

الأستاذة : (لا رد)

أم شيماء : طيب عندما ترجع اتصلي بي على هذا الرق أرجوكِ

الأستاذة : دعواتكم لها فقط .. في أمان الله

كانت هديل طوال تلك الفترة غير واعية أين هي أو مع من ..

و عاصم كان طوال الوقت يتأملها و يقول في نفسه : إييييه سبحان الله الآن فقط اكتشفت أن هذه الفتاة جميلة جدا و يبدو عليها نور عجيب .. يا رب احفظها ، ثم ذهب و توضأ و صلى لله و كان يكثر الاستغفار

أدخلوها لقاعة العلاج و قال له الطبيب الذي تكفل بعنايتها

تستطيع أن تذهب الآن ، و غدا صباحا تعال لتزورها

عاصم : شكرا لكم لكن هل لي أن أعرف ماذا ستفعلون لها

الطبيب : الخطأ الأكبر أن أطباءكم قد تسرعوا في قطع رجلها .. و سنحاول قدر المستطاع أن نصحح هذه الغلطة

عاصم بحزن دامغ : طيب شكرا لك

خرج من المستشفى و هو يدور و يدور في الشارع و لا يدري أين يذهب في بلد غريب عنه .. حتى تذكر انه عليه أن يبيت في فندق ..

دخل الطبيب بيته

: - سارة .. سارة (( اظنكم تعرفون هذا الاسم جيدا .. نعم إنها سارة والدة هديل ، هي زوجة الطبيب

سارة : أهلا نعم و كانت تتفرج على التلفاز

الطبيب : لو تدرين اليوم جاءتنا حالة من بلدكم غريبة جدا و مؤلمة
فتاة مجحبة بحجاب أسود مستورة قطعوا لها رجلها ظنا منهم انهم سينقذونها من مرض السرطان

سارة : هفففف دعني رجاء اتفرج ، كم أكره هذه القصص

الطبيب : الناس لما تكبر تعقل و أنتِ مازلت في حالتك هذه .. و من المفترض أن دين الإسلام يحث على العطف و الشفقة على المساكين لكن ماذا اقول .. و خرج من الغرفة

طلع النهار و أصبح عاصم في المستشفى

طمئنوني رجاء عن حالة ابنتي كيف هي

الطبيب : أهلا يا سيدي تستطيع الدخول لتراها الآن

عاصم : بنتي هديل .. كيف حالك

هديل : سبحان الله و بحمد سبحان الله العظيم ، لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير ..

عاصم : و نعم بالله و بدأ يبكي

كان الطبيب واقفا يتفرج و قال له : ماذا تقول لك الآن يا سيدي ؟ (( الطبيب فرنسي لا يفهم العربية ، و عاصم كان يحدثهم بلغتهم

عاصم : هي تذكر الله عز و جل الذي خلقنا و بكى بكاء مرا

الطبيب : غريب

عاصم : أين الغريب في الاأمر يا دكتور ؟

الطبيب : ابنتكم يا سيدي داؤها قد انتقل إلى مخها الآن ، و من المنطق أنها لا تدرك شيئا في هذه الحالة ، هي الآن لا تعرفك و لا تعي بأي شيء يحدث حولها

عاصم يصرخ و يبكي : لااااااااااا

الجزء السابع عشر و الأخير :

الطبيب : رجاء سيدي .. اصبر قليلا

عاصم في حالة بكاء هسترية ، و هديل تنظر إليه و مستمرة في ذكرها : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، اللهم خذ بيدي إليك و أقبل بقلبي عليك .. لا إله إلا الله محمد رسول الله

الطبيب : تعال يا مساعد ساعدني في هذا الرجل فقد أغشي عليه

أخذوا عاصم في قاعة أخرى فقد كان مغشيا عليه في هذه اللحظات

الطبيب في اجتماعه مع باقي الأطباء : علي يا جماعة أن آخذ معي هذه الفتاة إلى بيتي ، فوالدها حالته صعبة جدا و لم يتحمل أن يراها في هذه الحالة و نهايتها قد قربت و ربما لو رأته يبكي عليها و ينحب كل ذاك النحيب ربما سيؤلمها أكثر و أكثر ، سآخذها الليلة إلى بيتي

طبيب آخر : طيب دكتور كما تريد

سارة : أهلا تأخرت

الطبيب : تعالوا يا مساعدين احملوها هنا ضعوها في هذه الغرفة

سارة : من ؟ ما هذا ؟

الطبيب : تلك المريضة المسكينة ، والدها تأثر بحالتها و هو مغشي عليه منذ ساعات ، و لم أرد أن يراها و هي في لحظاتها الأخيرة

سارة : و جئت بها إلى بيتي لتموت عندي أنا ؟ ما هذا يا دانيال

الطبيب : اسكتي رجاء ، أليس في قلبك شيء من الإنسانية أنتِ ، تعالي لتريها معي

و ذهبت سارة ناحية تلك الغرفة و في ملامحها شيء من التقزز و كأنها هي ستخلد في هذه الحياة و لن يصيبها أي مرض

تقدمت نحوها و قالت له : انظر كيف يلبسون عندنا العباءات السوداء

الطبيب : يعجبني من يحترم دينه و يمارس طقوسه

سارة : هففف

هديل : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير
..

الطبيب : أظنها تقول الذكر الإسلامي صح ؟

سارة بانتباه : نعم صح .. لكن
انتابتها قشعريرة في جسدها

الطبيب : لكن ماذا ؟

سارة : لا شيء لا شيء .. أحسست و كأنني أعرفها لكن من اين لي أن أعرفها منذ 20 سنة تقريبا لم أذهب لبلدي فكيف أعرفها

الطبيب : و ربما تعرفينها ..

سارة : أين أهلها صحيح ؟

الطبيب : قلت لك أتت مع والدها فقط

سارة : و أين أمها ؟ المفروض أنها تكون معها في هذه اللحظات الصعبة .. غريب

الطبيب : نعم غريب جدا ، حتى أن والدها كان كثير البكاء ، بكاؤه لا أظن ان سببه مرضها فقط

سارة : المهم دعني أنام الآن .. و لا تقل لي أيضا أعطيها الغداء و العشاء و الدواء

الطبيب : سأتكفل أنا بها

صحيح قبل أن تذهبي ما معنى اسم (أديل) (( لأنهم بالفرنسية لا ينطقون حرف الهاء

فاستدارت سارة : ماذا ؟ أديل لا معنى له في العربية

الطبيب هكذا اسمها سمعت والدها يناديها هكذا

سارة لم يأتي في بالها شيء : هيا هيا أنا سأنام الآن غدا عندي دوام

و في الصباح استيقظ عاصم ،،

و ذهب مباشرة إلى القاعة التي كانت فيها ابنته

: هديييييل أين هي ؟

الممرض : عفوا سيدي لا تصرخ هناك مرضى في هذا المستشفى

عاصم : مكان ابنتي فارغ

الممرض : لا تقلق عليهاهي الآن في بيت الطبيب

عاصم : أين يسكن طبيبكم أريد أن أشبع من ابنتي قبل أن ترحل .. ياارب أرح قلبي

فأرشده الممرض لأنه قد أشفق على عاصم

دق الباب ..

سارة : من يأتينا في هذا الصباح الباكر !!

الطبيب : لحظة سأفتح أنا ربما المساعد ..
- أهلا سيدي .. أعتذر اخذت ابنتك من دون إذن منك و لكن صدقني لكي ترتاح أنت و هي قليلا

عاصم : دعني أشبع من ابنتي قليلا

سارة كأنها تعرف هذا الصوت جيدا

الطبيب : تفضل سيدي البيت بيتك

فلما دخل وقف ينظر إلى سارة

: سارة !! أنت هنا ؟

سارة : عاصم ؟!!

هديل تصرخ صراخا عجيبا ، فدخل الطبيب مسرعا

: عاصم تعال لترى ابنتك أظن روحها ستخرج

سارة : هديييل ؟؟!!! هل هي ..

ذهب عاصم سريعا لها و بدأ يبكي و يشهق
: هديل سامحيني يا ابنتي قولي أشهد أن لا إله إلا الله

سارة : هدييييل ابنتي .. و بدأت تبكي
أيعقل أن تأتي ابنتي و تموت عندي ؟!!

عاصم ببكاء حار : سامحيني يا ابنتي

هديل مبتسمة و تدعو : احيني ما علمت الحياة خيرا لي و توفني ما علمت الوفاة خيرا لي
و كانت تتألم بشدة من السرطان
أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا رسول .. و انقطعت أنفاسها

عاصم : هديــ ..

سارة : هـ و سقطت مغشيا عليها
الطبيب لم يفهم شيئا

..

ام شيماء : أهلا أستاذة ، هل من جديد

الأستاذة : تعالي إلى الجنازة فهديل قد ماتت

شيماء : لاااا و بكت هي و أمها

(( ماذا استفادوا من ظلمهم لها ؟! .. ها قد رحلت من الدنيا الدنية ، و صارت علاقتهم بالناس أيضا منبوذة لأن الكل قد سمع بقصتهم ، ثم ندموا الآن و لكن هل ينفع الندم بعد وفاتها ؟

غفر الله للجميع

منى الروح معجب بهذا

قصه محزن جدااا للغايه
لتترك اثره الحزين في القلب
كما قال المثل اذا فات الفوت ماينفع الصوت
مااقسى الحياة والبشر في هذا العالم يعذبون الاخرون لاجل ان يشبعو رغباتهم التافهة
فهناك الكثير من الناس من يعانون من الظلم والعذاب المر
فـ يارب ارحمهم برحمتك الذي وسعه السماء
الف شكر لك يعطيك الف عافيه
كون بخير

قصة رائعة تستحق القراءة وهي بالفعل من الواقع وتشبه قصة زوجة اب اولاد لاختي التي توفيت
رحم الله جميع الامهات
جزاك الله خيرا على القصة الواقعية

الله ينتقم من كل ظالم وفاسد

مهما كان دينه ومذهبه

يعطيك العافيه