10- غضب الشعب
فبهت ملك بنارس ووزيره وكادا يصعقا (كاد يذهب عقلهما) من هول المفاجأ، وندم الملك على إصراره وتهوره (اندفاعه).
وغضب الخاصة وسواد الشعب، وثار ثائرهم حين ظهرت لهم جلية الأمر (حقيقته). وعزّ عليهم أن يكون راعهم وحامي ذمارهم (حارس بلادهم وأهليهم وديارهم) مدلّساً (خائناً)؛ وأن يمثّل- هو ووزيره- هذا الدور الخسيس، ليخفض أجر القصاص، ويحرمه حقه الذي عاهده على أدائه إليه.
واجتمع مجلس الأمة ورجال الشوى وأعيان المدينة، وقرّ قرارهم على عزله وعزل وزيره معه، كما اجتمع رأيهم على تولية هذا الفتى الشريف على العرش، واحتفوا (احتلفوا) بتتويجه أعظم احتفاء.
وهكذا كوفئ قصاص الأثر أثمن مكافأة على براعته وصدقه وبعد نظره، وعاش مع أبيه الدرويش، دهراً طويلاً، في صفاء وابتهاج.