يعيش الكثير منا في فلك مستبد وظالم .. فالكثير منا قد عانى التسلط داخل أسرته بشتى اﻷشكال وبصنوف الظلم ، وذلك لثﻼثة أسباب وهي : إما مرض نفسي أو عقلي قاساه المتسلط فيوقعه على أحد أفراد أسرته ، وأحيانا بغية اﻻنتقام ، وقد يكون أحيانا بسبب المحبة والخوف والحرص.
يأخذ التسلط اﻷسري أشكال متعددة بحسب تعدد ألوان مزاج أفراد اﻷسرة وحاﻻتهم النفسية فمنها التسلط المعنوي والنفسي والجسدي هذا ويختلف أشكال التسلط من شكل ﻵخر فهناك تسلط عن طريق اللسان وهذا يترك أثرا نفسيا سيئا، أو قد يكون بالضرب وهنا ينتج آثارا جسمية قد تودي بالمتسلط عليه للمشافي في بعض اﻷحيان.
تنشأ اﻷمراض النفسية كالقهر والكتم العاطفي والضغط العصبي واﻻكتئاب النفسي والقلق … إلخ ، منذ الصغر أو بحسب الظروف المعاشة. حيث تكون أول عامل من عوامل التسلط اﻷسري.. كذلك اﻷمراض العقلية كاﻻنفصام الشخصي الذي ﻻ يكون فيه اﻹنسان مرتبطًا بالواقع مع وجود اضطراب في أفكاره وسلوكه وتصرفاته وحكمه على اﻷمور بصورة غير صحيحة والذي يرفض أو يتجاهلها الشخص المريض داخل اﻷسرة بسبب جهله أو خوفه من نظرات وكﻼم المجتمع كما يسبب إزعاجا وألما فظيعا لﻸسرة..
قد تعود بعض اﻷسباب لمرض نفسي يعاني منه المتسلط وما يعكسه ذلك من تصرفات سلبية على عﻼقات اﻷسرة فتمتد آثار المرض مباشرة باﻵخرين المحيطين وتؤثر على حياتهم ، فربما أصاب هذا المرض النفسي أو العقلي أحد الزوجين فيمارسه على شريكه بشكل متكرر.. فنجد إما أن يأخذ الشريك بحقه بعد أن يكون اشتعل غضبه أو أن يمارس عملية إسقاط التسلط على اﻷطفال مراهقين كانوا أم صغارا ، شبابا كانوا أم بناتا ؛ فتهلك بذلك اﻷجيال.. أيضا عدم معرفة أو حسن نية من اﻷسرة باحتواء مريضهم قد يزيد معاناتهم تباعا.
لذا ﻻبد اﻻعتراف بوجود أمراض نفسية داخل اﻷسرة حتى يتم وضع أول لبنة من لبنات معالجة التسلط اﻷسري والتي يفترض لها- اﻷسرة – أن تعيش حياة متماسكة تسودها المحبة المتوازنة والثقة بين أفرادها في اختياراتهم وأفكارهم..
من الضرورة بمكان، اﻻهتمام بالصحة النفسية والعقلية التي تعني بالجوانب السلوكية والعاطفية واﻻجتماعية والتي تؤثر بصورة مباشرة على أفراد اﻷسرة ﻷن اضطراب هذه الصحة قد يكون سببا مباشرا في البدء بممارسة التسلط اﻷسري القاتل والذي قد يهدم أركان اﻷسرة فتنشأ بذلك أسرة معقدة وعديمة الثقة بأفرادها.
إن من أحد العوامل المفاقمة لموضوع التسلط اﻷسري عامل اﻻنتقام.. فالزوجة حينما تشك بسلوك زوجها بأنه يخونها فهذا يجعلها تنتقم منه بأحد أمرين إما أن تدخله بقضايا قانونية وخسائر اقتصادية ترهق اﻷسرة أو أن تمارس نفس سلوك زوجها وهذا أمر خطير ويزيد الطين بلة .. قد يكون اﻻنتقام من اﻷخ اﻷكبر ﻷخيه اﻷصغر بأن يتوفر لﻸخير فرص أفضل من اﻷول فيمارس عدوانيته على أخيه فتدب الخﻼفات في اﻷسرة.. أو أن يكون اﻻنتقام من اﻷخ ﻷخته التي استطاعت أن تحقق نتائج لم يستطع أن يحققها هو فتغلب عليه السلطة الذكوريه ويمارس عليها تسلطا عنيفا..
الﻼفت في اﻷمر، أن المحبة والخوف والحرص المفرط عن الحد قد يكون سببا للتسلط غير المبرر وما لذلك من تبعات على نفسية الطرفين بانحدار عﻼقتهم إلى عدم الثقة وتداعياتها المعروفة للجميع ومن نتائج ذلك للمثال ﻻ الحصر إعماء العقل واﻻعتماد على العاطفة.. وقد يؤدي بالمتسلط عليه إلى اﻻنطواء واﻻنغﻼق على النفس فيصبح النشء عديمي المسئولية فﻼ يستطيعون التصرف حيال أي موضوع مهما صغر، كذلك يكون المتسلط عليه نتيجة الحب الزائد منطوي ومنغلق عن العﻼقات اﻻجتماعية فأسرته تخاف عليه حتى من ظله.. بذلك يصبح ركيك أمام الصدمات الحياتية التي يواجهه وربما حمل عقدة نفسية أو نقص الثقة بنفسه مستقبﻼ..
من بعض نتائجه أيضا انعدام احترام أفراد اﻷسرة لبعضهم فيتجاهل الواحد منهم اﻵخر، كأن يلجأ مثﻼ اﻻبن إلى تجاهل والديه المتسلطين أو أن تلجأ الزوجة إلى عدم احترام زوجها أو أن يلجأ الرجل للكذب على زوجته خوفا على مشاعرها..
يجب إعادة النظر أوﻻ من قبل أولياء اﻷمور المسئولين اﻷوائل أي اﻵباء واﻷمهات في عﻼقتهم فيما بينهم أوﻻ ثم عﻼقتهم بأوﻻدهم ما لذلك من أهمية بالغة على النشء واﻷجيال فيجب تدريبهم منذ الصغر على حسن اﻻختيار وإبداء الرأي واستشارتهم في اﻷمور المختلفة هذا هو السبيل الوحيد لبناء أسرة سليمة وبذلك مجتمع سليم..
عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته واﻷمير راع والرجل راع على أهل بيته والمرأة راعية على بيت زوجها وولده فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ) متفق عليه
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك