قل بعض العلماء : هذه اﻵﯾة من عجائب القرآن , ﻷنها " , بلفظة " ﯾا" نادت ," أﯾها" نبهت , " النمل " عﯿنت " ادخلوا " أمرت , " مساكنكم " نصَّت , " ﻻ ﯾحطمنكم حذَرت , "سلﯿمان " خصَّت , " وجنوده " عمَّت , " وهم ﻻ . ﯾشعرون" عذرت
زاد المسﯿر
(َوَهُمْ ﻻَ ﯾَشْعُرُون )* وهذا تنوﯾه برأفته وعدله الشامل بكل مخلوق ﻻفساد منه أجراه الله على نملة لﯿعلم شرف العدل وﻻﯾحتقر مواضعه،وأن ولي اﻷمر إذا عدل سرى عدله في سائر اﻷشﯿاء وظهرت آثاره فﯿها،وﯾضرب الله اﻷمثال للناس،فضرب هذا المثل لنبﯿه سلﯿمان بالوحي من دﻻلة نملة،وذلك سر بﯿنه وبﯿن ربه جعله تنبﯿهاً له وداعﯿة "لشكر ربه فقال:"رب أوزعني أن أشكر نعمتك
تفسﯿر التحرﯾر والتنوﯾر-باختصار
-19 *( أكد التبسم بقوله : " ضاحكاً " إذ قد ﯾكون التبسم من-)... فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا غﯿر ضحك وﻻ رضا , أﻻ تراهم ﯾقولون : تبسم تبسم الغضبان , وتبسم تبسم المستهزئﯿن . وتبسم الضحك إنما هو عن سرور , وﻻ ﯾسرّ نبي بأمر دنﯿا , وإنما سُرّ بما . كان من أمراﻵخرة والدﯾن
الجامع ﻷحكام القرآن
وهذا حال اﻷنبﯿاء علﯿهم الصﻼة والسﻼم،اﻷدب الكامل،والتعجب في موضعه،وأن ﻻﯾبلغ بهم الضحك إﻻ – إلى التبسم.كما كان الرسول– صلى الله علﯿه وسلم جل ضحكه التبسم،فإن القهقهة تدل على خفة العقل وسوء اﻷدب.وعدم التبسم والعجب مما ﯾتعجب منه،ﯾدل .على شراسة الخلق والجبروت.والرسل منزهون عن ذلك
, في هذه اﻵﯾة دلﯿل على تفقد اﻹمام أحوال رعﯿته والمحافظة علﯿهم . وﯾرحم الله عمر فإنه كان على سﯿرة سلﯿمان علﯿه السﻼم , قال : لو أن سخلة على . شاطئ الفرات أخذها الذئب لﯿسأل عنها عمر
الجامع ﻷحكام القرآن
-22 *( ِأَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِه....)-
في اﻵﯾة دلﯿل على أن الصغﯿر ﯾقول للكبﯿر, و المتعلم للعالم:عندي ما لﯿس عندك إذا تحقق ذلك و تﯿقنه . هذا عمر بن الخطاب مع جﻼلته رضي الله عنه وعلمه لم ﯾكن . عنده علم باﻻستئذان
الجامع ﻷحكام القرآن
-34 *( َوَكَذَلِكَ ﯾَفْعَلُون ....)-
ﯾقول ابن مسعود رضي الله عنه :" من جاءك بالحق فاقبل منه وإن كان بعﯿداً بغﯿضاً ، ومن جاءك بالباطل فاردد علﯿه ، وإن كان حبﯿباً قرﯾباً ، فصدّق الله عز وجل . كلمة بلقﯿس بقوله) وكذلك ﯾفعلون(( مع أنها كافرة
– قال الزمخشري : أمر رسوله – صلى الله علﯿه وسلم أن ﯾتلو هذه اﻵﯾات الناطقة بالبراهﯿن على وحدانﯿته , وقدرته على كل شيء وحكمته،وأن ﯾستفتح بتحمﯿده والسﻼم على أنبﯿائه والمصطفﯿن من عباده . وفﯿه تعلﯿم حسن،وتوقﯿف على أدب جمﯿل،وبعث على التﯿمن بالذكرﯾن , والتبرك بهما , واﻹستظهار بمكانهما , على قبول ماﯾلقى إلى السامعﯿن وإصغائهم إلﯿه.ولقد توارث العلماء والخطباء والوعاظ كابراًعن كابر هذا اﻷدب .
والذي ﯾؤﯾد أن هذه الدابة تنطق وتخاطب الناس بكﻼم ﯾسمعونه وﯾفهمونه هو أنه جاء ذكرها في سورة النمل , وهذه السورة فﯿها مشاهد وأحادﯾث بﯿن طائفة – من الحشرات والطﯿر والجن وسلﯿمان – علﯿه السﻼم فجاء ذكر الدابة وتكلﯿمها الناس متناسقاً مع مشاهد . السورة وجوّها العام
أشراط الساعة قال ابن عمر, وأبو سعﯿد الخدري : إذا لم ﯾأمروا بمعروف . ولم ﯾنهَوا عن منكر ,
أهل الحسنات لهم الحسنى وزﯾادة , حتى إن التمرة ﯾربها ربنا بإخﻼص صاحبها حتى تكون مثل أحد , أما أهل اﻵثام والظلم والفواحش , فتُهان كرامتهم كما أهانوا أنفسهم بالمعاصي , ولهذا ﯾبدأ في العقوبة . بوجوههم التي هي أشرف الجسد
من لطائف التفسﯿر
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك