*[ سِـلْـسِلَـــةُ تَــــدَبُّـــر الـــقُـــرْآنِ ] لِـشَيْـخِـنَـا الـعَـلَّامَـةِ: صَالِـحِ بْنِ فَــوْزَانَ الـفَـوْزَان - حَفِـظَـهُ اللهُ وَمَتَّعَـهُ بِالـصِّـحَّـةِ وَالـعَـافِـيَـةِ - آمِـيـن - الــعَــدَدُ:[ 17 ]*
*------------------------------------*
*وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ الـرَّحْمَـٰنُ:*
*فَتِلَاوَةُ الْــقُــرْآنِ مَــعَ تَـدَبُّـرِهِ وَالتَّفَكُّـرِ فِيهِ؛ تَـزِيـدُ فِي إيمَانِ العَبْدِ، قَالَ تَعَالَىٰ:﴿فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ فَزَادَتۡهُمۡ إِيمَـٰنࣰا وَهُمۡ يَسۡتَبۡشِرُونَ﴾ وَكُلَّمَا أكْـثَـرَ الإِنْسَانُ مَـنْ تَــدَبُّــرَ هَــذَا الْــقُـــرْآن؛ فَـإِنَّـهُ يَـزِيـدُ إيمانُهُ، وَيَـزِيـدُ يَقِينُهُ، وَيَطْمَئِنُّ قلبُهُ، وَيَـزِيـدُ عِلْمُهُ وَفِقْهُهُ، فَـإِنَّـهُ لا يَـشْـبَــعُ منهُ العُلَمَاءُ، ولا تَفنَىٰ عَجَائِبُهُ، ولا يَخْلَقُ مِنْ كَثرَةِ الــرَّدِّ.*
وَقَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ فِي الــرَّدِّ على المُرتَـدِّينَ والـزَّائِغِينَ:﴿فَهَلۡ عَسَيۡتُمۡ إِن تَوَلَّيۡتُمۡ أَن تُفۡسِدُوا۟ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَتُقَطِّعُوۤا۟ أَرۡحَامَكُمۡ أُو۟لَـٰۤئِـكَ ٱلَّذِينَ لَعَنَهُمُ ٱللهُ فَأَصَمَّهُمۡ وَأَعۡمَىٰۤ أَبۡصَـٰرَهُمۡ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ٱلۡقُرۡءَانَ أَمۡ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقۡفَالُهَاۤ إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱرۡتَدُّوا۟ عَلَىٰۤ أَدۡبَـٰرِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلۡهُدَى ٱلشَّيۡطَـٰنُ سَوَّلَ لَهُمۡ وَأَمۡلَىٰ لَهُمۡ ذَ ٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَالُوا۟ لِلَّذِينَ كَرِهُوا۟ مَا نَزَّلَ ٱللهُ سَنُطِيعُكُمۡ فِي بَعۡضِ ٱلۡأَمۡرِۖ وَٱللهُ يَعۡلَمُ إِسۡرَارَهُمۡ﴾.
*وَلَـوْ أَنَّـهُـمْ تَـدَبَّـرُوا الْــقُــرْآنَ، لَـزَالَـت عَـنْـهُـمْ كُـلَّ هَـذِهِ الأَمْـرَاض وَهَـذِهِ العَوَارِض القَبِيحَة، وَلَوَصَلُوا أَرحَامَهُمْ، وَوَصَلُوا مَا أَمَـرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ، وَلَأَطَاعُوا اللهَ وَرَسُولَـهُ.*
*وَلَكِنَّهُمْ لَمَّا أَعْـرَضُوا عَـنِ الْـقُـرْآنِ وَلَمْ يَـتَـدَبَّـرُوهُ؛ ابْتُلُوا بِهَذِهِ المَصَائِبِ، فَابْتُلُوا بِالقَـطِيعَةِ وَحَقَّت عليهِمُ اللَّعنَةُ، وَوَقَعُوا فِي الـرِّدَّةِ، كُـلُّ ذَلِـكَ بِسَبَبِ أَنَّهُمْ لَمْ يَتَدَبَّرُوا الْــقُــرْآنَ.*
*وَأُغْلِقَت قُلُوبُهُمْ عَنِ الفَهْمِ:﴿أَمۡ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقۡفَالُهَاۤ﴾.*
*فَـالإِنْسَانُ إِذَا أَعْــرَضَ عَـنِ الْــقُــرْآنِ؛ فَـإِنَّ قَلْبَهُ يَقْسُو وَيَمْرَضُ، وَفِي النِّهَايَةِ يُقْفَلُ؛ فَلَا يَصِلُ إِلَيْهِ الـهُـدَىٰ وَلَا الـنُّــورُ، عُــقُـوبَــة لَــهُ - وَالعِيَاذُ بِاللهِ - كُـــلُّ هَــذَا بِسَبَـبِ عَــدَمِ تَــدَبُّــرِ الْــقُــرْآنِ الـكَــرِيـمِ؛*
وَلِــهَــذَا يَـقُـولُ الإِمَـامُ ابنُ القَــيِّـمِ رَحِمَهُ اللهُ:
*تَـــدَبَّـــرِ الــقُـرآنَ إِنْ رُمْـتَ الــهُـدَىٰ*
*فَـالـعِـلْـمُ تَـحْـتَ تَــدَبُّــرِ الـــقُـــرآنِ*
*- نَكْتَفِي بِهَذَا القَدْرِ وَنُكْمِلُ فِي العَدَدِ القَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَـبَـارَكَ وَتَـعَـالَـىٰ -*
*--------------------------------------*
*[ الـمَـصْــدَرُ: مُـحَـاضَـرَاتٌ فِـي الـعَــقِـيـدَةِ وَالــدَّعْــوَةِ: جـــــ: 2 / صــــ: 288 ]*
*---------------------------------------*