الغضب تغير فيسيولوجى وفيزيائى يحدث لجسم الانسان لحدوث شئ يكرهه او كره حدوثه او رؤيته وينتج عنه انفعالات غير مفهومه وغير اعتيادية وتغير كامل فى شخصية الانسان الغاضب وهو استجابة انسانية شائعة يعانى منها كثيرا من الناس فى محتلف اعمارهم وبيئاتهم واعمالهم ومشاغلهم ومن الصعب ان تجد انسانا لم يذق طعم الغضب ان المستشارين فى شؤن الزواج والعاملين الاجتماعين وعلماء النفس والاطباء والمشرفين على السجون والمدارس والممارسين فى شؤن الصناعة جميعهم ذاقوا تجارب الغضب من مصادرها مباشرة.
والغضب يظهر فى جميع الثقافات الغربية والشرقية وكان جزءا من النظريات القديمة كما هو جزء من النظريات المعاصرة فى موضوع الانفعال مع اختلاف جدته من فرد الى اخر بصرف النظر عن النوع والجنس والثقافة
وحين نغضب من شئ فقد نعبر عن غضبنا بطرق غير مباشرة كمن يغضب من زوجته فبدلا من ضربها يقوم بكسر الاوانى او القاء ما بيده على الارض او ضربه بالحائط وهو بذلك يخرج طاقة الغضب لديه وفى نفس الوقت يعاقب زوجته بالقيام بتنظيف ما تم كسره من اوانى او زجاج
ومن هنا نقول ان مشكلة الغضب ليس فى الغضب نفسه ولكن المشكلة تكون فى زيادة الغضب عن الحد فى الانفعال وفى المدة الزمنية له فكلما زادت مدة الغضب زادت مشاكله وما يترتب عليه وهنا نبهنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لاتغضب لاتغضب
– عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ رجلًا قال للنبي صلى الله عليه وسلم:
أوصني قال(لا تغضب، فردد مرارًا، قال: لا تغضب) (رواه البخارى )
فقد جاء من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال(ليس الشديد بالصُّرَعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب)
متفق عليه.
فهذا الغضب جمرة من الشيطان يلقيها في قلب الإنسان، ومن ثمّ فإن الإنسان بحاجة إذا ألقى الشيطان في قلبه جمرته أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم؛ لأن ذلك يدفع أثره، ثم هو بحاجة إن كان قائماً أن يجلس؛ لأن ذلك أثبت للإنسان، فيلزم الأرض، فلا يكون منه تعدٍّ في الخطى والمشي فيضر نفسه، أو يضر غيره، فإن لم ينفع معه ذلك فإنه يضطجع، وبالتالي فإنه لا يكون له حراك وانتقال فيصدر منه قتل أو أذية أو نحو ذلك.
فهذا أدعى لهدوئه إذا غضب، وأكثر لانضباط جوارحه وتصرفاته وسلوكه، ثم هو أيضاً مأمور بأن يتوضأ؛ لأن الشيطان يلقي هذه الجمرة في قلبه وهو المتسبب بالغضب والماء تطفئ النار، فإذا توضأ الإنسان فإن ذلك يخفف أثر هذا الغضب في نفسه.
فالغضب نزغة من نزغات الشيطان ، يقع بسببه من السيئات والمصائب مالا يعلمه إلا الله ، ولذلك جاء في الشريعة ذكر واسع لهذا الخلق الذميم ، وورد في السنة النبوية علاجات للتخلص من هذا الداء وللحد من آثاره ، فعلى الغاضب ان يملك نفسه وعليه:
– الاستعاذة بالله من الشيطان :
==========
عن سليمان بن صرد قال : كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم ، ورجلان يستبان ، فأحدهما احمر وجهه وانتفخت أوداجه ( عروق من العنق ) فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد ، لو قال أعوذ بالله من الشيطان ذهب عنه ما يجد »
رواه البخاري ، الفتح 6/337 ومسلم/2610 .
وقال صلى الله عليه وسلم : « إذا غضب الرجل فقال أعوذ بالله ، سكن غضبه »
صحيح الجامع الصغير رقم 695 .
– السكوت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إذا غضب أحدكم فليسكت »
رواه الإمام أحمد المسند 1/329 وفي صحيح الجامع 693 ، 4027 .
وذلك أن الغضبان يخرج عن طوره وشعوره غالبا فيتلفظ بكلمات قد يكون فيها كفر والعياذ بالله أو لعن أو طلاق يهدم بيته ، أو سب وشتم – يجلب له عداوة الآخرين . فبالجملة :
السكوت هو الحل لتلافي كل ذلك .
– الجــــــلوس
=======
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
« إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع) .
الـــــــوضوء
=======
فالوضوء يطهر الانسان ويهدى من النفس ويطفئ نار الغضب ويذهب الشيطان
وراوي هذا الحديث أبو ذر رضي الله عنه ، حدثت له في ذلك قصة : فقد كان يسقي على حوض له فجاء قوم فقال : أيكم يورد على أبي ذر ويحتسب شعرات من رأسه ؟ فقال رجل أنا فجاء الرجل فأورد عليه الحوض فدقه أي كسره أو حطمه والمراد أن أبا ذر كان يتوقع من الرجل المساعدة في سقي الإبل من الحوض فإذا بالرجل يسيء ويتسبب في هدم الحوض .
، وكان أبو ذر قائما فجلس ثم اضطجع فقيل له : يا أبا ذر لم جلست ثم اضطجعت ؟ قال فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم …. وذكر الحديث بقصته في مسند أحمد 5/152 وانظر صحيح الجامع رقم 694 .
وهناك أجر عظيم آخر في قوله عليه الصلاة والسلام :
« من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه ، دعاه الله عز وجل على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحور العين ما شاء »
رواه أبو داود 4777 وغيره ، وحسنه في صحيح الجامع 6518.
=========
علاج الغضب:
=====
أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم.
أن يتذكر الإنسان ما جاء في فضل الحِلْم وكَظْم الغيظ.
أن يتذكر الإنسان ما يترتب عليه من مفاسد.
يغير الحالة التي هو عليها، فيجلس إن كان واقفًا، ويضطجع إن كان جالسًا، ليهدأ عنه الغضب.
يغتسل أو يتوضأ؛ إذ الغضب من الشيطان، والشيطان خُلق من نار، والماء يطفئ النار.
يتذكر الإنسان قدرة الله عليه.
يتذكر الإنسان حِلْمَ الله على عباده.
واخيرا اذكركم بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
” ليس الشديد من غلب الرجال , ولكن الشديد من غلب نفسه ”
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك