عدد الضغطات : 9,176عدد الضغطات : 6,682عدد الضغطات : 6,399عدد الضغطات : 5,610
التميز خلال 24 ساعة
العضو المميز المراقب المميز المشرف المميز الموضوع المميز القسم المميز
قريبا
قريبا
قريبا

بقلم :
المنتدى الاسلامي العام

العودة   منتديات الحقلة > المنتدى الاسلامي > منتدى القرآن الكريم والتفسير

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: ذات مساء مساحه خاصه لكم (آخر رد :محمد الجابر)       :: مؤلم ... (آخر رد :محمد الجابر)       :: ...بم‘ـــآآآذآ تفــكــــر الآن ... (آخر رد :محمد الجابر)       :: لِ .. أَحَدُهُم ‘ ..| (آخر رد :محمد الجابر)       :: ضع بصمتك .. واترك أثراً ..~ (آخر رد :السموه)       :: وقع ولو بكلمه (آخر رد :السموه)       :: اللهم ... (آخر رد :السموه)       :: لـ نهتف : (يَآرَبْ )مساحة خاصه لكم لتناجون البارئ بماشئتم (آخر رد :السموه)       :: ثرثرة الواو (آخر رد :السموه)       :: دعاء اليوم ((متجدد بإذن الله)) (آخر رد :ابو يحيى)      


موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
قديم 20-01-2023   #1


طالبة العلم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1561
 تاريخ التسجيل :  20 - 06 - 2014
 أخر زيارة : 15-06-2023 (11:13 AM)
 المشاركات : 24,997 [ + ]
 التقييم :  17
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 اوسمتي
وسام العطاء وسام صاحب الحضور الدائم العطاء الذهبي المسابقه الرمضانيه عطاء بلاحدود 
لوني المفضل : Green
الفرق بين (فَرَجَعْنَاكَ)، و(فَرَدَدْنَاهُ)



(فَرَجَعْنَاكَ)،, الفرق, بين, و(فَرَدَدْنَاهُ)

(فَرَجَعْنَاكَ)،, الفرق, بين, و(فَرَدَدْنَاهُ)

الفرق بين (فَرَجَعْنَاكَ)، و(فَرَدَدْنَاهُ)

سألني الشيخ/ إدريس - حَفِظَه الله - أحد حفظةِ كتابِ اللهِ تعالى ومُعَلِّمِيه بمحافظة بني سويف- هذا السؤال: نرجو الإفادة عن بعض الكلمات في القرآن الكريم، وهي: ﴿ فَرَجَعْنَاكَ ﴾ [طه: 40]، و﴿ فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ ﴾ [القصص: 13]، ما الفرق بين (فَرَجَعْنَاكَ)، و(فَرَدَدْنَاهُ)؟


الجواب:
الجملة القرآنية الأولى جاءت في سورة "طه" في قوله تعالى: ﴿ إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ ﴾ [طه: 40]، والجملة الثانية جاءت في سورة "القصص" في قوله تعالى: ﴿ فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [القصص: 13]، ولبيان الفرق بين هاتين الجملتين القرآنيتين المسؤول عنهما بشكلٍ واضحٍ نتناولهما على النحو الآتي، وبالله التوفيق:
أَوَّلًا- مكونات الجملتين:
كلُّ جملةٍ من هاتين الجملتين المذكورتين بعد الفاء مكونةٌ من فعل متعدٍّ، وهو: (رَجَعَ، رَدَّ)، ومن فاعلٍ، وهو ضميرُ المتكلم المعظم نفسَهُ، وهو (نا)، ومن مفعولٍ به، وهو ضميرُ المخاطَبِ - عليه السلام - المبنيُّ على الفتحِ في الجملة الأولى، وضميرُ الغائبِ – عليه السلام- المبنيُّ على الضمِّ في الجملة الثانية، وكلاهما في محلِّ نصبٍ.

والضمير (نا) في الجملتين يَدُلُّ دلالةً واضحةً على عَظَمَةِ الفاعلِ الْمُنْعِمِ عزَّ وجلَّ، وعلى عَظَمَةِ المفعولِ به الْمُنْعَمِ عليه، وهو النبيُّ موسى عليه السلام، وعلى عَظَمَةِ النِّعْمَةِ التي أنعم اللهُ بها عليه وعلى أمِّه الصابرة.


ثانيًا- نوع الفاء قبل الجملتين:
الفاءُ في صَدْرِ الجملتينِ هي الفَاءُ الفصيحةُ التي تُفْصِحُ عن كلامٍ محذوفٍ قبلَها يستقيمُ به الكلامُ المذكورُ بعدَها، فتعطف هذه الفاءُ جملةً مذكورةً بعدها على كلامٍ محذوفٍ قبلها، كما في قوله تعالى: ﴿ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ ﴾ [طه: 40].

فالفاءُ فيه فَصِيحةٌ، عطفت الجملةَ التي بعدها على كلام محذوفٍ قبلها، والتقدير- والله أعلم-: فَتَقُولُ أُخْتُكَ: هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَن يَكْفُلُهُ؟ فقالوا: دُلِّينَا على ذلك، فجَاءت بأمِّك، فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ؛ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها بلقائك وإرضاعك.

قال أبو السعود العمادي (ت982هـ): "فالفاء في قوله تعالى: ﴿ فَرَجَعْنَاكَ إلَى أُمِّكَ ﴾ فصيحةٌ مُعْرِبَةٌ عن محذوفٍ قبلها، يُعطَف عليه ما بعدها؛ أي: فقالوا: دُلِّينا عليها، فجاءت بأمِّك، ‌فرجعناك إليها"[1].

‌ومثلها الفاءُ في قوله تعالى: ﴿ فَرَدَدْناهُ ‌إِلَى ‌أُمِّهِ ﴾، فقد أفْصَحَت عن كلامٍ محذوفٍ قبلها، وعَطَفَت الجملة التي بعدها عليه، والتقدير: فَقَالَتْ: هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ؟ فقَبِلُوا ذلك منها، ودلَّتْهُمْ على أمِّهِ، وكَلَّمُوها في إرضاعِه فقَبِلَتْ، فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ[2].


ثالثًا- الفعلان (رَجَعَ، ورَدَّ):
يتعدَّى الفعل (رَدَّ) إلى المفعول الأول بنفسه، ويتعدَّى إلى المفعول الثاني بواسطة حرف الجر (على) إذا كان معناه (لم يَقْبَل، أو خَطَّأَ)، تقول: (رَدَدْتُ عَلَيْهِ الْهَدِيَّةَ، ورَدَدْتُ عَلَيْهِ قَوْلَهُ)، وبواسطة حرف الجر (إلى) إذا كان معناه (رَجَعَ)، تقول: (رَدَدْتُ إلَيْهِ جَوَابَهُ، وَرَدَدْتُهُ إلَى مَنْزِلِهِ)، قال زين الدين الرازي (ت666هـ): "رَدَّ عَلَيْهِ الشَّيْءَ: إِذَا لَمْ يَقْبَلْهُ، وَكَذَا إِذَا خَطَّأَهُ، وَ(رَدَّهُ إِلَى مَنْزِلِهِ، وَرَدَّ إِلَيْهِ جَوَابًا): رَجَعَ"[3].

‌‌وقال الزَّبِيدِيُّ (ت1205هـ): "و(رَدَّ عَلَيْهِ الشيءَ: إِذا لَمْ يَقْبَلْهُ، وكذلك إِذا خَطَّأَهُ، وَنَقَلَ شَيْخُنَا عَن جماعةٍ من أَهلِ الاشتقاقِ والتصرِيفِ أَنَّ (ردَّ) يَتَعَدَّى إِلى المفعولِ الثَّانِي بـ(إِلى) عِنْد إِرادةِ الْإِكْرَام، وبِـ(عَلَى) للإِهانة، واستدلُّوا بِنَحْوِ قَوْله تَعَالَى: ﴿ فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ ﴾ [القصص: 13]، و﴿ يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ ﴾ [آل عمران: 149]، وَنَقله الجَلالُ السُّيُوطِيُّ وَسَلَّمه، فتأَمَّله، فإِنَّ الاستقراءَ رُبَّما يُنافِيه"[4].

وأمَّا الفعل (رَجَعَ) فيُستعمَل لازمًا، فيقال: رَجَعَ مِنْ سَفَرِهِ، وَرَجَعَ عَنْ الْأَمْرِ يَرْجِعُ رَجْعًا وَرُجُوعًا وَرُجْعَى وَمَرْجِعًا، وهُوَ نَقِيضُ الذَّهَابِ، ويُستعمَل متعديًا بِنَفْسِهِ فِي اللُّغَةِ الْفُصْحَى، فَيُقَالُ: رَجَعْتُهُ عَنْ الشَّيْءِ وَإِلَيْهِ، وَرَجَعْتُ الْكَلَامَ وَغَيْرَهُ؛ أَيْ: رَدَدْتُهُ، وَبِهَا جَاءَ الْقُرْآنُ الكَرِيمُ؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿ فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ ﴾ [التوبة: 83]، وَهُذَيْلٌ تُعَدِّيهِ بواسطةِ الهَمْزةِ، فتقولُ: (أَرْجَعْتُ الشيءَ)[5].


رابعًا- الفرق بين التعبيرين:
يَبدو من كلام تاج القُرَّاءِ الْكِرْمَانِيّ (ت505هـ) ومجد الدين الفيروزآبادي (ت817هـ) والشيخ زكريا الأنصاري (ت926هـ) أنَّ الفعلين في الجملتين القرآنيتين مترادفان، فهما بمَعْنًى واحدٍ.

لكن يَكْمُن سِرُّ التعبير بأحدهما دون الآخر في الموضعين عند الْكِرْمَانِيّ والفيروزآبادي في أنَّ التعبيرَ بلفظِ الرَّجْعِ ألْطَفُ من التعبير بلفظ الرَّدِّ؛ لأنَّ الرَّجْعَ لا يقتضي كراهيةَ الشيءِ المرجوع، بخلاف الرَّدِّ الذي يقتضي معنى كراهية الشيءِ المردودِ؛ فلذلك خُصَّ بفعل الرَّجْع موضع سورة "طه"، وخُصَّ بفعل الرَّدِّ موضع سورة "القصص"؛ وذلك تصديقًا لقوله تعالى لأمِّ موسى عليه السلام قَبلُ: ﴿ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ ﴾ [القصص: 7].

قال الْكِرْمَانِيّ (ت505هـ): "قَوْله: ﴿ ‌فَرَجَعْنَاكَ إلى أُمِّكَ ﴾، وَفِي الْقَصَص﴿ فَرَدَدْنَاهُ ﴾؛ لِأَنَّ الرَّجْعَ إِلَى الشَّيْء وَالرَّدَّ إِلَيْهِ بِمَعْنًى، وَالرَّدُّ عن الشَّيْء يَقْتَضِي كَرَاهَة الْمَرْدُود، وَلَفظُ الرَّجْعِ ألطفُ؛ فَخُصَّ بـ"طه"، وَخُصَّ "الْقَصَص" بقوله: ﴿ فَرَدَدْنَاهُ ﴾ تَصْدِيقًا لقَوْله: ﴿ إِنَّا رَادُّوْهُ إِلَيْكَ ﴾"[6].

وقال الفيروزآبادي (ت817هـ): "قوله: ﴿ ‌فَرَجَعْنَاكَ إلى أُمِّكَ ﴾، وفي القصص ﴿ فَرَدَدْنَاهُ ﴾؛ لأَنَّ الرَّجْع إِلى الشيءِ والرَّدَّ إِليه بمعنًى، والرَّدُّ عن الشيءِ يَقْتَضِي كَرَاهَة الْمَرْدُود، وكان لفظُ الرَّجْعِ أَلطفَ؛ فخُصَّ "طه" به، وخُصَّ "القَصَص" بقولِهِ: ﴿ فَرَدَدْنَاهُ ﴾؛ تصديقًا لقوله: ﴿ إِنَّا رَادُّوْهُ إِلَيْكَ ﴾"[7].

ويَكْمُن سِرُّ التعبير بأحدهما دون الآخر في الموضعين عند الشيخ زكريا الأنصاري (926هـ) في قصد تعادل الجملتين وتساويهما في الثقل والخِفَّة على اللسان عند النطق بهما، وذلك حيث يقول: "قوله تعالى: ﴿ ‌فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أمِّكَ كي تَقَرَّ عَيْنُهَا ولا تَحْزَنَ... ﴾ الآية، قاله هنا بلفظ الرَّجْعِ، وقال في "القصص": ﴿ فَرَدَدْنَاهُ ﴾ بلفظ الرَّدِّ؛ لأنَّهُمَا وإن اتَّحَدا مَعْنًى؛ لكنْ خُصَّ الرَّجْعُ بما هُنَا؛ ليُقَاوِمَ ثِقَلُ الرَّجْعِ خِفَّةَ فَتْحِ الكَافِ، والرَّدُّ بـ "القصص"؛ لتُقَاوِمَ خِفَّةُ الرَّدِّ ثِقَلَ ضَمَّةِ الهَاءِ، وليُوَافِقَ قَوْلَهُ: ﴿ إنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ ﴾"[8].


تتمة:
لَعَلَّ السِّرَّ في التعبيرِ بأحد الفعلينِ دون الآخر في الموضعين راجعٌ إلى المقامِ وسياق الآيات في السورتين، والغرض من ذكر قصة الطفولة فيهما.

فالمقامُ الذي ذُكِرَت فيه القصة في سورة "طه" مقامُ أمْرِ موسى عليه السلام بالذهابِ إلى فرعونَ لتبليغ الرسالة ﴿ اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ﴾ [طه: 24]، فلجوءِ موسى عليه السلام إلى الله تعالى بالدعاء لشرح الصدر، وتيسير الأمر، وحل العقدة، وجعل هارون وزيرًا له، معينًا على تبليغ رسالته وعلى طاعة الله تعالى، فأعطاه اللهُ ما سأل، وذكَّرَهُ بنِعَمِه عليه صغيرًا، لا حول له ولا قوة، ثُم أَمَرَهما بالذهابِ إلى فرعونَ لتبليغ الرسالة ﴿ اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ﴾ [طه: 43].

فالمقامُ في أوله مقامُ خطابٍ لموسى عليه السلام وتكليفٍ له بالذهاب إلى فرعون وحده، ثم صار إلى خطابٍ لموسى وهارون عليهما السلام، وتكليفٍ لهما معًا بالذهاب إلى فرعون، وقد ذُكِرَت القصةُ بينهما؛ لتذكير موسى عليه السلام بنِعَم الله عليه صغيرًا بعد إجابة دعائه، ومقام خطابِ النبيِّ عليه السلام يقتضي اللطفَ في التعبير؛ فكان التعبير بـ(فَرَجَعْنَاكَ) أنسبَ لهذا المقام، وأليقَ بذِكْر النِّعَم والمِنَن.

وتأمَّل الآيات الكريمة: ﴿ اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي * وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي * كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا * وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا * إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا * قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَامُوسَى * وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى * إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى * أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي * إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَامُوسَى * وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي * اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي * اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ﴾ [طه: 24 - 43].

والمقام الذي ذُكِرَت فيه القصة في سورة "القصص" مقامُ غَيْبَةٍ ورعايةٍ وحفظٍ من طغيان فرعون بعد ولادة موسى عليه السلام، ثم تربيته في بيت فرعون، حتَّى صار كأنَّهُ من آل فرعون في السلامة والأمان والسعة... وقد ذُكِرَت القصةُ هنا على سبيل القصد لا التبعية لغيرها، من بداية مرحلة الولادة والإرضاع إلى مرحلة الإرسال إلى فرعون، وما تلاها من أحداث جسام.

ومقامُ الْغَيْبَةِ لا يقتضي اللطف في التعبير، فكان التعبير بـ﴿ فَرَدَدْنَاهُ إلى أُمِّهِ ﴾ أنْسَب لهذا المقام، ولوعد الله لأمِّ موسى برَدِّهِ إليها في قوله: ﴿ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ ﴾ [القصص: 7]، فلمَّا كان وعده لها بلفظ الرَّدِّ إليها صَدَقَ وَعَدَهُ بالتعبيرِ بهذا اللفظِ أيضًا.

وتأمَّل الآيات الكريمة: ﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ * فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ * وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ * فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [القصص: 7 - 13].

والله سبحانه وتعالى أعلم بمراده.


[1] إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم: 6/ 16.

[2] ينظر: روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني للألوسي: 10/ 260.

[3] مختار الصحاح (ر د د) 121.

[4] تاج العروس من جواهر القاموس: 8/ 89.

[5] ينظر: المصباح المنير للفيومي (ر ج ع): 1/ 220.

[6] البرهان في توجيه متشابه القرآن لما فيه من الحجة والبيان ص174.

[7] بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز: 1/ 314.

[8] فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن ص364، 365.





الألوكة

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك



منتديات الحقلة

منتديات الحقلة: منتديات عامة اسلامية ثقافية ادبية شعر خواطر اخبارية رياضية ترفيهية صحية اسرية كل مايتعلق بالمرأة والرجل والطفل وتهتم باخبار قرى الحقلة والقرى المجاوره لها





hgtvr fdk (tQvQ[QuXkQh;Q)K ,(tQvQ]Q]XkQhiE) hgtvr fdk




hgtvr fdk (tQvQ[QuXkQh;Q)K ,(tQvQ]Q]XkQhiE) hgtvr fdk hgtvr fdk (tQvQ[QuXkQh;Q)K ,(tQvQ]Q]XkQhiE) hgtvr fdk



 

قديم 30-01-2023   #2
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ 2 أسابيع (01:21 AM)
 المشاركات : 210,290 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: الفرق بين (فَرَجَعْنَاكَ)، و(فَرَدَدْنَاهُ)



جزاك الله خير الجزاء
ونفع بك وبعلمك



 

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
(فَرَجَعْنَاكَ)،, الفرق, بين, و(فَرَدَدْنَاهُ)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تفسير: (فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَم طالبة العلم منتدى القرآن الكريم والتفسير 1 11-10-2022 09:52 PM
الفرق بين To , Too , TWo أبو رامز منتدى اللغة الانجليزية 3 06-09-2015 03:10 PM
الفرق بين To - for استغفر الله منتدى اللغة الانجليزية 3 12-04-2015 07:32 AM
الفرق شبر ابو يحيى المنتدى الاسلامي العام 2 03-02-2014 05:05 PM
الفرق بين (هو) و(هي) .. سمو الأميرة المنتدى العام 8 15-06-2013 06:08 PM

Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 01:25 PM

أقسام المنتدى

الاقسام العامة | المنتدى الاسلامي العام | المنتدى العام | منتدى الترحيب والتهاني | الاقسام الرياضية والترفيهية | العاب ومسابقات | الافلام ومقاطع الفيديو | منتدى الرياضة المتنوعة | الاقسام التقنية | الكمبيوتر وبرامجه | الجوالات والاتصالات | الفلاش والفوتوشوب والتصميم | منتدى التربية والتعليم | قسم خدمات الطالب | تعليم البنين والبنات | ملتقــــى الأعضـــــاء (خاص باعضاء المنتدى) | المرحله المتوسطه | منتدى الحقلة الخاص (حقلاويات) | منتدى الاخبار المحلية والعالمية | اخبار وشـؤون قرى الحقلة | اخبار منطقة جازان | الاقسام الأدبية والثقافية | الخواطر وعذب الكلام | منتدى الشعر | عالم القصة والروايات | اخبار الوظائف | منتديات الصحة والمجتمع | منتدى الصحة | منتدى الأسرة | منتدى السيارات | منتدى اللغة الانجليزية | منتدى الحوار والنقاشات | منتدى التراث والشعبيات والحكم والامثال | منتدى التعليم العام | منتدى السفر والسياحة | الثقافه العامه | منتدى تطوير الذات | كرسي الإعتراف | منتدى عالم المرأة | عالم الطفل | المطبخ الشامل | منتدى التصاميم والديكور المنزلي | المكتبة الثقافية العامة | شعراء وشاعرات المنتدى | مول الحقلة للمنتجات | الخيمة الرمضانية | المـرحلـة الابتدائيـة | استراحة وملتقى الاعضاء | المرحله الثانويه | الصور المتنوعة والغرائب والعجائب | المنتدى الاسلامي | منتدى القرآن الكريم والتفسير | سير نبي الرحمة واهم الشخصيات الإسلامية | قصص الرسل والانبياء | قسم الصوتيات والفلاشات الاسلاميه | اخبار مركز القفل | منتدى الابحاث والاستشارات التربوية والفكرية | افلام الانمي | صور ومقاطع فيديو حقلاويات | البلاك بيري / الآيفون / الجالكسي | بوح المشاعر وسطوة القلم(يمنع المنقول ) | مناسك الحج والعمرة | منتدى | ارشيف مسابقات المنتدى | منتدى الحديث والسنة النبوية الشريفة | المنتدى الاقتصادي | منتدى عالم الرجل | اعلانات الزواج ومناسبات منتديات الحقلة | تراث منطقـة جــــازان | كرة القدم السعوديه | منتدى الرياضة | كرة القدم العربيه والعالمية | ديـوان الشـاعـر عمـرين محمـد عريشي | ديـــوان الشــاعـر عـبدة حكمـي | يوميات اعضاء منتديات الحقلة | تصاميم الاعضاء | دروس الفوتوشوب | ارشيف الخيمة الرمضانية ومناسك الحج والعمرة الاعوام السابقة | منتدى الاخبار | نبض اقلام المنتدى | ديـــوان الشــاعـر علـي الـدحيمــي | الاستشارات الطبية | الترحيب بالاعضاء الجدد | قسم الاشغال الايدويه | قسم الاشغال اليدويه | مجلة الحقله الالكترونيه | حصريات مطبخ الحقله | ديوان الشاعر ابوطراد |



Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

Ramdan √ BY: ! Omani ! © 2012
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
Forum Modifications Developed By Marco Mamdouh
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

جميع المواضيع والمُشاركات المطروحه في منتديات الحقلة تُعبّر عن ثقافة كاتبها ووجهة نظره , ولا تُمثل وجهة نظر الإدارة , حيث أن إدارة المنتدى لا تتحمل أدنى مسؤولية عن أي طرح يتم نشره في المنتدى

This Forum used Arshfny Mod by islam servant