يعقد في أواخر الشهر الحالي في باريس عدد من السياسيين والأكاديميين والمثقفين وعدد من شيوخ العشائر العراقية مؤتمر المشروع الوطني العراقي في باريس، والذي يعتبر مشروعا عراقيا عابرا للطائفية بمشاركة عراقيين وضيوف عرب من مختلف الطوائف والمكونات.
وأكد المركز الإعلامي للمؤتمر في تصريح خاص لـ"الرياض": بأن مؤتمر المشروع الوطني العراقي ستشارك فيه شخصيات سياسية عراقية مختلفة تمثل كافة الطوائف العراقية عابرة للطائفية من داخل العراق وخارجه، وهدفه الأساسي تأكيد امكانية توحيد الشعب العراقي والعملية السياسية والغاء بما يسمى بالمحاصصة والتقسيم الطائفي وتغليب مبدأ المواطنة على الانتماء الطائفي والعرقي وجعل الانتماء للوطن هو الغاية الأساسية، فالعملية السياسية في العراق وصلت لطريق صعب جداً بالوقت الحالي ورعاة هذه العملية ولا سيما السلطة الحالية فشلوا في إدارة البلاد وفي بناء عملية سياسية حقيقية ديمقراطية عراقية بعيداً عن التدخل الإيراني، وبالتالي كان لابد للعراقيين المثقفين والحريصين على مصلحة البلاد أن يجتمعوا ويتدخلوا لوضع لبنات حقيقية لعملية سياسية قائمة على مبدأ الدولة المدنية وروح المواطنة وخارج أي إطار للتقسيم الاجتماعي أو المذهبي أو العرقي، وأضاف البيان بأن المؤتمر سيشارك فيه شخصيات عراقية يمثلون أطيافا مختلفة ومعظمهم من التكنوقراط السياسيين وكثير من هؤلاء من قادة الرأي في المجتمع، وأشار البيان بأن الأجندة الرئيسية للمؤتمر تتعلق بمناقشة مرجعية فكرية تهم كتابتها من قبل هيئة استشارية تضم عراقيين تكتب ثوابت وحدة الشعب العراقي وطبيعة العلاقة بين المواطن والسلطة وانهاء الصراعات التي تسببت بها إيران بين أبناء الشعب العراقي، كما سيحرص المؤتمر على إدانة الإرهاب بكافة اشكاله ومن أي مصدر أتى سواء كان من التنظيمات الإرهابية كتنظيم داعش الإرهابي أو من الميليشيات الطائفية في العراق المرتبطة بإيران، كل هذه تمثل للمشاركين في المؤتمر قوى إرهابية ضد الشعب العراقي يجب أن تنتهي وتزول كي يستطيع العراق إعادة بناء نفسه وتأسيس عملية سياسية حقيقية قائمة على أسس المواطنة دون أن يكون هناك من يرفع السلاح غير الدولة، وأكد ان المؤتمر يسعى للحصول على تأييد المجتمع الدولي ولاسيما الدول الكبرى والدول العربية الشقيقة ولا سيما دول مجلس التعاون الخليجي من أجل تكريس الواقع السياسي الجديد المطلوب في العراق، ومن المنتظر أن يفرز المؤتمر قيادة للمشروع الوطني العراقي قيادة منتخبة تتولى بعد المؤتمر تنفيذ الأجندة التي يقرها، ومن أبرز ذلك التواصل مع المجتمع الدولي والدول العربية ودول مجلس التعاون الخليجي من أجل الحصول على الدعم الكافي السياسي والإعلامي والمعنوي من أجل تأكيد حقوق الشعب العراقي وتصحيح المسار الحالي في العراق وجعل العراق نقطة للسلام والاستقرار في المنطقة، وأوضح البيان بأن المؤتمر خلال الأيام الماضية واجه من الحكومة العراقية وإيران ضغوطا كبيرة على فرنسا الدولة المستضيفة من أجل الغاء المؤتمر وعدم استضافته، ولذلك أوفدت بغداد مستشارها الأمني القومي فالح الفياض برفقة وفد أمني كبير إلى باريس وجرى خلال ذلك لقاء الوفد مع وزير خارجية فرنسا، وحسب ما نشر في الإعلام الفرنسي بأن الوزير الفرنسي أكد للفياض بأن المؤتمر يقام في باريس في اطار حرية التعبير والرأي والمعارضة العراقية من حقها ان تعبر عن رأيها وموقفها ولا سيما ان كان هذا الموقف يدعم ويصحح العملية السياسية ويجعلها في اطار واقعي في العراق، ولفت البيان بأن إيران تسعى لعدم إقامة هذا المؤتمر والذي يكشف نفوذها وتدخلها في الشأن العراقي.
الحسيني: المؤتمر سيقطع وصاية الولي الفقيه على العراق
من جانبه أوضح العلامة السيد محمد علي الحسيني الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان بأن المواقف المتشددة والملفتة للنظر لنظام ولاية الفقيه من انعقاد المؤتمر الوطني العراقي التأسيسي في باريس، يجب أن يكون مفهوماً لكل ذي بصيرة متابع للأوضاع في العراق عقب الاحتلال ولحد يومنا هذا، بأن النظام الإيراني قد تعود وبعد أن أصاب سرطان نفوذه بلاد الرافدين أن تكون الكلمة والأخيرة والفاصلة له، ولم يتعود أبداً أن تكون هناك من كلمة أو موقف معارض له إلا بعد أخذ الأذن والسماح منه، وأن مؤتمر باريس للعراقيين الوطنيين كأول وأهم كلمة وموقف ومشروع عملي رافض للنفوذ الإيراني جملة وتفصيلاً، ومن هنا يجب معرفة سبب فقدان هذا النظام وعملائه وأذنابه لصوابهم من عقد هذا المؤتمر، والمحاولات والجهود المستميتة التي بذلها نظام ولاية الفقيه عبر عملائه ومرتزقته في العراق من أجل الحيلولة دون عقد المؤتمر الوطني العراقي والتي باءت بفشل ذريع ولم تحصد إلا الخيبة والخذلان، وكذلك هذا دليل على خوف ورعب إيران من عودة السيادة الوطنية للعراق واسترداد العراق عافيته وجعل زمام الأمور بيد أمينة من أبناء الشعب العراقي الذين لا يدينون بولاء الطاعة إلا للشعب العراقي والمصالح العليا للعراق، وأضاف بأنه طيلة 13 عاماً من النفوذ الممقوت لنظام ولاية الفقيه في العراق لم يحصد العراق وشعبه سوى المصائب والمآسي والكوارث الإنسانية التي هزت على الدوام الضمير الإنساني لهول بشاعتها، وقد تأكد الشعب العراقي وقواه الوطنية بشكل خاص وللدول العربية والعالم أجمع بشكل عام استحالة نجاح العملية السياسية الجارية في العراق منذ أن مسك الإيرانيون بزمام الأمور فيها وطفقوا يوجهونها كيفما يحلو لهم، وأن تصاعد مد الرفض والكراهية للدور الإيراني الخبيث في العراق والذي سعى على الدوام ومن خلال طرق واساليب غير محترمة عزل العراق عن محيطه العربي وتغيير هويته العربية وجعله مجرد تابع في فلك نظام ولاية الفقيه، وأشار بأن المؤتمر جاء ليجمع ويوحد في الاتجاهات والرؤى والمواقف الرافضة للنفوذ الإيراني البغيض، وينسق فيما بينهما بما يخدم المصالح الوطنية العليا للعراق وشعبه، وذكر بأن بلاء الشعب العراقي بمختلف طوائفه منذ 13 عاماً من نظام ولاية الفقيه فهو الذي بث الإرهاب والنزعات المنحرفة والمشبوهة التي تدعو للكراهية والحقد والصراع الدموي، وأن الجميع باتوا يعلمون بأن نظام إيران هو من يقف خلف تأجيج الفتنة الطائفية في العراق وذلك من أجل أن يضمن نفوذه وهيمنته على العراق بحاجة لكي يجعل هذا الشعب منقسماً على نفسه ومشغولاً ببعضه، وبين الحسيني بأن الحكومات العراقية المتعاقبة من بعد الاحتلال الأميركي هي حكومات تسابقت على تقديم ولاء الطاعة والخدمة لإيران خصوصاً، وهذه الحكومات قد هيمن عليها أزلام وعملاء إيران، ولهذا فقد أشاعوا نشر الفساد كي يجعلوا الأوضاع والظروف مناسبة ومواتية للنفوذ والهيمنة الإيرانية، وأفاد بأنه سيشارك في المؤتمر الوطني العراقي الذي يعد خطوة إيجابية باتجاه إنقاذ العراق من الفساد والظلم والاستبداد، وليكون المؤتمر مشروعاً وأرضية خصبة وخالصة للشعب العراقي ضد العملاء الطائفيين ويكون عابرا للطوائف والقوميات، ويؤكد على وحدة العراق وهويته وعمقه العربي ويرفض هيمنة واحتلال الولي الفقيه.
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك