( أ ) الموقع الجغرافي :تقع قرية الحقلة في الجزء الجنوبي الغربي من منطقة جازان وبالنسبة لصامطة تقع في شرق صامطة جازان وتتبع محافظة صامطة التابعة لمنطقة جازان .
(ب) الموقع الفلكي : تقع قرية الحقلة بين دائرتي عرض 16ـ16,25شمالاً.
ويحد هذه القرية من الشمال قرية اللقية وشعب آل دهمي والقفل الذي يفصل بينهما وادي ليه, ومن الشرق قرية الحكامية وام القطب وابو الرديف ومن الجنوب قرية الروايا والجيانية والمصفق . ومن الغرب قريه القره وشعب الخرابة وصاحب البار.
يدخل مناخها ضمن مناخ المملكة القاري الحار صيفاً ويميل إلي الدفء شتاءً فتكثر بها الرطوبة صيفاً وأمطارها صيفية بسبب الرياح الموسمية وأهم الأودية التابعة لقرية الحقلة وادي المغيالة ويمر وسط قرية الحقلة والذي يعتبر الأساس لزراعتهم في القدم والذي يمثل أهمية كبيرة بالنسبة لأهالي هذه القرية .
عناصر المناخ :
(1)الحرارة : في فصل الصيف : يزيد متوسط درجة الحرارة في قرية الحقلة على 35درجة مئوية 0 أما في فصل الشتاء :فتميز هذا الفصل بانخفاظ ملحوظ في درجات الحرارة حيث لاتزيد درجة الحرارة عن 24 درجة مئوية 0
(2) الضغط الجوي والرياح : بما أن قرية الحقلة تقع في منطقة جازان فهي تتأثر بنطاقين من الضغط المنخفظ صيفاً أحدهما يتركز فوق جنوب قارة آسيا ، والثاني يتمثل في المنخفض الجوي السوداني الذي يساعد على تكوين ما يسمى بالرياح الجنوبية الغربية التي تعمل المرتفعات الشرقية على صدها مما يتسبب في نشوء عواصف رعدية وامطار غزيرة 0 كذلك تهب على القرية في أواخر فصل الصيف وبداية فصل الخريف رياح موسمية شمالية غربية تعرف محلياً باسم ( الغبرة )بضم الغين وتسكين الباء وهي رياح محملة بالغبار والأتربة ويبدأ هبوبها يومياً بعد الظهيرة وتستمر حتى بعد وقت الغروب وتبدأ على وجه التقريب في هبوبها مع بداية منزلة ( الزبرة ) وتنتهي مع نهاية منزلة ( الصرفة ) .
أما في فصل الشتاء : فيرتفع الضغط الجوي على المنطقة ومع ذلك تتمكن منخفظات البحر المتوسط من التوغل في المنطقة بسبب دفء البحر الأحمر وينتج عن توغل هذه المنخفظات الجوية سقوط الأمطار الشتوية على أجزاء كثيرة من منطقة جازان أهمها قرية الحقلة.
(3) الأمطار : تهطل الأمطار على القرية على مدار العام إلا أن الأمطار الخريفية أكثر انتشاراً وكبقية أجزاء المنطقة نجد أن أهم ما يميز الأمطار هو التذبذب السنوي . ويصل المعدل السنوي للأمطار في قرية الحقلة حوالي 100مليمتر .ومن الواضح أن كمية الأمطار التي تهطل على قرية الحقلة قليلة الا أن غناها النسبي بالمياه الجوفية التي يرجع معظم أصلها إلى تسرب مياه الأمطار التي تتساقط على المرتفعات الشرقية ولذلك تعد الأمطار المورد الرئيسي للمياه سواء بالاستخدام المباشر( مياه السيول ) أو الاستخدام غير المباشر ( المياه الجوفية ).
هناك علاقة وثيقة بين الزراعة والتربة ، إذ تأتي التربة في المرتبة الثانية من بين عناصر البيئة الطبيعية بعد المناخ ويطلق مفهومها على الطبقة السطحية المفتتة من القشرة الأرضية التي يستطيع النبات أن يمد جذوره ويمتص غذائه من خلالها ، ويعود نشوء هذه الطبقة وخصوبتها إلى تفاعل المناخ والتكوين الصخري والمواد العضوية وتصنف التربة في القرية إلى مايلي :
(1) تربة الأودية : تتوزع تربة الأودية على هيئة شريط يمتد حول مجرى وادي المغيالة وتتألف من أراضي طميه جلبتها مياه السيول من المناطق الجبلية وقامت بإرسابها على جانبي الوادي وفي كل عام تضاف الى سطحها مواد رسوبية دقيقة تحملها السيول وهذا يعني أنها لازالت في عملية بناء مستمرة. وتتميز تربة الأودية بأنها تربة منقولة وتتميز الأراضي التي توجد بها بأنها مستوية وتعتبر من أخصب أنواع الأراضي الزراعية 0
(2) تربة الخبت :يطلق لفظ الخبت على الأراضي التي لاتصلها مياه السيول بل تعتمد الزراعة فيها على مياه الأمطار والمياه الجوفية 0
موارد المياه
1- مياه الأمطار. 2- مياه السيول . 3- المياه الجوفية .
ومن أهم النباتات التي توجد في شمال وشرق وغرب وجنوب القرية هي : السلام ،والسمر ،والأثل ، وأشجار ، الأراك ،وهناك نباتان تزرع في المواسم على السيول ومياه الأمطار.
أ/ الرعي:
إن الأماكن المحيطة بقرية الحقلة أراضي خصبة توجد بها مراعي شوكية وأعشاب وحشائش مما جعل بعض الأهالي يقوم بالرعي لما للحيوان من أهمية في حياة البشر فنجد أن أكثر لدية اهتمام بالغ بتربية الأغنام والبقر والقليل يهتم بتربية الإبل وخاصة بعد التطور الحضاري ودخول الألبان في الأسواق0
ب/ الزراعة :
إن لموقع قرية الحقلة تميز خاص حيث أنها تقع على ضفة وادي (( المغيالة)) الذي يمر في وسط القرية منها وحيث أن ضفاف هذا الوادي تربة خصبة إذ يمتد من حافته إلى القرية ما يقارب 800م كلها تربة طينية ولهذا إستفاد المزارعون منه إستفادة جيدة واستثمرت جوانبه استثماراً حسنا ..فيتم زراعته خلال موسم الأمطار صيفاً ، بفضل الله ثم بفضل حكومة خادم الحرمين الشريفين فقد اهتمت بالزراعة اهتماماً بالغاً وذلك حينما أنشئت وزارة الزراعة والمياه عام 1372هـ والذي كان هدفها تطوير الإنتاج المحلي ونقل الزراعة من طرقها القديمة إلي طريق التطور والرقي الحضاري وكان نصيب أفراد هذه القرية نصيباً بالغ الأهمية وذلك حينما قدمت القروض المالية لبعض أفراد هذه القرية وذلك من أجل توسيع مصادر المياه واستعمال الآلات الحديثة ومع هذا التطور تغيرت الزراعة وأخذت تطوراً جديداً .
الزراعة قديماً /
تعتمد زراعة أهالي قرية الحقلة قديماً كما ذكر لنا على الوسائل البدائية إذ أن ركيزة الزراعة هي المحراث عن طريق الحيوانات الأيفة كالثور والحمير وتعتمد كلياً علي مياه الأمطار التي كانت في الماضي تصب علي أرجاءها دائماً . ومما أكده لنا القدماء أن الخضرة كانت هي ثوب القرية قديماً . وكانت تنتشر الزراعة علي حدود القرية من الشمال والجنوب والغرب في فصل الشتاء .
ويعتمد والإعتماد الكلي في الغذاء على القمح في مقدمة المواد الغذائية ثم يلي ذلك البقول والخضروات التي يتم زراعتها .
الزراعة حديثاً /
لما تيسر لهذه القرية سبل جديدة في الزراعة وبدأ الزراع يعتمدون ويستصلحون المياه الجوفية بوضع الآبار الإرتوازية إتسعت رقعة الزراعة أكثر مما كانت عليه من قبل واتسع نطاق المحاصيل الزراعية وأنواعها فبدأ البعض بوضع أفكار جديدة والاعتماد على التقطير في ري المزروعات وزرع بعض النباتات والأشجار مثل المانجو والبرتقال واللوز في الجزء الغربي منها أما بالنسبة للجزء الشمالي فمع قلة الأمطار وندرة المستفيدين من تلك المنطقة بدأ التصحر يرمي جلبابه عليها .
ويظل الجزء الحنوبي محتفظاً بشيء من الخضرة القديمة حيث تنمو بعض الأشجار بشكل دائري ما يشبه الغابات الصغيرة وقد استثمر ذلك الجزء حيث يعتمد حالياً علي مياه الأبار في فصل الصيف وفي فصل الشتاء على الأمطار كما سبق ذكره .
ج/ التجارة :
التجارة حديثاً /
هو المركز الثاني الذي يركز عليه أهالي القرية في حياتهم اليومية حيث أن ما يعادل نصف السكان يعملون بالتجارة ومزاولة الأعمال التجارية مثل بيع الأغنام ويملكون العديد من حضاير الأغنام داخل بيوتهم . وحيث أنه على مدار الأسبوع تقام أسواق عديدة داخل منطقة جازان فإنهم يشاركون فيها . يعمل في التجارة الكثير من أهالي قرية الحقلة وهناك تجار في هذه القرية يعدون من كبار التجار وهم ( عمر طلان وعلي هادي والعم عبدالله مهدي, وأحمد مهدي, احمد مشرقي, وعبدالله جمعان, وعطيه أحمد ,وعطيه أسود ، وكذلك منهم من يعمل في استيراد السيارات بأنواعها وبيعها.
التجارة قديماً/
لم يكن هناك ما يدعو إلى أن تكون قرية الحقلة محلاً تجارياً وذلك لصغر حجمها وقلة سكانها قديماً ، إذ كانت عدد المنازل لاتتجاوز خمسة عشر منزلاً قبل عشرين سنة تقريباً ولإن الإعتماد الأول على جانب كان الزراعة لذا لم يكن هناك مايسمى بالتجارة . ولكن في الوقت الحالي توجد محطات للبنزين , وتم إنشاء الحدايق , وكثرة البقالات ,..
قديماً /
ولأن الماضي دائماً هو الأجمل كان لابد أن أذكرهنا عادات أهل القرية مما سمعته من أفواه القدماء مع إطلالة كل فجر يخرج الناس من منازلهم المبنية من القش والخشب لصلاة الفجر وقبلها تنهض النساء لتحضير الطحين على حجر الرحى فتسمع صوت دق الطحين يسابق صوت الطيور وبعد عودة الرجال من المسجد يجتمع الأقربين والجيران على سفرة الإفطار الذي يكون من محتوياتها التمر والقهوة والبر والدخن والدقيق واللبن حتى تحاذى الشمس بتقديرنا اليوم الساعة السابعة أو الثامنة ويقضون صباحهم في سرد القصص والمواقف المسلية والجادة .....
والشئ الرائع أن اجتماعهم يكون مع بعضهم البعض رجالاً ونساءً وصغاراً وإن دل على شئ فإنما يدل على نقاء السريرة وطيب النفس .
الحاضر (اليوم ) /
نظراً لاتساع رقعة قرية الحقلة وتعدد القبائل والأنساب وبعد الناس عن بعضهم البعض وصحوتهم فإن التقائهم صباحاً يندر إلا في مركز الأعمال والأسواق ... ونظراً لزحمة العمل وانشغال النساء بالمدارس والأبناء كذلك ندر ما نجد من ينتظر في بيته إلى الساعة السابعة إلا الشيوخ والقواعد من النساء والرجال .
سكن في قرية الحقلة العديد من القبائل ثم رحلوا لعدم وجود المرعي وقلة المعيشة فرحلوا من أجل الحصول على الو ظيفة فرجع البعض منهم والبعض لم يرجع لمحبتهم للتطور.. وبدء الناس يجتمعون حولها من أماكن عدة وبدؤو يتوافدون عليها يوماً بعد يوم إلا أن عدد القبائل بدأ يزداد فمنهم النجمي والحمدي والكرشمي والحكمي والمستباني وجاء مؤخرا" البيشي الذي يسكن قريتنا حاليا" وقيل أن سبب تسميتهم النجمي بهذا الإسم (نسبة الى النجم بن علي الأسدي من نسل الصحابي عكاشة بن محصن رضي الله عنه ) .
تقبلوا خالص تحياتي / أبو رامــــــــــــــز
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك