في يومٍ من الأيام، وأنا على سجادة الصلاة، والكسل يغلبني
وضعت رأسي على الأرض بوضعية السجود ملقية بثقلي على الأرض، أخذت على ذلك وقتًا ليس بالقصير.
هممت بالوقوف للصلاة مستعيذة بالله من الكسل،
فلما وقفت ودخلت في الصلاة، وفجأة !
أظلمت الدنيا في عيني فأصبحت أرى سوادًا قاتمًا مخيفًا، والدماء تتدفق لرأسي وأنا أكاد أسقط على الأرض من ثقل رأسي.
أيقنت لحظتها أنه الموت لا مناص منه، فطار قلبي رعبًا وخوفًا من تلك النهاية .
نعم، الذي حدث هو أنني لم أتذكر من القرآن إلا قوله تعالى ( رب ارجعـــون لعلي أعمل صالحا فيما تركت)
والله إن هذه الآية لكأن لساني يصرخ بها لكن لا أستطيع الصراخ الآن ولا أقوى على إخراج أي صوت.
فأنا الآن مقبلة على سكرات الموت
أنا كنت في صلاة، لكن ! يارب صلاتي لم أخشع بها
ليييتني علمت أنها آخر صلاة لأخشع خشوعًا لم أخشعه في حياتي.
كيف لا وهي صلاة مودع !
تذكرت الأعمال الصالحة التي كنت أنوي عملها لكني أؤجلها لأعذار واهية وضعيفة.
أريد أن أصرخ . يارب أنظرني لأفعل كذا وكذا فأنا لم أتوقع أن الموت سيفاجئني وأنا أصلي، ولم أستعد بأي شيء فقد كنت أؤجل وطول الأمل يغرّني.
أنا في صلاة الآن ، لكن يااارب لم أفرح أن الموت أتاني الآن وأنا أصلي في حين كنا نتمنى تلك الميتة لكن لما أتى الجد علمت أني أمنّي نفسي بالعمل الصالح ولا أعمل به،
وصلاتي هذه أستحي منك يارب أن تقبضني عليها، فإني بلغت من التقصير في حقك يارب مبلغًا، فاعفُ عني يالله !