[اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا] {الطَّلاق:12}
من الواضح بأن القرآن الكريم يعرفنا عن الغيبيات لكى نعلم عن العالم الذى نحى فيه وهو الحياة الدنيا المادية بأنه الأدنى فى السبع عوالم التى خلقها الله
وهذا العالم المادى هو الذى نراه بأعيننا ونسمع الأصوات فيه بحاسة السمع التى تتأثر بالماديات وهذا العالم الماد يتكون من الأرض المادية وكواكب مثلها والشمس
ونجد النجوم فى السماء تكون كرة كبيرة وتكون مجرات فضائية كل هذه النجوم والكواكب والشمس والقمر هو فى نطاق عالمنا الحياة الدنيا وتنتهى الى أعلى فى كافة الأتجاهات بسدرة المنتهى أى نهاية الخلق وهى كرة كبيرة جدا بداخلها الحياة الدنيا بما فيها من شمس وقمر وأرض ونجوم
[إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الكَوَاكِبِ] {الصَّفات:6} [وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ] {الملك:5}
ونفكر أين باقى السموات السبع؟ [الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ البَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ] {الملك:3}
نجد بأن السموات الأخرى ليست من المادة لذلك هى منطبقه مع عالمنا المادى أى فى نفس موقعه وقد أخطأ المفسرون القدماء بأن تصورا
بأن هذه السموات فى أماكن بعيده عنا بينما هى فى نفس مكاننا منطبقة مع عالمنا المادى ففى هذه السموات السبع لأنها غير مادية ليس بها لا مكان ولا زمان
فالمكان والزمان يحدده الماديات نتيجة لدوران الأرض حول نفسها فيتحدد الزمن بيوم ونتيجة لدوران الأرض حول الشمس فيتحدد الزمن بسنه
وبأن هذه الكواكب والنجوم موجوده فى حياتنا الدنيا فقط وغير موجوده فى السموات السبع لأنها غير مادية ولذلك فالمكان والزمان يتحدد بالحياة الدنيا
[اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا] {الطَّلاق:12}
فنجد بأنه يوجد 7 أراضى أدناها الأرض الخاصة بالحياة الدنيا وبأن لكل سماء من السموات السبع أرضها وهى تقع جميعها فى نفس الموقع أى منطبقه على بعضها البعض لكن الأختلاف هو فى الدرجة لكل منها وكلها غير مادية أى أثيرية لاتدرك بحواس الجسد المادية فالأرض الأولى وهى أرضنا المادية فوقها سماؤها
بالحياة الدنيا وكل ما نراه هو فى أى اتجاه أو لأبعد مسافة هو فى نطاق حياتنا الدنيا كل ذلك ماديات وهذه هى أدنى حياة فى السبع
والحياه الثانية هى فى نفس المكان يوجد الأرض الثانية تشترك مع الأولى فى نفس المركز ويمكن أن يكون قطرها أصغر من الأرض الأولى
فلنفترض بأن نوع من الجن موجودين على الأرض الثانية وهى قطرها أقل من أرضنا وهى ليست مادية بل أثيرية لانراها ولانحس بها
فنفترض بأن جان يمشى على أرضه الثانية وكما قلنا بأن قطرها أقل من قطر أرضنا فيكون موقعه بالنسبة لنا هو تحتنا أى أن نوع الجن هذا
يسكن نسبيا كما نتصور تحت أرضنا ولكنه يسكن على أرضه الثانية والتى هى أقل فى القطر عن أرضنا وتعلوها سماؤه الثانية وكلها أثيرية
ونفترض بأن الأرض الثالثة أكبر قطرا من أرضنا فمن يمشى عليها نسبيا كأنه فى سمائنا وهكذا كل أرض من السبعه أكبر أو أصغر من أرضنا
ولكن الجميع منطبقين فى نفس الموقع وكل مخلوق فى أى من هذه العوالم السبع لايرى ولايحس إلا بعالمه فقط حسب درجته التى حصل عليها بعمله
[وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ] {الأنعام:132} كل مخلوق له حواس لكى يرى ويسمع بواسطته وهذه الحواس ترى عالمه
والله يدبر الأمر لكل من هذه العوالم السبع [فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ العَزِيزِ العَلِيمِ] {فصِّلت:12} [الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ البَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ] {الملك:3}
إذا الأنسان فوق أرضه هو فى عالم الحياة الدنيا وفوقه سمائه وتنتهى فى كرة هائلة هى سدرة المنتهى أى نهاية الحياة التى خلقها الله وفوقها الكرسى
إذا الكرسى يحيط بهذه الكرة الهائلة فوق السماء [ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ ] {البقرة:255}
والسماء الثانية منطبقة على الأولى أى فى نفس مكان الأولى وتنتهى هى أيضا فى سدرة المنتهى هذه الكرة الهائلة وأيضا فوقها كرسى الله
وأيضا الثالثة ثم الرابعه حتى السابعه فالكرى إذن فوق سدرة المنتهى لهذه السموات السبع [ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ ] {البقرة:255}
والآن نطبق هذه المعلومات على الحديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم لنتأكد من صحتها لأنها تبدوا غريبة لأننا تعودنا على عدم التصور الصحيح لأمور الدين
والآن جاء الوقت لكى نكون فاهمين لديننا لنعطيه حقه الواجب علينا رحلة الإسراء والمعراج أعظم معجزة لأى مخلوق وبأن نفهم مغزاها الصحيح
قلنا بأن العوالم سبع منها عالم مادى وهو الأدنى فيها ويسمى عالم الجبروت لأن الأنسان فيها بجسده المادى ويستطيع أن يعصى وأن يطيع فهو يتجبر
لأنهم مخير يمكنه أن يلقى نفسه فى التهلكة فيكون شيطانا من شياطين الأنس ويمكنه أن يزكى نفسه ويجعلها فى أعلى الدرجات بأعماله فيكون ملاكا
كل بعمله فى حياته الدنيا حتى يحوز فى النهاية على درجته ويكون له منزلته وباقى العوالم هى حياة أخرى غير مادية بها الملائكة لأنها أعلى فى الدرجات
وتسمى هذه العوالم الغير مرئية عالم الملكوت وهى النى زارها رسولنا صلى الله عليه وسلم فى المعراج أى بعروجه من واحده الى الأخرى الأعلى درجة
وقد سبقه اليها سيدنا ابراهيم عليه السلام [وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ المُوقِنِينَ] {الأنعام:75}
ورسولنا الحبيب قد أسرى به بجسده أى ركب البراق مع جبريل وانتقل بهما من الكعبة الى المسجد الأقصى حيث أبواب السموات السبع
وهناك عرج الرسول بنفسه ومعه جبريل الى كل سماء من السبع وكل لها منزله ومن بها حسب درجته والجميع أحياء حيث كلمهم الرسول وناقشهم ووصفهم لنا ثم أمهم فى صلاة جامعه لهم جميعا فوق ارض المسجد الأقصى ففى الأولى رأى آدم والثانية كلا من عيسى ويحى والثالثه يوسف والرابعه ادريس والخامسة هارون والسادسة موسى والسابعة ابراهيم وبها البيت المعمور والجنة وعندها سدرة المنتهى أى أعلى شيى فى الدرجات ونهاية ما خلق الله وهنا قال جبريل لرسول الله بأن بعرج هو بمفرده فوق سدرة المنتهى لأنه غير مسموح لأى مخلوق إلا رسول الله وبأن جبريل نفسه لايستطيع ومن يتعدى ذلك يحترق وعرج رسول الله بمفرده
وهناك صلى الله على المصطفى وباركه حسب العهد بين الله و إبراهيم يوم الوقفه على عرفات عندما أمره الله بذبح ابنه اسماعيل ووفى وفداه الله
وفرض الله على محمد صلى الله عليه وسلم الصلوات عليه وعلى اتباعه
وهذه الأحاديث الآن يمكن فهمها:
(وحدث نبي الله صلى الله عليه وسلم أنه رأى أربعة أنهار يخرج من أصلها نهران ظاهران ونهران باطنان فقلت: يا جبريل ما هذه الأنهار؟ قال: أما النهران الباطنان فنهران في الجنة، وأما الظاهران فالنيل والفرات) هكذا هو في أصول صحيح مسلم
وهذا يدل على أن الأراضى والسموات السبع موجوده فى نفس المكان منطبقه على بعضها البعض
عن أبي هريرة رضي اللّه عنه،
عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "ما بَيْنَ قبري وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِياضِ الجَنَّةِ
نفس الشىء أن الأراضى والسموات السبع موجوده فى نفس المكان منطبقه على بعضها البعض ففى هذا الموقع يوجد الروضة فى الجنة
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أَتَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِــي عَلَى مُوسَى عَلَيْهِ السّلاَمُ عِنْدَ الْكَثِيبِ الأَحْمَرِ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلّي فِي قَبْرِهِ
ومعنى ذلك بأن موسى وهو فى السماء السادسة موقعه ينطبق على قبره فى حياتنا الدنيا
لأن الأماكن تحدد بحياتنا الدنيا المادية وهذه العوالم الأخرى الغير مادية تتبعها
والآن نفكر بأن الله فى الأصل قد خلق آدم فى الجنة وبأن آدم بعد ارتكابه معصية عدم الطاعة أصبح هو وحواء على الأرض
لأن حواسهما قد أنخفضت فأصبحت حواس الجسد المادية كما نحن الآن وهى لاتحس الا بالماديات وهى الأدنى درجة
وبناء عليه ماذا يحدث لو زكى الإنسان نفسه ليفلح حسب قوله تعالى [قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا] {الشمس:9}
وذلك باتباع الشريعه والعمل بما يرضى الله والصلاة فى مواعيدها أى لبى حى على الفلاح وبالزكاة وبالصوم والعمل الصالح بذلك يحصل الأنسان
على درجة أعلى [وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ] {الأنعام:132}
عناك فرق بين من يعمل الشر فيكون ليس له درجة أما من عمل الصالحات وهو مؤمن نجد بأن الله يجعل له نورا ويعطيه درجات
[أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ] {الأنعام:122}
فالأنسان بدون النور هو ميت ولو كان يحى فى حياته الدنيا فالفرق بين أنسان ميت وهو فى حياته الدنيا وآخر حى هو النور الذى يودعه الله فى روحه
لذلك نجد الأنسان بعد أن أخذ درجة بأنه أصبح له نورا وبأنه دخل فى مرحلة الأيمان بعمله الصالح [يَوْمَ تَرَى المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ اليَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ] {الحديد:12}
أذن من الواضح بأن الأنسان مؤهل لكى يسترد ما فقده بمعصية آدم من أنه كائن محدود الحواس المادية الى ملاك يستخدم حواس النفس الأعلى درجة
وهذا عند بعض الناس الذين انتقلوا من مرحلة الأسلام الى مرحلة الأيمان وهذا مثال عن سيدنا عمر ابن الخطاب بأنه كان يخطب الجمعه ثم قال فجأة ياسارية الجبل لقد كان هناك جيش للمسلمين فى منطقة بعيده يحارب الكفار وكانت المعركة قائمة ورأى سيدنا عمر الجيش وهو يحارب وكان على رأس الجيش قائده سارية
وراى سييدنا عمر بأن الكفار يحاولون تطويق الجيش فما كان منه الا أن نادى سارية قائد جيشه وقال ياسارية الجبل فسمعه سارية وتوجه بالجيش الى الجبل وأنقذ الله المسلمين من الحصار وهذا يدل بأن المؤمنين يستخدمون حواس النفس فيرى بها الجيش من على بعد وينادى سارية ويسمعه سارية وينفذ أوامره
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك